فضاء الرأي

هل بقي شيء ينعاه الملك عبدالله الثاني؟!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هل بقي شيء لم ينعاه العاهل الهاشمي الملك عبدالله الثاني ويقرأ عليه الفاتحة بعد أن نعى بالفم الحزين الغاضب الملآن مسار الاستثمار في مملكته أوضاعاً اقتصادية خطيرة ومديونية خارجية باهظة وأحوالاً سياسية ومجتمعية مضطربة في الداخل وعند الحدود شمالاً وجنوباً وغرباً وشرقاً. ظل الملك عبدالله الثاني يمارس "انتحار التفاؤل" حتى اللحظة الأخيرة إلى أن ظهر ليل الأربعاء على شاشة التلفزيون الرسمي داعياً الجميع من أركان العمل والخبرة الاقتصادية إلى أهمية العمل وبكل جدية لمواجهة التحديات وجذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل، باعتبار ذلك مسؤولية وطنية على الجميع أن يتحملها في القطاعين العام والخاص. ووضع الملك يده على الجرح حين اشار إلى الفجوة بين القوانين المتعلقة بالاستثمار وآلية التنفيذ على أرض الواقع، الأمر الذي أثر سلبا على بيئة الأعمال وأدى إلى تراجع القدرة على جذب الاستثمارات، التي تعد أهم مصدر لتوفير فرص العمل للأردنيين، وتحقيق النمو الاقتصادي. وليس فقط الاستثمار وانهياره في المملكة هو ما نعاه الملك فقد كان قبل ذلك دق ناقوس الخطر أمام أعضاء مجلس النواب من خطورة تفاقم العنف الجامعي وضرورة تصدي السلطات الثلاث لمسؤولياتها الكاملة حول هذه الظاهرة، ووضع خطة لمعالجتها بالسرعة القصوى. تفاقم ظاهرة العنف الجامعي جعل الثقة في التعليم في المملكة وفي الخارج في مهب الريح هذا العنف قض مضاجع الاردنيين وصار السكوت عليه بمثابة الاشتراك فيه. إلى الآن لم تتناهى إلى مسامع الملك على ما يبدو انهيار منظومة القيم الاجتماعية والمجتمعية وبروز ظواهر غريبة عجيبة على سلوكيات الأردنيين قاطبة ومن دون استثناء ليس أقلها القفز فوق سيادة القانون واختراق جميع الأنظمة سواء في دوائر الدولة ومؤسساتها وصولا إلى الشارع العريض. في السنتين الأخيرتين عقد الملك عبدالله الثاني عشرات الاجتماعات مع نخب تعليمية وفكرية وحزبية واقتصادية وطلابية وعشائرية بما في ذلك المتقاعدين العسكريين، كان يجمعهم مستشاروه في الديوان الملكي بمناسبة أو بدونها بسبب أو بدون سبب وسط ذهول الأردنيين عن اسباب مثل هذه اللقاءات التي تكاثرت وتوالدت على هامش الربيع العربي والمطالبة بإصلاحات جذرية تتعلق بالنظام السياسي والاقتصادي، والمطالبة بمطاردة الفاسدين من أركان الدولة سابقين ولاحقين ووضع تشريعات تحمي مكتسبات الوطن وأموال الدولة والناس من النهب. وكذا الحال جال الملك كل رقعة في ديار المملكة والتقى ابناء المدن والأرياف والبوادي والقى خطابات واستمع إلى خطابات كان جلها الولاء للعرش وغاب عنها الكشف عن المطالب الحقيقية التي تعتلج النفوس وتشكل "دينامو" التفجير في كل لحظة. وفي حين كان يبدو الملك صريحاً مكاشفاً في كثير من أحاديثه كان يقابل بكلام موارب وغير جريء ممن كانوا يتحدثون سواء من رجال دولته أو حتى من المؤسسة التشريعية (الأعيان والنواب) أو من زعماء القبائل، وحدهم يبدو الشباب الذين هم عدة المستقبل وعتاده كانوا يحاولون إيصال رسائلهم التي لم يكن من هم حول الملك يتقبلها أو يضعها على أجندة العمل الحقيقي. في مارس/ آذار الماضي، نشرت مجلة (أتلانتك) الأميركية الحديث الأجرأ وغير المسبوق للملك عبدالله الثاني، وفيه دان من أسماهم (الديناصورات) وهو هنا يعني زعماء القبائل الأردنية وجهاز المخابرات وهو الذراع الأمني القوي، وذلك لجهة سبب واحد وهو موضوع الانتخابات البرلمانية وعدم فتح الطرفين المجال لتنفيذ خطة الملك بشأن مقاعد أكثر للفلسطينيين في مجلس النواب، وقال "يتقدمون خطوتين و يتراجعون خطوة ، هم سبب عدم قيامي بالاصلاح ، وقد تآمروا مع المحافظين لتعطيل جهودي في زيادة تمثيل اﻷردنيين من أصل فلسطيني". وهو غمز في تلك المقابلة من قناة جماعة الإخوان المسلمين: "هؤلاء ذئاب على شكل حملان منعهم من الوصول الى السلطة هو معركتنا الحقيقية". وتطرق الملك إلى إخوته، حيث قال أنهم "ﻻ يدركون التغييرات التي تجري، فهم يتصرفون كأمراء، ولكن أبناء عمومتي أمراء أكثر من إخوتي.قلت لهم : "الشعب لن يتحمل الانغماس في الاسراف او الفساد". وإلى ذلك، فإن الكثير مما اشتكى منه الملك عبدالله الثاني ويشتكي ويبد أنه سيظل، لم يكن بفعل ما من عمل مجهول أو من فعل فاعل من ورءا الغيم الأزرق،، فالكثير والكثير من هذا التسيّب وهذا الانهيار تصاعد أكثر وأكثر حتى وصل الى نخاع الدولة التي كادت تهرم في السنوات العشر الأخيرة، وهي سنوات ولاية الملك عبدالله الثاني الذي من المفترض أنه ورث حكماً صامداً ثابتاً مستقراً رغم كثير من الهزات والهنات والأزمات الاقتصادية. في خطاب العرش الذي افتتح فيه الدورة غير العادية لمجلس الأمة في مارس/ آذار الماضي، دعا الملك الى (ثورة بيضاء) في مختلف سبل وإدارة الدولة، بعد ثلاثة أشهر لم يطرأ اي تقدم ملموس ولا غشارة تنبىء بخير أو بركة،، يل ان شكاوى الملك تكاثرت. والغريب أن المستشارين هم نفسهم المستشارين والمديرين هم نفسهم المديرين والعقول المدبرة من وراء ستار هم ذاتهم من وراء ستار حديدي أيضاً! والحال ذاته مع (الديناصورات - زعماء العشائر) الذي يتوالدون ويتكاثرون كالفطر فيعد أن كانوا في بدايات تأسيس الدولة لا أكثر من 30 أو 40 زعيما وشيخا فان يبدو أن مفرختهم انتحت في القرن الواحد والعشرين "شعباً كاملاً من الديناصورات - أي 6 ملايين ونصف المليون آدمي كلهم شيوخ على حالهم يركبون القانون على هواهم وحسب مصالحهم وأمزجتهم"! الملك عبدالله الثاني يحكم بـ "ملكية نصف مطلقة" وهذا أمر أكيد وواقع، وهو ما ورد في مداخلة لمراسل مجلة (أتلانتك) في المقابلة الشهيرة مع الملك، فالمملكة ليس لديها رئيس وزراء ومجلس نواب منتخب، والملك حسب الدستور يستطيع إعفاء رئيس الوزراء وحل البرلمان إذا رأى ذلك مناسباً. والملك نفسه يرد بالقول: "تعيين وطرد رؤساء الوزارات استهلك الكثير من وقتي مؤخراً .. وأريد أُخرج نفسي من هذه العملية،، يرتفع ضغطي، وزوجتي تعرف ذلك،، وعندما أضطر لتغيير الحكومات. كلما مررنا في تلك الدائرة فإن ﻻ أحد سيكون سعيدا". والملك يكرر دائماً أنه يريد أن ينقل السلطة إلى برلمان منتخب، وحين سئل في تلك المقابلة عما إذا كان يريد دوراً بروتوكولياً: أنت ﻻ تريد أن تكون الملكة إليزابيث؟.أجاب: حسناً، أين ستكون الممالك خلال 50 عاماً؟. ويوقل مراسل اتلانتك: الملك يفهم تماماً أن الملكية ليست صناعة نامية، لكن هل تفهم عائلته الممتدة ذلك؟ .. الملك عبدالله الثاني يؤكد ان: الملكية ستندثر ، ابني سيقود ديمقراطية على النمط البريطاني! والسؤال الآن، هل الملك عبدالله الثاني الموصوف في دوائر الغرب بليبراليته وعلمانيته "ديكتاتوري استبدادي أم ديموقراطي" ؟، أنا شخصياً أمل الى توصيفه بـ "الديكتاتوري" في القرار ولي مبرراتي في هذا التوصيف وهو وِزرٌ لا يتحمله وحده، بل ان كل من حواليه واركان دولته وحتى الديناصورات فضلا عن الأجهزة الأمنية ساهموا في التأصيل لمثل هذه الديكتاتورية التي ظل مرتكزها قول الجميع عند اتخاذ أي قرار: "مثل ما يؤمر سيدنا".! مثل هذه الجملة الأخيرة لا تبني دولة مستقرة ولن تكون نموذجا يحتذى ولن تكون بوابة حقيقية للمستقبل الناجز!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حفظ الله الأردن
مستثمر عربي -

عشت في الأردن سنوات ولي صداقات وذكريات أعتز بها وغادرته قبل وفاة المرحوم الملك حسين طيب الله ثراه ولي إنطباع مع الجهاز الذي يراقب ويقابل ويدقق المقيمين في الأردن كل عام ألا وهو جهازالمخابرات. كان ذلك الجهاز في العبدلي حرفيا ومهنيا بكوادر لا يمكنك تجنب إحترامها على صرفية العمل ودقة المهنة وإحترام الآخر مع تحقيق الغاية منه. زرت الأردن قبل عام بعد غياب عنه طويل لإفاجئ بإن أسمي على حواسيب الجهاز مع إني لم أرتكب مخالفة واحدة إثناء إقامتي الطويلة التي كانت ذكرى عزيزة. وبعد تأخير بدائي ممل في المطار طلب مني أن أراجع نفس الجهاز في وادي السير صباح اليوم التالي لأجد تردي مهنية الجهاز وتخلفه بل وبدائية عمله وأساليبه مما ذكرني ببعض مما كان في النظم الساقطة بالربيع وكيف تصنع من الطيبين والأبرياء أعداء لها. وتعرضت إلى اسئلة (ومضايقات) من شاب بعمر إبني كانت أجاباتها في جواز السفر وأخرى لا معنى لإسألتها ولا إجابات. وغادرت بأسرع ما أستطيع. ذهبت لإختيار الأردن مكانا لتدريب نحو 10 مهندسين وعرفت إن الأردن قد تخلف كثيرا عما عرفته وقد تراجع في زمن يتقدم الآخرين ويفتحون الأبواب والنوافذ وإنه لا يصلح لما كنت أظن فيه.. أتمنى أن يكون ما عانيته تجربة شخصية لا تعمم ولا تنتشر . أدعو الله أن يحفظ الأردن لأهله بيتا به يحتمون وإليه يرفلون وحفظ الله نظامهم الذي وقاهم شرور كثيرة في أزمان عصيبة لكني والله في خشيةمن أثر تخلف الجهاز على صحة البلد والشعب. .

للأسف
علي أحمد -

المشكلات التي يعاني منها الأردن اليوم قديمة تفاقمت في العقد الأخير بسبب غياب رؤية وارادة حقيقية في الاصلاح وإلا كيف نفسر وجود اكثر من عشر حكومات في ثلاثة عشرة سنة، وتزوير انتخابات برلمانية مرتين من اصل ثلاثة، وتمدد العنف الاجتماعي الى نطاق تجاوز كل الحدود؟ شكرا للاستاذ نصر وحبذا لو توسعت في التفاصيل اكثر

دولة بوليسية
فرات -

كان لي رصيد لا بأس به في احد مصارف الاردن و قد عانيت الامرين في الدخول و الخروج على يد شرطة تركوني انتظر ساعات طويلة عند الحدود و المطارات لمرات عديدة رغم شرحي الامر لهم و ابرازي وثائق المصرف، حتى اضطررت اخيرا الى سحب رصيدي و سط تساؤلات الموظف المسئول الذي لم يستطع التصديق ان كل هذا يجري في البلد. ان المسئولين الأردنيين يحاولون بناء دولة عصرية على يد قوات امنية بدوية اعطيت صلاحيات و اسعة. إن الاصلاح الشامل هو الطريق الأوحد لانقاذ الأردن من الأسوأ القادم ، هذا البلد الذي كنا نجلعه تموذجا محتملا للاستقرار و الازدهار و قدوة جديرة بالتقليد.. اليوم اشك في ذلك كثيرا الا اذا تم اعتماد اصلاح شامل يعتمد الحداثة في كل مفاصل الدولة و الى جذب المثقفين و المتعلمين المتنورين الى الاجهزة الامنية و توفير ضوابط على اساس حقوق الانسان..

الاردن لن ينهار
موطن اردني -

ببساطة شديدة .... استقرار مصلحة امريكية اسرائيلية ............. هناك حوالي 500 كم حدودية مشتركة مع الكيان العبري ........ و استقرار الاردن ( الجبهة الشرقية لإسرائل ) شيء لا يمكن التفريط به لدى اسرائل وامريكا ........ وبناءا عليه ستبقى الاردن على وضعها الحالي ( وضع الانعاش والاستقرار ) .... هذا الوضع ستضمنه المعونات الخليجية والدولية .....

.....
نادر -

هو الان مطلوب القضاء على جهاز المخابرات السياج الامني القوي لحماية الاردن وشعب الاردني من الارهاب الذي لا دين له . الملك تكلم عن اخوته وابناء عمومته منتقدا اياهم ...

الديك الوحيد في مملكته؟؟!
مواطن عربي حقّاني -

ويقول [ وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال وزير التنمية السياسية والشؤون البرلمانية الناطق الرسمي باسم الحكومة ] الدكتور محمد المومني إن "قرار التعديل الوزاري بيد جلالة الملك وحده"، لافتا الى انه "لا يعرف ما اذا كان هناك تعديل في الوقت الحاضر أم لا".

الاردن حفظه الله
الكوفية الحمراء -

الاردن دولة بوليسية هذه اغرب مقولة سمعتها في حياتي لو الاردن دولة بوليسية لكانت الان في مهب الربيع العربي 13035 فعالية ومسيرة واعتصام ومظاهرة تعامل معها النظام واجهزته بكل احترام وحضارة ورفق وادب ولم يقتل فيها قتيل واحد حتى وكالات الانياء والصحفيين الاجانب اشاروا الى هذا الانجاز الاردني الرائع النظام الهاشمي صمام آمان للشعب الاردني والكل يعرف ذلك ولكن بعض الجاحدين ومرضى النفوس لا يريدون الخير لهذا البلد الصابر ولا لشعبه العربي المسلم كل مشاكل الاردن هي فاتورة النفط والغاز حملات التشكيك مستمرة على الاردن ولكن ابناء الاردن راءوا وشاهدوا وسمعوا ما يجري في غزة وتونس ومصر وسوريا والعراق وكيف شعوب هذة الدول تدفع ضريبة الدم من ابنائها من نساء واطفال وكبار السن لا لشئ وانما لشهوة طبقة اصبحت اجتهاداتها بمنزلة الكتاب والسنة وكما قال ابن رشد اذا اردت ان تقنع جاهل بباطل غلفه بغلاف ديني

انا دائم السفر
عزام -

انا دائم السفر من الاردن الى الخارج والعودة بحكم عملي في التجارة الى سائر اقطار العالم ولم الاقي اي معاملة سيئة من رجال الامن في مطار الملكة علياء الدولي وعلى فكرة انا فلسطيني الاصل واحمل جواز سفر اردني خمسة سنوات .

الاخونجية ........
عيد الحويطي -

الاخونجية " رضى الله عنهم " يريدون حكم الاردن لانهم المسلمين الوحيدين وكان لا اسلام في الاردن ولكن هيهات لان الشعب الاردني عرف بواطنهم وعرف ظواهرهم وفعلا كما قال الملك انهم ذئاب كاسرة تريد حرق كل شئ على اساس عبادة الماضي وتقديس التخلف والعيش في الخرافة ونبذ التغيير بيدهم سلاح قوي وهو استغلال الدين والجوامع ودورس الدين لاجل الوصول الى السلطة وها هم الان في تونس ومصر وسوريا حكمهم كله دماء حمراء وجهل وبطالة وجوع وكبت في حريات الشعب التواق الى الحرية والحياة الافضل .

الانتقاد
نادر -

اوكي الملك انتقد اخوته واولاد عماه ولكن ماذا عن فسادالاخرين .