صفعة مصرية جريئة لوحش سوريا وحزب الشيطان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إعلان الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي صراحة وبوضوح يوم السبت الخامس عشر من يونيو 2013 قطع كافة العلاقات مع النظام المتوحش القاتل في سوريا وإغلاق سفارته في القاهرة وسحب القنصل المصري من دمشق، وإدانته القوية لتدخل حزب الله الذي أصبح فعلا حزب الشيطان بدعمه لوحش سوريا بألاف المقاتلين، هذه الخطوات المصرية تمثل صفعة قوية لهؤلاء المتوحشين ضد الشعب السوري، كما أنّ لها دلالات عديدة منها:
1 . التطبيق العملي الميداني لما قاله وطالب به الرئيس محمد مرسي في قمة عدم الانحياز في طهران في نهاية أغسطس 2012 بأنّ الرئيس السوري قد فقد شرعيته ولم يعد يمثل الشعب السوري، وقام آنذاك تلفزيون ملالي طهران المنافقين بتغيير كلام الرئيس مرسي مغيرين كلامه عن النظام السوري بالنظام البحريني ليصبح معنى كلام الرئيس انّ النظام البحريني قد فقد شرعيته، فهل هناك افتراء ونفاق وتدجيل أكثر من هذا خاصة من قوم يحكمون باسم الله وينتظرون المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلا مما يعني أنّ هذا المهدي المنتظر سوف يقتلعهم لأنّهم ضد العدل والكرامة بدليل تأييدهم ومشاركتهم في كل المذابح التي يتعرض لها الشعب السوري.
2 . إدانة الرئيس محمد مرسي الواضحة لحزب الشيطان اللبناني الذي يحركه بالريمونت كونترول ملالي إيران وضباط حرسهم اللاثوري، إذ بلغ عدد عسكر هذا الحزب الشيطاني داخل سوريا دعما لوحش سوريا ألاف مؤلفة على الشر والفتك بالشعب السوري، ويكفي افتخار زعيمه (حسن الذي لم ينصر تعاليم الله) بالافتخار باقتحام عساكره مدينة القصير وتحريرها، متناسيا مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وأنّه منذ تموز 2006 لم يطلق رصاصة ضد الاختراقات الإسرائيلية شبه اليومية، خاصة قصف الاحتلال عدة مرات لمواقع داخل سوريا حيث حليفه وحش الممانعة والمقاومة الساكت سكوت الأخرس والأطرش ضد هذه الاعتداءات مبديا شجاعته ضد الشعب السوري فقط.
من الذي أرادها وجعلها حربا طائفية؟
يرى البعض أنّ قرار الرئيس مرسي هذا من شأنه أن يغذي الحرب الطائفية في سوريا، و أعتقد أنّ هذا الرأي يتجاهل تطورات الوضع السوري الميداني. فقد بدأ الشعب السوري ثورته ضد هذا النظام الوحشي في منتصف مارس 2011 مطالبا برحيل النظام، فكيف تصرف هذا النظام؟ لقد تجاهل مطالب الشعب وحشد معه قوى الأمن وفرق الجيش والمخابرات التي يسيطر عليها الضباط العلويون تحديدا، مما جعل دفاعهم ليس عن النظام فقط بل عن الامتيازات والسيطرة التي حصلوا عليها بدون أية مؤهلات وعلى حساب ملايين السوريين، وإلا كيف اصبح أخوال الرئيس (آل مخلوف) أصحاب أكبر امبراطورية اقتصادية في سورية وهم من جاءوا من القرداحة إلى دمشق عام 1970 وهم لا يملكون سوى الملابس التي تستر أكتافهم؟. وقد سبق للجامعة العربية في نوفمبر 2011 أن جمدت عضوية النظام السوري في الجامعة العربية بموافقة 18 دولة عربية. وقد سبق لدول مجلس التعاون الخليجي العربي أن جمّدت عمل سفاراتها في دمشق، ومنحت بعض هذه الدول مثل قطر مقر السفارة السورية في بلادها لممثلي المعارضة السورية التي شاركت في القمة العربية الأخيرة في قطر. فإذا كانت هذه هي المواقف العربية شبه الجماعية ضد هذا النظام الوحشي قد صدرت مما يزيد على سنة ونصف، فكيف يمكن اعتبار قرار الرئيس مرسي الأخير يصبّ في اشعال الحرب الطائفية؟. أرى أن هذا خلط لا يفرق بين الضحية التي هي الشعب السوري والجلاد وحش سوريا الذي فعلا وجد أن تحويل مجرى الثورة السورية للمنحى الطائفي سيزيد من عمر وجوده في السلطة التي يتشبث بها رغم ملايين المهجرين السوريين وما لا يقل حتى الآن عن مائة وخمسين ألفا من القتلى والمفقودين. وكون بعض أصوات هذه الاتهامات لمرسي باشعاله الحرب الطائفية في سوريا تأتي من داخل مصر، فهل يتذكر هؤلاء أنّ حسني مبارك رغم طغيان نظامه وفساده وقمعه للحريات، إلا أنه استجاب بعد ثلاثة اسابيع فقط من المراوغة لصوت الشعب المصري وأعلن تنحيه، وهاهو ونجليه ووزير داخليته قيد محاكمة مذلة يشاهدها الشعب المصري كافة عبر البث المباشر، فأين ديكتاتورية حسني مبارك من وحشية وجرائم وحش سوريا؟ أو لماذا لا يكون وحش سوريا في مستوى تصرف حسني مبارك ويتنحى امتثالا لمطالب الشعب السوري؟.
وما علاقة قرار مرسي بحركة "تمرد" ضده؟
ومن أوجه الخلط أيضا الرأي الذي يعتقد أنّ قرار مرسي الأخير بقطع العلاقة مع نظام وحش سوريا وإغلاق سفارته في القاهرة وسحب القنصل المصري من دمشق، جاء في هذا الوقت التفافا على الحركة الجماهيرية " تمرد " التي تستعد للتظاهر في الثلاثين من يونيو مطالبة برحيل محمد مرسي. والسؤال المهم هو: هل يمكن أن تخلط حركة " تمرد " بين هذا القرار ومطالبتها برحيل مرسي؟. هل مطالبتها أساسا برحيل مرسي بسبب موقفه من النظام السوري أم بسبب فشله وتخبطه في السياسات والممارسات الداخلية في مصر طوال العام الأول من حكمه؟. ولقد كنت في مصر الأيام القليلة الماضية وقد شاهدت بنفسي حجم الغضب والرفض المصري الشعبي لاستمرار حكم مرسي ولكن لم أسمع أحدا يربط ذلك بموقفه من النظام السوري، اي أن الرفض الشعبي المصري لحكم مرسي مستمر رغم قراره هذا من النظام السوري، إلا أنّ هذا لا يمنع تثمين قراره الصائب هذا ضد وحش سوريا.
الرفض الشيعي اللبناني الواسع لممارسات حزب الشيطان
ولمعرفة من أرادها حربا طائفية، علينا تذكر حجم الادانات اللبنانية من قيادات دينية شيعيه لا يرقى ( حسن نصر الوحش) أن يكون تلميذا في مدارسها ومرجعياتها. ويكفي التذكير بموقف العلامة الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام الأول لحزب الله الذي قال علنا " أن مَنْ يُقتل من حزب الله في سوريا ذاهب إلى جهنم ولا يعتبر شهيداً "، مؤكداً أن الحزب يحارب في سوريا، وأنّ "الشيعة في سوريا ليسوا بحاجة لمن يدافع عنهم ونحن مَنْ سبب لهم المشاكل، فالسيدة زينب ليست بحاجة لمن يحميها لأنها أيضاً محبوبة من الطائفة السّنية، لكن كل ما يحصل هناك هو الدفاع عن النظام وعن الإجرام وقتل شعبه وهو لم يقصف فلسطين يوما". وكذلك المرجع الديني الشيعي اللبناني الشيخ علي الأمين الذي انتقد تصريحات حسن نصر الله الأخيرة التي اعترف فيها بوقاحة أنّ حزبه يحارب مع نظام وحش سوريا وهو يفتخر بذلك وسوف يستمر في هذه المواقف الإجرامية، وحذّر علي الأمين من أنّ هذه المواقف من شأنها أن تنقل القتال إلى لبنان وهو ما بدأ فعلا. وكذلك مواقف زعيم " التيار الشيعي الحر " الشيخ محمد الحاج حسين الذي حمّل "حزب الله المسؤولية الأساسية في الحالة الفتنوية التي نعيشها لأنه منذ أن خطف الحزب الطائفة الشيعية، واخذها الى مواجهة مع الشعب السوري وابناء الأمة العربية، هو أعلن حرباً دون أن يسميها. فما نشهده من انغماس حزب الله في اوحال سوريا، ومعارك القصير، وتحديه الواضح والصريح لارادة الشعب السوري جعلته أحد الذين أذكوا نار الصراع السني - الشيعي ".
من حق الشعب المصري أن يتظاهر ضد حكم الرئيس مرسي،
ويبدي رأيه في حكمه طوال السنة الأولى من ولايته ومن حق الشعب المصري أن يطالبه بالبقاء أو الرحيل ولكن بالطرق السلمية التي لا تجرف مصر لكوارث لا يستطيع أحد التنبؤ بنتائجها، وهذه المطالبات المشروعة للشعب المصري لا تنفي أنّ قرار مرسي ضد نظام وحش سوريا وحزب الشيطان صائب وجاء لدعم ثورة الشعب السوري، ولا علاقة لها بمطالب الشعب المصري ولن تشكّل التفافا على هذه المطالب، حيث الملايين المصرية تستعد ليوم الثلاثين من يونيو القادم.
www.drabumatar.com