أصداء

سوريا مأزق الجميع

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لم نعد بحاجة إلى المزيد الوقت والدم والدموع، ولا إلى المزيد من الدلائل والوقائع، لكي نعترف بأن المواقف السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تتخذها أمريكا وأروربا، وحتى روسيا، في كثير من الحالات، من قضايانا العربية، تقررها قلة من يهود أمريكا، بالتنسيق والتناغم مع يهود أوربا وحاخامات روسيا النافذين.

وكما أفشل الموساد طبخة الديمقراطية في العراق إثر سقوط نظام صدام حسين، فهو يعبث اليوم أيضا بالملف السوري، وتأمر بإطالة المذبحة إلى أن تستوي سوريا، نظاما ومقاومة، وتصبح أطلال دولة آيلة للسقوط لا تقوى على طرد ذبابة عن وجهها الكريم، وتسقط، وإلى خمسين سنة قادمة، دولة اسمها سوريا، كما سقط العراق، قبلها، ومصر، ليضحك نتياهو من جهل الجاهلين وغباء المغفلين.

ومهزلة القصير أكبر دليل على ذلك. فكل النداءات الجريحة التي أطلقها المواطنون السوريين مناشدين الأشقاء العرب والمسلمين والمجتمع الدولي التحرك من أجل منع ذبح ذويهم بأيدي (مجاهدي) حزب الله وشبيحة بشار ذهبت هباء في هباء وفقاعات في هواء.

فهذا النبيل العربي الذي أفاق من منامه مذعورا ليحتج ويستنكر، وبشدة وعلى الفور، غارات نتياهو على جبل قاسيون، بلع لسانه هذه المرة، ولم يشجب ولم يستنكر دخول مسلحين من دولة عربية لقتل أهالي قرى آمنة في دولة عربية مجاورة، بل راح يفكر في دعوة مجلس الجامعة التي (لم تجمعنا) لينعقد الخميس القادم. فمن يوم الجمعة إلى يوم الخميس يكون النبيل العربي قد منح حسن نصر الله وبشار سبعة أيام بلياليها لذبح أكبر عدد ممكن من (خراف) القصير وما جاورها، وبالأخص من العجزة الذين لم يتمكنوا من الهرب قبل فوات الأوان.

ومؤتمر جنيف 2 الذي (يأتي ولا يأتي) ليس سوى إهانة بالغة ومتعمدة لأصدقاء الشعب السوري، ومنهم وأولهم أشقاء عرب صمتوا عن هذه اللعبة الخبيثة صمت القبور. فروسيا التي تبشر بالمؤتمر تصر على قتله قبل أن يولد. فهي حين تصر على حضور إيران التي تعلم أن جنودها الرسميين وغير الرسميين، والغون وإلى ذقونهم في دماء السوريين، وحين ترسل لبشار صواريخها المتطورة، وحين تواصل شتم المقاومة بزعم أنها شلل إرهابيين، إنما تدوس على المؤتمر المزعوم بحذائها الملطخ بالدماء. وأمريكا العظيمة التي لا تغضب على مجازر بشار بالصواريخ والبراميل المتفجرة ما تزال تبحث عن أدلة قاطعة تؤكد خرقه لخطوط أوباما الحمر التي لا ترى بالعين المجردة.

فليس يعقل أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية، بجلالة قدرها وجبروتها، تجهل أن الروس يكذبون حين يزعمون بأنهم يريدون الضغط على طرفي النزاع في سوريا لدفعهما إلى القبول بالتفاوض على حل سياسي يحقن الدم السوري ويوقف هذه المهزلة.

ولا يعقل أن تكون تجهل أيضا أن يهود إسرائيل يكذبون حين يزعمون بأن غاراتهم على مواقع في سوريا هي فقط لتدمير أسلحة مرسلة لحزب الله، وهم الذين لم يطلقوا رصاصة على أسلحة متطورة ظلت، كل السنوات الماضية، تصب كالسيل على حسن نصر الله وباستمرار من إيران وعبر سوريا.

إن الثابت الذي لا يحتاج إلى دليل هو أن السياسة الدولية العليا المقررة لسوريا، من الآن وإلى أن يشاء نتنياهو، هي ضربة على رأس النظام وضربة على قلب المقاومة. رصاصة للمقاومة وصاروخ للنظام. تماما كما كان حال تلك الحرب التي أشعلها الخميني وصدام حسين ودامت ثماني سنوات. فقد كانت أمريكا وأصحابها تعطي لصدام حسين كل ما هو لازم لمنع إيران من احتلال (البوابة الشرقية للأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة) من قبل الفرس (المجوس)، وإسرائيل حريصة على تهريب والسلاح لإيران لمدها بالقدرة على مواصلة القتال.

لقد أحصيت اثني عشر عصفورا ذهبيا قد تكون إسرائيل تتعمد اصطيادها بحجر واحد في سوريا، وقد نكون نحن من يسقطها في سلتها، جنونا أو جهالة:
1- قتل أكبر عدد من السوريين، من النظام والمعارضة.
2- إثبات همجية العرب والمسلمين وتخلفهم وغبائهم مقابل ديمقراطية إسرائيل وتحضر يهودها.
3- إرهاب الدول الأخرى.
4- إسقاط القضية الفلسطينية ورميها في سلة مهملات العرب والمسلمين.
5- تعميق الهوة بين إيران والعرب. وبين شيعة العرب وسنتهم إلى أمد قادم طويل.
6- إستنزاف العرب وإيران، ماليا وعسكريا وبشريا إلى أبعد الحدود.
7- خبط المجتمعات العربية وإشعال نار الفتن في العراق ومصر وتونس والأردن ولبنان وسوريا والخليج.
8- تقوية الوجود الروسي في المنطقة. فوجود بوارج الروس وصواريخهم يزيد من إذلال العرب وإرهابهم واستنزافهم، ولا يشكل أي تهديد من أي نوع لأمن إسرائيل.
9- إهدار المال الإيراني المتدفق على سوريا. فروسيا ترسل الصواريخ وإسرائيل تدمرها وإيران تدفع أثمانها.
10- إهدار المال العربي الخليجي على اللاجئين، أدوية ومعلبات وبطانيات وخلافه.
11- إن دخول حزب الله إلى سوريا بحجة حماية الشيعة إجازة لدخول مسلحين سوريين، غدا أو بعد غد، إلى لبنان أو العراق لحماية السنة.
12- وأخيرا تقزيم تركيا وتعرية أردوغان وإثبات عجزه عن فعل أي شيء. بعد أن عرض صدره في البداية وأظهر نفسه حامي حمى المسلمين وسلطانهم الجديد.
فكما كانت خطوط أوباما الحمر هلامية ومرسومة على الرمال المتحركة فخطوط أردغان الحمر، هي الأخرى، هلامية ومرسومة على رمال متحركة ليس لها قرار.

فبعد أن أوهم السوريين بأن ورء ظهورهم سندا أكيدا لا يبخل على ثورتهم بمال وسلاح ومناطق آمنة وصواريخ بتريوت مانعة لصواريخ الأسد عرته إسرائيل وكشفت وجهه الحقيقي وأظهرته مجرد بهلوان ليس عنده سوى الكلام يبيعه في أسواق العرب المجانين.

والأكثر سذاجة من الجميع هم قادة المعارضة السورية الذين صدقوه وآمنوا بنصره الأكيد. ولعل أحاديثهم عن ديمقراطية سوريا المحررة، وعن مدنيتها وعدالة حكوماتها القادمة، وعن رفضهم وبشكل قاطع لأي تدخل خارجي، هي أكثر أوهامهم التي ورطهم بها أردغان، دون أن يفطنوا إلى أن القوة، والقوة وحدها، هي التي ترسم وتقنن وتقول. والسياسة فن ومراوغة وتقية ورقص على الحبال، وليست هتافات نارية متشنجة لا تسمن ولا تغني من جوع.

إن نتياهو أكثر من غيره انزعاجا بهذا المنطق المخبول. فجبهة النصرة وقاعدة الظواهري أكثر نفعا لدولته من هذه المجاميع الهلامية التي تتحدث عن الديمقراطية والسلام. وتواجد معارضين وحوش من أكلة قلوب الجنود السوريين على حدود الجولان، مثلا، برد وسلام على قلبه، وهذا هو المطلوب. فماذا تبيع إسرائيل لأمريكا وأروربا إذا ما أصبحت سوريا دولة ديمقراطية متحضرة وعاقلة وعادلة، وإذا ما استقر العراق وأصبح واحة للتقدم والازدهار والسلام، وإذا ما هدأت مصر والأردن ولبنان ودول الخليج؟ وما تكسب لو جنحت إيران نحو السلم مع أشقائها المسلمين العرب، وحصرت خلافات رجال الدين، شيعة وسنة، بالمساجد والحسينيات ودور الفقه وجامعات علوم الدين؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
انما الامم الاخلاق
عمار -

انا سعيد اخيرا انتبهت الى الهدف الاساس في الحروب الاهلية في العراق وسورية وهوالتدمير الكامل للبنية التحتية للانسان في اخلاقه وقيمه ومبادئه وتقديم النموذج الاسلامي الجاهل المتخلف الحيواني لمستوى اكلة لحوم البشر حتى العالم كله يقول هذا هو مستوى الاسلام وهو دين غير انسانيكما جاء في القران وساد القوم سافلهم عندما تسقط القيم والمبادئ الاخلاقية يسقط كل شئ معها وبعدها واستطيع ان اعدد اكثر من مائة مصيبة بعدها واسهل شئ انظر الى العراق اليوم وماذا فعلت حروب صدام وحصار ١٢ سنة في الانسان العراقي ولماذا اصبح العراق في قمة الفساد في كل شئ وهذا هو المطلوب في سوريا ايضا وكما تفضلت كل الناعقين في المشهد من اردوكان الى حمد هم يذرفون دموع التماسيحالكتاب المثقفين مثلكم يتحملون مسؤولية التراجع الوطني القومي وفسح المجال للتيارات الاسلامية المتخلفة الغبية لتاخذنا الى القعر يجب ان تاخذوا الدور القيادي في اعادة التيار الوطني القومي وان تنسوا جامعة حمد وتعيدوا جامعة مصر قلب العرب وستكون جامعة العرب بحق حقيقوستسحق التيارات الاسلامية المتخلفة بالوعي الوطني والقومي

امس واليوم
علي البصري -

امس اسميتموها ثورة وتحرير وجهاد واليوم ارهاب واكل اكباد واستزاف ونقاطك الاثني عشر بالكمال والتمام ماذا تغيير امس لن نحضر المؤتمرات واليوم تتصارخون وتهرولون لجنيف 2 ،لماذا لاتنعقد المؤتمرات ومجلس الامن ،سورية مع اسرائيل لا سورية ضد اسرائيل ،سورية ممانعة ومقاومة لا سورية ضد العرب،مالذي تغيير ،اوردغان خليفة مسلمي العصر ،لا اوردغان اوهمنا ورطنا لماذا لاتجنح ايران للسلام ؟ (مقالك) وحصر الاختلافات في الجوامع والحسينيات ؟،نعم نقاطك 12 كلها صحيحة ولكن هل من متعض .لم تبقى غير اسرائيل واسرائيل فقط تنقذ ماء وجوهكم لعدم وثوق امريكا بالسنة لانهم سينقلبون عليها اذن مالحل ؟ والحل هو اذن في مقالك(أن السياسة الدولية العليا المقررة لسوريا، من الآن وإلى أن يشاء((( نتنياهو)))، هي ضربة على رأس النظام وضربة على قلب المقاومة. رصاصة للمقاومة وصاروخ للنظام )وهنا فقد انكشفت وتجلت الاشياء دون لف ولا دوران !! لالا الامريكان والصهاينة وعربان الخليج في المازق سيدي فقد سلموا سورية العلمانية الضعيفة والمكفخة الى ايران وحزب الله ! فهو يصول ويجول من القصير الى الجولان ! كفعلتهم في العراق ! فكيف الخلاص ؟ الثمن باهض الجواب ماقبلنه بجزة النوب جزة وخروف ! كما يقول اهلك في العراق !!

إلى عمار
ن ف -

إلى عمار مع المودة، أظنّك تقصد البنية الفوقية وهي العقول كالأساتذة والعلماء والأطباء والمهندسين. أما البنية التحتية فهي الشوارع والأبنية ومحطات توليد الكهرباء والمواصلات والمدارس والمكتبات.. إلخ.

إلى علي البصري
ن ف -

إلى علي البصري، الله والراسخون في العلم وحدهم قادرون على فكّ طلاسم تعليقك المبارك. ماذا تريد أن تقول بحق السماء؟

الى ن ف
عمار -

شكرا بل قصدت البنية التحتية للانسان لان بدونها لن يكون انسان وهي مجموعة القيم والمبادئ الانسانية والاخلاقية وهي على مستوى الفرد ومحصلتها تكون على مستوى المجتمع وهي قطعا ليست البنية التحتية المادية اوPhysical infrastructureكالطرق والجسور والمطارات

تذكروا شويه
OMAROMAR -

تذكروا شويه

تعلم قواعد اللغة العربية
علي البصري -

كنبت بالعربي الفصيح لاتلمني في هواها **** انا لااهوى سواها _اقرا النقاط 12 للزبيدي ويكفي لانه عميل للمخابرات الامريكية كما اوصفه صدام هرب بجلده لايران في بداية عهد البعث ليرجع فيرى ان امريكا نصبت على العراق بول بريمر ثم اتت بالعطالة البطالة من كشوانيات قم والسيدة زينب على راس السلطة في العراق!!!! فهل تعتقد ان غير العرعور سيكون قائدا لسورية !!!