كتَّاب إيلاف

موسكو و"النكبة"...انهما توأمان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يسعى النظام السوري، بكل ادواته وباشراف ايراني وروسي الى تغطية المجازر التي يقوم بها في حقّ الشعب السوري. يفعل ذلك عن طريق الاستمرار في المتاجرة بالقضية الفلسطينية والفلسطينيين واطلاق الشعارات المضحكة- المبكية من نوع "المقاومة" و"الممانعة".

لا يفوت فرصة الاّ ويعلن أنه مع فلسطين، علما أن كلّ ما فعله هو الرهان على حال اللاحرب واللاسلم من جهة وعمل كلّ شيء من أجل بقاء الفلسطينيين في حال من البؤس تزيد من عذاباتهم وشقائهم من جهة أخرى. مثل هذه السياسة القائمة على الاعتماد على الشعارات والهرب المستمر الى خارج تفسّر تركيزه، مع حلفائه، على أهمّية احياء ذكرى "نكبة" فلسطين في العام 1948 في الخامس عشر من أيّار- مايو.لدى العودة سنوات الى خلف، أي الى أيّام "النكبة" قبل خمسة وستين عاما، نجد أنه كان هناك دائما ما يجمع سوريا وروسيا، حتى قبل قيام النظام الحالي في دمشق. كانت هناك دائما سياسة سوفياتية وروسية تقوم على الهدم انطلاقا من ضرورة أخذ العرب الى مآزق لا يستطيعون الخروج منها الاّ عن طريق الاستعانة بموسكو. كان، ولا يزال مطلوبا، الاستعانة بالكرملين من أجل بقاء العرب ضعفاء تحت رحمة الدب الروسي.في الذكرى الـ 65 لـ"النكبة"، تبدو موسكو و"النكبة" توأمان. هناك رفقة عمر بينهما. من يتابع تطوّر الاحداث، يكتشف أن الاتحاد السوفياتي لم يكن يوما مع العرب. أما روسيا الجديدة التي ورثت الامبراطورية التي لم تكن سوى نمر ورق، فهي تتّبع السياسة نفسها. لو لم يكن الامر كذلك، لكانت روسيا أوّل من سارع الى ادانة الجرائم التي يرتكبها النظام السوري ولكانت أكّدت بذلك أن شيئا ما تغيّر في موسكو وأن لا حاجة الى دعم الانظمة الديكتاتورية على حساب الشعوب العربية.كان الاتحاد السوفياتي أوّل من اعترف بدولة اسرائيل بعد قيامها. سبق في ذلك الولايات المتحدة. صوّت مع قرار التقسيم ولم يقل للعرب حقيقة ما يدور في العالم وحقيقة التوازنات الاقليمية التي لا تسمح بشنّ حرب على اسرائيل والتي تفرض عليهم القبول بالقرار وأن مصلحتهم في ذلك.في كل محطة مهمة من المحطات التي مرّ بها الشرق الاوسط، كانت موسكو تدفع بالعرب الى الهاوية. وعندما تعرّضت مصر للعدوان الثلاثي في العام 1956، عاد الفضل الى الولايات المتحدة في اعادة بريطانيا وفرنسا واسرائيل الى جادة الصواب وتأمين الانسحاب من سيناء.بدل أن تسعى القيادة السوفياتية وقتذاك الى اقناع جمال عبدالناصر بأنّه لم يحقق انجازا عسكريا وأن عليه التوقف عن اللعب على نغمة الانتصار لالهاب "الجماهير"، لقي ناصر ترحيبا سوفياتيا لدى اطلاقه العنان لخطاب سياسي فارغ اوصل مصر الى الوحدة مع سوريا التي عادت بالويلات على البلدين واسست للنظام الامني في دمشق. حصل ذلك على حساب الشيوعيين اللبنانيين والسوريين الذين لم يكونوا في حسابات الكرملين سوى وقود يستخدم في عملية لاهدف لها سوى تكريس هيمنة الانظمة الديكتاتورية على الشعوب العربية.اعتقد الاتحاد السوفياتي أنه سيكون المستفيد الاوّل من مصر الناصرية التي لم تكتف بتدمير الاقتصادين المصري والسوري، بل لعبت دورا مهما في اطاحة النظام الملكي في العراق. منذ اطاحة هذا النظام في الرابع عشر من تموز- يوليو 1958، لم ير العراق يوما ابيض.أخذ الاتحاد السوفياتي العرب الى حرب 1967. كان في استطاعته شرح حقيقة الوضع والتوازنات العسكرية لعبدالناصر، لكنّ الرغبة في اخذ مصر الى الهاوية بدعم من البعث السوري، كانت أقوى. كان لا بدّ من اذلال مصر، كي تسهل السيطرة عليها لا اكثر ولا أقل، وذلك في ظلّ حسابات مرتبطة اساسا بمرحلة الحرب الباردة!لدى عرض ما قدّمه الاتحاد السوفياتي للعرب منذ "النكبة"، نكتشف أنه لم يتردد يوما في توفير الاسلحة اللازمة للديكتاتوريات العربية كي تقهر شعوبها وليس لمواجهة اسرائيل او اجبارها على التوصل الى تسوية معقولة ومقبولة مع الشعب الفلسطيني. كان الهدف استخدام منظمة التحرير الفلسطينية في خدمة الاهداف السوفياتية، في اطار الحرب الباردة، وليس مساعدة الشعب الفلسطيني في تحقيق اهدافه واستعادة بعض حقوقه. هل صدفة أنه لم تصدر يوما كلمة حقّ عن موسكو تجاه لبنان عندما تورط الفلسطينيون، بطلب سوري، في حروبه الداخلية وفي اقتتال ذي طابع طائفي؟لم يتردد الاتحاد السوفياتي يوما في تخريب العقل العربي أكثر مما هو مخرّب. وصلت به الامور الى دعم قيام نظام ماركسي في ما كان يسمّى اليمن الجنوبي بغية القضاء على امكانية قيام دولة مزدهرة في تلك المنطقة من العالم العربي. ساهمت موسكو الباحثة عم موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية في القضاء على ميناء عدن الذي كان احد أهم الموانئ في العالم. كان حظ عدن سيئا نظرا الى أن اليمن الجنوبي استقلّ في العام 1967 في وقت كانت قناة السويس مغلقة. اغتنم السوفيات هذه الفرصة لوضع يدهم على البلد معتقدين أنهم سيستغلون اليمنيين في الجنوب كي يتوسّعوا في اتجاه الشمال من جهة وفي اتجاه سلطنة عُمان من جهة أخرى. من يتذكّر ثورة ظفار وما رافقها من دعم مصدره اليمن الجنوبي بمباركة سوفياتية؟لا حاجة الى الدخول في تفاصيل الاضرار الذي خلفتها السياسة السوفياتية في كل بلد عربي. لم يكسر الحلقة المغلقة، التي اراد السوفيات أن يدور العرب في اطارها، سوى انور السادات بحسناته وسيئاته. طرد السادات الخبراء الروس من مصر في العام 1972 وخاض حرب 1973 من أجل الوصول الى تسوية تعيد سيناء بدل البقاء في اسر منطق اللامنطق الذي تنادي به موسكو.في المقابل، بقيت سوريا اسيرة هذا المنطق نظرا الى أن النظام فيها لا يريد استعادة الجولان ولا هدف له سوى وضع العراقيل في طريق تقدّم القضية الفلسطينية ولو خطوة واحدة الى أمام.كان الامل كبيرا في حصول تغيير ما في موسكو بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وقيام روسيا الاتحادية قبل 21 عاما.لم يحصل شيء من هذا القبيل. لا تزال موسكو تزوّد النظام السوري بالاسلحة والمساعدات من أجل قتل شعبه...ولا يزال بنيامين نتانياهو مرحبّا به في الكرملين.بعد خمسة وستين عاما على "النكبة"، لم يتغيّر شيء في موسكو. لا تراجع في سياسة تخريب الوضع العربي قيد أنملة!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الله يدافع عن الذين امنوا
فاطمة الزّهراء موسى -

أن ترعى كل دولة مصالحها أولا ليس غريبا، لكن أن تعتمد في رعاية أولوية مصالحها على استنزاف جهود دول أخرى بدل أن تبذل الجهود بنفسها، فهو ما يمكن وصفه كما فعلت بالتخريب.

هذا حصرم رأيته بحلب
عربي حر -

كان عنوان المقال أكثر من رائع أما المتن فينطبق عليه دس السم بالعسل لعدة أسباب1- ليس من الخطأ أن تعمل كل بلد لمصلحة شعبها وأمنها2-أن العيب ليس بموقف الروس ولكن العيب فينا وببنيتنا الا أذا أعترفنا بقصورنا عن فهم التاريخ والتوازنات3-أسرائيل دولة عدوة وحمايتها كان واجب على من أوجدوها عندما فرضت الحركة الصهيونية أجندتهاعلى العالم بوحدة موقفها وأخلاصها لقضيتا4- ألم تكن النكبة على زمن الأنظمة التي تدافع عنها قبل أن تأتي الأنظمة التي كانت الشعوب العربية تعقد الأمال عليها5-أتمنى من الله أن يتكىء أي كاتب على ضميره وأحترام عقول القراء قبل كتابة أي مقال لهوأخيرا" لابد من الأعتراف لك بأني من متابعي مقالاتك ويكون العتب على قدر المحبة

هذا حصرم رأيته بحلب
عربي حر -

كان عنوان المقال أكثر من رائع أما المتن فينطبق عليه دس السم بالعسل لعدة أسباب1- ليس من الخطأ أن تعمل كل بلد لمصلحة شعبها وأمنها2-أن العيب ليس بموقف الروس ولكن العيب فينا وببنيتنا الا أذا أعترفنا بقصورنا عن فهم التاريخ والتوازنات3-أسرائيل دولة عدوة وحمايتها كان واجب على من أوجدوها عندما فرضت الحركة الصهيونية أجندتهاعلى العالم بوحدة موقفها وأخلاصها لقضيتا4- ألم تكن النكبة على زمن الأنظمة التي تدافع عنها قبل أن تأتي الأنظمة التي كانت الشعوب العربية تعقد الأمال عليها5-أتمنى من الله أن يتكىء أي كاتب على ضميره وأحترام عقول القراء قبل كتابة أي مقال لهوأخيرا" لابد من الأعتراف لك بأني من متابعي مقالاتك ويكون العتب على قدر المحبة

العرب عوران
شاكر العجيلي -

الكاتب للاسف مثال للانسان العربي الذي دوما يلقي اللوم علي الاخر ولايلومن نفسه او حتي يمارس النقد الذاتي التي تمارسه كل شعوب الارض ليكشف عن اخطاءه ويصححها. العربي ومنذ نعومه اظفاره يربي علي لوم الاخر فالاخ الاكبر عندما يخطئ يلقي باللوم علي اخيه الاصغر ليفلت من العقاب وهلما جرا. كاتب المقال يلوم روسيا علي مواقفها ويتهمها بالمسؤليه عن ضياع فلسطين الخ الخ من المصائب العربيه التي لها اول وليس لها اخر وتناسي بان روسيا دوله عظمي لها مصالح تريد الحفاظ عليها ولايهمها كأي دوله اخري الا مصلحه مواطنيها ماعدا العرب طبعا الذين يعمل حكامهم مابأستطاعتهم لخدمه مصالح الاجنبي الذي يكفل بقائهم علي كراسيهم. انظر ياحضره الكاتب الي تأريخ العرب وستري بانهم طبقوا مقولتهم الشهيره بحذافيرها : الاب رب والاخ فخ والعم غم والاقارب عقارب... فتري قطر تصرف المليارات لقتل السوريين وتدمير بلادهم وكذلك تفعل السعوديه , لا لانهم مختلفين مع النظام فقد كانوا سمنا علي عسل معه قبل سنتين, لكن صدرت لهم الاوامر من اسيادهم فنفذوها فما دخل روسيا بالموضوع. للاسف مقال مدفوع الثمن مسبقا وعجبا الا يوجد كاتب يكتب بصدق وبتجرد بدل هذا التحريض الذي لاينتهي والذي نتيجته مزيد من الانحطاط والتخلف لهذه الامه التي ضحكت من جهلها وجهل نخبها وكتابها الامم.

العرب عوران
شاكر العجيلي -

الكاتب للاسف مثال للانسان العربي الذي دوما يلقي اللوم علي الاخر ولايلومن نفسه او حتي يمارس النقد الذاتي التي تمارسه كل شعوب الارض ليكشف عن اخطاءه ويصححها. العربي ومنذ نعومه اظفاره يربي علي لوم الاخر فالاخ الاكبر عندما يخطئ يلقي باللوم علي اخيه الاصغر ليفلت من العقاب وهلما جرا. كاتب المقال يلوم روسيا علي مواقفها ويتهمها بالمسؤليه عن ضياع فلسطين الخ الخ من المصائب العربيه التي لها اول وليس لها اخر وتناسي بان روسيا دوله عظمي لها مصالح تريد الحفاظ عليها ولايهمها كأي دوله اخري الا مصلحه مواطنيها ماعدا العرب طبعا الذين يعمل حكامهم مابأستطاعتهم لخدمه مصالح الاجنبي الذي يكفل بقائهم علي كراسيهم. انظر ياحضره الكاتب الي تأريخ العرب وستري بانهم طبقوا مقولتهم الشهيره بحذافيرها : الاب رب والاخ فخ والعم غم والاقارب عقارب... فتري قطر تصرف المليارات لقتل السوريين وتدمير بلادهم وكذلك تفعل السعوديه , لا لانهم مختلفين مع النظام فقد كانوا سمنا علي عسل معه قبل سنتين, لكن صدرت لهم الاوامر من اسيادهم فنفذوها فما دخل روسيا بالموضوع. للاسف مقال مدفوع الثمن مسبقا وعجبا الا يوجد كاتب يكتب بصدق وبتجرد بدل هذا التحريض الذي لاينتهي والذي نتيجته مزيد من الانحطاط والتخلف لهذه الامه التي ضحكت من جهلها وجهل نخبها وكتابها الامم.

@@ولما تلوم السوفيات !؟@@
****سلطان**** -

ولما تلوم السوفيات ولا تلوم الأمريكان !؟ __ من قسم العالم العربي ومن إستعمرها !؟! __ من صاحب مخطط تقسيم المشرق بين المحتلين حسب إتفاقية سايكس - بيكو والتي زرعت بذور الصراعات الحالية العرقية والمذهبية والطائفية !؟! __ من كان وراء إغتيال الرؤساء والملوك والزعماء وتمويل الإنقلابات العسكرية !؟! __ هل ستقول لنا أن أمريكا وحلفائها الغربيين من بريطانيا وفرنسا وبعض الدول الغربية ليس لهم يد فيما نعيشه اليوم من صراعات وحروب وفتن !؟! __ من صنع القاعدة والسلفية الجهادية والوهابية !؟! __ من يملك القواعد العسكرية وقواعد الجوسسة في جل الدول العربية، روسيا أم أمريكا وحلفائها !؟! __ كون الإتحاد السوفياتي نظام ديكتاتوري مستبد لا يختلف عليه إثنان، لكن روسيا لعبت بأوراقها في صراعها ضد التحالف الإمبريالي وقد دفعت الثمن غاليا بإنهيارها وتقسيمها لدويلات، وإن كانت روسيا قد خذلت العرب في صراعها ضد الصهاينة فإن أمريكا كانت تمول إسرائيل بالذخيرة والعتاد الحربي 24ساعة/24ساعة بدون توقف في ساحات المعركة لتعويض خسائر الجيش الإسرائيلي في حروب 67 و73، ولولا هاته المساعدة لهزم الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر... __ لروسيا أخطاء كثيرة مع العالم العربي والإسلامي لكن مافعلته أمريكا وحلفائها الغربيين بإحتلالهم للعالم العربي وتقسيمهم لدويلات متناحره وخلق الكيان الصهيوني وقلب الأنظمة فمن منظور الضرر فلا مجال للمقارنة .... __ روسيا تدافع عن مصالحها ومصالح شعبها وهذا أمر طبيعي، لكن أن تلصق بهم مصائب العرب فهذا ضرب من الجنون، أنظر لحال دول الربيع العربي لتعلم أن العرب والمسلمين شعوب فوضوية متطرفة مريضة ومنغلقة على نفسها، قد جعلت من ثقافات وتقاليد وأفكار ومذاهب بالية تعود للقرون الوسطى أسسا لمجتمعاتها، كيف لهاته المجتمعات أن تعتمد على نفسها وأن تدافع عن مصالحها في غابة البقاء للأقوى !؟ __ هاته المجتمعات تكره روسيا والغرب مجتمعين وفي نفس الوقت تستورد كل شيئ منهم وتطلب منهم التدخل في كل كبيرة وصغيرة .... __ روسيا تدافع عن مصالحها في سوريا، وأمريكا تدافع عن ملوكها العرب والعثمانيين في الشرق الأوسط، لعبة شطرنج بين أقوياء العالم، السؤال أين نحن وماذا نريد !!؟ __ قد قال المفكر العظيم مالك بن نبي "أن الشعوب العربية والإسلامية شُعُوبٌ قابِلٌة للاستعمار حتى اذا كانت مستقله".

@@ولما تلوم السوفيات !؟@@
****سلطان**** -

ولما تلوم السوفيات ولا تلوم الأمريكان !؟ __ من قسم العالم العربي ومن إستعمرها !؟! __ من صاحب مخطط تقسيم المشرق بين المحتلين حسب إتفاقية سايكس - بيكو والتي زرعت بذور الصراعات الحالية العرقية والمذهبية والطائفية !؟! __ من كان وراء إغتيال الرؤساء والملوك والزعماء وتمويل الإنقلابات العسكرية !؟! __ هل ستقول لنا أن أمريكا وحلفائها الغربيين من بريطانيا وفرنسا وبعض الدول الغربية ليس لهم يد فيما نعيشه اليوم من صراعات وحروب وفتن !؟! __ من صنع القاعدة والسلفية الجهادية والوهابية !؟! __ من يملك القواعد العسكرية وقواعد الجوسسة في جل الدول العربية، روسيا أم أمريكا وحلفائها !؟! __ كون الإتحاد السوفياتي نظام ديكتاتوري مستبد لا يختلف عليه إثنان، لكن روسيا لعبت بأوراقها في صراعها ضد التحالف الإمبريالي وقد دفعت الثمن غاليا بإنهيارها وتقسيمها لدويلات، وإن كانت روسيا قد خذلت العرب في صراعها ضد الصهاينة فإن أمريكا كانت تمول إسرائيل بالذخيرة والعتاد الحربي 24ساعة/24ساعة بدون توقف في ساحات المعركة لتعويض خسائر الجيش الإسرائيلي في حروب 67 و73، ولولا هاته المساعدة لهزم الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر... __ لروسيا أخطاء كثيرة مع العالم العربي والإسلامي لكن مافعلته أمريكا وحلفائها الغربيين بإحتلالهم للعالم العربي وتقسيمهم لدويلات متناحره وخلق الكيان الصهيوني وقلب الأنظمة فمن منظور الضرر فلا مجال للمقارنة .... __ روسيا تدافع عن مصالحها ومصالح شعبها وهذا أمر طبيعي، لكن أن تلصق بهم مصائب العرب فهذا ضرب من الجنون، أنظر لحال دول الربيع العربي لتعلم أن العرب والمسلمين شعوب فوضوية متطرفة مريضة ومنغلقة على نفسها، قد جعلت من ثقافات وتقاليد وأفكار ومذاهب بالية تعود للقرون الوسطى أسسا لمجتمعاتها، كيف لهاته المجتمعات أن تعتمد على نفسها وأن تدافع عن مصالحها في غابة البقاء للأقوى !؟ __ هاته المجتمعات تكره روسيا والغرب مجتمعين وفي نفس الوقت تستورد كل شيئ منهم وتطلب منهم التدخل في كل كبيرة وصغيرة .... __ روسيا تدافع عن مصالحها في سوريا، وأمريكا تدافع عن ملوكها العرب والعثمانيين في الشرق الأوسط، لعبة شطرنج بين أقوياء العالم، السؤال أين نحن وماذا نريد !!؟ __ قد قال المفكر العظيم مالك بن نبي "أن الشعوب العربية والإسلامية شُعُوبٌ قابِلٌة للاستعمار حتى اذا كانت مستقله".