أصداء

العراق وسيناريو التقسيم الدامي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

منذ ما يقارب من سنة ونصف حذرت في ندوة عقدت عن الانسحاب الامريكي من العراق من ان نذر الحرب الاهلية تلوح في الافق، حينها لم تكن توجد في اية علامات واضحة المعالم عن وجود هذه الحرب، واعترض اكثر المتداخلين معي ووصفوا تحليلي على انه يتضمن كثيرا من التشائم، وان الانسحاب سيؤدي الى الاستقرار.

لكن يوما بعد يوم بدات الامور تسير نهو الهاوية بشكل متسارع نتيجة عوامل داخلية واقليمية، والواقع انه منذ احتلال العراق كان هناك قطاران، احدهما قطار التقسيم والاخر قطار الوحدة يسيران بموازاة الاخر، وكان قطار الوحدة ممتلئا، اما قطار التقسيم فركابه يعدون بالاصابع، لكن اخطاء الاحتلال الامريكي التي اراها مقصودة، وتبني معظم دول الاقليم لقطار التقسيم على حساب قطار الوحدة لاعتبارات مركبة في نتيجتها النهائية انه لا احد يريد العراق بشكله الحالي، فضلا عن حماقات الطبقة السياسية وجهلها وارتباطتها الاقليمية، قد جعلت بعد عقد من الزمن من قطار التقسيم ممتلئا وقطار الوحدة يقل ركابه يوما بعد يوم، وفي كل محطة من الزمن يقفز عدد من ركابه لجهة قطار التقسيم.

لكن هناك ادراك دولي واقليمي وداخلي بان التقسيم الناعم لن يكون ممكنا، لذا فان التقسيم الصلب اوالدامي هو البديل الذي يجري صياغته على مهل وبتروي، انتظارا للمكان والزمان المناسب لبدء الحرب الاهلية، كمقدمة ضرورية للتقسيم، وهنا اعود واؤكد ان قرار الحرب الاهلية لن يكون قرار عراقيا محضا كما يتصور البعض، بل هو قرار اقليمي دولي، ادواته الرئيسة عراقية.

ان العقلانية تبدو غائبة عن المشهد العراقي، إذ مع انتشار الامية داخل المجتمع ونكوصه الحضاري، وانكماش الدولة لصالح الجماعات الاولية الطائفية والعرقية، وغياب رجال الدولة الحقيقيين، واخطاء الحكومة القاتلة، التي انشغلت ببناء سلطتها بعيدا عن بناء الدولة وعجزها عن تمثيل وتنفيذ مصالح جميع المكونات، وشيوع الفساد الى درجة تثير الاشمئزاز، فان الهاوية تنتظر الجميع، لاسيما مع عودة احتلال رجال الدين الوظيفة السياسية ومحاولة احتكار القرار، ومن يتذكر احداث عامي 2006، 2007 فان القتل لم ياتينا الا تحت رايات دينية بكل تلاوينها، ومن يظن ان الحرب الاهلية ستقود الى فائز وخاسر فهو انسان لايفقه من الحياة شيئا، وليس له من الدين ذرة، ولا عن الاستراتيجية فكرة، وليس له من المروءة بمقدار تمرة.

واتذكر جيدا فلما وثائقيا عن الحرب العالمية الاولى، حينما خرج الفرنسيون فرحين وهم يرقصون لسماعهم ببدء الحرب العالمية الاولى، لكن حينما مضت السنوات اصبح الكل يكفر بها وينتظر موعد انتهائها بعد ان رأوا ويلات هذه الحرب.

ان في العراق كتلتين كبيرتين هما السنة والشيعة، ولن يستطيع احد ان يتغلب على الاخر، سوى بحر من الدماء ستسيل واكبر الخاسرين هم الابرياء فضلا عن الكلفة العالية لهذه الحرب العقيمة. اما الطبقة السياسية وابنائها واحباؤها فسوف يكونون بمنأى عن مغارم الفوضى والاقتتال، وكذلك لمعظم من يدعو الى قيامها، وإذا ما بدأت الحرب الاهلية فان هذه المرة ستكون مختلفة عما جرى في عامي 2006، و2007، اولا من حيث الشمول لانها لن تشمل الرجال فقط بل ستكون بمثابة تطهير عرقي يشمل النساء والرجال والاطفال، وثانيا، من حيث الطبيعة انها ستكون معركة عن الارض بمعنى من يستطيع ان يكسب مزيدا من الارض لاجل مرحلة تفاوضية لاحقة، ومن حيث النوع فالاسلحة ستكون متاحة بكل اصنافها، والجيش والشرطة سيكونان طرفين في النزاع لا محايدين، وستكون بغداد ساحة الصدام الدامي، فضلا عن محافظ ديالى، وربما سامراء، لتنتشر في كل ارجاء ارض الرافدين فيما بعد،ما عدا الاكراد، فهم سوف يسعون الى عدم الانغماس في هذه الحرب، مع محاولة استثمار ذلك للسيطرة على المناطق المتنازعة وما نشر قطاعات البيشمركة في كركوك بعد احداث الحويجة الا انموذجا لطبيعة التصرف الكردي في حالة اندلاع الحرب الاهلية بين السنة والشيعة.

وليس من قبيل المبالغة، ان الحرب لن تنتهي سريعا، بل قد تمتد اثارها خارج حدود الدولة العراقية، وان انهارا بل قل بحورا من الدماء ستغطي ارض السواد، حينها سيتم عقد مؤتمر دولي بعد اسقاط الدولة العراقية، لان المطلوب اسقاط الدولة العراقية وانهاءها من الوجود، ومنذ الاحتلال والى الان تجد ان من يحكمها ومن يحوك ضدها حالة عدائية مع العراق وتشعر وكانما هدفهما واحد هو اسقاط الدولة العراقية التي كانت لسنوات عدة انموذجا للدولة الحديثة الناهضة بعقولها وابناؤها.

ودعني اقول لكم شيئا، هل تعتقدون ان نظام بشار الاسد عصي الى هذه الدرجة وانه لايمكن اسقاطه بعد مرور كل هذه الفترة، بالتأكيد (لا ) لان القوى الكبرى تريد في الاساس اطالة الازمة الى اقصى درجة ممكنة من اجل انهاك وانهاء الدولة السورية والقضاء على كل مكامن القوة والوحدة فيها، وصولا الى اسقاط الدولة السورية لان المطلوب ليس اسقاط النظام فهذا الامر مقدور عليه ان كانت هناك إرادة، بل ان الهدف هو اسقاط الدولة السورية.

وفي الثمانينيات قرأت كتبا لفارس غلوب باشا ( ابن قائد الجيوش العربية)، عنوانه "نجمة داود والصليب المعقوف"، يخرج ثمة وثائق اسرائيلية تقول بضرورة تقسيم العراق الى شمال كردي ووسط سني وجنوب شيعي، وسوريا الى علويين وسنة ودروز ومسيحيون، ومصر والسعودية، وتنتهي الوثيقة التي يعرضها فارس غلوب باشا الى القول، بانه من اجل ان يتم هذا السناريو ينبغي البدء بالعراق اولا، في وقتها ضحكت كثيرا وقلت في نفسي ان السيد فارس يهذي او يتصور اشياءا من الخيال، وها انا اقدم اعتذاري لفارس رحمه الله وادعوكم لقراءة كتابه، واقول له اني آمنت ان الاخرين يخططون لنا بوعي ونحن ننفذ دون وعي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يتحدث عن بديهيات
سعد -

السيد الكاتب مندهش من بديهيات معروفة ، وكلماته تحاول الإيحاء انه هو مكتشفها ويفترض بالقاريء عدم المعرفة بها ، على العموم المقالة ضعيفة وليس فيها جديد رغم ان الكاتب متخصص في العلوم السياسية ، ولكن مع هذا ليس كل متخصص بالضرورة يكون كاتبا جيدا ، أما ترديده مفردة الإحتلال الأميركي حوالي ثلاث مرات في مقالة قصيرة وربطها بكونه أحد الضيوف الدائمين لقناة الجزيرة فهذا يكشف لنا ميوله السياسية الغارقة في لوثة الأيديولوجيا والبعيدة عن الجانب الموضوعي الواقعي !

رجال الدين
الكل خاسرون -

رجال الدين ,والاحزاب الطائفية من السنة والشيعة هم الذين سيذبحون العراق

يتحدث عن بديهيات
سعد -

السيد الكاتب مندهش من بديهيات معروفة ، وكلماته تحاول الإيحاء انه هو مكتشفها ويفترض بالقاريء عدم المعرفة بها ، على العموم المقالة ضعيفة وليس فيها جديد رغم ان الكاتب متخصص في العلوم السياسية ، ولكن مع هذا ليس كل متخصص بالضرورة يكون كاتبا جيدا ، أما ترديده مفردة الإحتلال الأميركي حوالي ثلاث مرات في مقالة قصيرة وربطها بكونه أحد الضيوف الدائمين لقناة الجزيرة فهذا يكشف لنا ميوله السياسية الغارقة في لوثة الأيديولوجيا والبعيدة عن الجانب الموضوعي الواقعي !

الله يستر
سمسة قيس -

انا انسانة مغتربة زرت العراق.. الاجواء متوترة في بغداد وعبالك ان الجميع بات مسلما بقدوم الحرب الاهلية وكانه قدر.. علينا ان نقاوم بكل مانستطيع لا ان نخضع لما يخطط لنا في المقابل تشعر الاكراد متهيئين ايضا للحرب وبالفعل هم يقولون انهم لن يقفوا مع اي طرف .. يا عراقيين انتبهوا وخلي يصير عدكم وعي وعقل على شنو نتقاتل لاجل عيون المالكي لو النجيفي العراق اعلى واكبر والله اكبرر على من طغى وتجبر

الله يستر
سمسة قيس -

انا انسانة مغتربة زرت العراق.. الاجواء متوترة في بغداد وعبالك ان الجميع بات مسلما بقدوم الحرب الاهلية وكانه قدر.. علينا ان نقاوم بكل مانستطيع لا ان نخضع لما يخطط لنا في المقابل تشعر الاكراد متهيئين ايضا للحرب وبالفعل هم يقولون انهم لن يقفوا مع اي طرف .. يا عراقيين انتبهوا وخلي يصير عدكم وعي وعقل على شنو نتقاتل لاجل عيون المالكي لو النجيفي العراق اعلى واكبر والله اكبرر على من طغى وتجبر

Iraq
Iraqi -

وماذا سنفعل نحن الذين لاننتمي لا للشيعة ولا للسنة ولكن للعراق فقط لان اهلنا واحبائنا يعيشون من دهوك الى الفاو ؟ ماذا سنفعل ونحن نرى ان هناك ايادي كانت بالامس بالخفاء واليوم بالعلن تقود الناس كالقطعان الى الهاويه ؟ هل سنتركهم يذبحون بعضهم البعض ؟ اين المثقفين اين اصحاب الضمير اين علماء الدين الشرفاء اين العشائر؟ كل قطرة دم ستكون برقبتنا ايضا لاننا لانفعل شيئا لوقف الشياطين القتلة.

اقوى ما في مقالتك
Avatar -

السطر الاخير اقوى ما جاء في مقالتك فهو يعبر عن كل شيء ويختصر كل شيء ....!!

اقوى ما في مقالتك
Avatar -

السطر الاخير اقوى ما جاء في مقالتك فهو يعبر عن كل شيء ويختصر كل شيء ....!!

دول فاشله
جميل مزيري المانيا -

لااعرف لماذا الكثير من العراقين حتى النخب السياسيه والثقافيه لايعترفون بالحقيقه الموجوده على ارض العراق هناك انشقاق بين المكونات العراقيه الثلاثه حيث عمل الحكومات السابقه على مزق النسيج العراقي وخاصه في زمن النظام البعثي غيب عنهم الوعي والفكر لذلك اجتماع التناقضات الثلاثه شبه مستحيل لذلك اذا كنا نريد حل وبدون لف ودوران والضحك على العراقين البسطاء وايجاد حل مناسب بااقل تكلفه وايضا دون العبث بتراب العراق فلا حل الا الاقاليم والفيدراليات وبصلاحيات واسعه وهذا ليس تقسيما وليس موامره بل وضع االنقاط على الحروف حيث يحلفظ كل واحد على خصوصيته وبذا الشكل تضع المسول المحلي والسياسي امام مواطنيه وعارفيه عن كل شى عن التنميه والخدمات والامن لاانه لايمكن ان ترتاح العراق بالمركزيه المفرطه واثبت التجربه والاحداث ان التثبث بالمركزيه ستجلب دكتاتوريه شئنا ام ابينا نعم اقول وبكل صراحه حل مشكله العراق لاياتي الا بالفيدراليه وهذا ليس ضد القانون ولا الدستور ولايخالف شريعه دينيه وبهذا الشكل ممكن تقديم اصلاحيات اكثر تطور وازدهار في العراق مشكله السياسين العراقين يتناحرون مع بعض من اجل المناصب في المركز اي في بغداد اقول بصراحه من لم يعترف بهذا الدواء للعراق لايريد للعراق الشفاء التام ويرده عراق في الانعاش ومريض كسيح ولايريد للعراق الاستقرار الشيعه يرون انهم الاغلبيه ومن حقهم حكم العراق والسنه العرب لايصدقون انهم خارج القياده وان السلطه افلت من ايدهم والكورد جراء هذا الحراك السياسي يتصرفون انهم دوله

`تقسيم ونزاع
خلدون طارق -

كل تواضع ما قرأه د.باسل في ندوة ما بعد الانسحاب قرأته انا قبل ه1ا التاريخ وانا اتفق مع ما ادلى به الدكتور جملة وتفصيلا نعم سينتهي العراق عاجلا لا اجلا واتمنى من كل الاساتذة في علم السياسة خاصة الا يغلبوا عواطفهم على قراءاتهم الموضوعية فالعراق الان ليس واحد بل هو متمزق يجمع اشلائه بئر النفط الغزير في البصرة وكركوك وهذه هي الحقيقة التي يخجل البعض من ذكرها اما الحديث عن الوحدة السنية الشيعية فهو اكذوبة حتى وان نطقها اصحاب العمائم وتذكروا جيدا ان ما حدث في العراق من اقتتال طائفي كان بسبب اصحاب العمائم ولعل قائل سيقول ولكن السنة والشيعة كانوا في العراق من قبل اقول لهم كان هناك سنة وشيعة ولكن لا تيارات دينية سياسية سنية وشيعية فكان مشروع بناء الدولة المدنية غطى على العقدة الطائفية في العقلية العراقية على اي حال وباختصار لا مناص من التقسيم ولا مناص من الحرب الاهلية مع الاسف

دول فاشله
جميل مزيري المانيا -

لااعرف لماذا الكثير من العراقين حتى النخب السياسيه والثقافيه لايعترفون بالحقيقه الموجوده على ارض العراق هناك انشقاق بين المكونات العراقيه الثلاثه حيث عمل الحكومات السابقه على مزق النسيج العراقي وخاصه في زمن النظام البعثي غيب عنهم الوعي والفكر لذلك اجتماع التناقضات الثلاثه شبه مستحيل لذلك اذا كنا نريد حل وبدون لف ودوران والضحك على العراقين البسطاء وايجاد حل مناسب بااقل تكلفه وايضا دون العبث بتراب العراق فلا حل الا الاقاليم والفيدراليات وبصلاحيات واسعه وهذا ليس تقسيما وليس موامره بل وضع االنقاط على الحروف حيث يحلفظ كل واحد على خصوصيته وبذا الشكل تضع المسول المحلي والسياسي امام مواطنيه وعارفيه عن كل شى عن التنميه والخدمات والامن لاانه لايمكن ان ترتاح العراق بالمركزيه المفرطه واثبت التجربه والاحداث ان التثبث بالمركزيه ستجلب دكتاتوريه شئنا ام ابينا نعم اقول وبكل صراحه حل مشكله العراق لاياتي الا بالفيدراليه وهذا ليس ضد القانون ولا الدستور ولايخالف شريعه دينيه وبهذا الشكل ممكن تقديم اصلاحيات اكثر تطور وازدهار في العراق مشكله السياسين العراقين يتناحرون مع بعض من اجل المناصب في المركز اي في بغداد اقول بصراحه من لم يعترف بهذا الدواء للعراق لايريد للعراق الشفاء التام ويرده عراق في الانعاش ومريض كسيح ولايريد للعراق الاستقرار الشيعه يرون انهم الاغلبيه ومن حقهم حكم العراق والسنه العرب لايصدقون انهم خارج القياده وان السلطه افلت من ايدهم والكورد جراء هذا الحراك السياسي يتصرفون انهم دوله