فضاء الرأي

تغيير العادات والتقاليد نحو الأفضل يحتاج لممارسات من الحاكم نفسه

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
العادات والتقاليد الممارسة لدى العديد من العشائر والقبائل والتجمعات السكنية العربية في مختلف البلدان العربية، هي تقاليد ممارسة منذ زمن طويل وتستمر عبر التوارث في كافة المجتمعات أيا كانت تسمياتها لدى البعض "مدنية" أو "بدوية"، فلم تعد التسميات دوما تنسجم مع ممارسات الشارع، ففي ما يطلق عليه البعض "مجتمعات بدوية" غالبية ممارسات شعوب هذه المجتمعات تتفوق حضارة ورقيا على ممارسات مجتمعات تعتبر نفسها "مدنية متحضرة" وذات حضارة عمرها ألاف السنين. وفي كل المجتمعات توجد ممارسات وعادات لم تعد تناسب التطورات العصرية خاصة في جانبها الاقتصادي، حيث تكاليف الحياة اليومية أصبحت عبئا على المواطن حتى في الكتل الاقتصادية العظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان، ودخلت بعض الدول خطوط الإفلاس المالي والاقتصادي كما حدث ويحدث في اليونان وقبرص، كما أنّ المانيا الغربية (سابقا) أنفقت بعد وحدة الألمانيتين عام 1991 عشرات المليارات وما زالت تنفق حتى الآن على ألمانيا الشرقية سابقا كي تصبح في مستوى ألمانيا الغربية بعد التوحد في ألمانيا واحدة عاصمتها المدينة العريقة برلين. الحاكم هو البداية وإلا فلا أمل في التغيير وفيما يتعلق بالعديد من ممارسات مجتمعاتنا العربية، فهي نتاج ثقافة أسهمت الحكومات في ترسيخها من خلال مسالتين: سكوت حكامها ومسؤوليها على هذه الممارسات الخاطئة و ممارستهم لنفس السلوك الخاطىء وبشكل أكثر فداحة، وبالتالي فإذا كان الحاكم هو المثال والنموذج، فكيف يمكن أن نلوم المواطن إن مارس نسبة بسيطة من ممارسات الحاكم نفسه. وما استدعى كل هذه المقدمة هو المبادرة الشجاعة التي أصدرها الشيخ محمد بن زايد ولي عهد إمارة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، المتعلقة بتقاليد وطقوس الزواج التي كانت سائدة لدى غالبية الشعب الإماراتي وينتج عنها مصاريف وتكاليف باهظة ليس في مقدور الشباب الإماراتي توفيرها. لذلك قضت هذه المبادرة التي ترقى لأن تكون قرارا ينبغي تطبيقه ب " تحديد مواعيد حفلات الأعراس لتكون لمدة ساعتين فقط بين الرابعة عصرا و السادسة مساءا ومنع تقديم الوجبات الرئيسية الباهظة التكاليف مع الحد من إقامة حفلات الأعراس في الفنادق الفخمة وما يصاحبها من مظاهر رفاهية غالبية الشباب الإماراتي غير قادر على توفيرها، خاصة من هم في مقتبل العمر وحديثا أنهى دراسته الجامعية ويريد تكوين اسرة عبر الزواج من إحدى مواطنات بلاده، مما يلزمه التفكير المتأني حول هذه التكاليف الباهظة التي ترقى أحيانا مع المهر إلى قرابة مليون درهم إماراتي ( حوالي 270 ألف دولارا). كما أشارت المبادرة إلى أنّ من وسائل الحد من هذه التكاليف هي المشاركة فيما أصبح معروفا بحفلات الزفاف الجماعي حيث يتم اختصار النفقات بنسبة عالية جدا، مما يجعل تقسيمها على عدد المشاركين من نتائجه أنّ ما يتحمله كل عريس وعائلته هو في دائرة قدرة غالبية العائلات دون الحاجة لقروض من البنوك أو مساعدات من أصدقاء قادرين. مبادرة إنسانية..ولكن ماذا عن ممارسات الحاكم نفسه؟ هذا هو بيت القصيد كما يقولون، وقد فعلها ولي عهد أبو ظبي صاحب هذه المبادرة ليكون البادىء والقدوة لشعبه، حيث تمّ عرس الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نجل مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ضمن حفل زفاف جماعي مشترك مع عدد كبير من شباب الإمارات، في ساحة عامة بمدينة أبو ظبي وخلال ساعتين فقط كما نصّت المبادرة، ودون تقديم وجبات رئيسية فاخرة باهظة التكاليف. خاصة أنّ غالبية هذه المظاهر لا يقصد بها سوى الانسجام مع ما هو سائد في المجتمع حيث التفاخر بأنني لست أقل من فلان قدرا وقيمة!!. لذلك عندما يكون الحاكم هو القدوة والمثال من السهل والمشجع أن يقلده ويحتذي خطواته وممارساته بقية الشعب. مناسبة عائلية في دولة الإمارات وقد تصادف وجودي في دولة الإمارات في زيارة عائلية أثناء صدور مبادرة ولي عهد أبو ظبي هذه، وقد لمست ميدانيا من خلال زملائي الإماراتيين وغالبيتهم من الكتاب والصحفيين، مدى اعجابهم وتقديرهم لهذه المبادرة التي رفعت عبئا ثقيلا عن كاهل الشباب الإماراتي خاصة أنّه مثل غالبية المجتمعات العربية فإنّ الشاب (العريس) وعائلته هم من يتحملون كافة نفقات العرس والزواج بما فيها المهر الذي يقدّم لعائلة العروس. وقد عبّر العديد من هؤلاء الأصدقاء عن أنّ هذه المبادرة خاصة بعد تطبيقها من الحكام الإماراتيين أنفسهم سوف تلقى قبولا وتنفيذا سريعا من العائلات الإماراتية، وبالتالي سوف تشجّع وتسرّع زواج نسبة عالية من الشباب الإماراتي من مواطنتهم بعد أن كانت تكاليف الزواج الباهظة سببا من أسباب ترددهم. ولدعم هذه المبادرة الإنسانية يترتب دور مهم على شيوخ الدين في مواعظهم ودروسهم الدينية، فهل تذكّر أحد منهم وسط هذه المغالاة في المهور وحفلات الزواج الباهظة التكاليف، أن يعظ مستمعيه وجمهوره بمضمون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء في أكثر من صيغة منها: " خير النساء أيسرهن مهرا" و " خيرهن أيسرهن صداقا" و " أعظم النساء بركة أيسرهن صداقا" وبالنسبة للكثير من الممارسات الباذخة لدرجة غير معقولة، هل يتذكر الجميع قول الله تعالى ( إنّ المبذرين كانوا إخوان الشياطين) فمن منّا يرضى أن يكون أخا للشيطان بسبب تصرفات لا تعود على مجتمعه وشعبه بالفائدة والمنفعة؟ رفاهية يحسّد عليها المواطن الإماراتي حسب تقرير التنمية البشرية العربية لعام 2011 فإنّ نصيب الفرد الإماراتي من الدخل القومي الإجمالي هو 220 ألف درهم ( يساوي60 ألف دولار سنويا)، وهو ثاني أعلى مستوى دخل للفرد في العالم. ويشمل ذلك التعليم المجاني في كافة المراحل الدراسية والصحة والعلاج المجاني الشامل، وحسب ما أكّدته مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للمنطقة العربية فإنّ " دولة الإمارات حققت أعلى تقدم في مستويات نصيب الفرد من الدخل الوطني على مستوى العالم، كما أنّها حققت مستويات غير مسبوقة في مجال التنمية الشرية خصوصا في مجالي الصحة والتعليم، وذلك بفضل استراتيجيتها ورؤيتها الناجحة في استثمارات دخلها الوطني لهذين المجالين". ويكفي التذكر أنّه في مجال التعليم العالي توجد حوالي 76 مؤسسة للتعلم العالي منتشرة في كافة مدن الدولة، كما أنّ العديد من الجامعات العالمية لها فروع في دولة الإمارات مثل جامعة السوربون وكلية إنسياد للأعمال و مدرسة لندن للأعمال و جامعة نيويورك وغيرها، وتبلغ نسبة انفاق الدولة في مجالات الصحة والتعليم والمجتمع ما نسبته 46 في المائة من الميزانية العامة. واستنادا للعديد من الزملاء العرب العاملين أساتذة ومدرسين في الجامعات الإماراتية فإنّ مستوى هذه الجامعات وبرامجها الدراسية ومستوى الانضباط فيها يضعها ضمن قائمة الجامعات الراقية في العالم. لكم حريتكم ولي حريتي، ما يدهشك في هذا المجتمع الإماراتي التي يعتبره بعض الشتّامين أنّه مجتمع بدوي، قد ارتقى في مجال الحريات الشخصية إلى مستوى يتراجع بنسبة عالية في مجتمعات تعتبر نفسها حضارية أو مهد الحضارات. تنتابك دهشة وأنت تتجول في المراكز التجارية وشوارع الدولة أن تشاهد السيدة المنقبة والمحجبة ومرتدية الملابس الأوربية العصرية وكأنّها تمشي في شوارع باريس، دون أن يتعرض أحد لأحد طالما أنت لم تعتدي على حريتي. هذا بينما في مجتمعات عربية أخرى يتمّ فرض الحجاتب بالقوة والضرب بالعصا مما حدا ببعض المسيحيات للبس الحجاب. وفي أكثر من مدينة إماراتية تجد الكنائس المسيحية ( لكم دينكم ولي دين). وكل ما سبق ليس دعاية لدولة الإمارات التي لا ناقة ولا جمل لي فيها، بل مجرد سرد لوقائع معاشة من الاماراتيين، والعرب الذين يعيشون هناك يعتبرون أنّ رضا الله والوالدين من أوصلهم للعيش والعمل في هذه الدولة. وقد أدهشني مواطن عربي لا داعي لذكر جنسيته، عندما قال لي في زيارة له: "هذه الدولة تستحق الأمن والاستقرار وأنا أقولها صراحة لكل أصدقائي لو عرفت أنّ شخصا يريد الإخلال بأمنها لأبلغت السلطات عنه حتى لو كان إبني). وفي النهاية إنّ ما تراه العين غير ما تسمعه الأذن. ونتمنى نفس الخير والأمن والاستقرار لكافة الشعوب العربية التي عاش أغلبها في ظل طغيان وظلم ما زال مستمرا، وكما قال العلاّمة ابن خلدون ( علينا أن ننزع الظلم عن الناس كي لا تخرب الأمصار و تكسد أسواق العمران وتقفر الديار خاصة أنّ الشارع أشار في غير موضع إلى تحريم الظلم ).drabumatar@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
القيادة..فن
بن ناصرالبلوشي -

لقدسمعتُ(ولم أُشاهد..اوأحضر)..سمعت بأن هناك من المواطنين(بالفعل)قاموا باقتصارحفل الزفاف(الخاص بالرجال)..على الساعتين وتقديم وجبات"مناسبة"على حسب أعدادالمدعوين..واقامة الحفل في الساحات الخارجية لصالات الزواج"المُعتمدة"..وليست الصالات الداخلية"الباهضة التكاليف-نوعاما)..,وبالنسبة للنساء..تم الترشيدفي الوجبات الرئيسية..وتقديم الحلويات الشعبية بدلاعن الحلويات والمكسرات"الغيرشعبية"والتي كانت تُترك(سابقا)بعدالحفل على الطاولات تتصرف فيهابعض من "غيرالمواطنات"ومن غيرأصحاب العرس أوالمدعوات(على أن البعض كان يُنسق مع جهة مختصة ب"حفظ النعمة"..للتصرف في الاطعمة السليمة..المتروكة والمتبقية)..وبالطبع في الصالات الداخلية المغلقة والمكيفة والمعطرة..وذلك لخصوصية النساء(القوارير),وفي اعتقادي ان اشتراط "ضيوف الشرف"من الأعيان للحضور..على شرط التقيد بمبادرة سموولي عهدامارة ابوظبي..يُسرع ويُساعدفي "المبادرة".

الى اماراتيه ولي الفخر
jj -

لحقي حالك على عريس مدعوم......

القيادة..فن
بن ناصرالبلوشي -

لقدسمعتُ(ولم أُشاهد..اوأحضر)..سمعت بأن هناك من المواطنين(بالفعل)قاموا باقتصارحفل الزفاف(الخاص بالرجال)..على الساعتين وتقديم وجبات"مناسبة"على حسب أعدادالمدعوين..واقامة الحفل في الساحات الخارجية لصالات الزواج"المُعتمدة"..وليست الصالات الداخلية"الباهضة التكاليف-نوعاما)..,وبالنسبة للنساء..تم الترشيدفي الوجبات الرئيسية..وتقديم الحلويات الشعبية بدلاعن الحلويات والمكسرات"الغيرشعبية"والتي كانت تُترك(سابقا)بعدالحفل على الطاولات تتصرف فيهابعض من "غيرالمواطنات"ومن غيرأصحاب العرس أوالمدعوات(على أن البعض كان يُنسق مع جهة مختصة ب"حفظ النعمة"..للتصرف في الاطعمة السليمة..المتروكة والمتبقية)..وبالطبع في الصالات الداخلية المغلقة والمكيفة والمعطرة..وذلك لخصوصية النساء(القوارير),وفي اعتقادي ان اشتراط "ضيوف الشرف"من الأعيان للحضور..على شرط التقيد بمبادرة سموولي عهدامارة ابوظبي..يُسرع ويُساعدفي "المبادرة".

Accountability
Fatima Zahra Moussa -

Violence against girls and women is an act perpetrated by a coward and speaking up against it is a badge of honour, a statement which Ban Ki Moonmade and which gave the impression that he was serious about eradicating violence against girls and women in the workplace, in schools and university and workplace accommodation and doing everything possible to help the world’s girls and women victims of serious human rights violationswho seek effective remedies .However, Ban Ki Moon could not live up to this promise and proved to be extremely hypocritwhen dealing with cases lodged by his female staff in the U.N. justice system against the cowards who perpetrated serious human rights violations against them in the workplace accommodation.He also launched a smear campaign via the media and OHCHR to harm the reputationof the staff whoblew the whistle about his extreme hypocrisyand corruption Nor did he respond to the request to investigate serious human rights violations perpetrated by Jabal Tarek British settlers against the local population. In his opening remarks at Special Event on ''Girl . .Rising'' the word accountability was not used which reinforces the belief thathe challenges the obligationto be held to account for U.N. Secretariatadministrative failuresand U.N. justice system corruption

هذا يصلح للعرب
مراقب -محايد -

لا نظام عسكري شديد وعادل ولا يستغل نفوذه مع تطبيق العلمانية--وابعاد تدخلات الدين بالسياسة وحرية الافراد

Accountability
Fatima Zahra Moussa -

Violence against girls and women is an act perpetrated by a coward and speaking up against it is a badge of honour, a statement which Ban Ki Moonmade and which gave the impression that he was serious about eradicating violence against girls and women in the workplace, in schools and university and workplace accommodation and doing everything possible to help the world’s girls and women victims of serious human rights violationswho seek effective remedies .However, Ban Ki Moon could not live up to this promise and proved to be extremely hypocritwhen dealing with cases lodged by his female staff in the U.N. justice system against the cowards who perpetrated serious human rights violations against them in the workplace accommodation.He also launched a smear campaign via the media and OHCHR to harm the reputationof the staff whoblew the whistle about his extreme hypocrisyand corruption Nor did he respond to the request to investigate serious human rights violations perpetrated by Jabal Tarek British settlers against the local population. In his opening remarks at Special Event on ''Girl . .Rising'' the word accountability was not used which reinforces the belief thathe challenges the obligationto be held to account for U.N. Secretariatadministrative failuresand U.N. justice system corruption