أصداء

بل عدوانية وتسلط: خطأ مفهوم الشخصية القوية علمياً

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

المجتمعات الشرقية تتغنى دائما بما يسمى الشخصية القوية، وتمدح كثيرا من تعتقده يمتلك هذه الصفة، ومفهومها للشخصية القوية هو: كل شخص مريض نفسيا يتصف بالصلف والوقاحة والسلوك العدواني التسلطي، حيث يثير هذا النوع فيها مشاعر (( الماسوشية اللاشعورية )) والرغبة بالخضوع والعبودية وتجد فيه أفضل من يغذي لديها هذا النزوع!

و العدوانية في المجتمعات الشرقية تعد سلوكا شرعيا محببا.. فتسمع أحيانا بكل وقاحة بعض الأباء يفتخرون بأنهم إذا دخلوا الى البيت جميع أفراد العائلة تخرس وتصمت، وان أولاده أثناء الحديث معه لايرفعون نظرهم نحوه لأنه يفرض شخصيتهم عليهم، والأسوأ من هذا المديح والنفخ الذي تسمعه ممن تلبسته صفة العبودية وراح يطبل ويمجد ويردد فلان صاحب شخصية قوية!

حتى بين المثقفين وفي الإعلام تجد رواجا كبيرا لمفهوم الشخصية القوية!

ولكن هل توجد شخصية قوية فعلا؟

بحسب واحد من أفضل المحللين النفسسين المعاصرين بيير داكو يؤكد علميا لايوجد مايسمى شخصية قوية وماموجود هو شخص متوازن نفسيا أو غير متوازن، فالمتوازن يتصف سلوكه وقرارته ومواقفه بالإعتدال، وإحترام الناس وحريتهم وكرامتهم، وحتى لو كان قائدا فهو يمارس القيادة لتحقيق أهداف محددة بعيدا عن العدوانية والتسلط.. بينما غير المتوازن هو مضطرب في كل شيء وقد يكون مهملا ولاأباليا ومجرد شبح، وقد يكون عدوانيا يتعامل بوحشية مع المحيط.

وغالبا ما يستند من يسمي نفسه صاحب شخصية قوية الى منصبه في السلطة، أو أمواله، أو الى قوة عضلية جسمانية، أو الى سلطة دينية أو عشائرية، وهو في داخله ((اللاشعوري )) شخص خائف من الناس لهذا يحاول الهرب من مشاعر الخوف والجبن وتجده يهاجم ويعتدي بالكلام أو السلاح حتى يثبت لنفسه انه قوي وشجاع وليس جبانا.

من المؤسف في الثقافة الشرقية ينظرون الى الإنسان المسالم الرومانسي بإستصغار وإستهجان ويعتبرونه جبانا، ولهذا ترى معظم الرموز التي تحتفي بها هذه الثقافة على الصعيد الشعبي هم : قادة الحروب والقتل، وليسوا العلماء والمتصوفة والرهبان والأدباء والفنانين.

عند غياب القوانين، وعدم وجود مجتمع مدني حقيقي، ولاتحترم الحريات العامة، وتختفي الديمقراطية، زائدا التربية الدكتاتورية المتسلطة داخل العائلة والمجتمع.. هذه العوامل وغيرها للأسف تنتج أشخاصا مرضى نفسيا تنمو فيهم نزعة الماسوشية والخضوع تتيح لأصحاب الميول العدوانية البروز وممارسة السلوك الهمجي.

kodhayerat@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقال رائع
عيد شكر -

شكرًا أستاذ خضير على هذه المقالة الرائعة والموجزة التي تعالج سلبية متفشية في مجتمعاتنا وكأن ما تقول هو شرح لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب) وأنا متابع لكل مقالتك من ثلاث سنين أرى فيها توافقاً غريباً مع وجهة نظرالإسلام رغم عدم تخصصك في العلوم الشرعية، ورغم عدم إدعائك التدين، إلا إنني ألمس في مقالاتك حب الله تعالى، فهذا الحديث الشريف لم ينله التحديث Updete حاله كحال مئات الاحاديث النبوية الصحيحة التي ألقى عليها علماء الشريعة قبل المثقفين ضباباً كثيفا

لا تفكر بتركى فباسى
شديديشعر به حتى الميت -

{ فالمتوازن يتصف سلوكه وقرارته ومواقفه بالإعتدال، وإحترام الناس وحريتهم وكرامتهم، وحتى لو كان قائدا فهو يمارس القيادة لتحقيق أهداف محددة بعيدا عن العدوانية والتسلط.. بينما غير المتوازن هو مضطرب في كل شيء وقد يكون مهملا ولاأباليا ومجرد شبح، وقد يكون عدوانيا يتعامل بوحشية مع المحيط. } تشخيص صحيح للقائد ( العدوانى)و ( غير المتوازن ) لكنى ساشير الى مصدر - نبع- هذا السلوك الوحشى فى الوعيد - وان تركتنى ساقتلك (هنا والان) ! لا تفكر لحظه فى ان تتركنى فغضبى شديد وجهنمى وقودها الناس والحجارة هناك عذاب اليم لمن يفكر ان يتركنى فاجنادى على الارض - البلطجيه تبعى كل منهم شيخ منصر وخط ! سيفتكوا باعدائى - هنا اهانتى اخطر من ان تهين الله فلو اهنته سيغفر لك انا لن اغفر لك ولو اخترت غيرى لن يقبل منك -بطشى شديد . انا افضل واحد الاخرين مضروبين وخرج بيت ودرجه ثانيه محرفين اما انا فالله فى خدمتى وحفظ كلامى ولبى رغباتى واسرع من الصوت فى احضار اي منهن لى ! وبالقبر بدونى لا توجد ثعابين بشعر او قصه او حتى باروكه بل كله اقرع ! وهناك ضغطات بالقبر تشعر بها حتى وانت ميت ! بطشى شديد لكنى اوفر لك المتعه ورياحين اطفال ورضع وعدد غير قليل ويمكنك تبدل باحداهن اصغر وتودعها حتى وهى بالقبر بعناق ونكاح . بالمكتب برضاع ولمسات لمصدر اللبن الرايق وان احتجت شىء اخر فهناك لكم ما تشتهون وعندنا المزيد ! وانت على الارائك ومن تحتك الانهاروكؤس خمر على شفاة النائمين اعددنها للمتقين . وخمرنا لا تؤثر فى الانتصاب عكس خموركم المغشوشه فامامك جهاد عظيم والبكارى ينتظرون على مدار الساعه فلا تفكر بتركى او تتبع الوسواس

لا تفكر بتركى فباسى
شديديشعر به حتى الميت -

{ فالمتوازن يتصف سلوكه وقرارته ومواقفه بالإعتدال، وإحترام الناس وحريتهم وكرامتهم، وحتى لو كان قائدا فهو يمارس القيادة لتحقيق أهداف محددة بعيدا عن العدوانية والتسلط.. بينما غير المتوازن هو مضطرب في كل شيء وقد يكون مهملا ولاأباليا ومجرد شبح، وقد يكون عدوانيا يتعامل بوحشية مع المحيط. } تشخيص صحيح للقائد ( العدوانى)و ( غير المتوازن ) لكنى ساشير الى مصدر - نبع- هذا السلوك الوحشى فى الوعيد - وان تركتنى ساقتلك (هنا والان) ! لا تفكر لحظه فى ان تتركنى فغضبى شديد وجهنمى وقودها الناس والحجارة هناك عذاب اليم لمن يفكر ان يتركنى فاجنادى على الارض - البلطجيه تبعى كل منهم شيخ منصر وخط ! سيفتكوا باعدائى - هنا اهانتى اخطر من ان تهين الله فلو اهنته سيغفر لك انا لن اغفر لك ولو اخترت غيرى لن يقبل منك -بطشى شديد . انا افضل واحد الاخرين مضروبين وخرج بيت ودرجه ثانيه محرفين اما انا فالله فى خدمتى وحفظ كلامى ولبى رغباتى واسرع من الصوت فى احضار اي منهن لى ! وبالقبر بدونى لا توجد ثعابين بشعر او قصه او حتى باروكه بل كله اقرع ! وهناك ضغطات بالقبر تشعر بها حتى وانت ميت ! بطشى شديد لكنى اوفر لك المتعه ورياحين اطفال ورضع وعدد غير قليل ويمكنك تبدل باحداهن اصغر وتودعها حتى وهى بالقبر بعناق ونكاح . بالمكتب برضاع ولمسات لمصدر اللبن الرايق وان احتجت شىء اخر فهناك لكم ما تشتهون وعندنا المزيد ! وانت على الارائك ومن تحتك الانهاروكؤس خمر على شفاة النائمين اعددنها للمتقين . وخمرنا لا تؤثر فى الانتصاب عكس خموركم المغشوشه فامامك جهاد عظيم والبكارى ينتظرون على مدار الساعه فلا تفكر بتركى او تتبع الوسواس

بغداد
سوزان عبدالحمزة -

مقالة جيدة بكل معنى الكلمة يعني والله يا أستاذ!

قصر الشوك
فد واحد -

يا سيد عيد شكر هل تريد ان تضحك على عقولنا؟ نرى الملتزم بالشريعة بذبح الأبرياء بالساطور ويفجر ويقتل ويذبح ويخطف ووووالخ كل ذلك من اجل الشريعة ، اما مقالة الأستاذ خضير فهي تعبر عن الموجود في المجتمعات الشرقية كمت رأينا ذلك في رائعة نجيب محفوظ السكرية الفنان الراحل محمود مرسي

قصر الشوك
فد واحد -

يا سيد عيد شكر هل تريد ان تضحك على عقولنا؟ نرى الملتزم بالشريعة بذبح الأبرياء بالساطور ويفجر ويقتل ويذبح ويخطف ووووالخ كل ذلك من اجل الشريعة ، اما مقالة الأستاذ خضير فهي تعبر عن الموجود في المجتمعات الشرقية كمت رأينا ذلك في رائعة نجيب محفوظ السكرية الفنان الراحل محمود مرسي