أصداء

روح النظام و اسراره في الصندوق الاسود

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إصرار هاشمي رفسنجاني على ترشيح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية و تجاوزه و تخطيه لکل تحذيرات و تنبيهات الولي الفقيه، يمهد لبداية مرحلة بالغة الحساسية قد تکون مصيرية لنظام ولاية الفقيه برمته و تحسم الکثير من الامور على صعيد الملف الايراني.

رفسنجاني الذي ربطته علاقة قوية بخامنئي قبل و بعد الثورة الايرانية، يمکن إعتباره مهندس عملية تنصيب خامنئي في منصب الولي الفقيه و هو الذي لعب أيضا قبل ذلك دورا أساسيا لايمکن نسيانه"بنفس الاتجاه و لنفس الغرض" فيما يتعلق بإقصاء الشخصية الدينية البارزة آية الله المنتظري من خلافة الخميني، بل واننا لو قمنا بعملية مقارنة بين شخصيتي رفسنجاني و خامنئي ولاسيما بعد نجاح الثورة و تنصيب الخميني بصفة الولي الفقيه، لوجدنا أن رفسنجاني کان دائما و طوال فترة بروز الخميني و حتى وفاته الشخصية الثانية في هرم النظام، وان الدور الذي لعبه خلال تلك الفترة وخصوصا في الحرب العراقية الايرانية و مرحلة تثبيت و ترسيخ دعائم نظام ولاية الفقيه، دور يتجاوز بفراسخ الدور الذي قام به خامنئي على نفس الاصعدة بل وحتى يمکن إعتبار خامنئي مجرد ظل قياسا الى رفسنجاني.

خامنئي الذي يرکز في وصيته التي کتبها في 8/10/2009، على دور رفسنجاني في حياته و يذکر أفضاله عليه، رغم ان الفضل الاکبر و الاعظم لرفسنجاني على خامنئي هو دوره الکبير جدا في تنصيبه مرشدا للنظام، وجعله الشخصية الاولى في النظام، لکن يبدو أن خامنئي لم يقدر هذه الافضال حقد قدرها خصوصا بعد أن جمع تحت عبائته الکثير من الوجوه المعادية و المعارضة لرفسنجاني، وهو مادفع به"أي بخامنئي"في نهاية المطاف الى الانضمام رويدا رويدا للتيار المخالف لرفسنجاني و إطلاق تصريحات"ضمنية" شديدة اللهجة ضده، وفي مقابل ذلك، يظهر أن رفسنجاني أيضا قد ضاق ذرعا ب"ذلك الخراساني النکرة"الذي نصبه مرشدا للنظام و عوتب"کما ذکر رفسنجاني في مجالسه الخاصة"کثيرا على عمله هذا، ويريد أن يعيد خامنئي الى حجمه الحقيقي وان عملية ترشيح نفسه للمنصب على الرغم من التحذيرات النارية التي أطلقت من جانب خامنئي و تياره، يعتبر بمثابة صفعة سياسية قوية للمرشد و تياره و سبق هذا الموقف موقف سياسي آخر بالغ الخطورة ضد خامنئي، إذ أن الاخير کان قد ذکر بأن هذا العام کان عام"الملحمة السياسية و الاقتصادية"، لکن رفسنجاني رد عليه بأن قرضا قدره 950 مليارد تومان بذمة الدولة من جانب المواطنين و المصارف و المؤسسات الداخلية، وهو مايمکن إعتباره بمثابة مؤشر خطير جدا على وخامة الوضع الاقتصادي للنظام رغم ان هذا الرقم يمکن إعتباره قبل ذلك بمثابة تکذيب و دحض و تفنيد لما يزعمه خامنئي بشأن"ملحمة سياسية و إقتصادية".

الجديد المهم بعد إعلان رفسنجاني لترشيح نفسه، هو أن تأکيدات قوية قد أطلقت من جانب واحد من أهم مستشاريه وهو"صادق زيبا کلام"، بشأن تغيير سياسة إيران تجاه سوريا و يتوقف الدعم اللامحدود الذي يتلقاه نظام بشار الاسد من إيران، في الوقت الذي دعا فيه غلام علي حداد أحد أبرز المرشحين المحسوبين على تيار خامنئي الى"توحيد الصفوف بغية التصدي لتيار هاشمي رفسنجاني"، وقطعا اننا لو راجعا مواقف خامنئي تجاه النظام السوري و تأکيداته على ضرورة بقاء الدعم و المساندة الى مالانهاية و إعتباره هذا الموقف خطا احمرا، فإننا نجد تضاربا غير عاديا في المواقف منذ اللحظة الاولى، وان موقف حداد بشأن توحيد الصفوف ضد رفسنجاني، يعني أن المواجهة بين قطبي النظام الاساسيين من الممکن أن يصل الى مرحلة بالغة الخطورة قد تتجاوز البعد النظري و الاعلامي.

رفسنجاني الذي يعتبر ثعلبا سياسيا بالمعنى الحرفي للکلمة، يدرك تماما بأن النظام ليس في خطر وانما يکاد أن يصل الى حافة الهاوية مالم يتم تدارکه بفعل او موقف سياسي عملي، ومثلما نعلم جميعا بأنه کان وراء إقناع الخميني بالموافقة على قرار وقف إطلاق النار في الحرب العراقية الايرانية، فإنه من المنتظر جدا أن يبادر الى موقف سياسي فريد من نوعه قد يکون بمستوى سحب البساط من تحت أقدام الولي الفقيه و تجريده من نفوذه و صلاحياته ولعله"أي رفسنجاني"، يعرف کيف يفعل ذلك خصوصا وانه الذي قام برفعه شخصيا الى هذا المنصب الذي کان في الحقيقة و الواقع أکبر منه بکثير بل و حتى ان العديد من الاوساط الايرانية تؤکد بأنه لو کان المنتظري مکان خامنئي لما کانت الامور تصل الى هذه الدرجة من الوخامة، وفي نفس الوقت فإن خامنئي و تياره يعدان العدة من أجل مواجهة مرحلة سيئة جدا سقطت فيها هيبة الولي الفقيه منذ إنتفاضة 2009، لکن المشکلة الکبيرة التي تواجههم هي ان رفسنجاني ليس خاتمي ولا حتى أحمدي نجاد، بل هو"الصندوق الاسود"للنظام حيث يحتفظ بکم هائل جدا من أخطر الاسرار و أکثرها حساسية و يعرف کل صغيرة و کبيرة و شاردة و واردة تتعلق بالنظام، ومن هنا فإن تهشيم عظام رفسنجاني أمر محال، وازاء ذلك فإن اقصاء خامنئي او تهميشه و تحديد دوره و حجمه"وهو المطلوب دوليا"، ليس بذلك الامر السهل بل هو بالغ الصعوبة أيضا، لکن الممکن جدا من وراء هذه المواجهة تعرية الطرفين لبعضهما البعض و کشف النظام على حقيقته و تجريده من ثوب المثالية الفضفاض الذي کان يترديه طوال أکثر من ثلاثة عقود.

تأزم الاوضاع في إيران و وصول النظام الى حافة الصراع و المواجهة المکشوفة بين أجنحته المضادة ولاسيما بين جناحي قطبي النظام، تؤکد بأن النظام في طريق سريع الانحدار ليس بإمکان إصلاحات رفسنجاني او غيره إنقاذه وان سيناريو 2009، من الممکن جدا أن يعاد ولکنه هذه المرة ان بدأ فلن ينتهي إلا بإسقاط النظام کليا، ذلك أن هناك ثمة طرف مهم قد دخل المعادلة وهو جيش التحرير الوطني الذي تم إعادة تشکيل وحداته في سائر أرجاء إيران وان إندلاع الانتفاضة بوجه النظام"وهو أمر وارد جدا و يدرکه النظام قبل الجميع" سيفقد النظام توازنه لأنه زمام المبادرة ستفلت من بين يديه مما سيهيأ أجواء فلتان أمني غير مسبوق بين قوى و أجهزة النظام التي تعيش حاليا حالة من الذعر و التوجس من مستقبل يکتنفه الغموض کليا!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نظام ارهابي متطرف عنصري
سوريا حره وكسرت الخوف -

تحليل جيد وكما قال الكاتب ان أي صراع على السلطه في ايران وهو حتمي سيؤدي الى اضعاف نظام ايران الارهابي ورفسنجاني او خامئني هما وجها النظام ولكن لحس حظ العالم اجمع انهما يتصارعان على المطامع والسلطه

نظام ارهابي متطرف عنصري
سوريا حره وكسرت الخوف -

تحليل جيد وكما قال الكاتب ان أي صراع على السلطه في ايران وهو حتمي سيؤدي الى اضعاف نظام ايران الارهابي ورفسنجاني او خامئني هما وجها النظام ولكن لحس حظ العالم اجمع انهما يتصارعان على المطامع والسلطه