أبو العبد.. أميراً على غزة!؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جمع المؤتمر الوطني الذي أقيم في قطاع غزة بمناسبة ذكرى النكبة، لاجئين فلسطينيين مقيمين في دول عربية وأوروبية، وعقدته "مشكورة" دائرة شؤون اللاجئين في حركة "حماس".
المؤتمر الذي حضره نحو ثلاثين شخصية دولية، ونحو 60 مؤسسة فلسطينية وعربية معنية بهذا الشأن، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء إسماعيل هنية (أبو العبد)، حمّل عنوان "متحدون من أجل العودة"، وسعى خلاله القائمون لتشكيل لجان أولية لـ"اتحاد العودة الفلسطيني".اللاجئون الذين تنحدر جذورهم من قرى فلسطينية محتلة عام 48، استعرضوا أوضاعهم وظروفهم المعيشية والسياسية، كما نجحوا في إنشاء ست لجان هي: لجنة الإغاثة والتنمية، لجنة الإحصاء، لجنة التعبئة، لجنة التواصل الدولي، لجنة الإعلام، واللجنة القانونية.اللافت في هذا المؤتمر الذي لم يكن كغيره من المؤتمرات التي تعقد لمناقشة قضية اللاجئين الفلسطينيين اهتمامها بشؤون ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين في العراق وسوريا على نحو خاص، حيث استعرض الأخ "أبو العبد" أوضاعهم مع جملة من ممثليهم، وأكد لهم وللحضور أن النكبة الفلسطينية هي نكبة العرب والمسلمين؛ لأنهم فقدوا فلسطين والقدس، وفقدوا بوصلتهم الحقيقية التي وحدتهم عبر مر التاريخ.وتطرق الأخ إسماعيل هنية إلى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ومن نزح منهم إلى لبنان، مطالبًا الأنظمة العربية بعدم الانفراد بمصيرهم، وأكد عدم سكوت حكومته إزاء ما يحدث من سفك لدماء الفلسطينيين، وقال: "ارفعوا أيديكم عن شعبنا في سوريا، في اليرموك ودرعا وكافة المخيمات الفلسطينية". كما استنكر حالة الصمت العربي تجاه ما يجري لأبناء الشعب الفلسطيني في سوريا، والمجازر الدموية المتواصلة بحقهم، إضافة إلى الهوان العربي تجاه نزوحهم وتشردهم من بلد إلى آخر. كل ذلك مع البرهنة العملية على مدى اهتمام إخوتنا في غزة بشؤون فلسطينيي سوريا، حيث استضاف قطاع غزة وحده، المئات من لاجئي سوريا وعائلاتهم، رغم حالة الحصار وظروفه الصعبة.الموقف "المشرف" بكل معنى الكلمة لأهلنا في قطاع غزة، والحكومة الفلسطينية، وللأخ أبو العبد شخصياً، لم يرق على ما يبدو لبعض الجهات "الفلسطينية"، فشنت هجوماً غير مسبوق على الأخ رئيس الحكومة وبشكل شخصي على خلفية التصريحات التي ادلى بها. وجاء الهجوم على الأخ أبو العبد من على منبر واحد من أكثر المنابر الإعلامية "مهنية" و"صدقية" (التلفزيون الرسمي السوري) مدعياً أن مثل هذه التصريحات "غير مسؤولة وصاحبها لا يملك اي حس بالمسؤولية".بل إن التمادي في الإساءة ومحاولة التضليل السياسي والإعلامي بلغ أن ادعى المسؤول الفلسطيني الذي صدح بما قال على التلفزيون السوري أن مثل هذه التصريحات "تضر بشعبنا الفلسطيني في مخيمات سوريا، وأن معلوماته انها لا تمثل حركة حماس واتجاهات واسعة فيها"، وكأنه بات خبيراً في شؤون حركة حماس، فضلاً عن حركته التي ضعضعها انشقاقات كثيرة بسبب موقفها مما يحدث في سوريا!؟أطرف ما في هجوم هذه الجهة "الفلسطينية" رفضها لما سمته "الاتهامات للنظام السوري"، وتوجيه الاتهام بدلاً من ذلك إلى الأخ "هنية" بأنه بهذه التصريحات يقدم ولاءات الطاعة لبعض الاطراف لتنصيبه أميراً على قطاع غزة!!ولم تكتف تلك الجهة الفلسطينية التي انسلخت عن الولاء لشعبها وقضيتها واستعاضت عنه بالولاء لأنظمة ولو على حسابها شعبها، وكلفت الشعب الفلسطيني من الدماء بمحاولة الاصطفاف العسكري في الأزمة السورية ما لا يعلمه إلا الله وحده، بل إنها سعت إلى تجييش أطراف قالت إنها "أهلية" و"شعبية" لتأكيد موقفها، فأصدرت ما يسمى اللجان الشعبية الفلسطينية في مخيمات سوريا بياناً دعت فيه إلى ما سمته "الكف عن العبث بالوضع الفلسطيني ومحاولة توريط الفلسطينيين بالأزمة السورية"، وأخذت تكيل من الشتائم والألفاظ ما لا يليق إلا بمن صدرت عنه.. ليس إلا.لست حمساوي الانتماء سياسياً، وكل حرصي البقاء على مسافة واحدة من جميع الفصائل والتيارات السياسية، لخدمة قضية شعب أصبح يعاني مرارة النكبة للمرة الثانية (أعني اللاجئين الفلسطينيين في سوريا)، وكافة قضايا الشعب الفلسطيني بحكم انتمائي إليه، لكن الهجوم "الموتور" الذي تعرض له الأخ أبو العبد من قبل جهات أقل ما يمكن القول عنها أنها أضحت مكشوفة أمام شعبها ومعراة، ومعروف ولاؤها واصطفافها، لا يزيدني إلا تأكداً من صوابية الموقف الذي اتخذه أهلنا في غزة إزاء ما يجري في سوريا لكلا الشعبين السوري والفلسطيني، في ظل تجاهل قضيتهم من قبل جهات فلسطينية رسمية أخرى، يفترض بها تمثيلهم، وأقول للأخ أبو العبد بعد كل ذلك، باسمي وباسم آلاف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، ما قاله نبينا عليه الصلاة والسلام لكل صادح بالحق: "خير الجهاد.. كلمة حق عند سلطان جائر".. فكيف إن كان مجرماً!؟كاتب وباحث
التعليقات
وصمة عار
سلام -قضية اللاجئين الفلسطينيين وصمة عار في جبين العرب جميعاً، وهي إن دلت على شيء إنما تدل على إنعدام الضمير والشعور الإنساني لدى العرب. جميع البلدان المتحضرة، في أوربا وأمريكا الشمالية والجنوبية وكندا واستراليا، تقبل لاجئين أجانب على أرضها، كما تقوم بمنحهم الجنسية وكافة حقوق المواطنة. إلا العرب فهم الوحيدون بين شعوب الأرض الذين لا يقبلون أناس آخرين على أرضهم، حتى لو كانوا عرباً ومسلمين مثلهم. وخير دليل على ذلك هو مشكلة البدون و مشكلة اللاجئين الفلسطينيين... كان بإمكان الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين منذ عقود طويلة، وذلك بتوزيعهم على البلدان العربية ومنحهم الجنسية وحق المواطنة إلى أن يتم إيجاد حل نهائي لقضيتهم، حيث يتم بعدها إعطائهم الخيار بين البقاء أو العودة إلى دولتهم الفلسطينية. إنها مأساة حقيقية يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الرئيسة الشعوب والانظمة العربية.