أصداء

هزيمة الذكاء أمام سطوة المعتقد لدى المفكر الشيخ عدنان إبراهيم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

المفكر الفلسطيني عدنان إبراهيم ظاهرة لافتة برزت مؤخرا، يستحق المتابعة والإهتمام نظرا لما يتمتع به من ذكاء خارق، وذاكرة شديدة القوة، مع شخصية جذابة لها سحرها على الحضور بفضل إمتلاكها موهبة الخطابة التي تتصف بصدق الإيمان بما يقول، وهو واحد من كبار المثقفين الموسوعيين العرب ومن الإسلاميين القلائل المطلعين على الفكر الغربي الحديث بشمولية وعمق حيث يقرأ باللغتين الإنكليزية والألمانية، وواضح ان الرجل يعد نفسه إعدادا جيدا كي يصبح أحد المفكرين العظام.

أمام هذه القدرات العقلية الهائلة.. يصطدمك حينما تطرق الى ضرب المرأة في الإسلام حيث وهو جالس في قلب الحضارة الأوربية - في بلد إقامته النمسا.. أخذ يبرر هذا التشريع ويحاول التخفيف منه، وكذلك عندما مر على قضية ملك اليمين وإباحة السبايا وشراء النساء وممارسة الجنس معهن رغما عن إرادتهن من دون عقد زواج.. مر عابرا بسرعة على هذه المثلبة الكبيرة ولم يتوقف عندها ويحاكمها فق معيار عدالة اللة في المساواة بين البشر: المرأة والرجل. وتجاوز معايير الكرامة الإنسانية والقيم الأخلاقية التي ترى مجرد ذكر مفردات ضرب، وملك اليمين والسبي.. فيها إهانة شنيعة للمرأة غير قابلة للنقاش والتأويل.

لماذا لم يُحاكم مفكر بحجم عدنان إبراهيم المطلع بعمق على الفكر الغربي والثقافة الحديثة هذه النصوص من منظور عدالة الله؟

لأن معتقده الديني سوف ينهار لو واجهها بوعي نقدي مجرد وسيعيش أزمة الصراع مابين الوعي ومخزون اللاشعور والطمأنينة الروحية التي يوفرها الديني له، وبين تعارض الدين مع العقل ومبدأ العدالة الإلهية، ومصالح الإنسان، وسيصل الى مرحلة التساؤل : هل الأديان منزلة من الله.. أم هي من صنع البشر؟!

فشخصيته الدينية مثل جميع البشر تبلورت في مرحلة الطفولة (ماقبل العقل النقدي ) حيث يتشرب الفكر والروح بالعقائد والأحكام ويصبح الدين هوية للفرد يدافع عنها ويعززها بالمزيد من (القراءات الدفاعية التبريرية ) التي تهدف الى تكريس المعتقد بقوة أكبر في ذاته، وتصبح سطوة اللاشعور هي الحاكمة وليس العقل والثقافة.

طبعا عملية غربلة المعتقد الديني والتحرر منه والفصل مابين الإيمان بالله، وبين الدين.. ليست قرارا سهلة أو خيارا متاحا لكل إنسان حتى لو كان ذكيا ومثقفا، فسطوة المعتقد وقيود اللاشعور أكبر من الوعي والإرادة، وقبل إتخاذ خطوة إجراء مراجعة نقدية للدين، يجب القيام بعملية تحليل اللاشعور وإخراجه والصعود به الى الشعور والوعي به كي تحدث عملية الإتصال بين كلية الذات ويختفي التمزق مابين الشعور واللاشعور بحسب شروحات بيير داكو للتحليل النفسي، وبعدها سوف تسهل مهمة التحرر من موروثات الطفولة والتربية والمجتمع.

رغم كل هذا لابد من الإشادة بالجهد الفكري الموسوعي الضخم للدكتور عدنان إبراهيم، فالرجل يعد تنويريا، مفيدا للناس حتى داخل دائرة الفكر الديني التقليدي، والكلام أعلاه ليس إنتقاصا منه، وانما تحليل لحالة سطوة المعتقد على الذكاء والثقافة.


kodhayert@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المعتقد
مراد -

ظاهرة سطو المعتقد على الذكاء والثقافة واضحة جدا عند الشيعة عندما يعتقدون بان المهدى سوف يظهر ويشيع السلام والامان فى الدنيا وكذلك عند السنة عندما يعتقدون ان المسلم المتدين سوف يذهب فى الاخرة الى الجنة ويبقى فيها ابد الدهر وغيرهم يذهبون الى النار الابديه ،مع ااحترامى لجميعهم .

المعتقد
مراد -

ظاهرة سطو المعتقد على الذكاء والثقافة واضحة جدا عند الشيعة عندما يعتقدون بان المهدى سوف يظهر ويشيع السلام والامان فى الدنيا وكذلك عند السنة عندما يعتقدون ان المسلم المتدين سوف يذهب فى الاخرة الى الجنة ويبقى فيها ابد الدهر وغيرهم يذهبون الى النار الابديه ،مع ااحترامى لجميعهم .

قليلا من التواضع
عراقي حر -

الدين وسيله لمعرفة الخالق والايمان به., وانكار الاديان والاكتفاء بالايمان بالخالق فقط لايحرر الانسان من سطوة العقيده,. وانكار الاديان لانها تحمل تشريعات تعد منكرة في عرف البعض , لايبيح للانسان ان ينكرها, لان التشريع غايه عميقه لايفهمها الا من اقرها,. لان عقل الانسان يقف عاجزا احيانا عن فهم هذه التشريعات’ , الا ان الله سبحانه وتعالى اراد من الانسان الاقرار بها والتعبد بها لغاية هو اقرها,., واعتقد جازما ان الاستاذ خضير قد التبست عليه كثير من الامور في هذا المجال فأخذ يهرف بما لايعرف,. وعليه مراجعة نفسه قليلا ويتواضع لله لكي لايخسر دينه كما خسر دنياه,.!!!

ظاهرة التبحر الواعي
عبدالله الوداعني -

هو بالفعل ظاهرة فكرية واعية ومتفتحة ويكفي أنه يقرأ بأكثر من لغة ويعيش بإوروبا ، والرجل محارب بشراسة لدى الدعاة التقليدين ربما للغيرة منه وإن أدعوا بأنهم يختلفون معه منهجاً . ليت التصحيح يصحح كلمة الله ، فهي مكتوبة " اللة " .

,,,,,
صريح -

خالف شروط النشر

الله يدافع عن الذين امنوا
متابع -

اختلف العلماء في سورة الزلزلة فمنهم من قال إنها مكية ، ومنهم من قال نها مدنية : وفضلها كثير ، وتحتوي على عظيم ; قال إبراهيم التميمي : لقد أدركت سبعين شيخا في مسجدنا هذا ، أصغرهم الحارث بن سويد ، وسمعته يقرأ : { إذا زلزلت الأرض } ، حتى إذا بلغ إلى قوله : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } بكى ثم قال : إن هذه لإحكام شديد . وروى العلماء الأثبات أن { هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يأكل ; فأمسك ; فقال ; يا رسول الله ; أوإنا لنرى ما عملنا من خير وشر ؟ قال : أرأيت ما تكره فهو مثاقيل ذر الشر ، ويدخر لكم مثاقيل ذر الخير حتى تعطوه يوم القيامة } . قال أبو إدريس : إن مصداقه من كتاب الله : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } . وروى القاضي أبو إسحاق أن { النبي صلى الله عليه وسلم دفع رجلا إلى رجل يعلمه حتى إذا بلغ : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } قال : حسبي . قال النبي صلى الله عليه وسلم : دعوه ، فإنه قد فقه } . وروى كعب الأحبار أنه قال : لقد أنزل الله على محمد آيتين أحصتا ما في التوراة والإنجيل ألا تجدون : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } قال جلساؤه : بلى . قال : فإنهما قد أحصتا ما في التوراة والإنجيل . وذكر الحديث . وقد تقدم حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : { الخيل ثلاثة : لرجل أجر ، ولرجل ستر ، وعلى رجل وزر } وذكر الحديث إلى قوله : { فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر ، فقال : ما أنزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } . واتفق العلماء على عموم هذه الآية القائلون بالعموم ومن لم يقل به ، وقد بين ما فسرنا به أن الرؤية قد تكون في الدنيا بالبلاء كما تكون في الآخرة بالجزاء.قال القاضي : وقد سردنا من القول في هذه السورة ما سردنا ، وحديث أبي هريرة هذا قد بيناه في شرح الحديث ، ومن تمامه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الحمر ، وسكت عن البغال ، والجواب فيهما واحد ; لأن البغل والحمار لا كر فيهما ولا فر . فلما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما في الخيل من الأجر الدائم والثواب المستمر سأل السائل عن الحمر لأنهم لم يكن عندهم يومئذ بغل ، ولا دخل الحجاز منها [ شيء ] إلا بغلة النبي صلى الله

لااتفق
احمد -

اجده متذاكي، ويتفلسف بطريقه مزعجة

عراقى حر2
murads -

انت تقول(عقل الانسان يقف عاجزا عن فهم هذه التشريعات) حسنا لماذا عقل الانسان لا يقف عن كشف جنس الطفل فى بطن امها ولا يقف عاجزا عن كشف اسرار الكو ن وعمرها ،واختراع الانترنيت والموبايل و اختراع الطائرات والصواريخ العابرة للقارات وعشرات الاختراعات الاخرى ،جميع الشرائع صناعة بشرية كل مشرع يشرع او شرع حسب اهوائه وحسب اهواء سلطانه وحسب ظروفه وبعكسه لماذا كل هذه الاختلافات فى التشريعات الاسلامية

أبو العلاء المعري..
Ana -

أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما دياناتكم مكرٌ من القدماء **فلا تحسب مقال الرسل حقاً ولكن قول زور سطّروه**وكان الناس في يمنٍ رغيدٍ فجاءوا بالمحال فكدروه **دين وكفر وأنباء تقص وفرقان وتوراة وإنجيل **في كل جيل أباطيل، يدان بها فهل تفرد يوماً بالهدى جيل

العراق
عقال العقيدات -

قد يكون مثل بعض الكتاب الاعراب يدور حول موضوع ما بدون اي معلومات تذكر و في نفس الوقت ليس لديهم حل! يعني مثلك...

معان، الاردن
غيدان الشمري -

أستميل الى طروحات عقال العرب 100% حول بعض من الكتاب الاعراب!