أصداء

حول الربيع الإيراني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لاشك أننا نشهد نظام ولاية الفقيه الإستبدادى فى أسوأ مراحله التاريخية بعد استبداد وظلم وقهر من السجون والإعدامات والنفى والقتل والقهر وانتهاك حقوق الإنسان لملايين الإيرانيين الشهداء والمسجونين والمعوقين والمهجّرين لنظام قد هرم وعفن لأكثر من ثلاثة عقود وهو ضعيف جدا ينبئ عن ربيع قريب وسقوط لنظام الملالى الفاسدين الظالمين باسم الدين والدين منهم براء.

لم نعهد فى التاريخ الشيعى من يؤمن بولاية الفقيه لمعارضتها كليا ولاية أئمة أهل البيت. وما استدل به الخمينى فى كتابه البسيط (الحكومة الإسلامية) الذى طبع فى النجف من أدلة، هى أهون من بيت العنكبوت. فآية الولاية (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) رآها فقهاء الشيعة فى أئمة آل البيت دون رجال الدين، وأما مقطوعة ابن حنظلة فهى ضعيفة سندا ودلالة وتحدثت عن حالة معينة لايمكن سحبها للولاية وهو الذى جعل مرتضى الأنصارى فى مكاسبه الإستهزاء بمن يدعيها (دونه خرط القتاد) تضعيفا وتوهينا. وأما المنتظرى الذى نظّر لها فقد تراجع عنها واعتبرها استبدادا مما أدى أن يتحوّل من نائب ولى الفقيه إلى متّهم ضدّ النظام تحت الإقامة الجبرية والتهم الكثيرة ضدّه حتى استشهد ظلما وجورا.

بدأ الربيع الإيرانى قبل ما يسمى بالربيع العربى وسقوط حسنى مبارك بمصر وابن على فى تونس والقذافى فى ليبيا، وكانت الثورة العظيمة الخضراء قد سبقت الربيع العربى وهى تتحرك ضد تزوير الإنتخابات لمصلحة أحمدى نجاد وإسقاط مير حسين موسوى الذى بات تحت الإقامة الجبرية كما بات مهدى كروبى كذلك وعشرات غيرهم فالقائمة طويلة بين الإقامة الجبرية والإغتيال والسم والسجن فكانت الوسائل القمعية فى أعلى الدرجات وأكثرها وحشية من الحرس الثورى السباه والبسيج والقوى الثورية المختلفة للنظام وهذا أسلوب دكتاتورية ولاية الفقيه حتى كان الكثير من المراجع الكبار مثل كاظم شريعتمدارى الذى يقلّده الملايين من الإيرانيين وهو الذى أنقذ الخمينى من حكم الإعدام واعتباره مجتهدا فى زمن الشاه فجازاه الخمينى عند رجوعه بأسوأ جزاء حيث بات شريعتمدارى تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته بطريقة غامضة يتهم النظام بها حتى لم يسمح لرضا الصدر من الصلاة عليه كما كانت وصيته ثم يدفن سرّا ليلا إلى مكان خارج مقبرة فاطمة قم وما لايناسبه كما كان مصير الكثير من المراجع الآخرين مثل القمى والروحانى والكرمى والخاقانى والمامقانى والشيرازى وغيرهم تحت شعار (الموت لضدّ ولاية الفقيه) والمقصود هو الموت لكل من يعترض أو يعارض أو يختلف مع ولاية الفقيه وإن كان من المراجع الكبار.

الشعب الإيرانى العظيم الذى يزخر بتاريخ وحضارة وفكر وفن وأدب ولازالت البرامج الفكرية والفنية متميزة فى الغرب والعالم لكنا نتألّم كثيرا لمعاناة الملايين المغتربين ممن نالهم ظلم ولاية الفقيه وجورهم وأجبرتهم على ترك الوطن وهذا الأخير ليس أمرا سهلا أوهيّناً فالأوطان غالية لاتقدّر بأثمان ولايعرفها إلا المغتربون العاشقون لأوطانهم المحتفون بذكراها.

دعيتُ إلى لوس أنجلس الأمريكية لإلقاء محاضرات فى مؤتمرات وندوات فتفاجأت بأن المدينة تحتضن إضافة للعرب والعراقيين وغيرهم فإنها تضم ملايين الإيرانيين الذين نالهم ظلم الملالى الحاكمين وأجبروهم على ترك وطنهم إيران وسمعت قصصهم الكثيرة فى استبداد وظلم وجور النظام الحاكم كما حدّثنى الكثيرون أن البديل المناسب المنظم الشجاع هو مجاهدو خلق وقيادة السيدة مريم رجوى التى تتمتع بتاريخ مجيد ونضال متميز وشجاعة كبيرة وصفات قيادية رائعة رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية الشريفة.

إنها قيادة ذات وعى سياسى وبُعد نظر كبيرين فهى زعيمة مجاهدى خلق وتحضر المحافل العالمية وتقيم المؤتمرات العظيمة الكبيرة آخرها السبت الماضى فى باريس وقد حضرها هذا العام حوالي 120 الف شخص من ابناء الجاليات الايرانية في مختلف دول العالم اضافة الى شخصيات سياسية بارزة ووفود برلمانية من مختلف انحاء العالم.

ومن وعيها السياسى انتقدت الإنتخابات الأخيرة وفوز رجل الدين حسن روحاني، معتبرة انها مسرحية هزلية انهيت بسرعة من الدورة الاولى خوفا من انتفاضة شعبية كما حصل فى الثورة الخضراء، فالانتخابات لم تكن حرة فجميع المرشحين هم من مستشاري او معاوني وليه الفقيه خامنئي، وقد أبعد حتى رفسنجانى من خوض الإنتخابات خلافا لما يتصوره البعض بأن روحانى هو إصلاحى ويتفاءل به رغم أنه فى كل تاريخه من أركان النظام ومصدر اعتماد ولى الفقيه وقالت "ظهور الملا روحاني، الشخص الذي كان مشاركا في جميع جرائم النظام منذ البداية، في هيئة شخص معتدل لاينطلي على أحد. ولا يمكن إنكار دوره في قصف قواعد مجاهدي خلق في العقد التسعين من القرن الماضي وأيضا اطلاق الف صاروخ في 18 نيسان/ابريل 2001 روحاني كان لمدة 16 عاما رئيس المجلس الاعلى لأمن النظام، وكان من مؤسسي تشكيلة الملالي التابعة (للمرشد الاعلى علي) خامنئي باسم (مجمع رجال الدين المناضلين)، وهو في الوقت الحالي ممثل لخامنئي في المجلس الاعلى لأمن النظام. كما إنه عضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام، ونائب في مجلس الخبراء ورئيس مركز البحوث الاستراتيجية في نظام الملالي".

وانتقدت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مريم رجوي ضرب مخيم ليبرتي بالصواريخ واعتبرتها بداية النهاية للنظام الإيرانى.

وإيمانا منها بحقوق الإنسان وتحليلا للأوضاع السورية ودعمهم للأسد واعتبارها دفاعا عن النظام نفسه قالت رجوى "من دون وجود حرية التعبير وحقوق الانسان، وقبل الافراج عن السجناء السياسيين وحرية الاحزاب، وبينما تستمر سياسة اعتداء النظام الايراني على العراق وسوريا وبينما يصر النظام على الحصول على القنبلة النووية، فلا تغيير هناك ولن يتغير أي شيئ. ويعرف زعماء النظام بشكل جيد أن أي تغيير جاد في هذه السياسات سيؤدي إلى سقوط النظام بكامله".

دعت المعارضة الإيرانية إلى تشكيل جبهة شعبية عربية إسلامية لمواجهة "الحرب الطائفية لإيران" في المنطقة. وقالت مريم رجوي إن نظام الجمهورية الإسلامية يزج نفسه في حرب سوريا لأنه يدرك أن سقوط الأسد سيكون مقدمة لسقوطه.

وفى رؤية واضحة واسعة لتدخلات النظام فى الدول المختلفة وسياساته العدوانية قالت رجوى "الحرب التي تستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود ضد الشعب الإيراني وطلائع الشعب، هذه الحرب التي استهدفت رسميًا وعلنيًا أخواتنا واخواننا في سوريا والعراق ولبنان، وأدت إلى إراقة دمائهم وهذا طبعًا هو الجزء المعلن من هذه الحرب والجزء غير المعلن منها يجتاح اليمن والسعودية وتركيا وافغانستان والعديد من دول المنطقة، وغاية نظام الملالي من ذلك هي انقاذ حكمه المهترئ والآيل للسقوط لذلك لا يفرّق له أن يكون ضحاياه من الشيعة أو السنة، مسلمين أو غير مسلمين، لأن خامنئي هو أكبر خصام للإسلام والمسلمين في عصرنا، وذلك فهذا يتقمص هذه الحرب القذرة بالدجل بعباءة الدفاع عن الاسلام ومحاربة أميركا واسرائيل".

فنظام ولى الفقيه إذن يمثل قمة الإجرام والظلم والفساد مما دفعنى مرارا للدعوة إلى محاكمة نظام ولاية الفقيه فى المحاكم الدولية أزاء الجرائم الكبيرة التى ينتهكها ضد الشعب الإيرانى المظلوم والمقموع والمنطقة عموما

ولقد بات الحصار الإقتصادى كبيرا وانخفضت العملة الإيرانية والغلاء الفاحش وتوزيع النظام أمواله على الخارج ومواليه واهتمامه بالمفاعلات النووية المتعددة وترهيب الشعب ومحاربة الطلاب فى انتفاضاتهم وأكثرية الشعب من الشباب الذى لايؤمن بقادته وهو يرفع شعارا دائما (الموت للدكتاتور) ويقصد به خامنئى وبدأ أركان النظام يصارع بعضهم بعضا فبعضهم فى السجن أو الإقامة الجبرية وحتى رفسنجانى منع من خوض الإنتخابات الرئاسية وبات النظام يتآكل داخليا بشكل كبير لذلك يطالبهم خامنئى بعدم التصريح بمشاكل النظام لكثرتها وتعقيداتهاhellip; وتعتبر سوريا حجر الزاوية فى بداية سقوط النظام الإيرانى وأتباعه فى المنطقة لاسيما حزب الشيطان فى لبنان الذى أوغل بدماء الشعب السورى الشريف وهكذا يتم استنفاذ النظام الإيرانى وأركان أتباعه فى المستنقع السورى فسقوط النظام السورى هى بداية سقوط نظام ولاية الفقيه كما قالت رجوى.

وعلينا أن نتفاءل بالقرآن الحكيم والحكم الإلهية

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا.الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)

(وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا

(إنّ موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب)

(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون)

إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف