مصر عادت شمسك الذهب: مبروك للمصريين وشكرا لإيلاف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أبدأ بالشكر الجزيل لإدارة إيلاف الشجاعة والقراء الأعزاء الذين تحملوا ما لا طاقة لهم به - وبوعي - لما أكتبه "ضد"جماعة الإخوان المسلمين طوال العامين الماضيين، وهو إن دل علي شئ فإنما يدل علي أننا في سبيلنا لكسب معركة الحداثة والتنوير في الألفية الثالثة ضد قوي الظلم والظلام والإظلام التي تنتمي للعصور الوسطي وربما ما قبلها.
كنت أثق إلي النهاية - ومازلت - أن المصريين قادرون علي نفض غبار الفاشية الدينية في 30 يونيو 2013 مثلما خلعوا النظام الديكتاتوري السابق في 25 يناير 2011، وبدون ذلك لا يمكن ان نخطو خطوة واحدة علي طريق التحول الديمقراطي الحقيقي، الذي يستوعب الجميع ولا يستبعد أحدا ولا يقصي أي تيار مهما اختلفنا معه، فالاختلاف هو وقود الديمقراطية وعنوان الحرية والمسئولية.
وأكدت في مقالي السابق في إيلاف والمعنون "الإخوان والخيانة" أن مدينة الإسماعيلية التي شهدت (بداية) نشأة جماعة الإخوان المسلمين علي يد الشيخ حسن البنا عام 1928 ، ستكون (بداية) نهاية الجماعة (أيضا) عام 2013، بعد الحكم التاريخي الصادر من محكمة مستأنف الإسماعيلية والذي ترتب عليه خلو منصب رئيس الجمهورية (فورا)، وأنهيت المقال بهذه الفقرة: "المفارقة (المضحكة) التي فجرها هذا الحكم التاريخي، وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا، كما قال عمنا "المتنبي": أن يكون القائد الأعلي للقوات المسلحة (هو نفسه رئيس الدولة "محمد مرسي") - "المتهم" - بالخيانة العظمي والتخابر علي الدولة المصرية!
خطاب مرسي التحريضي أمس كان أشبه بالدعوة للحرب الأهلية وللعنف الدموي الذي يعصف بالبلاد ( التي لا تهم جماعته كثيرا ) ناهيك عن ضياع مستقبلها، بينما جاء خطاب الفريق أول " عبدالفتاح السيسي " القائد العام للقوات المسلحة (ردا علي مرسي) : " انه شرف لنا أن نموت من أن يروع أو يهدد الشعب المصري، ونقسم بالله أن نفتدي مصر وشعبها بدمائنا ضد كل إرهابي أو متطرف أو جاهل".
واشنطن لا تؤيد بقاء مرسي مندوب مكتب الإرشاد (والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين) في رئاسة مصر - علي العكس تماما مما يشاع - وسأثبت لقراء إيلاف وبالوثائق في المقالات القادمة، إن كان للعمر بقية - أمثلة من هذه الكوارث التي ارتكبها الإخوان في كل الملفات التي اسندت إليهم خلال عام واحد من قبل الولايات المتحدة، وكيف أنهم كانوا يعملون لصالح أهداف "التنظيم الدولي" وبأوامره ( ضد المصالح الأمريكية )!
في مقالي المعنون "صفعة لن ينساها مرسي وأتباعه" أوردت ما قاله الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" عن (مرسي) وكيف سخر منه وفضح دوره (كعميل مزدوج) أمام العالم، وهو تحول جديد باتجاه قضايا الشرق الأوسط (الجديد) من قبل روسيا، ناهيك عن " تداعيات الأزمة السورية " وأبعادها بعد اجتماع الثماني الكبار.
أمريكا كانت تناور بأنها تساند الإخوان المسلمين ولا تريد سقوط مرسي، علي اعتبار أن سقوطه يضعف هيمنتها في المنطقة وبالتالي تنتهي الأزمة في سوريا بأسرع مما نتوقع، فما الذي تم الاتفاق عليه مع روسيا تحديدا ( بشأن حكم الإسلاميين وتنظيم القاعدة والجماعات الجهادية الإرهابية الأخري)؟ ولماذا أعلن "بوتين" علي الملأ (الآن): "نحن علي استعداد تام ان يمنح ويدعم الجيش المصري عسكريا دون شرط أو قيد!"... كيف تغيرت المعادلة بهذه السرعة بدءا من (تغيير الحكم في قطر) مرورا بسقوط مرسي المدوي!
في فمي ماء كثير .. ولكني أقول كلمة أخيرة للأصدقاء في العالم العربي : من لا يري الوجه الفاشي والإرهابي للإخوان المسلمين (ومن لف لفهم) يحتاج إلي الكشف عن قواه العقلية وليس فقط (كشف نظر) .. مصر الجديدة بانتظار "شرعية دستورية جديدة" لثورتها في 30 يونيو 2013، كونوا أنتم - كما عاهدناكم - زخرا للمصريين جميعا ولا تدعموا فصيلا علي حساب فصيل آخر، لأن توافق المصريين اليوم - وليس الحرب الأهلية - هو أساس استقرار المنطقة كلها.
مبروك لمصر نجاح ثورتها المجيدة وشكرا لإيلاف مرة أخري!