أصداء

كوميديا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

من أعجب مشاهد الكوميديا العبثية في قضية "باسم يوسف" قيام أحد القابعين في العالم الافتراضي بتقديم بلاغ يتهم "يوسف" بإهانة باكستان، لا نعرف من وكله للقيام بهذه المهمة؟ أفهم أن يقوم السفير الباكستاني في القاهرة مثلا بتقديم هذا البلاغ بناء على طلب دولته، شيء غريب حقا لكن الأغرب هو أن الواقع الذي يعيشه المصريون أكثر سخرية وكوميديا مما يقدمه "باسم يوسف"، لماذا يكره الإخوان "يوسف" إلى هذا الحد، رغم أن نقده طال الجميع، كل الرموز في الحكومة والمعارضة، ولم يسلم أحد من نقده، رسم "باسم" بفن وإبداع البسمة على وجوه المصريين رغم الواقع المرير، وبات برنامجه محط أنظار محبيه في العالم العربي، وهذا الامر أزعج من يريدون تعليق فشلهم على الأخرين.

المصريون أنفسهم دأبوا على السخرية من الحاكم، إتسع نطاق السخرية والرفض لممارسات الرئيس "محمد مرسي"، وجماعته لأن أفعالهم تغرى الكثيرين لأن يسلكوا هذا المسلك، هم مجموعة من البشر تربوا على السمع والطاعة، لذلك تزعجهم حرية التعبير، وتكشف ممارساتهم وجود فجوة كبيرة بين عالمهم الخفي، وتصور قادتهم المنتشرين في مواقع مهمة في الحكومة، ومجلس الشورى، والقضاء، لكيفية التعامل مع بيئة العمل السياسى، وطبيعة العمل الإعلامى، وموقع حرية التعبير كحق من حقوق الإنسان فى العالم أجمع.

أثبتت جماعة "الإخوان المسلمين" إلتي لم تستفق بعد من صدمة وجودها في الحكم بعد أكثر من ثمانية عقود من العمل السري، والاضطهاد أنها مارد من ورق، لا تمتلك الخبرة الكافية للتعامل مع الشأن السياسى العام، ولا يملك أعضاؤها فهما محددا لكيفية إدارة العلاقات مع الدول، وأحاديث الرئيس "محمد مرسي" لا تدخل قلوب المصريين لأنها تُبنى على الواقع الافتراضي، الذي يعيش فيه، فحين يقول في زيارته الأخيرة للسودان " أبشروا لقد نهضت مصر " فهذا القول اثلج قلوب المصريين، لم يرى المصريون أي ملامح للنهضة بل أزمات السولار، ورغيف الخبز، والخطف، والسحل، والقتل، وارتفاع الأسعار، وغياب القانون، والبلطجة والظلم، وملاحقة الصحفيين، والنشطاء والأخونة، والفشل الاقتصادي، والسياسي، والتخبط في اتخاذ القرارات، أين بشائر النهضة؟ الواقع سيء وقبيح، الإخوان لا تمتلك كفاءات بشرية قادرة على إدارة الملفات، لا تريد إشراك الكفاءات في حل الأزمات، مصر مليئة بالمبدعين في الداخل والخارج، كفاءات يمكنها أن تحول مصر إلى دولة عظمى لكن العبرة عند الإخوان بالانتماء لطائفة وليس بالكفاءة.

السخرية من هذا الواقع المصري المؤلم، يترجمه "باسم يوسف" في "البرنامج" بطريقة بسيطة تنفذ إلى القلوب، لا يمكن لمن تربوا على السمع والطاعة أن يخرج من بينهم "باسم يوسف" لأن العقل ممسوح، وفن الكوميديا يخاطب العقل، هم فقط يستخدون منابرهم الإعلامية للسب والشتم بأقبح العبارات، والخوض في الأعراض، يشوهون صورة الدين لانهم يزعمون أنهم يحتكرون الحقيقة، وأنهم الصفوة المختارة كوكيل عن رب العالمين، نحج "باسم يوسف" خلال فترة زمنية قليلة في تعرية فكر الإخوان، وكشف زيف إدعاءاتهم، وكذب أحاديثهم، وخلف وعودهم، وفجورهم مع خصومهم، وخيانتهم للأمانة، وسينجح في دفع من عزفوا عن السياسة في العودة بقوة ليقولوا لا للظلم، ولا للفوضى ولا لتقسيم الشعب، ولا لانتهاك القانون، ولا لتدمير مصر، ولا لدفع فواتير لاطراف إقليمية ودولية.

التهم المُعلبة الجاهزة الموجهة لباسم يوسف وغيره هي إهانة الرئيس، والرئيس يهين نفسه بأفعاله المخجلة أمام العالم، فقد فتح مصر للإيرانيين على حساب الأمن القومي المصري والعربي، ولم يكشف عن نتائج التحقيق في مقتل جنودنا في رفح في رمضان الماضي حتى لا يحرج عشيرته من حماس، وينظر في ساعته بشكل لافت ومثير للسخرية في مؤتمر صحفي عالمي مع المستشارة الالمانية إنغيلا ميركل، والتهمة الأخرى وليست الأخيرة هي إزدراء الأديان، والرئيس نفسه أتهمته واشنطن بازدراء الأديان، من خلال مقطع فيديو قبل ترشحه للرئاسة قال فيه : "ارضعوا أبناءكم كراهية اليهود"، ووصفهم بـأحفاد القردة والخنازير وهو ما لا يصح قوله من مسؤول كان وقتها قياديا في جماعة تحرص وتخطط للوصول إلى الحكم، ولم يجد ما يرد به على الإدارة الاميركية سوى أن تصريحاته حُرفت من سياقها، ناهيك عن سب أصحاب الأديان والمذاهب الأخرى ووصفها بابشع الألفاظ من قبل المستشيخين في القنوات الدينية.

كوميديا نعيشها لأن جماعة "الإخوان" تعتقد أن "هيبة الرئيس" يجب عدم المساس بها ايا كانت أفعاله أو أقواله، وأيا كان أداؤه متخبطاً ومخيباً للآمال، ومهما فعل الإخوان لإسكات "باسم يوسف"، وقمع الإعلاميين، فلن يفلحوا، لأن الثورة المصرية مستمرة حتى تحقق أهدافها حينها فقط قد تتحول كوميديا السخرية إلى ترفيه راق.

إعلامي مصري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
......
karzan ali -

تحية طيبة لكاتب .. من الافضل ان نرى هذا البرنامج الرائع في كل بلدان العالم التي تكشف بسخرية هلاك السارق الذي سرق اموال الوطن والمواطنين ويريدون ان يظلم الشعب . هنا وهناك يقوم المسؤولون لأخفاء حرية الرأى الحرية الفردية هي حرية قول وإبداء و الخاصة والرأي واختيار مكان العيش والعمل. من اجل ان يفعلوا كل شيء من انفسهم ويكون الناس بلا راى هذا ما يريدون ..كل الانسان راى واحترام راى الى كل الناس هكذا نريد ان نتعلم وهكذا نريد ان نفعل

الهلاك للإخوان
أحمد الرويني -

لن يستطع هؤلاء المنافقون بعد ان افتضح امرهم ان يحولوا مصر الى جارية في بيت طاعة المرشد ، الهلاك لهم جميعا وتحيا مصر ، كصر الحضارة والتنوع والتاريخ من العار ان يحكم مصر هولاء .

السخرية لا تنتهي
عمر عبد العليم -

السخرية من نظام فاشل لن تنتهي مرسي نفسه كوميديان في كلامه وحركاته وشكله اخر حلاوة .

لا فض فوك
فادي احمد -

اصبت كبد الحقيقة ان لم يحل الإخوان اليوم قبل الغد ستغرق مصر في بحور من الدماء اذا لم يندخل العقلاء لانقاذ مصر ستغرق مصر في بحور من الدماء نخلص من عصابة مبارك تيجي لنا عصابة تنظيم ارهابي لا يصلح للحكم .