أصداء

مصر والإسلاميون

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حدد موقفك تجاه مصر؛ هل أنت إسلامي من أهل السنة والجماعة أم أنك علماني من إخوان الشياطين؟ حدد موقفك؛ هل أنت مع الديمقراطية تعترض على خلع محمد مرسي أم مع الغوغاء وحكم العسكر؟ حدد موقفك؛ هل أنت مع النظام والاستقرار أم أنك ترفع شعار المدنية فقط عندما ستكون في السلطة؟ أسئلة بسيطة الإجابة البسيطة لها على التوالي: إسلامي، ديمقراطي، مدني. ولكن الوضع في مصر ليس ببساطة تلك الأسئلة. الخيار ليس بين شرع الله والكفر أو بين المدنية والدكتاتورية بل بين من يريد أن يحكم باسم الديمقراطية والمدنية لإقصاء كل من لا يتبع نهج الإخوان وبين المبدأ الأساسي للحكم الديمقراطي وهو حكم الشعب لنفسه وليس حكم رئيس لأقليلة تابعة له.

فقط عندما يسود حكم الأغلبية وتضمن حقوق الأقلية يكون الاستقرار. حينها تكون الخلافات والتنافس السياسي بهارات تعطي الشعب المصري فرصه تذوق ما صنعته يداه في ٢٥ يناير. لا مكان لفكر أيدلوجي استثنائي إقصائي في دولة مدنية حتى وإن لبس قادتها ثوب الديمقراطية. إطاحة الجيش المصري بالرئيس المنتخب محمد مرسي هي أخف الأضرار التي كان من الممكن لمصر أن تعاني منها. في يوم اعلان انتخاب مرسي أصبح السؤال "متى" ستسقط مصر في حفرة الصراع الطائفي أو حرب أهلية وليس "هل" ستسقط مصر في معارك استنزافية.

الديمقراطية ليست غاية في حد ذاتها بل طريق وطريقة لا تنتهي من التحسين والتعديل المستمر. حياة أي دولة (غير الدول الفاشلة) في تطور وتحول مستمر. التصور الإسلام السياسي لا يوفر أي رؤيا مستقبلية أكثر تطورا أو أحسن حالا من الوضع القائم بل دائما تريد أن تقود شعوبها إلى الوراء،، إلى ما قبل ١٤٠٠ عام. إن كان هدف أي مجموعة هو هدف ديني فلماذا لا يكونون قدوة ويرينونا الدرب بالابتعاد عن وحل السياسة وبالتمسك بالروحانيات. لا ننسى أن الفراغ الروحاني يقودنا إلى البحث عنما يملؤه في صباحنا ومسائنا. الاسلام الذي يفرض نفسه بحد السيف أو لوي الأذرع أو بالتغرير والترهيب لا يمكن أن يؤدي بأي شعب إلا إلى الصراع التكفيري.

أتمنى من قوى المعارضة أن تشمر عن سواعدها لتأخذ مسؤولية قدرها بنفسها فليس هناك مكان في السياسة للمترددين والمتوجفين الذين لا يملكون رؤيا مستقبلية للبلد وليس لديهم أدواة القيادة أو القدرة على إقناع شعبهم والتجاوب لمطالبهم. هذه الأدوات السياسية الأساسية قد ظهرت في ميدان التحرير على لسان قادة الثورة.

حتى وإن تغلب الغضب على الحكمة والعقلانية فأنا متأكد من أن جميع الأطراف تدرك أن العنف لن يؤدي إلى نصرة أي الأطراف؛ عسى أن تبقى دماء المصريين معصومة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف