قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ليست مصادفة أن (بداية) نشأة جماعة الإخوان المسلمين علي يد الشيخ حسن البنا في مدينة الإسماعيلية عام 1928، وأن تكون (بداية) نهاية الجماعة في مدينة الإسماعيلية (أيضا) عام 2013. الحكم التاريخي الصادر اليوم من محكمة مستأنف الإسماعيلية يترتب عليه خلو منصب رئيس الجمهورية (فورا) لأن " محمد مرسي " دلس على اللجنة ولم يقدم أوراق ترشيح صحيحة، ما يستوجب إلغاء قرار فوزه بالرئاسة، حسب تعبير الفقيه القانوني شوقي السيد.فقد قضت المحكمة بقبول الاستئناف في قضية اقتحام سجن وادي النطرون، وتآمر أعضاء جماعة الإخوان المسلمين مع حماس وحزب الله لاقتحام سجن وادي النطرون عام 2011، أما خلاصة الحكم :-
اتهام 34 قيادى اخوانى الذين كانوا مسجونين في سجن وادي النطرون، ومنهم " محمد مرسى " رئيس الدولة الحالي بتهمة (التخابر والخيانة عظـــــــــــــــمى).-
التعدى على سيادة الدولة المصرية بالاتفاق مع عناصر أجنبية لاقتحام السجون ونشر الفوضى فى البلاد.-
مخاطبة الانتربول للقبض على سلمى الشهابى من حزب الله، وأيمن نوفل من حماس (وهو من ضمن الذين قتلوا الجنود الصائمين فى رفح).-
اعادة القضية الى النيابة لاعادة التحقيق فيها من جديد لانها تعتبر (جناية) وليست جنحة قد تصل عقوبتها الى الإعدام لأنها خيانة عظمى للدولة.ما الذي يمكن أن نقرأه في هذا الحكم التاريخي؟أولا : أن في مصر شرفاء من أمثال القاضي " خالد المحجوب " الذي دخل التاريخ الوطني المصري من أوسع أبوابه في لحظة تاريخية فاصلة ولم يخشي في الحق لومة لائم.فقد كشف الحكم عن أن هناك مؤامرة كبري حدثت داخل ثورة 25 يناير 2011 لإجهاضها واختطافها، ويكفي أن نعرف أن المسؤول الأول عن اقتحام سجن وادي النطرون يمتهن تجارة المخدرات وأنه حصل على عفو رئاسى( تصور !) .. وكأن الحكم يتضمن اتهاماً (مضاعفا) لرئيس الدولة بارتكاب جريمة الخيانة العظمى، لا لأنه (تآمر وتجسس فقط !) ثم هرب من السجن، وإنما لأنه (أيضا) استخدم صلاحياته الرئاسية فى العفو عن (المجرمين) الذين يعملون ضد الدولة وقوانينها، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك هذه التهمة الخطيرة ضده.ثانيا : أن هذا الحكم - كما يقول أستاذ القانون والنائب البرلماني السابق إيهاب رمزي - انتصار لاستقلال القضاء حيث سطر اليوم قضاة مصر أول حكم على رئيس جمهورية وهو فى المنصب، وتلك سابقة فى التاريخ الإنسانى لم تسبقنا إليها أعتى الديموقراطيات حتى عندما حوكم كبار الطغاة أمثال موسولينى وتشاوشيسكو تم ذلك وهم خارج مناصبهم ليكون محمد مرسى أول رئيس (منتخب) أصبح متهما ومطلوبًا للعدالة للتحقيق معه!قبل ساعات أعلن وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي أنه ابلغ القوى السياسية والرئيس إذا لم يتوصلوا الى (مصالحة شاملة) خلال (أسبوع) - أي قبل 30 يونيو - ستقوم القوات المسلحة بالتدخل في المشهد السياسي بشكل مباشر، مؤكدا : لنّ نَظل صامتين أمام انزلاق البلاد إلى صراع يصعب السيطرة عليه.. وعلي الفور قرر الرئيس (المتهم) الاجتماع (المغلق) بوزير الدفاع في القصر الرئاسي في محاولة لإيجاد مخرج من المأزق الكبير الذي تواجهه جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها، إذ يحق لحركة " تمرد " - كما يقول أستاذ القانون الدولي عوض شفيق - اضافة حيثيات حكم محكمة الإسماعيلية اليوم كأسباب قانونية لسحب الثقة من مرسى سواء بإعلانها رسميا أو وضعها فى استمارة منفصلة لتقنيين استمارات توقيع حركة تمرد حتى تستطيع أن تاخذ بها المحكمة الدستورية فى كيفية انتقال السلطة اليها سلميا وكسبب مانع لبقاء مرسي فى السلطة!المفارقة (المضحكة) التي فجرها هذا الحكم التاريخي، وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا، كما قال عمنا " المتنبي " : أن يكون القائد الأعلي للقوات المسلحة (هو نفسه رئيس الدولة) - " المتهم " - بالخيانة العظمي والتخابر علي الدولة المصرية!
dressamabdalla@yahoo.com