سوريا دولة أم عصابة مافيا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مع الغربيين يتحدث بشار الأسد عن الاصلاح والتغيير والديمقراطية ولكنه يفتك بشعبه ويكذب ويماطل ويفبرك كما يفعل المتحدثون باسم النظام من بثينة شعبان الى وليد المعلم مرورا بفيصل مقدادي. هذا السلوك أقنع النائب البريطاني بروكس نيومارك بأن نظام الأسد هو عصابة مافيا. وسأعود لهذه النقطة لاحقا.
قبل عدة أيام شن السفير السوري في الاردن بهجت سليمان هجوما عنيفا على صحفيين واعلاميين عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ' الفيس بوك' واصفا اياهم بالمرتزقة والمأجورين و الأميين والعاطلين عن العمل وقال: انهم مجرد ابواق خافتة ليس لديها اي تاثير على ارض الواقع وتحداهم بان يتستطيعوا ان يؤثروا على الوضع الراهن في سوريا في ظل وجود فضائيات تبث بشكل محايد بخصوص ما يحصل في سوريا.أليست هذه لغة مافيوزية بامتياز لا تقبل وجهة نظر الآخر ولا تقبل الانتقاد.
وسؤالي لسعادة وفخامة السفير: اذا لا يستطيع هؤلاء التأثير على الوضع الراهن في سوريا فلماذا تغلب نفسك وتتعب نفسك وتضيع وقتك في مهاجمتهم؟ لماذا لا تتجاهلهم؟ والمقال التالي يتناول ما كتبه برلماني بريطاني عن عصابة دمشق وليس صحفي او اعلامي.
ليست دولة بل مافيا:
وصلني قبل أيام من صديق سوري رابط لمقال ظهر في احد الصحف البريطانية الواسعة الانتشار وهي الميل اون صندي Mail on Sunday عدد 9 حزيران 2013. كاتب المقال النائب المحافظ بروكس نيومارك التقى بشار الأسد خمس او ست مرات بين عام 2006 و 2011 كما التقى أسماء الأسد زوجة بشار الأسد مرة واحدة. ويقول النائب نيومارك: "عندما سألت بشار الأسد عام 2011 ما هو أهم أهدافه السياسية أجاب بشار الأسد: بقاء النظام". وهذا يتناقض مع تصريحاته وتفوهاته المتعلقة بالاصلاحات السياسية. والآن بشار الأسد لديه استعداد قتل الشعب السوري بأكمله لحماية عائلة الأسد. هذه ليست كلماتي بل كلمات نائب بريطاني زار بشار الأسد وجلس معه عدة مرات.
حزب الله مخلب سوري ايضا:
وعندما سأله النائب نيومارك لماذا يؤيد حزب ارهابي مثل حزب الله ( في نظر الغربيين حزب الله حزب ارهابي) كان جوابه على هذا السؤال فاضحا وصريحا حيث قال "استعملنا حزب الله ليحارب اسرائيل بالوكالة والنيابة عنا) نحن لسنا اقوياء عسكريا لنواجه اسرائيل لذلك من الأفضل ان نستعمل حزب الله لهذه الغاية.
اعتراف بارسال ارهابيين للعراق:
لم يعتذر او يعبر عن اي ندم عندما سأله النائب نيومارك لماذا سمحت للمتمردين بدخول العراق من الاراضي السورية اثناء حرب العراق لقتل الجنود الأميركيين والبريطانيين؟ كان جواب بشار الأسد غريب ولا يعكس اي نضج سياسي حيث قال: اذا اراد هؤلاء المتمردين ان يموتوا على ايدي اميركية وبريطانية فهذه رغبتهم. واذا لم أسمح لهم بدخول العراق سينقلبوا ضدي ويثوروا ضدي. واضاف بشار بالقول "دعني أذكرك بما قلت سابقا بقاء النظام واستمراره أهم شيء عندي".
وتعليقي على هذه النقطة ان الارهابيون والجهاديون الذين أرسلهم الأسد للعراق قتلوا من العراقيين أضعاف عدد الذين لاقوا حتفهم كنتيجة للعمليات العسكرية ألأميركية والبريطانية.
اسماء الأسد تريد البقاء كسيدة اولى حتى عام 2022:
ويستدرك نيومارك بالقول "قابلت أسماء ألأسد اوائل عام 2011 وتوقعت أنها تريد الحديث عن اصلاحات زوجها ولم تفعل واضطررت أن اسألها مباشرة وقلت لها لماذا لا يفعل زوجك مثل ما فعل مؤسس تركيا الحديثة أتاتورك؟ أي يقوم بالاصلاح ويضع الأسس لدولة ديمقراطية عصرية ثم يتنحى ويحصل على الثناء والتمجيد من شعبه؟ قالت اسماء "هذا ما اريده ولكن بعد أن يحكم فترة أخرى حتى عام 2022 يقوم بالاصلاحات ويتقاعد". هذا الجواب صدم نيومارك خاصة أنه يأتي من سيدة نشأت في بلد ديمقراطي مثل بريطانيا.
دولة مافيا فاشلة:
ويتأسف نيومارك ان بلد جميل مثل سوريا تتحول الى صومال فاشل بسبب غباء النظام. ويقول "سأعمل جهدي لاقناع الحكومة بمد السلاح للمعارضة للتخلص من طاغية متوحش يقتل شعبه من اجل البقاء في السلطة. وحتى هذا اللحظة قتل النظام أكثر من 100 الف سوري وشرد أكثر من 1.1 مليون سوري للدول المجاورة."
واضاف نيومارك بالتحذير ان عدم التدخل الغربي سيؤدي الى مقتل 200 او 300 الف سوري في الشهور المقبلة وكرر ان الجيش السوري الحر يحتاج الى أسلحة مضادة للدبابات وصواريخ لاسقاط الطائرات لكي لا يكون هناك حرب من جانب واحد.
وأختتم نيومارك مستنتجا " في الواقع سوريا دولة مافيا وهذا واضح من موقف بشار الأسد المزدوج حيث يتحدث عن الاصلاح مع القادة الغربيين ويستعمل السلاح ضد شعبه". "واذا لم نفعل شيئا 20 مليون سوري يواجهوا الابادة".
وتعليقي اننا نعرف منذ سنوات ان نظام دمشق هو نظام بوليسي قمعي ومخابراتي ومافيوزي ولكن ان يستنتج ذلك نائب بريطاني بعد عدد من اللقاءات مع بشار الأسد هو أمر يثير الاهتمام. أما قرار اوباما المتأخر بتسليح المعارضة قد يقلب المعادلة ضد عصابة دمشق والسبب الحقيقي في القرار الأميركي لا علاقة له باستخدام او عدم استخدام الغاز الكيماوي رغم ان هذا هو السبب المعلن وهذا موضوع المقال المقبل.
لندن