كتَّاب إيلاف

اسرائيل تلفت نظر النظام السوري الى مهمّته...

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أقلّ ما يمكن قوله ان الوضع السوري زاد تعقيدا. دخل "حزب الله" بصفة كونه اداة ايرانية على خط المواجهة التي يخوضها الشعب السوري مع نظام ظالم لا هدف له سوى استعباد المواطنين السوريين. دخل من أجل نصرة النظام وكأنّه لا يكفي الشعب السوري ما يتعرّض له من قرصنة عن طريق المتطرفين الذين يحاولون سرقة ثورته، ومن بين هؤلاء "جبهة النصرة" ومن على شاكلتها من الذين يقدمون على تصرّفات مريبة لا يبدو النظام والذين يدعمونه بعيدين عنها.استغلّت اسرائيل دخول "حزب الله" الحلبة السورية من الباب الواسع، أي من باب التحوّل الى الداعم الحقيقي للنظام ولخياره البديل المتمثّل في اقامة دولة علوية ذات امتداد لبناني، كي تخلط الاوراق.يبدو أن كلّ ما تريده اسرائيل هو تشجيع النظام على متابعة حربه على الشعب السوري. تريد توجيه رسالة فحواها أن المطلوب تدمير سوريا وأنّه ما دام النظام يفعل ذلك، لن يكون هناك أي تدخل لمصلحة الشعب السوري...أمّا في حال سعى الى الهرب الى خارج، فقد بات معروفا ما الذي ينتظره.بكلام أوضح، هناك رسالة اسرائيلية مضمونها أنه ليس مسموحا هذه المرّة هروب النظام السوري الى خارج كما كان يحصل في الماضي، خصوصا أنه خرّب كلّ ما يستطيع تخريبه في لبنان كما قتل من الفلسطينيين اكثر بكثير مما قتل الطرف الذي يحتل ارضهم.ثمة امران ملفتان. الاوّل أن اسرائيل تحظى بدعم اميركي. تحظى كلّ خطوة تقدم عليها في سوريا بغطاء الرئيس باراك اوباما الذي لم يتردد في تأكيد أنه يتفهم الغارات التي تنفذها الطائرات الاسرائيلية مستهدفة الاراضي السورية.يتمثّل الامر الآخر الملفت في أنّ "حزب الله" استطاع، في غضون أيام قليلة تلت الاعلان رسميا عن أنه صار جزءا لا يتجزّأ من القوات الموالية للنظام، اعطاء طابع مذهبي فاقع، للمواجهة الدائرة على الارض السورية.هذه المواجهة هي في الاصل بين شعب يريد استعادة حريته وكرامته من جهة ونظام يعتبر سوريا، من جهة أخرى، مزرعة تابعة لطائفة معيّنة باتت تختصرها منذ العام 2000 عائلة الرئيس بشّار الاسد والمحيطين بها من الذين وضعوا نفسهم في خدمتها. وهؤلاء موجودون في سوريا وخارجها وبينهم، للاسف الشديد لبنانيون ايضا.تغيّرت طبيعة الصراع في سوريا بعدما تبيّن أنه سيكون طويلا وأن ايران طرف مباشر فيه عبر ميليشيا "حزب الله". ما لم يتغيّر هو رد النظام على هذا التغيّر. اعتاد النظام في الماضي الهرب الى خارج سوريا. فبعد حرب العام 1967، وكان لا يزال حافظ الاسد وزيرا للدفاع، هرب النظام الى الاردن حيث لعب دورا في تشجيع المسلحين الفلسطينيين على السعي الى قلب النظام الملكي والحلول مكانه. بعد 1970، وقبل ذلك بقليل، هرب النظام السوري الى لبنان وشجّع الفلسطينيين، عن طريق ارسال اسلحة اليهم والى غيرهم، كي يكونوا طرفا في حرب اهلية تؤدي الى تفتيت لبنان تمهيدا لوضعه تحت الوصاية السورية. وهذا ما حصل بالفعل على مراحل...وصولا الى تسليم الاداة المسمّاة ميشال عون قصر بعبدا ووزارة الدفاع للقوات السورية.منذ ما قبل استيلاء حافظ الاسد على السلطة في سوريا وحصرها في شخصه وطائفته ثمّ في عائلته، كان هناك تصدير مستمرّ للازمة السورية الى خارج تحت شعار وهمي اسمه الدور الاقليمي لسوريا. كان هناك دائما ترحيب بهذا الدور ما دام يصبّ في مصلحة اسرائيل بطريقة او بأخرى.في حال كان مطلوبا اختصار ما آلت اليه اوضاع النظام السوري حاليا، فما يمكن قوله هو أنّ ليس ما يمنع الامعان في ذبح الشعب السوري. ولا مانع امام الاستعانة بـ"حزب الله" من اجل تنفيذ هذه المهمة، شرط التزام الخطوط الحمر الاسرائيلية. كلّ خروج عن الخطوط مرفوض اسرائيليا واميركيا. الدليل على ذلك، ان المجازر ذات الطابع الطائفي والمذهبي في بانياس ومحيطها وفي القصير وريف دمشق ومناطق سورية أخرى لم تلق أي استنكار اسرائيلي او اميركي.لم تتحرّك اسرائيل، بغطاء اميركي، الاّ عندما اصبح الامر متعلقا بصواريخ يمكن أن يحصل عليها "حزب الله" من اجل توسيع دائرة الحرب السورية...لعلّ ذلك يفيد النظام في شيء!في الماضي، كان الدور السوري في لبنان مرحبا به في كلّ وقت ما دام يصبّ في خدمة اهداف واضحة من بينها على سبيل المثال وليس الحصر زجّ الفلسطينيين في آتون الحرب اللبنانية، ثم تكريس لبنان "ساحة" لحروب الآخرين على ارضه، وذلك بعد اجتياح العام 1982.يمكن الاتيان بمئات الامثلة عن الدور السوري المطلوب، اكان ذلك اردنيا او عراقيا او مصريا...او خليجيا، خصوصا بعد قيام علاقة خاصة بين دمشق وطهران.الآن، هناك مجال لدور واحد وحيد للنظام السوري. يتمثّل هذا الدور في اثارة الغرائز المذهبية وجعلها تقضي على سوريا. ولذلك، لم يوجد من يدعم النظام السوري بعد الضربات الاسرائيلية سوى الاحزاب الطائفية في العراق والنظام الايراني والاخوان المسلمين في مصر، الذين يلعبون دورا مشبوها، والقيادة الروسية التي لا تريد التخلي عن سياستها الانتهازية المتميّزة بقصر النظر.أما التصريحات العربية الاخرى المستنكرة للغارة الاسرائيلية، فلم تكن سوى من نوع رفع العتب ليس الاّ.يبدو أن روسيا الاتحادية مصرة على عدم تعلّم شيء تجارب الاتحاد السوفياتي السعيد الذكر. اكثر من ذلك، تبدو مصرّة على تشجيع النظام السوري على ارتكاب اخطاء هي بمثابة كوارث، على غرار ما حصل عشية حرب الايام الستة في العام 1967.في كلّ الاحوال، يفترض أن يكون واضحا لدى ابناء الشعب السوري أن كلّ ما يهمّ اسرائيل هو القضاء على سوريا. ما حصل اخيرا لم يكن سوى من زاوية لفت النظر، أي لفت نظر النظام السوري الى أن هناك مهمة مطلوب منه تنفيذها قبل أن يرحل وأن هذه المهمّة يجب أن تظل محصورة بالاراضي السورية...وبذبح السوريين!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الخروج عن النص ممنوع
حاخامات من أصل يهودي -

ألا يتبادر الى أذهان العقلاء منا سؤال وهو ما السر الذي يفسر هذا اللغز المحْير؟ تفسير واحد فقط لا غير ، وهو أن الخميني وعبده حسن نصر الله ومن على شاكلتهما هم حاخامات من أصل يهودي ايراني، وحافظ ورفعت وبشار كوهين ومن على شاكلتهم هم صهاينة أدوا المهمة الموكلة اليهم على أكمل وجه، وجميعهم وضعوا الطائفة التي ابتليت بهم وإنتموا إليها زورا وبهتاناً في محرقة الحرب الأهلية والطائفية، وسيعودون قريباً الى تل أبيب معززين مكرّمين ، وستقام للخميني وحافظ كوهين مزارات فيها إسوة بأبي لؤلؤة المجوسي قاتل الصحابة. فهل يتعظ الشيعة العرب والعلويين بأن خامئني وبشار أسد وحسن نصر الله هم من أرشد اسرائيل الى مواقعهم وهم من أحرق أولادهم وهم من تسبب في ماسيحل بهم قريباً من دمار وخراب وهم آخر همهم وآخر من يهتم أو يفكر بهم. نعم، اسرائيل توجه لهم رسالة واضحة ومحددة مفادها الالتزام بالتعليمات والأوامر والمهمات الموكلة إليهم، والإرتجال ممنوع والخروج عن النص في المسرحية غير مسموح به.

الكاتب والقارئ
محمد البحر -

سواء الكاتب أم القارئ الوحيد لا يتمتعون بأقل قدر من الحياد والواقعية فهما لا يفصحان عما في قلبهما ولكن من خلال كلامهما يستنتج بأن ضربة إسرائيل لسوريا كانت بالنسبة لهما كالبرد والسلام على قلب إبراهيم، فهم يريدون منا الاعتقاد بأن إسرائيل حليفة الأسد ، وأن أمريكا حليفة الأسد، وأن الغرب حليف الأسد، وأن دول الخليج قدمت النصح له ولم ينتصح، مع أن الطفل الذي في المهد يلمس أن ضربة إسرائيل لسوريا لم تكن عشوائية ولا اعتباطية بل جاءت بعد الانتصارات الساحقة التي حققها الجيش النظامي والتي أسقطت مقولة أن الحسم مستحيل، كما وجاءت بعد اجتماع ممثل روسيا مع حزب الله مما شكل اعترافاً دولياً بقوة هذا الحزب العسكرية وإمكانية تأثيره على موازين القوى في المنطقة، وشرف لسوريا ولحزب الله أن تضربهما إسرائيل، وعيب على شنبات ولحية كل واحد من المعارضة المسلحة أن تكون إسرائيل هي التي تنقذه عندما يقع بين السيف والجدار، فلو كان القضاء على مثل هذه المعارضة يضر بإسرائيل لكانت عمت أبصارها عما يجري ، ولكنها حتى الآن توضح بأنها تنتهز فرصة إضعاف سوريا بواسطة الرعناء لتنفذ ضرباتها، وقد كنا في مطلع الأمر على رأس المنادين بالديموقراطية وبحرية الرأي والتعددية الحزبية، ولكن وبعد أن رأينا إلى أي درب تسير المعارضة، ومع من تتحالف ، وعلى مال من تعتمد، أصبحنا نطالب بعودة الأمن والاستقرار أولاً ثم القضاء على بذور الإرهاب والتشدد الأعمى ثانيا، ثم القضاء على كل من يتعامل مع الأجنبي ويتعدى الخطوط الوطنية الحمراء التي كانت واحدة من ميزات الشعب السوري المناضل والحكي إلو كمالة والأيام جاية وراح نسمع الولاويل قريباً من أولئك الذين أشبعونا بهورات فاضية ودعايات فارغة وحملات إعلامية مضللة ..

للرسالة وجه آخر
عربـي من العـراق -

انا اعتقد ان الرسالة القوية الموجهه الى رئيس نظام الحكم في سوريا ، هي أن وجه سلاحك يا مجنون الى اسرائيل وليس الى قتل شعبك ولا تفعل ما فعله الخونة والمتآمرون الذين استعانوا بالصهاينة والصليبيين لقتل الشعب ابناء الشعب العراقي الابي ودنسوا ارض المقدسات وقضوا على تاريخ وحضارة ارض الرافدين .

الكاتب والقارئ
محمد البحر -

سواء الكاتب أم القارئ الوحيد لا يتمتعون بأقل قدر من الحياد والواقعية فهما لا يفصحان عما في قلبهما ولكن من خلال كلامهما يستنتج بأن ضربة إسرائيل لسوريا كانت بالنسبة لهما كالبرد والسلام على قلب إبراهيم، فهم يريدون منا الاعتقاد بأن إسرائيل حليفة الأسد ، وأن أمريكا حليفة الأسد، وأن الغرب حليف الأسد، وأن دول الخليج قدمت النصح له ولم ينتصح، مع أن الطفل الذي في المهد يلمس أن ضربة إسرائيل لسوريا لم تكن عشوائية ولا اعتباطية بل جاءت بعد الانتصارات الساحقة التي حققها الجيش النظامي والتي أسقطت مقولة أن الحسم مستحيل، كما وجاءت بعد اجتماع ممثل روسيا مع حزب الله مما شكل اعترافاً دولياً بقوة هذا الحزب العسكرية وإمكانية تأثيره على موازين القوى في المنطقة، وشرف لسوريا ولحزب الله أن تضربهما إسرائيل، وعيب على شنبات ولحية كل واحد من المعارضة المسلحة أن تكون إسرائيل هي التي تنقذه عندما يقع بين السيف والجدار، فلو كان القضاء على مثل هذه المعارضة يضر بإسرائيل لكانت عمت أبصارها عما يجري ، ولكنها حتى الآن توضح بأنها تنتهز فرصة إضعاف سوريا بواسطة الرعناء لتنفذ ضرباتها، وقد كنا في مطلع الأمر على رأس المنادين بالديموقراطية وبحرية الرأي والتعددية الحزبية، ولكن وبعد أن رأينا إلى أي درب تسير المعارضة، ومع من تتحالف ، وعلى مال من تعتمد، أصبحنا نطالب بعودة الأمن والاستقرار أولاً ثم القضاء على بذور الإرهاب والتشدد الأعمى ثانيا، ثم القضاء على كل من يتعامل مع الأجنبي ويتعدى الخطوط الوطنية الحمراء التي كانت واحدة من ميزات الشعب السوري المناضل والحكي إلو كمالة والأيام جاية وراح نسمع الولاويل قريباً من أولئك الذين أشبعونا بهورات فاضية ودعايات فارغة وحملات إعلامية مضللة ..

صواريخ وقذائف صديقة
عبد الله الشمتان -

الجيش الحر الذي هو أصلاً الجيش النظامي الذي يواجه عصابة بشار أسد المؤلفة من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة والشبيحة التي إنتحلت صفة المقاومة الإجرامية الطائفية وجميعهم من الطائفة النصيرية مئة بالمئة. يتقاتلان في منطقة يفترض أنها منزوعة السلاح بموجب إتفاقية الإستسلام التي وقعها حافظ أسد، وبما أن القاتل والمقتول سوريان فلا مانع أن تنتهك الإتفاقية، بشرط أن تكون اسرائيل هي الحَكَمْ، وكلما تفوقَ أحدهم تميل للخاسر حتى يفنى الطرفان.

صواريخ وقذائف صديقة
عبد الله الشمتان -

الجيش الحر الذي هو أصلاً الجيش النظامي الذي يواجه عصابة بشار أسد المؤلفة من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة والشبيحة التي إنتحلت صفة المقاومة الإجرامية الطائفية وجميعهم من الطائفة النصيرية مئة بالمئة. يتقاتلان في منطقة يفترض أنها منزوعة السلاح بموجب إتفاقية الإستسلام التي وقعها حافظ أسد، وبما أن القاتل والمقتول سوريان فلا مانع أن تنتهك الإتفاقية، بشرط أن تكون اسرائيل هي الحَكَمْ، وكلما تفوقَ أحدهم تميل للخاسر حتى يفنى الطرفان.