أصداء

محظورون بتهمة جواز سفر لبناني!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ بضعة أشهر وفي احدى ورش العمل حول الصحافة المسؤولة طلب مني المنظمون اعطاء شهادة خبرة في صحافة السلام التي درست فيها وأمارسها منذ أربع سنوات.

بعد مداخلتي أثار فضول الحضور سؤالي كيف أمارس صحافة السلام في بلد مقطع الأوصال طائفيا وسياسيا مثل لبنان، وقتها كانت اجابتي أمارس قناعاتي في كل عمل أقوم به وحتى الآن لم أواجه أي مشاكل جوهرية، عندها تدخل أحد الزملاء الصحافيين وسألني اذا لماذا اخترت الرحيل والعمل في الخارج، على خلفية معرفته اني وقعت عقد عمل مع محطة أجنبية مقرها أبو ظبي، بعد أن سئمت الممارسات الفئوية والطائفية والعنصرية في بلدي.

أجبته وقتها أن طموحي أصبح أكبر من لبنان، وقصدت بذلك أن طموحي المهني تقدم على التقدم المتاح في لبنان، طبعا وفق عرف المحسوبيات الطاغي. ردي أثار استياء منظم ورشة العمل وهو زميل لي، وقال لي وقتها "ما في حدا أكبر من بلدو"..

اليوم بعد قرابة الثلاثة أشهر من ورشة العمل تلك، وستة أشهر من توقيعي على عقد العمل مع المحطة ومباشرة القيمين عليها بمعاملات الحصول على الفيزا من دون أي جواب ايجابي، فوجئت أن صديقة لي أمضت السنوات الستة الماضية من حياتها بالعمل في دبي وأبو ظبي رُفضت تأشيرتها لأنها لبنانية، وأن لبنانيون كثر غيرها يحصل معهم الأمر عينه للسبب عينه. وهنا راودني سؤال لزميلي: أي بلد أكبر من أبنائه يكون عنوان خسارتهم وظائفهم؟ أي بلد مسؤول يدفع أبناؤه ثمن رعونة الساسة فيه؟

أي بلد فقد أبناؤه الأمان فيه فقرروا الرحيل ولكن مجرد الانتماء اليه أفقدهم الأمان حتى في الخارج ووضعهم على لائحة ارهاب لا ناقة فيهم ولا جمل. لا أنا ولا صديقتي ولا كثر غيرنا ننتمي الى أي من الأحزاب أو حتى الطوائف التي تستفز دول الخليج بتصرفاتها، ولسنا على لائحة الارهاب، كل ذنبنا أننا نحمل جواز سفر لبناني وندفع ثمن الحسابات الخارجية وانجرار المسؤولين اللامسؤولين في بلدنا الغر وراء مصالحهم الخاصة من دون أن ينتبهوا الى تبعات تصرفاتهم على شعب أتعبوه في الداخل والخارج.

هذه الأحداث أعادتني بالذاكرة بضع سنوات الى الوراء عندما زرت أميركا للمرة الأولى ولمست الثقة التي تعطيها لابنائها بانتمائهم اليها.

وقتها كان في داخلي شعور قوي بعنفوان بلد الأرز، وعندما كنت أُسأل من أي بلد أنت بثقة أجيب، لبنان.. ولكن بعد ما تعرضت له ويتعرض له اللبنانيون في الآونة الأخيرة، خصوصا في دول الخليج، أخشى أني أصبحت أتوق الى جنسية أجنبية تزيل عني تهمة جواز السفر اللبناني!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تعذيب الطلبة
فاطمة الزّهراء موسى -

حملة العلاقات العامة المرقعة في لبنان لتجميل المركز الثقافي البريطاني بعد الاتهامات بمشاركته في ترحيل الطلبة الأجانب لبريطانيا للتعذيب هل هي أخر ما تفتقت عنه قريحة منظمة مكافحة التعذيب من وسائل لمنع مساءلتها ومساءلته؟

تعذيب الطلبة
فاطمة الزّهراء موسى -

حملة العلاقات العامة المرقعة في لبنان لتجميل المركز الثقافي البريطاني بعد الاتهامات بمشاركته في ترحيل الطلبة الأجانب لبريطانيا للتعذيب هل هي أخر ما تفتقت عنه قريحة منظمة مكافحة التعذيب من وسائل لمنع مساءلتها ومساءلته؟