قراؤنا من مستخدمي تويتر يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر إضغط هنا للإشتراك
كثير شاهدوا الحلْقة قبل الأخيرة من برنامج "الاتجاه المعاكس" وهي التي شهدت تلك المشادة الكلامية الهابطة، وما تلاها من عراك لم ننعم بمتابعته...، كما نعمنا بسماع الشتائم المشرّفة، والرافعة للذوق الرفيع، أصلا في مجتمعاتنا العربية. وبالرَّغم من مرور وقت على تلك الحلقة فإنها لا تزال تثير ردود أفعال، وسط هذا التصعيد الدائر بين طرفي النزاع في سورية، وهو الذي يمتد إلى لبنان والعراق؛ وهنا صارت الحروب الكلامية في تنافس مع الحروب الفعلية، وكلاهما تجتازان الضوابط؛ فليس مستغربا أن يشتعل أستوديو "الجزيرة" وأن نشهد تغييرا لمقدِّم البرنامج، الدكتور، فيصل القاسم، في الحلقة التالية، وهو الذي ارتبط البرنامج به ارتباطا عضويا. لسنا بحاجة إلى التذكير بدور الإعلام، وحاجتنا الماسّة إلى مضامين أكثر عقلانية، وأكثر مسؤولية، ولا سيما في هذه الأجواء، لكن الحاصل أن القوى، في غالبيتها قد حَسمت موقفها، لصالح نظام الأسد، وإيران، أو لصالح الثورة، والمعارضة، ومن تلك الجهات التي حُسمت وسائل الإعلام، والإعلاميين. ومع أن بعض القوى السياسية كـ"حزب الله" اضطر إلى الحسم النهائي، كما يبدو، وفي ذلك مغامرة كبرى، على مستقبله، ودوره، إلا أن ما يخاطر به "حزب الله"، بأرواح مقاتليه، وأنصاره وحاضتنه في الطائفة الشيعية، وهو أعظم من مخاطرة القنوات، بصدقيّتها، واحترامها، لكن فضيحة الإعلام عامة، ووسائل الإعلام، فوق ذلك لا بد لها من رباط أخلاقي مهنيّ، مهما اختلفنا حولَها. ومهما كانت الجهة المموِّلة لها، والسياسة التحريرية التي تتبعها. بالطبع، ليست أية وسيلة إعلامية في العالم محايدة، ولكن ثمة أعرافا وتقاليد، لا تسمح تلك الوسائل العريقة بتجاوزها، إلى هذا الحد الشَّوارعي الذي تكرر في برنامج "الاتجاه المعاكس" صحيحٌ أن فكرة البرنامج، وسرّ جاذبيته تقوم على الإثارة والتثوير، ولكن الأمور زادت عن حدِّها، ولم تبقِ للمماحكين من عامة الناس الكثير، ليقولوه. ولو نظرنا من جانب آخر، وهو الجانب اللغوي...أين هي اللغة العربية من هذه المقتلة الإعلامية السياسية؟ ربما هذه مناسبة لمناصرة الرأي القائل بأن اللغة هي وعاء للفكر والشعور، أكثر مما هي متحدة بهما، أو صانعة لهما، فالكل، من المتحاربين، بأنواع الحرب، يتكلم لغة واحدة، وليس ثمة سوء فهم ناشىء عن عجز أيّ طرف في إيصال رأيه وموقفه إلى الخصم، أو العدو، بل ربما كان الوضوح الشديد في المواقف هو مما يؤزِّم الحرب، ويزيد الكراهية.. ومن الواضح أن العوامل الأخرى حين تظهر، كمثل الصراعات المصلحية والطائفية والدينية تطغى على اللغة المفترض أنها عنصر من عناصر التقريب الفكري والوجداني.. وعطفا، على ذلك، فإنَّ الهبوط الفكري، والانجرار إلى المناطق الشخصية في النقاش، بل تعمُّد إثارة الطرف الآخر، مما يعمل على الهبوط بمستوى اللغة إلى أدنى دركات الشتائم، داخلة إلى بيوت الناس، وقد كان ثمة عقد ضمني بين المشاهد والقناة أنها قناة عربية تراعي ثقافة الجهة المستهدفة، وتحترمها. علما أنه بمقدور كلٍّ من طرفي النقاش اللجوء إلى مرجعيته الفكرية والسياسية ليخاطب من يشاركونه من الناس فيها، أو من يطمح بضمِّهم إليها، دون حرمان نفسه من هذه الفرصة الثمينة، بتحويل النقاش إلى مجرد شتائم لا تفيد أحدا، إلا رغبات آنية في الانتقام الضيق جدا. وليس بالضرورة أن يتساوي المتحاوران في الرُّتبة العلمية، فليس الذوق والثقافة متوقفةً على مقدار التعلُّم، وإن كان يُفترض فيمن يحمل شهادة علمية أن يكون أكثر تقديرا لمكانته، ولا ينزلق إلى نقاش غير مناسب، ولا يلتزم بضوابط النقاش الذي يثري المتلقي، ويبصره بزوايا لم ينتبه إليها، مثلا. وللأسف الشديد فإن مثل هذا النوع من النقاش غير الموضوعي، باللغة الهابطة، يعمل على كسر القيم التي نتعايش بموجبها، ولو في العلن، فلنُبقِ لها بعض الاحترام. وهذه القيم القادرة على حفظ هيبتها الضرورية يظل لها فاعلية دائمية ما دامت محترمة، أما إذا تكرر ضربُها، فإنها مع الوقت تفقد هيبتها، وتُؤْذِن بتغيّر أعرافٍ ضرورية. وكنت قد طالعت مقالا منذ سنوات للدكتور، فيصل القاسم عن فكرة "الجمهور عايز كده" لم يؤيد فيه بعض أرباب الإعلام والفن الذين يزعمون أن ما يبثونه من مواد متدنية المستوى، إنما تراعي ذوق الجمهور الذي يطلبها ، مع أن المسألة جدلية: أيهما يؤثر في الآخر، أكثر؟ هل الإعلام يعكس الواقع؟ أم أن الواقع يتغذّى من الإعلام؟ لكني أعتقد أنه على كل الأحوال لا ينبغي للإعلام أن يجنح إلى أسوأ الاختيارات، ويتماهى مع أدنى المستويات. إلا إذا كان القائمون عليه يتبنون أسلوب الصدمة، ولسنا في حاجة إلى صدمات كثيرة، فالصدمات الإعلامية لم تعد تمثّل صدمة في ظل صدمات الواقع، وسيل الدماء والصور المفجعة عن المجازر والمقابر الجماعية...ولكن الحرب أولُّها الكلامُ، ولا أملَ كبيرا في رفع سويّة الكلام، إذا اخْتُرق ما بعد الكلام.o_osaamah@hotmail.com
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقال متَّزِن جداً
Almouhajer -
لابد من شكر الكاتب الكريم على مقاله الموضوعي والعقلاني المتَّزن . يبدو , وبعد سنوات على برنامج د.فيصل القاسم الإتجاه المعاكس , وبعد التعرف على هدف قناة الجزيرة , كما أعتقد, وهو زرع الفتنة في البلاد العربية (هدف إسرائيلي) . بعد كل هذا فإن ماجرى وكان قد جرى من شتائم في برنامج د.فيصل القاسم , هو أمر مدروس ومقصود وليس لدي أي شك في ذلك .
بدون زعل
صوت الحق -
الصراحة دكتور اسامة لقد يأست من الاعلاميين العرب عموماً واذا اردت ان احصل على ماينتفع منه اقرأ الاعلام الغربي وحتى الاسرائيلي ,لان العالم قد تجاوز خطابات واعلام الاربعينات والخمسينيات ويعتمد على الحقائق عدى الاعلام العربي, فكتابنا واعلامنا ومثقفينا لايختلفوا شعرة عن اعلام صوت العرب والصحاف بل وصل الحال بنا ان نعرف فحوى المقالة من قراءة اسم الكاتب ولاعليك الا ان تتابع كتاب ايلاف او اي من الجرائد العربية, الحيادية في الاعلام العربي معدومة ,لو اجتمع كل الكتاب العرب هل تجد مثل نعوم تشومسكي. الاتجاه المعاكس هو اتجاه متوازي تماماً لسياسة قطر بل ان اضحك احياناً عندما يحاول القاسم اخذ الاتجاه المعارض لانه مدح اسوء من الذم على طريقة . اني لا اعترض على حرية اي اعلامي في توجهه ولكن عليه ذكر الوقائع حتى التي تعارضه فمن غير المعقول ان هناك مناصرين للاسد يقاتلون دفاعاً عن نظامه بايمان ومن غير المعقول ان الثوار جميعهم اما اجانب او عملاء هذا مجرد مثال على ما سيذكره الاعلام الغربي الحر ..
سؤال
متابع -
حتى لو كنت تساند الثوار ولكني وخلال متابعتي لكل حلقات مايسمى بالاتجاه المعاكس لم اجد اي من المحاورين المساندين للثورة يمتلك المنطق والحجة بل حتى اخلاق الحوار وكوني محايد , اجدها في اغلب المدافعين عن النظام حتى ان القاسم يضطر للتدخل ليسعف محاوري المعارضة ..
ههه التصويت
Umed -
احلى شئ في برنامج الاتجاه المعاكس هي التصويتات او التصويت على سؤال البرنامج دائماً تتعدى النسبة ٩٥٪ مع سياسة القناة والمعلقون على صفحة القناة ٩٥٪ من المتطرفين الإسلاميين
برنامج رجعي
NTBLP -
الاتجاه المعاكس بالحقيقه برنامج مضيع للوقت وحقا استغرب كيف على قناة كالجزيره ان تعرض مثل هذا البرنامج. مقدم البرنامج يطبق شيء او يحاول اثبات شيء غير منطقي من خلال خلق جو فوضوي ودائما اعطاء الدعم لارهابيين وبالفعل لا اري ان قاسم يملك خط معين او نقطه معينه يريد اثباتها بل يتبع اسلوب الاطفال انا صح ولو كنت مخطئ... بحصوص جزب الله فى سوريا هو دعم لما تتعرض له سوريا من مؤامره عربيه صهيونيه وله الحق فى الدفاع عنها فاسال الكاتب مايه
يسلم اصلك فيصل القاسم
الله يحي الجيش الحر -
الاتجاه المعاكس ليس شوكه بل حربه في عين نظام بشار والدليل حرق بيت فيصل القاسم بالسويداء والحكم عليه غيابيا بالعدام واتهامه من قبل مجرم الحرب الكيميائيه بشار بتخصيب اليورانيوم .ثم لكون فيصل درزيا ويمثل رأي معظم الدروز فيما يتعلق ببشار لهو اثبات حي على ان الاقليات لا تدعم النظام وان الثوره لا هي اخوانيه ولا اصوليه.ثم إن كل شخص في كل حلقه دافع عن نظام المجرم بشار استخدم البذاءه والصياح والتشبيح والكلام الساقط وكلهم دكاتره وكتاب ومن وجوه النظام اللامعه وهي نقطه تحسب للبرنامج فهي تظهر الوجه الحقيقي الساقط البذيء وانعدام الاخلاق لازلام النظام والحلقه التي ضرب بها اللبناني الصفوي وهو معروف لبنانيا انه من شبيحه حزب اللات كان هو من بدأ بالبذاءه ووصف الضيف السوري بالحيوان فما كان منه الا ان اعادها عليه فزاد الصفوي وقال عنه انه من البهائم والاخ السوري متعلم ومثقف وكان المتحدث باسم وزاره الاوقاف السوريه وانحاز منذ اول ايام الثوره الى جانب الشعب مضحيا بكل شيء.ثم التعليقات الخمسه الاولى لشبيح واحد وسيظل فيصل القاسم والجيش الحر والشعب السوري وستسقطون ياشبيحه الانترنت مع الساقط المتساقط بشار وعلى فكره ومن مصدر موثوق اسماء وصور وعناوين وارقام الهويه لكل الشبيحه الالكترونيين سربت الى الجيش الحر فتحسسوا رؤوسكم فالجيش الحر سيدوسكم