الفنانون.. و"الكراسي" البرامجية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لاشك بأن المتابع للفضائيات خلال رمضان هذا الموسم، سيدرك من الوهلة الأولى أن البرامج والمسلسلات كلها بلا إستثناء.... "مضروبة".
ولا تغركم الدعاية الطنانة الرنانة في وسائل الإعلام المختلفة بأن هذا البرنامج أو ذاك المسلسل حقق نجاحا جماهيريا ومتابعة كثيفة من المشاهدين، فهذا امر طبيعي، فليس هناك من يقول عن زيته "عكر".
وظاهرة الإفلاس "الأفكارية" وعدم إنتاج مايستحق المتابعة، أمر يجب أن يخضع للتحليل من قبل الخبراء والباحثين، لمعرفة الأسباب التي أدت لهذا الفشل "البرامجي" بإمتياز مع مرتبة الشرف الأولى.
فمعظم المحطات إتجهت لبرامج الكاميرا "الغبية" والبعض لبرامج "الحوارات "العقيمة" التي لم يعد فيها جديد يقال، مع جرعة مكثفة من المسلسلات "البايخة" التي لم يعد فيها قصة أو حبكة درامية، بالإضافة للحشوة الأساسية من برامج "طهي" تتلقى إتصالات من سيدات يسألن عن كيفية سلق البيض !!؟؟؟
كل هذا ونحن نتابع وعلينا أن نكون شاكرين حامدين أن القائمين على الفضائيات لم ينسونا، وشمولنا بإهتمامهم ورعايتهم لتسليتنا، والحفاظ على معنويتانا عالية، حتى نتغلب على مشقة الصيام طوال النهار، وفي المساء لنجتمع مع الأهل والأصدقاء ونحن نتابع ما يذاع...وهذا أمر لا بأس به أيضا، فالمشاهد في النهاية له كلمة "الفصل" بكبسة زر على الريموت ويغلق التليفزيون ويرتاح من هذا "الغث" الذي يمثل هدر وقت من المفترض أن ننشغل فيه بالعبادة.
لكن تبقى نقطة واحدة هامة، هؤلاء الفنانون الذين يتم إستضافتهم في برامج "التوك شو" و"المقالب" و"الكاميرا إياها" بجميع أشكالها وألوانها وأسمائها، طوال الشهر الفضيل، تراهم اليوم على فضائية واليوم التالي على فضائية أخرى..... وهكذا دواليك حتى إنتهاء الشهر، ولو قمنا بعمل إحصائية نهاية الشهر، عن الظهور التليفزيوني للجميع، سنجد أن بعض الفنانين يظهرون مرة أو إثنين والبعض يصمد حتى الإسبوع الأول، إذ لم يعد لديهم جديد يضيفونه، وبالأصل ليس عليهم طلب وتم إستضافتهم من باب "جبر الخواطر"، وآخرين وهم" قلة" ضيوفنا طوال الشهر، ليس شطارة منهم، أو لديهم جديد يضيفونه، بل لأن الفضائيات عددها كثير والبرامج عددها أكثر، والكلام "مفيش أسهل منه" إفتراضا منهم بأن المشاهد "مش واخد باله وهيفتكر إيه واللا إيه"، ومش معقولة متابع الكل، وهم بمثابة "البقرة الحلوب" لاي برنامج، إذ تجذب حلقتهم إعلانات ورعاة، مما يدر دخل للقناة، هم بحاجة له، أكثر من حاجتهم لرضا المشاهد، الذي قاموا بعمل "غسيل مخ"، وكثفوا من "الهيافة" حتى أدمنها وبات يطلبها ويبحث عنها هنا وهناك، وعندما تعاتبهم أو تسألهم أليس هناك برامج أفضل؟؟؟ يردون عليك و"عيونهم مفتوحة" الجمهور عايز كدة.
في النهاية تبقى تلك البرامج وبالتحديد في رمضان، لعبة مثل لعبة "الكراسي الموسيقية"، التي كنا نلعبها ونحن صغار، لكن الفرق أننا كنا نلعبها صغارا بلا مقابل ومن أجل المتعة والفرح، لكن فنانينا يلعبون لعبة الكراسي "البرامجية" وبمقابل مادي لكي "ينكدوا" علينا.
أبوظبي