هل أصبحت الثورة السورية خارج السيطرة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاعدة في منطق الثورات، عبر التاريخ، هو أنها تبدأ بفوضى ثم تنتهي بنظام. هكذا بدأت ثوارت "الربيع العربي" الأربعة، التونسية والمصرية والليبيبة واليمنية، باللانظام وانتهت إلى "شبه نظام، في أقل تقدير. لكنّ الأرجح هو أنّ الثورة السورية التي بدأت بفوضى، ستنتهي إلى فوضى. الفوضى، إذن، بإعتبارها مبتدأً لهذه الثورة / التراجيديا وخبراً متوقعاً جداً لها، باتت على ما يبدو، هاجساً يقض مضاجع السوريين، وحقيقة ساطعة، بالتالي، من حقائق حراكهم الثوري المسلح حتى الأسنان، والذي لا يكاد يخرج من فوضى مدمّرة حتى يعود إلى فوضى أخرى أكثر وأكبر تدميراً.
الفوضى بلا حدود، باتت تشكلّ، إذن، العنوان الأبرز لهذه الثورة: فوضى للجميع، فوضى من الجميع إلى الجميع، و فوضى الجميع ضد الجميع. والسبب الأساس، كما يبدو لي، هو انزلاق أهل الثورة سياسيين وعسكريين، إلى الوحل الطائفي، ونظرتهم بالتالي لسوريا وما فيها وعليها، بقسمة الأمور وفقاً للثنائيات الدينية: الله والشيطان، الخير و الشر، دار السلام ودار الحرب، الثورة والنظام، أهل الثورة (أهل السنة) وأهل النظام (ملة علي أو العلويون)، الجيش السني (جيش محمد) والجيش العلوي (جيش علي / الصفوي)، "سوريا السنية" (سنستان) و"سوريا العلوية" (علويستان) وهلمجرا.
تقليد أهل المعارضة للنظام وتفصيلهم، تالياً، لسوريا على مقاسات هذه الثنائيات الضدية القاتلة والمدمّرة، أخرج الثورة من معنى وطن كبير وكثير إسمه سوريا، واختزلها لا بل مسخها إلى وطن أحادي الإتجاه، بمعنى واحد: سوريا واحدة وحيدة لا شريك لها، سوريا بدين واحد، ولسان واحد، ولون واحد، وسياسة واحدة، وتاريخ واحد، وثقافة واحدة، ودستور واحد، وشريعة واحدة، وقائد/ أمير / إمام واحد..إلخ.
الثورة في مظنتي لا دين لها، ليس بمعنى "ضد الدين"، وإنما بمعنى تحييده.
فقط تحت سقف "لادينية" الثورة أو لا تديّنها، أو فك دين أهل الثورة من دنياهم، وسمائهم من أرضهم، يمكن للكلّ، الديني واللاديني معاً، الإتفاق على شيء إسمه وطن.
حينها فقط يمكن للدين أن يكون من نصيب الله، فيما يكون الوطن نصيباً للجميع.
من استمع لحديث الناطق الرسمي بإسم "هيئة الأركان القيادة العسكرية الثورية" العقيد عبد الحميد زكريا لقناة العربية، في سياق تعليقه على المعارك الضارية التي تدور على تخوم مدينة القصير بريف حمص، بين قوات الأسد المدعومة من عناصر "حزب الله" اللبناني وكتائب "الحرّ"، وعلى رأسها كتائب "جبهة النُصرة"، سيكتشف بيسر شديد ومن غير تدبّر أو تعمق في التحليل، أنّ الثورة السورية لن تنتهي على خير قريب في سوريا وحواليها.
يقول المتحدث الرسمي بإسم الجناح العسكري للثورة، بلهجة تهديدية، طائفية، تدميرية، واضحة وصريحة: "لو سقطت القصير فإن تغيّراً جذرياً في ساحة الصراع في سوريا سيحدث.. القُصير هي قمة الحرب الطائفية..لو سقطت القصير ستكون هناك حرب طائفية دموية علنية مفتوحة، وسُتباد قرى شيعية وعلوية بأكملها من على الخريطة..لا أحد يستطيع حينها كبح جماح الفرسان السود (إشارة إلى عناصر القاعدة الذين يتشحون عادة بالسواد)..نحن لا نتمنى ذلك، لكنّ الأمور ستخرج عن سيطرة الجميع.. وستفرض نفسها على الجميع".
وحين حاولت المذيعة الإستفسار عن بعض ما جاء في كلامه الأكثر من خطير، أجاب المتحدث: "أنا أعي معنى كلّ كلمة قلتها". ما يعني أن الرجل واعٍ تماماً لما يقول، ومسؤول عن كلّ كلمة قالها أمام العالم والثورة وأهلها.
ماذا يعني كلام أكثر من خطير كهذا، صدر بالصوت والصورة من ناطق رسمي كبير بإسم الثورة ومن أعلى قيادة أركانها؟
ماذا يعني "إبادة" قرى شيعية وعلوية بكاملها من على الخريطة؟
ماذا يعني إيحاءه وكأني به يسمي "فرسان القاعدة" ب"فرسان الثورة"؟
ماذا يعني تخويفه للنظام ومن سماه ب"حزب الشيطان" وتهديدهم ب"المتشحين بالسواد" من عناصر القاعدة؟
ماذا يعني احتماء الثورة في عباءة القاعدة؟
ماذا يعني اعتبار ناطقها الرسمي ل"القصير" فيما لو سقطت، بدايةً ل"حرب طائفية دموية علينة مفتوحة"؟
هل الثورة السورية هي ثورة شعب ضد نظام، أم حرب طائفة ضد طائفة؟
والسؤال الأهم الذي يبقى هو:
هل أصبحت الثورة السورية بالفعل (أو تكاد) خارج السيطرة، كما نفهم من كلام المتحدث بإسم قيادة أركانها؟
أفهم أنّ معركة القصير هي بحكم موقعها الفاصل الواصل بين لبنان وسوريا، هي معركة مصيرية أو معركة "كسر عظم" بين النظام والمعارضة، خصوصاً وأنّ كلا الطرفين يحاول تسجيل المزيد من الإنتصارات وتحقيق المزيد من التقدم على الأرض، قبل انعقاد مؤتمر "جينف 2".
وأفهم أن نظام دمشق الفاشي بكلّ ما تعني هذه الكلمة من معنى..نعم الفاشي بنسخته العربية، مستعدٌ أن يحرق كلّ سوريا، وأن يسقط كلّ سوريا، ويمحي كلّ شعبها من الوجود، لأجل بقائه على كرسي الحكم.
وأفهم أنّ هذا النظام حاول ولا يزال قصارى جهده، للتشويش على الثورة وأهلها، ودفعهم بالتالي نحو إلمزيد من التخندق في الدين والطائفة والإختباء وراءهما، بدلاً من التخندق في سوريا أكبر وأكثر وأشمل وأعمّ، سوريا الثورة المفترضة، التي كان من المفترض بها أن تكون فوق كلّ دين، وكلّ طائفة، وكلّ قومية، وكل حزب، وكلّ جماعة، وكل عشيرة.
وأفهم أن مشروع النظام هو مشروع خارج وطني بإمتياز، فيه من اللاوطن أكثر بكثير من الوطن، ومن الديكتاتورية وحكم الفرد أكثر من الشعب وحكمه، ومن الإنحياز إلى الطائفة أكثر من انحيازه إلى الأمة، ومن إيران أكثر من سوريا.
وأفهم أن مشروعه "المقاوم والممانع" مع جيوبه من "المقاومات الإلهية"، فيه من حب العدو، أكثر من كراهيته، ومن "ضد" فلسطين أكثر من "معها"، ومن تدمير وتفتيت لبنان أكثر من بنائه ووحدته، ومن الفتنة الطائفية أكثر بكثير من "الوحدة العربية".
لكنّ ما يصعب فهمه، هو كيف لثورة أن تجيز لنفسها ما يجيزه ديكتاتور فاشي لنفسه؟
كيف لثورة أن تكون ضد ديكتاتورية، وهي تقلّدها؟
كيف لثورة أن تكون "ثورة حرية"، وتمشي بعكسها؟
كيف لثورة أن تكون "ثورة كرامة"، وتدوس على بعضها؟
كيف لثورة أن تكون "ثورة سورية"، وتهدد بمحو طائفة أو بعضها من على خريطتها؟
كيف لثورة أن تكون "ثورة مدنية" وتحتمي ب"فرسان" القاعدة وأخواتها؟
كيف لثورة أن تكون "ثورة ديمقراطية" وتمارس عكوسها؟
كيف لثورة أن تكون "ثورة شعبية" وتهدد شعبها؟
كيف لثورة أن تتقدم إلى الأمام وهي تسقط في ورائها؟
إذا كانت "الثورة مثلها مثل الرواية اصعب جزء فيها كيفية إنهاؤها"، على حدّ قول الفيلسوف الفرنسي ألكسي دو تشيفيل، فإن الجزء الأصعب في الثورة السورية، سيكون في كيفية السيطرة عليها؛ على عقلها الذي بات بمجمله، فيه من الإنتماء إلى الدين والطائفة أكثر من الإنتماء إلى الوطن، وعلى سلاحها الذي تتقدمه الرغبة في الإنتقام أكثر من الرغبة في تحقيق السلام والوئام، وعلى أمراء الحرب فيها، الذين يحملون على أكتافهم أجندات خارجية "فوق أو خارج وطنية"، أكثر من حملهم لأجندات وطنية سورية.
hoshengbroka@hotmail.com
التعليقات
مرتزقة موزه وحمد
محمد الخفاجي -منـــــذ البدايـــات الأولى لمرتزقـــــة أردوغــــان ولعصـــابات موزه وحمد من آل ثاني كان الشيعه في كل العالم يراقبون الوضع السوري بدقه ويحللونه بتمحيص وعن درايه وفهم خفياته ومبتغاه وأهدافه النهائيه وهل ثوار أردوغان وعصابات الريــال هدفهم بشار الأســـد ونظامه فقط لاغير وأقامـــــة دوله حره مستقله ديمقراطيه عادله متسامحه أم لديهم هــــدف آخـــر نهائي ،فالشيعه يتفرجون ولديهم آذان وعيون في الميدان ويسجلون الأحداث عن قرب فكانت الحصيله بعد أشهر من المراقبه بل بعد أكثر من سنه أن عصابات أردوغان وحمـــــد ليس هدفها حريه وديمقراطيه وعداله وأزالة حكم بشار-أستغلوها أعلاميا فقط لكي يغطوا على الهدف الرئيسي-وأنما الهدف الحقيقي هو تدمير الوجود الشيعي في لبنان والعراق خدمــــة لبني صهيون ولحلف الأعتدال العربي الخادم لمصالحهم،فتم جلب كل زنــــاة العالم - ذباحيين شيشانيين ومجرميين ليبيين وقتله سلفيين سعوديين وعصابات طالبان وسفاحي القاعده - ليفضوا بكارة الشــــام ،فكانت كل المؤشرات تدل على أن من يرغب بتغيير النظام لايجلب عصابات ومرتزقه وذباحيين ويدخلهم لبيته، ثم تابع الشيعه بهدوء الأحداث فأذا بشعارات كارثيه ومقلقه بل وكشفت المستور ،منهم قولهم لمرقـــد السيده زينب بأنك سترحليين عندمــــــا يرحـــــــل بشـــــــار،ثم خطفهم لزائريين لبنانيين ثم التهديد والوعيد لشيعة لبنان وأنهم أي ثــــوار أردوغان وحمــد بعد خلاصهم من بشار سيتوجهون للضـــاحيه لكي يقتلعوا حزب اللــــه وحســـن نصر اللـــه منها-أسرائيل بكل جبروتها وقوتها لم تحلم حتى حلم بهذا الأمر- ويلقنوا شيعة لبنان درسا ثم بعد أن يفرغوا من بشار والضاحيه وشيعة لبنان سيتوجه الأمويين الجـــــــــدد الى الكوفــــه ليعيدوا أيام معاويـــــه ويزيـــــــد بالتنكيل بشيعــــــة آل البيت وقتلهم ومحاصرتهم وسبي نسائهم وتهديـــــم مراقد أئمتهــــــم، كل هذا والأغبياء يتصورون أن الشيعه سيقفون متفرجيين ويسلمون رقابهم كالنعاج لسفاحي أردوغان وذباحيي حمــــد وأكلي الأكبــــاد ،فالـــــرد الشيعي قادم بدون أي تأخير فلقـــــد أتضحت الصــــوره لنا بكل مفرداتها ومكوناتها وأن الهدف ليس بشـــار ونظامه بل الشيعه ووجودهــــــــــــم وأعراضهم ومالهم وقوتهم
مقتلة إجرامية
محمد القاضى -مقتــلة يقوم بها شوية عصابات وإرهابيين وللك الله يا سوريا
تدمير لكل بلاد الشام
حسين -ولماذا لا نفترض ان المرتزقة الذين أتوا من شذاذ الآفاق الي لبنان وسوريا وتجمعوا في معسكرات الشمال اللبناني والشمال السوري وبمساعدة رجال الناتو وأذناب إسرائيل كقطر وتركيا الانكشارية التي تحتضن قواعد عسكرية للناتو وتتعاون بشكل وثيق مع الصهاينة وتجري تدريبات عسكرية مشتركة معهم في العمق التركي وتحول الأخير الي معبر استراتيجي لدخول المرتزقة الشيشان والليبيين والتونسيين والمغاربة والأفغان ومن اليمن ومن أكثر من ٣٩ دولة الي سوريا وذات الشي من شمال لبنان ، لماذا لا نفترض ان هؤلاء هم رجال تل أبيب في سوريا ،والشمس لا يحجب نورها الغربال وجرحي جيش الحر تتم معالجتهم في إسرائيل ، حزب الله ان دخل علي خط القتال فهو من حقه ولم يدخله إلا بعد ان تأكد ان رجال ألناتو وموساد الصهاينة قد كشفوا ان أهدافهم وخططهم المبيتة هي ليست الديمقراطية ولا إقامة دولة العدل والحرية وإنما ضرب مقومات هذه الأمة وتمرير مشاريع القتل والذبح والطائفية وتوسيع رقعة قطع الرؤوس وشق الأجساد لاستخراج الأكباد ومضغها كما فعل أجدادهم بعم الرسول ونبي الأسلام حمزة سيد الشهدا .. إذا فلا تلومو حزب الله أذا شارك في قتال الأوباش وأحفاد أكلة الأكباد وشياطين الناتو والموساد وهذه ليست أنشائيات بل هي وقائع علي الأرض لا يمكن إنكارها أو ربطها باوهام أو خلفيات مذهبية -
عقدة ستوكهولم
علي حسين -الى الكاتب كان الاولى بك ان تدافع عن الاكراد المضطهدين في سوريا والذين عوملو في عهد من تدافع عنهم معاملة الاغنام بل أقل من ذلك ، ولم يحصلوعلى هوية لاثبات شخصيتهم ، وهكذا بقو مهمشين لاقيمة لهم ، .
ولهذا بقاء الاسد ارحم
Amir Alrubyee Jaber -هؤلاء الذين يحملون عقليه الابادة والتصفية والسم الطائفي من المستحيل يحققون نظام يتساوى فيه الجميع ستكون مسلخة واجرام وقد بدات من يومها الاول قتل على الهويه وقلع قلوب واعين وتظهير عرقي وطائفي وخطاب مقيت من اعلى المستويات لانه هم هؤلاء هو ارضاء اسيادهم في تل ابيت وفي الغرب وفي قطر والرياض مقابل الريالات واستقبال هؤلاء في المحطات الفضائية وفنادق الخمسة نجوم وعلي الجميع ان يعمل على بقاء الاسد فانه ارحم من هؤلاء الف مره