أصداء

خطوة بحرينية جريئة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الخطوة التي أقدمت عليها مملکة البحرين بإدراج حزب الله اللبناني ضمن قائمة المنظمات الارهابية، خطوة تتسم بالجرأة و الشجاعة و تتحلى بالحکمة و بعد النظر لکونها تؤسس لما يجب أن يکون و ليس إنتظار ماقد تؤول إليه الاحداث و التطورات.

حزب الله اللبناني الذي حاول دائما طرح نفسه کقوة إقليمية و ليس کمجرد حزب او تنظيم سياسي داخل کيان دولة محددة، دأب على طرح نفسه کبديل فکري و سياسي و حاول عبر ترکيزه على إنتقادات لاذعة للنظام العربي الرسمي أن يجعل من طروحاته و أفکاره الغارقة في التضليل و التطرف و التجديف اساسا لبناء نظام سياسي بديل في المنطقة، لم يقف عند حدود الطروحات الفکرية السياسية المحضة وانما تجاوزها الى ماهو أبعد من ذلك بکثير عندما بدأ يطلق تصريحات و مواقف و يصدر بيانات تتناول قضايا و شؤونا داخلية لبلدان اخرى و تسعى من خلال ذلك ممارسة إبتزاز و ليس مجرد ضغط"والذي هو اساسا ليس من شأنه"، ومن نافلة القول أن هذا الحزب قد بات"ولفترة ما"، يلعب دور"قبضاي"تابع للنظام الايراني حتى وصل الامر الى طرح اسمه في قضايا أمن داخلية في مصر و العراق و البحرين و سوريا و قبرص و دول اخرى.

هذا الحزب الذي يمثل صناعة سياسية فکرية حرکية للنظام الايراني، يعلم الجميع بأنه ليس مجرد حزب عادي وانما هو دولة داخل دولة وهو يتصرف حقا باسلوب و منطق دولة بل وحتى انه لو شاء فيمکنه أن يختصر الدولة اللبنانية ذاتها في إرادته المفروضة بمنطق"قوته"المکتسبة بهرمون نظام ولاية الفقيه، وعلى الرغم من أن العديد من دول المنطقة قد شکت و إشتکت في مجالسها الخاصة من"ولدنة"هذا الحزب وتماديه في التباهي بالدعوة الى مواقف و أفکار النظام الايراني علنا، لکنها ولأسباب متباينة کانت تکظم من غيضها و"في العين قذى و في القلب شجى"، لکن و کما أسلفنا لم يبق الامر ضمن إطار التنظير وانما تعداه الى مجال التطبيق وان الخطوة البحرينية الجريئة التي أعقبتها تصريحات مثيرة و ملفتة للنظر من جانب عادل العسومي، عضو مجلس النواب البحريني و التي أکد فيها أن تلك الخطوة"أي إدراج اسم حزب الله ضمن قائمة التنظيمات الارهابية" تحمي امن البحرين و إستقرارها من الخطر الذي يمثله حزب الله، مشيرا الى الى وجود أدلة على تورط الحزب في أعمال تخريبية في المملکة موضحا ان الخلية الارهابية التي قبضت عليها السلطات البحرينية مؤخرا إعترفت بحصولها على التدريب و الدعم الکامل تحت إشراف عناصر من حزب الله للقيام بأعمال إرهابية.

الانکى من ذلك أن العسومي أکد بأن"الضباط السوريون المنشقون طوال السنوات الماضية قاموا بتدريب خلايا بحرينية بمساعدة من حزب الله للقيام بأعمال إرهابية"، وهو مايثبت حقيقة الدور المناط بحزب الله اللبناني و الغاية الاساسية من تأسيسه، وهنا جدير بنا أن نشير الى مسألة إدراج حزب الله ضمن قائمة التنظيمات الارهابية قد بات مطروحا بقوة على الصعيد الدولي، وان المسافة الزمنية التي تفصل بين هذا الحزب و قائمة الارهاب الدولية لم تعد بکبيرة أبدا وانما حتى هناك رؤى بصدد العزم على إختزال قسم منها في غضون المستقبل القريب، لکن الخطوة البحرينية أکدت بأن العزم و الاقدام قد باتا أکثر من ضروريين لمواجهة التهديدات المستمرة و الخروج من دائرة التمني و الرجاء و التعامل الدبلوماسي لأن هکذا حزب هو بالاساس خارج دائرة المنطق و الشرعية الدولية.

البحرين من خلال خطوتها العملية الصحية هذه للوقوف بوجه"غول"نفوذ النظام الايراني في دول المنطقة، فإنها قد کسرت حاجز الخوف من"البعبع" القابع في طهران قبل تابعه القابع في بيروت، وجدير بدول المنطقة أن تحذو حذو البحرين و تأخذ بزمام المبادرة و ليس تنتظر"شذرات"و"تداعيات" الاحداث و المؤشرات، فقد بات اللعب مکشوفا جدا خصوصا بعد التهديدات الاخيرة التي أطلقها مساعد وزير خارجية النظام الايراني حسين شيخ الاسلام ضد ترکيا و الاردن و لبنان و التي هدد فيها بالتدخل و التلاعب بالامن الاجتماعي لهذه الدول خصوصا في ترکيا حينما لمح للعلويين و الکرد في ترکيا و إحتمالات توظيفهم في مخططات سياسية تخل بالامن القومي لترکيا، طبعا هذا في حال سقوط نظام بشار الاسد، وان الانتظار غير المجدي لايفيد ولن يثمر عن شئ أبدا، ولذلك فمن الضروري قطع الخطوة الاولى الصحيحة بإتجاه تحجيم ذلك الغول الذي نفخ نفسه في طهران و تصور بأن حجمه الکارتوني سيثير الذعر في المنطقة، وان هذه الخطوة تتجلى في إدراج حزب الله ضمن قائمة التنظيمات الارهابية لسبب بسيط و واضح جدا وهو انه حقا کذلك!

إدراج اسم حزب الله ضمن قائمة التنظيمات الارهابية في البحرين، هو المسمار الاول الذي سيدق في نعش هذا الحزب مثلما هو بمثابة اول رسالة رد بالمثل على النظام المرشد و الموجه لهذا الحزب، ويقينا ان الارهاب الذي تميز به هذا الحزب لم يکن من عندياته او طروحاته الخاصة وانما هو وليد أفکار و توجهات خاصة مرسلة من طهران، ومن المؤمل جدا أن تساهم هذه الخطوة البحرينية في العمل الجاد من أجل السعي لتجفيف أصل مصدر الارهاب، الذي من المؤکد بأنه ليس في بيروت او غيرها وانما في طهران دون غيرها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف