الوجدان في المرجعية الدينية.. الإمام الخوئي مثالاً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مصطلح المرجعية والمرجع من ركائز المنظومة الشيعية الحديثة، وجذورها ترجع الى مئتي عام تقريباً (من أيام الشيخ الأنصاري صاحب كتاب المكاسب).
تكفلت المرجعية والمراجع مشاكل (الأمّة) في ابتلاءاتها العبادية والمعاملاتية، ورغم تحفظنا على مصلح الأمّة الذي يتكرر دوماً في أدبيات الشيعة حين تصف المرجع أو المرجعية، إلّا أننا نجد أن هذه القيادة استطاعت الى حد ما، حفظ خارطة الوجود والتعريف للشيعة، بلحاظ التضارب والتنافس بين المرجعيات في حقب كثيرة، لكنه كان صراعاً خفياً الى حد ما في تولي زعامة هذه الأمّة، وعلى طول الخط في التعايش مع الحكومات كانت هذه المرجعيات ناجحة في حفظ كينونتها، ولم تستطع اعتى السلطات من اختراق هذه المؤسسة بحيث تفتتها وتنهيها، والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه... مع أسئلة تلتحق
* هل كانت قوة هذه المرجعية وهؤلاء المراجع مبنية على أسس أخلاقية وجدانية، إذ أمّنت هذا الاستمرار في وجودها، مع كل هذه القطيعة (الظاهرية) مع السلطات الجائرة، والتراصف مع الحكومات الساندة لها؟
* هل كانت المرجعيات تساير معاناة مقلديها؟ وتتصدى لحلول واقعية لمآسي الأمّة وتخفيف آلامها، في حقب الطيش الحكوماتي في اللعب بمقدرات وأرواح الأمة؟
* هل كان الوجدان حاضراً في أشخاص المرجعية، يوم تحطمت أسوار مدننا الآمنة، فصارت غير آمنة؟ وهل دخل عدم الأمان في بيوت المراجع وتفاصيل أيامهم؟ وأين كانت المرجعية يوم سرنا سبايا يتخطفنا الجلاد والقدر الأسود الذي احتوانا؟
الجواب وبكل شفافية هو (لا) ولا، واضحة، لا لبس فيها ولا مجاملة، فقد تعامل جموع المراجع بالعقل مع تفاصيل الحقب، وتخلوا عن الوجدان النقي لخلاص الأمة، ولكي نروي جوابنا هذا (والذي سيعتبره الكثير إنه تجني وقسوة وقلة دراية)، نطرح بعض المقتربات التي نراها أسساً منطقية لاستدلالنا.
1. إن الموروث السياسي لزعماء الشيعة لتكوين سلوك التعايش هو مشوش، بين ثورة واستسلام، بين مواجهة ومداهنة، بين حرب خاسرة وأخرى ناجحة، فنجد أن ثورة الحسين بن علي كانت صورة راقية رائعة في تجسيد الوجدان، حين رفض كل عروض المساومة والنصح العقلية التي وجهت له قبل وأثناء الشروع في ثورته، ورغم النهاية المأساوية لحركته إلّا انه دخل التاريخ، لكن أخاه الحسن بن علي كان قد بايع معاوية والذي يمثل للشيعة الضد النوعي لخط علي وبنوه، كذلك سلوك ولده علي بن الحسين ومبايعتة لوالي المدينة المتسلط الجائر بدوافع عقلية لحقن دماء المسلمين، حين أصر الوالي بأن يبايعه الناس (على أنهم عبيد له)، وارتضى الإمام السجاد (علي بن الحسين) تلك البيعة، حتى يوقف قطع رؤوس كل من يرفض ذلك النص من المبايعة. ونجد ثورات هنا وهناك كثورة زيد بن علي بن الحسين، مقابل سكوت الأئمة من ولد الحسين كمحمد بن علي وجعفر بن محمد، بل وصل الإمام علي بن موسى الرضا الى ولاية العهد في زمن المأمون، وعليه، كان هذا الميراث المشوش هو مدعاة الى انتقائية في السلوك والتبرير، فمن
يسكن من المراجع يدعي أنه حسني (نسبة الى الحسن بن علي)، ومن يثور فهو حسيني، ومن يقبل البيعة والمنصب فمثله الإمام الرضا، وعلى هذا فقس.
2. إن المقترب الأول أدى الى تكوين مدرستين في الفقه والمباحث، تستنبط احكامها من سلوك من سبق من الأئمة، وعليه أقفل الباب على كل من يعترض أو يرغب في معرفة حقيقة سلوك هذا المرجع أو ذاك، وكل مرجع يرى نفسه ضمن إطار التكليف الشرعي الحق.
3. مع الاحباطات التي سايرت الخط الحسيني نتيجة لفشل الثورات وكثرة الضحايا، ابتعد هذا المفهوم من سلوك المرجعية، وتبنى السواد الأعظم منهم مدرسة العقل التي تصون (بيضة الاسلام) على حد زعمهم، ورأوا إن الخط الوجداني هو خط مكلف ومقلق ونتائجة كارثية، فصار المرجع منهم يفكر بمبدأ (الظلم القليل أفضل من الظلم الكثير) وهذه بالنتيجة هي عدالة عقلية مرجحة، ولقلة دراية أو الاكتفاء بالتجارب الفاشلة وجد الخط العقلاني في المرجعية أن مستقبل أي مواجهة هو فشل محتوم، فرفع الكثير منهم شعار (أيّ راية قبل راية المهدي المنتظر، هي راية ظلال)، وأن الفساد في العموم هو أفضل من الفوضى العارمة التي تأكل الأخضر واليابس، وخير دليل لهم على ذلك هو بيت الزوجية، فخصام الزوجين وكثرة المشاكل هو أهون من الطلاق الذي سيؤدي بالنتيجة الى تفكك الأسرة وضياع الأطفال.
الإمام الخوئي... كان خير مثال على المرجع العقلاني غير الوجداني، فسلوكه مع السلطة طيلة سنوات مرجعيته، كان هادءاً ومستقراً، وملايين مقلديه كانوا في تواصل مع فتاواه وسلوكه،
بل كانت السلطة البعثية الغاشمة تكن له احتراماً في الظاهر، ولم تتعرض لمرجعيته من قريب أو بعيد، وخروج المرجع محمد باقر الصدر على خط السير وتصادمه مع السلطة، ثم اعتقاله
وتصفيته، كان خير دليل على ظاهر التصالح بين مرجعية الإمام الخوئي والسلطة، فلم يحرك ساكناً ولم يعترض ولم يقم له ولو مجلس عزاء بالسّر.
وفي حادثة مشهورة يعرفها القاصي والداني من أهالي النجف، حين قرر النظام العراقي بدء عمليات التسفير الى إيران بحجة التبعية الإيرانية بداية الثمانينات من القرن المنصرم، أرسلت السلطة الى الإمام الخوئي، وفداً رفيع المستوى وطلبوا منه قائمة بأسماء من يرغب باستثناءهم من التسفير، فخط لهم قائمة بمئة وخمسون شخصية وعائلة إيرانية استثنوا من التسفير ولم يزالوا الى يومك هذا في العراق، وهذا الأمر مؤلم ومحزن وعجيب، فلم يعترض الإمام الخوئي على فكرة التسفير القسرية بالعموم، وبتلك العريضة بارك تسفير أكثر من نصف مليون عراقي، اعتقل شبابهم وسلبت أموالهم وهتكت أعراض الكثير منهم، فكان من الوجدان أن يرى الإمام الخوئي رعيته بعين رحمته، ويرى أمته التي قال لهم في أول صفحة من كتاب فتاواه (عمل العامي دون تقليد أو اجتهاد باطل)، أي حصر مصيرهم الدنيوي والآخروي به كشخص (ربما يصيب وربما يخطأ).
وحين بدأت انتفاضة الشيعة بعد انسحاب الكويت وسقوط المحافظات الواحدة تلو الأخرى كانت مفترق طريق آخر مع المرجعية، والإمام الخوئي يرى أن هذه فتنة وشكر صداماً على اخمادها في لقاءه معه، ووجدنا حواره الذي نقلناه في مقال سابق تحت عنوان (للتاريخ وقفة... نص الحوار الذي دار بين الإمام الخوئي وصدام)، وجدنا حواره صريحاً بإيمانه بأن صداماً كان محقاً في اخماد انتفاضة الشعب، ولم يكن الإمام الخوئي يحكي تقية أو خوفاً أو مجاملة، بل كانت مسألة العقل عنده حاضرة، ففساد صدام وجوره أهون من الفوضى التي لاتعرف نهايتها، وفي ظل البعث، هناك حكومة وشرطة وأمان، وهذا أرجح من الفلتان والقتل والدماء، كان عقل الإمام الخوئي حاضراً، لكن وجدانه كان غائباً، فالوجدان كان سيأخذه الى جموع المنتفضين وينضم
حركتهم ويقوي عزيمتهم ويذوب معهم، كان الوجدان غائباً حين وصف قوافل شهدائنا ببعدهم عن الدين، وهو محق بذلك، فدين العقل هكذا، لكن دين الوجدان هو أن تنتفض حين تكون مظلوماً وتمد يدك حين يستصرخك المحتاج.
لم يخطف صداماً الإمام الخوئي للقاءه كما يدعي البعض، فحوار المختطف ليس هكذا، المختطف يسكت ولا يجيب إلّا عند سؤاله (بنعم أو بلا) ليوصل رسالة الى المتلقي بإنه مختطف، الإمام الخوئي كان مسترخياً في لقائه مع صدام، فقد كان عقله حاضراً، وكان يتبرع بالتصريحات للطاغية، ونسبة ماتكلم به اضعاف ماتكلم به صدام، لم يكن مختطفاً البتة، بل كان يؤمن أن صداماً هو أفضل من فوضى تهدد البيت المرجعي... وإن تهدمت بيوت المقلدين على رؤوسهم.
وبكلمة واحدة نقول (مرجعيتنا بحاجة الى وجدان... وجدان يحس بوجع الأمة).
التعليقات
تجني وتطاول
7sn -المقالة من أولها لآخرها تجن وافتراء على أئمة أهل البيت عليهم السلام، الإمام الحسن عليه السلام عقد صلحاً مع معاوية الصلح ليس مبايعة كما تزعم، كما أن الإمام السجاد عليه السلام، لم يبايع والي المدينة على أنه عبد له، تطاول على المرجعية الدينية كما تشاء لكن الأئمة خط أحمر.
لا عواطف في القيادة
على باب الله -النجف مدينة المرجعية الشيعية في العالم...و نوضح أنها مدينة الجامعات الفقهية والدراسات حيث يقوم الطالب بالنهل من العلوم الفقهية من قبل كبار العلماء والخوئي اختير من قبل كل العلماء بالأعلم والمرجع الأكبر وهو رجل ايراني الجنسية ولا علاقة له بالمناوشات السياسية واعتقد انه استثنى مالايتجاوز العشر أفراد من التسفيرات ومنهم السيد الخوئي وبشير النجفي وعائلته وأتذكر شخص اسمه بلبلي وهو معمم سيء السمعة وكان بوقا لصدام حسين وقد قتل أثناء الانتفاضة...لا افهم دواعي الكاتب لننيل من هذا الرجل..فالفقهاء يبتعدون عن السياسة ومزالقها ونذكر الإمام أبو حنيفة الذي سجنه المنصور العباسي ثم أخرجه ليذله بجعله مراقبا للعمال!! الفقيه يهب علمه ولا يساوم به وجدير بالذكر ان السيد الخوئي لما سأل عن الصلاة في الكويت قال : لا تجوز الصلاة في أرض مسلوبة وكان في بيته ولم يكن عند حاكم ولما اقتيد إلى صدام وعاني قال اني قريب من الموت والموت قريب مني... وهناك ثوابت يلجأ إليها الفقهاء ولا اعتقد ان كل من يتوقع انه متمكن كتابة وقولا...وعيها...الخوئي لم يكن محاربا لوضع سياسي ولم يرغب فهذا ليس عمله ولا وجهته... واعتقد ان حال السيستاني مشابها فهو ينأى عن التدخل بالشأن السياسي المحلي رغم محاولات جر المرجعية لذلك...فالمرجعية في النجف مرجعية الشيعة لكل العالم وهذا ما اتفق عليه انك تريد تحجيم دورهم وجعله كمقتدى الصدر أو القرضاوي ...هي أكير من ذلك بوعيها وإدراكها وعدم التعاطي بعاطفة وجر البلاد والعباد لما لاتحمد عقباه
وجدان
علي -بعد كل هذا التفصيل والتنظير يصاب القاريء بخيبة امل من الكاتب حين عمد لتبني وجهة نظر صوفية شاعرية لاعلاقة لها لعالم اللاهوت والناسوت الذي هو اساس عمل المرجعبة. ومن خلاله تقديم النصيحة للناس. فما هو الوجدان؟ كلمة شاعرية مغرقة في التهويم وصلت من الشعر الصوفي ورجال العرفان الذين ترجم لهم احمد القبنجي واراد ان يطرح نفسه كمرجع ديني مغاير من خلال تبني مقولة الوجدان المضحكة. تصور لو قلنا لبابا الفاتيكان الذي هو مثيل المرجعية الاسلامية الشيعية عن الوجدان لقال لنظر لنا بشفقة ونصحنا بأن اليوم هو يوم موعظة دينية وليس قراءة شعرية.
زنجيل
حسين الناهي -كان اولى بك اغلاق الفتحة الصغيرة المتبقية قبل ان يتطاول لسانك على الامام الحسن وعلي بن الحسين والصادق والرضا عليهم السلام
كلمة الحق توجع
شهاب -اخوة النفاق والشقاق لاتعجبهم الكلمة الواضحة والشفافية في مايسمى بالمرجعيات التي كانت معظم الوقت من وعاظ السلاطين مع ان الكاتب كان متحفظا جدا وعلى الرغم من التحريض الواضح فيها على ان تكون المرجعية وجدانية لاعقلية. الدين الاسلامي بحاجة لثورة للتخلص من المرجعيات والشيوخ ويعود تعبدا خالصا بين العبد وربه ولا دخل له بالسياسة.
همهم الاول الخمس
هاشم البغدادي -اهم شء عند المرجعية - ادفع الخمس وروح لجهنم -
الى المعلق رقم 4
احمد كاكي -لو تلاحظ ان الزنجيل في طريقه الى الفتح وليس الغلق وهذه دلالة على ان الحديث الذي كان محرما من قبلكم في السابق بدأ بالخروج ونهاية اسطورتكم الخرفة قريبة عن المرجعية وسراق حقوق البشر الطوفااااااااااااااااان قادم
وجهان قبیحان لعملة واحدة
سالار باپیر (Salar Bapir) -أحسنت، السلطات و بالأخص القمعیة منها أینما کانت تعمل ید بید مع السلطة الدینیة و کلتیهما تعتمدان دائما علی التعاون و کسب المودة و مبایعة بعضهما البعض لإضافة الشرعیة و تبریر تسلطهما و تجمیل وجهما القبیح. أمثلة علی هذا القول: النازیة و الکنیسة الکاثولیکیة، الحکومات العربیة و السلطات الدینیة (السعودیة و الحرمین، مصر و الأزهر، العراق و المرجیة الشیعیة فی النجف و کربلاء و الخ)، حتی في الحکومات الغربیة الدیمقراطیة (إیطالیا و الفاتیکان، أمریکا و اللوبي المسیحي و الیهودي، بریطانیا و کنیسة الانجلیزیة)، بإختصار السلطة الحاکمة و المرجعیة الدینیة وجهان قبیحان لعملة واحدة و الدین یسمم کل شیء.
كذبة المرجعية
Sawed -كذبة المرجعية والتي هي مؤسسة لسرقة أموال الأغبياء الشيعة تحت اسم الخمس اي ٢٠٪ من الدخل السنوي للفرد الشيعي علما اني أرى كل الأديان عبارة عن علاقة بين نصاب (رجل الدين) ومغفل ( المتدين) ولاعلاقة للدين بالله أو الإيمان لان الإيمان علاقة فردية بين الله والمؤمن بدون وسيط والتدين والدين عبارة عن مؤسسة نصب
كذبة المرجعية
Sawed -كذبة المرجعية والتي هي مؤسسة لسرقة أموال الأغبياء الشيعة تحت اسم الخمس اي ٢٠٪ من الدخل السنوي للفرد الشيعي علما اني أرى كل الأديان عبارة عن علاقة بين نصاب (رجل الدين) ومغفل ( المتدين) ولاعلاقة للدين بالله أو الإيمان لان الإيمان علاقة فردية بين الله والمؤمن بدون وسيط والتدين والدين عبارة عن مؤسسة نصب