أصداء

لماذا يطل خاتمي من جديد؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

المحاولات المبذولة على عدة أصعدة من أجل الاعداد لحملة دعائية واسعة النطاق من أجل ترشيح محمد خاتمي لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات المزمع إجرائها في شهر يونيو/حزيران القادم، تأتي في ذروة تصاعد الازمة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية في البلاد و وصولها الى مفترقات حادة جدا.

محمد خاتمي، الذي کان رئيسا للجمهورية لولايتين کاملتين و شغل إيران و العالم کله بمزاعمه الاصلاحية و سعيه للتغيير، لکن و طوال فترتي رئاسته لم يحدث أي شئ من کل ماوعد و طالب به وانما ظل الحال على حاله ولم يکن اولا و آخرا سوى مجرد واجهة دعائية براقة لنظام إستبدادي قمعي موغل في الارهاب و الجريمة.

السعي لإعادة دفع محمد خاتمي الى الواجهة السياسية في ايران ليس مجرد صدفة او أمر عارض، وانما له أکثر من مبرر و سبب، ويمکن تحديد أهمها بثلاثة محاور هامة هي:

ـ النظام الايراني لم يعد يمتلك وجها بإمکانه مخاطبة و محاورة المجتمع الدولي عموما و الدول الکبرى خصوصا، ويبدو أنه قد إستهلك کل مابجعبته بهذا الخصوص من دون أن يصل الى نتيجة مرضية، وهو يرى أن في دفع خاتمي مجددا الى الواجهة أکثر من فائدة بصدد جذب العالم للإستماع من جديد للنظام عبر قناة خاصة.

ـ الارضية العامة في إيران باتت تتحرك بإتجاه إحداث التغيير و المطالبة الجدية به، وکما نجح خاتمي و من بعده الثنائي موسوي و کروبي في إمتصاص نقمة و غضب الشارع الايراني، فإن خاتمي کما يبدو يجري إعداده لکي يقوم بقيادة حملة جديدة من أجل إمتصاص الغليان و الغضب الشعبي المتزايد و إنقاذ النظام مجددا من عاصفة رفض قادمة.

ـ الدور المتصاعد و البارز الذي بدأت المقاومة الايرانية تضطلع به بعد التطورات الهامة الاخيرة على مختلف الاصعدة، ولاسيما النجاح الکبير الذي حققته منظمة مجاهدي خلق بإخراجها من قائمة الارهاب و تحرکها السياسي الملفت للنظر من أجل الحرية و الديمقراطية لإيران، ونجاحها الکبير على الصعيد الدولي دفع النظام لأخذ الحيطة و الحذر من هذا التحرك الذي بات المطلعون بالشأن الايراني يصفونه بالهجمة المضادة الحاسمة للمنظمة ضد النظام، والحضور الکبير لها في الشارع الايراني و الذي طفق النظام يحذر منه بشدة و يمکن إعتبار الزيارة الاخيرة لمحمد مصلحي وزير الامن في النظام

الايراني لبغداد مؤخرا، مسعى للنظام من أجل الالتفاف المؤقت عليه، ويقينا فإن طرح مسألة ترشيح خاتمي للرئاسة مجددا يأتي للوقوف بهذه الهجمة المضادة لمنظمة مجاهدي خلق و تحجيمها و الحد من تأثيرها، ولاسيما وان النشاط السياسي و الدبلوماسي للسيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة قد بات يسجل حضورا قويا لها في المحافل الدولية و يطرحها کزعيمة للتغيير و الامل في إيران.

إعادة ترشيح محمد خاتمي لمنصب رئاسة الجمهورية في الانتخابات الرئاسيـة القادمة و التي يحاول النظام الايراني الاعداد لها عبر تنظيمات طلابية تخضع لنفوذه و عبر مواقع التواصل الاجتماعي وکذلك المساعي المبذولة في العاصمة طهران و عدد من المحافظات الايرانية الاخرى، وقد سميت حملة إعادة ترشيح خاتمي و بحسب موقع"جرس"المقرب من مير حسين موسوي، "شمس صباح الامل"، بمثابة عملية جس نبض من جانب النظام للرأي العام العالمي و کذلك الموقف الدولي، من أجل إستغلال العملية الجديدة مجددا في سياق خاص يتم توظيفه لصالح مسعى النظام بإتجاه الحصول على القنبلة النووية، ومن المهم جدا الانتباه الى هذه اللعبة الجديدة و عدم الانبهار و الانخداع بها، ذلك أن خاتمي او موسوي او کروبي، ليسوا بدعاة تغيير او إصلاح حقيقي وانما هم دعاة ترقيع و عمليات تجميل لوجه النظام القبيح!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نظام غير قابل للاصلاح
شهاب -

مقال ذكي ، بالفعل لو كان لدى السيد خاتمي فكر اصلاحي عتيد لفعله وقاتل دونه في حينه لكن ليس لدى الرجل شيء يذكر خصوصا وان من يدير الدفة هو المرشد وبالتالي لا معنى لمنصب الرئيس الا (كمدير ) لدوائر الحكومة ليسهل جلد قفاه عند الحاجة.

نظام غير قابل للاصلاح
شهاب -

مقال ذكي ، بالفعل لو كان لدى السيد خاتمي فكر اصلاحي عتيد لفعله وقاتل دونه في حينه لكن ليس لدى الرجل شيء يذكر خصوصا وان من يدير الدفة هو المرشد وبالتالي لا معنى لمنصب الرئيس الا (كمدير ) لدوائر الحكومة ليسهل جلد قفاه عند الحاجة.

..................
حسين الناهي -

لامعنى له لان ترشيح خاتمي وان حصل لايعني فوزه. الكاتبه لديها موقف مسبق من ايران تعتبر نظامها " نظام إستبدادي قمعي موغل في الارهاب و الجريمة." لذا فهي تروج لهذا الامر. ايران وتركيا واسرائيل دول ديمقراطية بغض النظر عن مواقفنا واختلافاتنا مع كل منها اما لماذا تهاجم ايران دون اسرائيل او تركيا فهذه مسالة اصبحت واضحة للعيان

..................
حسين الناهي -

لامعنى له لان ترشيح خاتمي وان حصل لايعني فوزه. الكاتبه لديها موقف مسبق من ايران تعتبر نظامها " نظام إستبدادي قمعي موغل في الارهاب و الجريمة." لذا فهي تروج لهذا الامر. ايران وتركيا واسرائيل دول ديمقراطية بغض النظر عن مواقفنا واختلافاتنا مع كل منها اما لماذا تهاجم ايران دون اسرائيل او تركيا فهذه مسالة اصبحت واضحة للعيان

تحلیل ام توهم؟
مناف -

الکاتبة لها موقف سلبی مسبق ضد کل من و کل ما لا یتبع أو یوافق منظمة مجاهدی خلق. فبدون أی دلیل عقلی أو شاهد مثال من داخل المجتمع الایرانی تروج بان النظام الایرانی هو الذی یدفع خاتمی الی الترشیح. لکن الحال بما نشاهده داخل ایران مختلف کلیاً فالنظام لایرید ترشیح خاتمی و یهدده باشگال مختلفة من ضمنها طرح مسئلة عدم قبول ترشیحه من قبل مجلس صیانة الدستور المتشکل من 6 فقهاء منصوبین من قبل المرشد و 6 حقوقیین مقربین بل منصوبین بشکل آخر من قبل النظام. کما تتهم الکاتبة و تقول «نجح خاتمي و من بعده الثنائي موسوي و کروبي في إمتصاص نقمة و غضب الشارع الايراني» إذا کان الامر کما تکتبه السیدة سعاد فبإی مبرر بقیا موسوی و کروبی فی حصر اصعب من الحبس و بقی خاتمی ممنوعا من السفر الی خارج ایران و بقیا جماعة کثیرة من مساعدیهم و مشاوریهم فی الحبس؟ ثم تستغل الکاتبة لتشیر الی دور منظمة مجاهدی خلق المتصاعد والبارز الذی لا نری منه أی أثر ولو کان قلیلا داخل ایران و لا داخل المجتمع الدولی بأن تمثل هذه المنظمة الشعب الایرانی أو شریحة کبیرة من الشعب الایرانی أو تلعب دورا ایجابیا موثرا فی الساحة العالمیة فکیف یمکن تسمیة دور هذه المنظمة بالدور المتصاعد و البارز؟