مرسي.. صحوة ضمير أم فشل ذريع أم عمل شنيع؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد الفشل الزريع الذي تعرض له الرئيس المصري محمد مرسي في مصر، وبعد إثبات أنه شخصية غير مؤهلة سياسياً، ثقافياً، علمياً وحتى عملياً وشعبياً على حكم بلد بحجم مصر وشعبها "مصر العروبة"، وغير قادر على إدارة أمور الدولة ومؤسساتها، ووضع الدولة في خدمة فئة وجماعة معينة دون غيرهم، وإبعاد مصر عن الساحة السياسية الدولية، وإقصائها كطرف لها دور رائد، على جميع الأصعدة، العربية، الإقليمية، والدولية، بعد أن كانت في ريادة القرار في المنطقة، وصاحبة الدور الأساسي في اتخاذ اي قرار بخصوص ما يجري فيها، وهذا أمر لا يخفى على أحد، على من يعرف مصر وشعب مصر، ذكرت هذا في مقالات سابقة، وسأعيد ذكرها لحين عودتها على ما كانت عليها، واستفاقة مثقفيها من غيبوبتهم السياسية..
إذن، بعد فشل مرسي الذي كان كل همه الكرسي، عاد اليوم، لا أدري إن كانت عودته بصحوة ضمير وترقيع أو يرسم لعمل شنيع.. عاد وتذكر أن هناك شعبا يقتل في سوريا، وبلدا يدمر، وأطفالا تذبح ونساء تغتصب، عاد وهو يتكلم عن الأخوة وعن العروبة وعن مصر ودورها تجاه الشعب السوري وسوريا، عن مصر الذي هو نفسه قسمها إلى فئات ومجموعات وطوائف ومذاهب.. عودته هذه تتزامن مع رحيل الشيخ عن منصبه وهذا لا يدهشني، فهي مجرد لعبة ورق للبعض، لكل دوره، ولكل منهم زمانه ومكانه، ومع تغيير مجريات اللعبة يجب تغيير الخطط واللاعبين، فهذه هي قواعد اللعبة..
ووقوفه مع المعارضة السورية المتفتتة في هذا الوقت بالتحديد يعتبر الخطوة الاولى من الخطة "ب"، والتي ستعمل على استفحال المعارضة وتقسيمها أكثر مما هي مقسمة، وجر سوريا إلى حرب وشيكة حُضر لها، وفي الوقت نفسه جر الجيش المصري واستنزافه في حرب يقاتل فيه الأخ أخاه، في حرب ليس له فيها لا ناقة ولا جمل، لا بل ستعود فقط على مرسي وتوابعه بالفوائد، وهي الضمان لاستمراره في حكمه وفرض خلافته، لأنه على يقين بأن الشعب المصري لن يسكت على ما يفعله به، وسوف يعود إلى الساحات ليطالب مرة أخرى بحريته، وليقول بأنه لا يرضى بالذل الذي يفرض عليه..
إن رائحة الحرب أقتربت وأصبحت تفوح من كل مكان، الحرب التي كنت أتكلم عنها في كل مرة، بوادرها أصبحت تلوح في الأفق القريبة ومن كل جهة، مع كل تصريح لمن يديرون هذه اللعبة ولمن يؤدون دوراً مؤقتاً فيها، ولكن هذه المرة الرائحة تبدوا قوية وقاتلة.. فهل هي رائحة الحرب العابرة المدمرة؟.. أم هي رائحة الموت التي اعتدنا عليها على مدى ثلاث سنوات تقريباً.. وهل سينجح مرسي بجر الجيش المصري الباسل إلى حرب ضد سوريا؟.. وما سيكون ردة فعل الشارع المصري؟..
إن الغموض الذي يدور حول ما يجري في سوريا، الغموض الدولي باتخاذ قرار يحول دون القتل والدمار والصراع الجاري في بلادي، الغموض الذي يذكرنا بما جرى في العراق المجروح، وعن القوات التي غزت البلاد تحت مسميات عديدة، يقلق شعوب المنطقة، ويبعث بالخوف في قلوب الوطنيين الأشراف..
فهل ستنجو سوريا من هذه الحرب التي ستحدد من هو الأقوى ومن سيحكم العالم من القوى العظمى؟..
وما هو دور الشارع العربي من كل هذا؟
" قوية يا بلادي يا سوريا، وراح تبقي قوية، وسر قوتك بشعبك "