أصداء

المرشد ينتخب نفسه

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مع إقصاء رفسنجاني و مشائي، لم يعد في الجعبة الايرانيين من مرشحين بالامکان المراهنة عليهم و على إمکانياتهم في إحداث أي تغيير منتظر في بنيان نظام ولاية الفقيه المنکمش على نفسه بشدة، ولم يعد هناك من يمکن ان يسبح ضد التيار.

تفاقم الاوضاع في سوريا و الغيوم التي باتت تلبد سماء لبنان و تلك الحالة الضبابية القائمة في العراق، مضافا إليها الانتقادات الخليجية و اليمنية المتکررة ضد النظام الايراني، کل هذا الکم المتراکم لم يعد يسمح بأية مناورات سياسية ولو في مساحات محددة داخل الفضاء السياسي في إيران، لأن الاعتقاد السائد داخل اوساط النظام الايراني بأن أية شرارة لو أتيح لها الانطلاق فإن ذلك سيکون بداية حريق هائل لن ينتهي إلا بحرق النظام بأکمله، والذي بات يرعب النظام و يجعله يتحسب و يحتاط أکثر من الاوضاع في داخل إيران هو مايجري في ترکيا إذ أن إيران باتت الوحيدة التي بإنتظار الطوفان البشري الثائر من أجل الحرية ولاسيما وان کافة العوامل و الظروف و الاسباب مهيأة و متوفرة تماما لذلك.

الوعود المحافظة التي بات النظام يطلقها هنا و هناك و يمني فيها المجتمع الدولي بإحتمالات تعاونه و تجاوبه ازاء المشاکل و الازمات المطروحة، هي جزء او جانب من السياسة التي يحاول النظام الايراني إنهاجها لدرء الاخطار المحدقة به، الى جانب سعيه لإجراء إتصالات سرية و طرح عروض مغرية من الممکن أن يسيل لها لعاب ثمة دول فتبادر لمنع إجراءات او خطى دولية جديدة بإتجاه التشدد و الصرامة ضد النظام، وان الاسعار الرخيصة جدا للبترول الايراني و التي يبيعها النظام عبر طرق مختلفة، تثبت بأن هذا النظام مستعد لأن يفعل أي شئ مقابل بقائه، ولئن کان النظام الايراني عشية الحرب العراقية الايرانية قد أشاع عن الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين قوله:"لن أسلم العراق إلا ترابا"، فإن کل الدلائل و المؤشرات تؤکد بأنهم بأنفسهم على إستعداد کامل لکي يفعلون ذلك.

ماجاء أخيرا على لسان المرشح المحافظ علي أکبر ولايتي مسشار المرشد و المقرب منه، من أن نظامه سيتعاون مع فرنسا من أجل معالجة الاوضاع في سوريا، واحدة من تلك البالونات التي يطلقها التيار المحافظ عشية الاستعدادات الجارية للإنتخابات الرئاسية و التي يمکن تشبيهها بأنه طريق ذو إتجاه و هدف واحد، ولاريب من أن ثمة اوساط"مختصة"داخل النظام منهمکة الان بإطلاق توليفة من الوعود و المشاريع السياسية و الاقتصادية المعسولة على الاصعدة الداخلية و الاقليمية و الدولية من أجل ضمان کسب ثمة"زبائن"مميزين قد ينبهروا و ينجذبوا لبضاعتهم المطروحة مجددا في داخل علب تختلف ألوانها الخارجية عن العلب التي عرضها النظام خلال المراحل السابقة أثناء الانتخابات الرئاسية، لکن من الواضح ان الدور الذي إضطلع و قام به کل من رفسنجاني و خاتمي بشأن مزاعم الاصلاح و التغيير في حينها، ليس بإمکان الوجوه المطروحة حاليا القيام بها بأي وجه من الوجوه بل أن الشئ الوحيد الذي بإمکانهم أن يفعلونه على أفضل وجه هو العمل على حماية النظام و تجميل وجهه القبيح، لأنهم في حقيقة و واقع أمرهم مجرد ظل جانبي و إمتداد عرضي لمرشد النظام، وان کل الوجوه المطروحة حاليا لکي تتبوأ منصب رئيس الجمهورية بموجب العملية المزمعة للإنتخابات، إنما طرحت برضا المرشد و أعوانه و مشاوريه، بل وان أفضل وصف يمکن أن يطلق على هذه الانتخابات هو: مرشد النظام الايراني ينتخب نفسه!

الذي يلاحظ مسار الامور المرتبطة بالانتخابات، يجد أن النظام لم يعد يأبه بالتيار الاصلاحي المزعوم و لا بتيار موسوي و کروبي، وانما هو يرکز و بشکل خاص جدا على منظمة مجاهدي خلق حيث لايمر أسبوع إلا ويبادر وجه من النظام الى التصريح بشأنهم و التنديد بالقرار الامريکي بإخراجهم من قائمة الارهاب و قد کان آخر المصرحين بهذا الشأن المتحدث بإسم وزارة الخارجية للنظام سيد عباس عراقجي، مثلما کان قد صرح قبله ساسة و عسکريون و برلمانيون وکلهم نددوا بقرار إخراج المنظمة و أشاروا الى أن نظامهم"مکتوي بنار الارهاب على المنظمة"! لکن الذي يجب ملاحظته في کل هذه التصريحات هو أن هناك قاسم مشترك أعظم يجمع فيما بينها وهو التخوف من الدور المرتقب لهذه المنظمة على صعيد الاوضاع في إيران و في ظل المتغيرات و التطورات الجديدة، لأن منظمة مجاهدي خلق بالاساس تحمل مشروعا سياسيا فکريا إجتماعيا و تعتبر بديلا جاهزا لهذا النظام المتداعي و الممنخور بالمشاکل و الازمات، وان المنظمة هي الطرف السياسي الايراني المعارض الوحيد الذي يطالب و بصريح العبارة و من دون أي لف او دوران بإسقاط النظام، ومن هنا فإن تخوف النظام قائم على اوجه من أية شرارة قد تندلع کي لاتأخذ بعدها المنظمة بزمام المبادرة و تدور الدائرة بنظام أرهق المنطقة و العالم کله بالمشاکل و الازمات.

suaadaziz@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ملالي ايران نحو مزبلة التاريخ
محمد فاضل الشاوي -

نعم ملالي ايران نحو مزبلة التاريخ مقال موضوعي و رائع يكشف المأزق و الوحل الذ تغرق فيه الفاشية الدينية الحاكمة في ايران و كما وصفت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية اقصاء رفسنجاني من الانتخابات الرئاسية بامر من خامنئي بانه يعد اكبر عملية جراحية وانشقاق واضح في قمة النظام، الامر الذي يجعل النظام اكثر تصدعا من جهة ويزيد النزاع والتشتت الداخليين فيه من جهة اخرى ويسرع وتيرة تجزئة النظام واسقاطه. انه اطلاق رصاص على النفس لا مفر منه من خامنئي‌ وانتحار سياسي يشير الى انكماش تام لنظام ولاية الفقيه في نهاية المشوار. لا يوجد ثمة حل داخل النظام. ويثبت مرة اخرى احقية وضرورة اسقاط النظام ومقاطعة النظام وانتخاباته باوضح الوجوه وانه هو النهج الذي سلكته المقاومة الايرانية منذ زمن طويل.كما وان اقصاء رفسنجاني، الذي يعد عنصرا حاسما في تسلم خامنئي منصب ولاية الفقيه، انه فضيحة كبرى داخل نظام الملالي تجعله عديم المصداقية والشرعية حتى في أكثر شرائح النظام الداخلية. رفسنجاني يعد رئيسًا لمجلس تشخيص مصلحة نظام الملالي الذي عينه خامنئي شخصيا وله دور في تحديد الولي الفقيه باعتباره عضوا في مجلس الخبراء وصلاحياته في إطار نظام الملالي. في الحقيقة خامنئي يحاول يائسًا الهروب من سقوطه المؤكد من خلال عمليات الإقصاء والتصفيات واعتماد سياسة الانكماش غير ان مرحلة المكتسبات المجانية الناتجة عن حروب الكويت وافعانستان والعراق قد انتهت دون الرجعة وبديمومة عملية الإنكماش،تزداد سرعة عملية السقوط للنظام. و كما دعت السيدة رجوي الشعب الإيراني قاطبة مرة أخرى إلى مقاطعة شاملة لمسرحية الانتخابات مؤكدة:« بعد هذه العملية الجراحية و التصفية الكبرى، فان اية مساومة ومسايرة مع هذا النظام ليست سوى في خدمة القمع والتنكيل بابناء الشعب الإيراني، وخدمة توصل النظام إلى الاسلحة النووية وتصدير التطرف والإرهاب وإحراق المنطقة برمتها من قبل الملالي الرجعيين المتطرفيين.كما حثت الرئيسية المنتخبة من قبل المقاومة، المواطنين لاسيما النساء والشباب في ايران الى احتجاجات شاملة ضد مسرحية انتخابات الملالي وسرقة حق السيادة للشعب الايراني .

اللهم انصر المجاهدين
حسن الشمري -

اللهم انصر المجاهدين في كل مكان في ايران وسوريا والعراق وان شاء الله بعد اقصاء رفسنجاني ومشائي من المهزلة التي تطلق عليها انتخابات زوال الملالي قريب ونتخلص منهم جميعنا والحل الوحيد هو اسقاط هذا النظام بقوة والله محيي الجيش الحر

خوش مقال
ابوزينب النداوي -

اعتقد هي المهزلة الاخيرة في ايران ، و بعده مباشرة راح نشوف اسقاط ملالي طهران