حرروا مزارع شبعا أولا

حرروا مسمار جحا أولا واتركوا فلسطين وكفى قتلا بالشعب السوري:

اعتراف شخصي:

قبل سنوات كنت من المعجبين بالسيد حسن نصر الله وازداد اعجابي واحترامي له اثناء صمود مقاتلي حزب الله امام الآلة العسكرية الاسرائيلية في صيف عام 2006. وكنت من المؤيدين لتمسك حزب الله بسلاحه لسببين الأول عدم ثقتي باسرائيل التي قد تغدر بالحزب اذا ما تخلى عن سلاحه والثاني هو تواجد أراضي لبنانية لا تزال ترزح تحت الاحتلال الاسرائيلي وهي مزارع شبعا وقرية الغجر والتي تعرف الآن "بمسمار جحا" في أدبيات التهكم السياسي اللبناني.

هذا الاعجاب تلاشى وتبخر في مارس آذار 2008 عندما وجه حزب الله سلاحه للداخل حيث احتل الحزب بيروت عسكريا وانفضح الأمر ان سلاح المقاومة هو في الحقيقة سلاح لاخضاع لبنان لارادة ايران.

قتل الشعب السوري ليس مقاومة:

قرأنا مؤخرا ان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي طلب من الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله خلال لقائهما الاخير تدخل الحزب عسكريا بكل ثقله في سورية "مهما كلف الامر".

وقال المصدر نفسه لصحيفة الرأي الكويتية الصادرة اليوم الخميس إن نصر الله الذي زار طهران في نهاية ابريل الماضي، عقد لقاء على انفراد مع خامنئي وانه فوجئ بطلبه وضع كل الثقل العسكري لـ "حزب الله" مع النظام السوري بغية الحؤول دون سقوطه من جهة، وقطع طرق الامداد على المقاتلين المعارضين له من جهة اخرى.

نسي حزب الله او تناسى مزارع شبعا والآن يناضل من أجل تحرير القصير في سوريا. حتى ان النائب اللبناني مروان حمادة عبر عن ذلك بالقول وحسب "الحدث 23 ابريل 2013 ان حزب الله ابتكر مزارع شبعا جديدة في ريف القصير.

ولكن نائب الامين العام لـ "حزب الله" اللبناني الشيخ نعيم قاسم كرر التأكيد على "لبنانية مزارع شبعا سواء وافقت الامم المتحدة ام لم توافق وسواء وافقت اسرائيل ام لم توافق. وقال: ان هذه المزارع لبنانية وسورية والمقاومة كذلك. وسنعمل على تحريرها بالمقاومة". وكرر الشيخ نعيم هذا الكلام عدة مرات في السنوات الأخيرة ورغم ذلك يركز حزب الله جهده وسلاحه ومقاومته لقتل الشعب السوري. ونسأل الشيخ المحترم أيهما أهم تحرير مزارع شبعا ام قتل الشعب السوري؟

لا شك ان حسن نصر الله وجد نفسه مكرها ومضطرا ان يقف مع بشار الأسد في ذبح الشعب السوري تلبية لاملاءات ايرانية بسبب اعتماد الحزب الكلي على المساعدات الايرانية الاقتصادية والسياسية والعسكرية. حسن نصر الله يقف الى الجانب الخطأ لاسباب براغماتية وطائفية وضغوط ايرانية وبذلك فقد مصداقيته وأخلاقيته وشعبيته في الشارع العربي.

خبير أمني اسرائيلي ينسف شعار المقاومة الكاذب:

سئم الشارع العربي من شعارات المقاومة والتحرير الصادرة مما يسمى محور الممانعة والمقاومة والصمود. لا يمر يوم دون ان نسمع تهديدات ايرانية بتدمير اسرائيل وتهديدات حسن نصر الله بتوجيه ضربات موجعة للكيان الصهيوني ولا ينفك ابواق دمشق عن تذكيرنا بأن سفاح سوريا بشار الأسد يتعرض لمؤامرة كونية بسبب دعمه للمقاومة. ولكن تلك الابواق لا تقول لنا لماذا لا يقاوموا في الجولان او على الأقل في مزارع شبعا القريبة. وجاء الجواب على هذا التساؤل مؤخرا 10 مايو آيار 2013 من مصدر اسرائيلي أمني موثوق في مقال هام كتبه افرايم هاليفي رئيس سابق للموساد في مجلة فورين أفيرز Foreign Affairs Magazine (مجلة الشؤون الدولية) الأميركية الموثوقة وذات النفوذ وملخص ما كتبه هاليفي ان اسرائيل غير مستعجلة على سقوط بشار الأسد لأنه قام بدوره في الحفاظ على هدؤ جبهة الجولان على أحسن وجه. نسف هاليفي أكاذيب المقاومة والممانعة عندما قال:

"لأربعين عام ورغم عدم وجود اتفاق سلام رسمي بين سوريا واسرائيل الا ان نظام دمشق التزم باتفاق الهدنة بحذافيره منذ عام 1974 وحتى اثناء الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 بقيت الحدود مع سوريا هادئة".

ايران تركب عربة المقاومة ايضا:

بتاريخ 16 ابريل 2013: قال الجنرال محمد حجازي، مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، إنه إذا أقدم من أسماهم بـ"الأعداء" على ضرب إيران فإنها سترد بتدمير مدينتي حيفا وتل أبيب الإسرائيليتين في أقل وقت ممكن.

ونقلت وكالة "الشرق الأوسط" عن القائد العسكري تعليقه على تهديدات "الأعداء" بأن الخيار العسكري ضد إيران بسبب برنامجها النووي لا يزال مطروحا على الطاولة، قائلا: "إن الوضع الراهن أكد دعائم هذه الطاولة"، معتبرا أن مثل هذه التصريحات هى دلالة على انفعال من أسماهم بالأعداء. سوف نرى اذا سيتم ترجمة هذا التهديد الى عمل فعلي.

بتاريخ 17 نوفمبر 2012 قال العميد محمد رضا نقدي، قائد قوات التعبئة الإيرانية (الباسيج) إن قواته تنتظر بفارغ الصبر إصدار أوامر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية لتحرير القدس.

"وتابع أن قوات التعبئة في إيران والعالم تنتظر بفارغ الصبر صدور أوامر من قائد الثورة الإسلامية (السيّد علي خامنئي) لتحرير القدس الشريف من المحتلين الصهاينة، مؤكداً أنه رغم العدوان على غزة فإن عملية القضاء على الكيان الصهيوني باتت قريبة جداً."ا

المعنى الدقيق لمقاومة الرد المناسب في الوقت المناسب:

وخير مثل على زيف شعار المقاومة يتمثل في العجز عن الرد على الانتهاكات الاسرائيلية المتعاقبة ضد الاجواء السورية والاهداف الأرضية. وبهذه المناسبة أود أن أطمئن مؤيدي نظام المقاومة والممانعة وآخر قلاع القومية أنه لن يكون هناك اي رد على الغارة الاسرائيلية الاخيرة. الرد المناسب في الوقت المناسب تعني حرفيا " اطمئني يا اسرائيل واستمتعي باحتلال الجولان فنحن عاجزون وفاشلون والجيش السوري الباسل هو لحماية النظام من الشعب."

الجيش السوري غير مهيأ وغير مستعد لمواجهة مع اسرائيل بل ضد الشعب الأعزل واذا خاض مواجهة حقيقية سيهزم هزيمة منكرة.

المقاومة هي مجرد شعار نظري في قواميس سوريا وايران وحزب الله. المقاومة بالنسبة لهذا الثلاثي الفاشل هي قتل الشعب السوري وقمعه. وأقول "لا تستعملوا قضية فلسطين العادلة كغطاء لجرائمكم ضد الشعب السوري".

لندن