أصداء

تصرفات لا تليق برجل دين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جائني اتصال هاتفي من سيدة عربية تعمل في مجال الانتاج التلفزيوني وهي بحالة من الغضب والتوتر وسألتها ما الأمر.؟

قالت بانفعال "تصور ان رجل دين وداعية مشهور ومعروف ونجم تلفزيوني يتصرف بهذه الطريقة؟" قلت لها من هو وماذا فعل بالضبط؟ قالت "أسمعت بالشيخ فلان الفلاني قلت لها نعم واستمرت "وهو نجم في قناة تلفزيونية فضائية كذا وكذا". قلت نعم أعلم بها ولكني لا أتابعها. قالت هذا الرجل وافق ان يظهر في مقابلة تلفزيونية مع قناة بريطانية مشهورة معروفةوجادة. قلت حسنا وسألت هل أعطى المقابلة؟قالت هنا المشكلة. وتبين لي بعد 20 دقيقة من الحديث أن الشيخ النجم جاء الى بريطانيا ليقوم بتصوير لقاءات مع مسلمين في بريطانيا لعرضها في القناة التي ينتمي لها خلال شهر رمضان المبارك. واكتسب هذا الداعية سمعة أنه رجل معتدل ومتنور.

واستغلت السيدة المنتجة وجوده في بريطانيا واقترحت على القناة البريطانية ان تجري مقابلة معه لكي يأخذوا صورة أفضل عن الاسلام العقلاني المعتدل وخاصة ان سمعة الاسلام وصلت الحضيض في الغرب بسبب الارهاب والجرائم التي ترتكب باسم الاسلام من قبل اغبياء وجهلة ضد ابرياء لا علاقة لهم بالسياسة والحروب في شوارع لندن وباريس ومدريد ونيويورك وعواصم عربية.

كمنسقة ومنتجة أجرت السيدة الصديقة التي عملت معها على مشاريع اعلامية سابقا، اتصالا مع الفريق المرافق للشيخ في زيارته لبريطانيا. وقالوا لها لقد وافق الشيخ على المقابلة وتم تحديد الوقت والمكان. وبعد فترة وجيزة غيروا مكان المقابلة الى مبنى رسمي ذو صفة دينية في جنوب لندن. ثم طلب معرفة الاسئلة مسبقا وتم تزويده بها ووافق وتم تجهيز فريق التصوير وتسجيل المقابلة للقاء الشيخ لسماع رأيه بعدد من المواضيع التي تهم المشاهد البريطاني. وعندما وصل الفريق الى الموعد وجدوا ان الشيخ ترك قبل وصولهم وقال أحد الأشخاص للفريق التلفزيوني البريطاني أن فضيلة الشيخ النجم المشهور يريد المقابلة ان تتم في مطعم معين في أحد شوارع لندن. توجه الفريق البريطاني التلفزيوني برفقة السيدة الصديقة الى المطعم ذاته لاجراء المقابلة حسب رغبته. وجاءت الصدمة عندما وصلوا المطعم اكتشفوا أنه لم يكن هناك حسب الاتفاق المسبق بل غادر المطعم قبل وصولهم للموعد بخمس دقائق. لم يترك رسالة او اعتذار بل اختفى. وبعد المزيد من الاتصالات والمحاولات لمعرفة أين ذهب الشيخ، وفي النهاية اكتشفوا أنه متوجه للمطار. لا اعتذار ولا توضيح ولا تفسير؟ بربكم هل هكذا يتصرف العقلاء؟ أليس ذلك دليل على الغطرسة والاستهتار أم انه جهل في أدبيات التعامل البشري؟

سمعت القصة وعبرت عن استغرابي أن رجل بهذه المنزلة والشهرة ان يتصرف بطريقة صبيانية غير مسؤولة. هل كان من الصعب عليه ان يعتذر ويقول آسف لا استطيع اجراء اي مقابلات تلفزيونية نظرا لضيق الوقت او لأي سبب آخر بدل الموافقة ثم تغيير الوقت والمكان أكثر من مرة ثم التهرب والمراوغة. ويحق لأي شخص ان يرفض الظهور في برنامج تلفزيوني وهذا يحدث باستمرار وأمر طبيعي. لا استطيع ان اتذكر عدد المرات التي اعتذرت فيها عن المشاركة في برامج تلفزيونية بسبب طبيعة الموضوعاو لأن التقويت غير مناسب. ولكن ان توافق على المشاركة وتحدد الوقت والمكان ثم تطلب تغييرات وتعديلات ونسخة عن الاسئلة مسبقا وتوافق ثم تتهرب، هذا أمر آخر وتصرف غير مهني وغير مقبول. تم تلبية كل الشروط التي فرضها ثم اختفى كاللص الهارب..

أين السلوك المهني الاحترافي؟ اليس المفروض من رجل دين أن يكون قدوة للآخرين في الاخلاق والتصرف الحكيم. الاخلاق ليست تكرار الآيات الكريمة كالببغاء في كل مناسبة وتكرير الأحاديث الشريفة بل هي السلوك اليومي السليم في التعامل مع البشر. وعلمت ان هذا الرجل له اتباع بأعداد هائلة على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى قناة التلفزيون التي يظهر فيها. على اية حال حاولت تهدئة روع السيدة الغاضبة ولكنها صرخت ان هذا التصرف من رجل دين بهذا المستوى أمر فاضح. قلت نعمفاضحووقح. وقالت ان ما حدث سيضر بسمعتها المهنية وسيخرب على علاقة الشغل مع المحطة البريطانية. اقترحت عليها ارسال اعتذار سريع بالبريد الأليكتروني واقترحت نصا مناسبا بللغة الانجليزية.

أقول مساكين هؤلاء السذجة والبسطاء الذين يتابعون الدجالين والمنافقين ظنا انهم رجال صالحين فقط لأنهم على التلفزيون ويرددون آيات القرءان الكريم بمناسبة وبدون مناسبة ويعتبرون انفسهم نجوما ولكنهم يتصرفون بوقاحة وقلة أدب مما يؤكد هشاشة هذه النجومية التي تتهاوى الى مجاري الصرف بسبب تصرفاتهم الغبية.

لندن

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف