أصداء

واشنطن وجنيف2 والائتلاف الجديد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك



قامت قيادة الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية بزيارة لواشنطن بعد انتخاب قيادة جديدة وتوسعة على مقاس السيد ميشيل كيلو، قامت بزيارة لواشنطن بتاريخ 25.08.

الذي يحتاج لتفسير ماذا فعلت قيادة الائتلاف في واشنطن؟ إذا كان بشأن التسليح فادارة أوباما كاذبة، لو ارادت التسليح لما ضغطت على بريطانيا وفرنسا لكي يتراجعوا عن التسليح وأكثر من مرة. إذا كان بشأن قرار دولي من مجلس الامن ينصر الثورة ويرفع الشرعية القانونية عن الطغمة الحاكمة، هنالك فيتو روسي. إذا كان بشأن دعم مالي!! أمريكا لن تدعم ماليا لأنها لاتريد. أغرقت امريكا هذا النوع من الفهم السياسي ورجاله الذي يتصدرون المشهد السياسي للثورة، أغرقته منذ أول شهر في الثورة بتفاصيل لاقيمة لها، ولا تؤثر كثيرا على موازين القوى، وسمحت للقاعدة في العراق وغيره، ان تأتي لسورية على مرآى من اجهزتها الاستخباراتية..ترفض التدخل تحت أي بند يساعد الثورة نوعيا، فما فائدة واشنطن الآن؟ الالتفات للداخل مع الاصرار على التدخل..ودون الدخول في مهاترات أخرى، ومناقشة تفاصيل أمريكية لا علاقة لها بجوهر القضية وحرفا للصراع..هم سيرفضون التدخل، والثورة ليست مضطرة إذا لمسايرتهم في أي شيئ..أمريكا تحمي العائلة الاسدية إسرائيليا، ولا تريد حلا سياسيا سريعا، ومن لديه هذا الوهم ليأجله قليلا.

إذا كان الموضوع مفاوضة الطغمة الحاكمة فليتم التفاوض معها مباشرة وفي دمشق، فلاداعي للذهاب لجنيف2 و اعطاء روسيا وامريكا هذا الرصيد لأنهم لايستحقوه، يمكن أن يعطى هذا الرصيد مثلا لدولة عربية كالسعودية!! أو لتونس!! فالرئيس التونسي رجل حقوقي ويقدر ما معنى العدالة الانتقالية!! لكن الموضوع هو اسقاط هذه الطغمة، وهو الاساس وإذا لم يعد هذا أساس فلاداعي لأمريكا ولا لروسيا، بالتالي لاداعي للسفر لجنيف2. كتب الدكتور منذر خدام على صفحته الفيسبوكية تعليقا على تصريحات قيادة الائتلاف بعد زيارتهم لواشنطن وهو القيادي في هيئة التنسيق الوطنية ( السيد الجربا يعلن من واشنطن موافقة إئتلافه على حضور مؤتمر جنيف2 شريطة ان ينفذ بيان جنيف1....(عبقرية مذهلة..)....خطوة في الاتجاه الصحيح وإن كانت قد جاءت متأخرة بعض الشيئ.....ربما قد بدأ ينصت إلى نصائح حلفائه بأن لا حسم عسكري في سورية...وربما بدأ قادة إئتلافه يفهمون جيدا مغذى امتناع بريطانيا وفرنسا عن تقدبم السلاح رغم حماسهما السابق للتسليح......ولا شك بأن أمريكا سوف تفعل الشيئ ذاته.....كم من الأوهام سوقها إئتلافك وقبله مجلسك الوطني ودفع السوريون ثمنها دماءاً...) اوردت القول كما هو وبنقاطه أيضا.

لي تعليقين على ما كتبه الدكتور منذر ولا اريد الدخول في نبرة الشماتة، على اساس ان هذا اكتشاف لم نكتشفه من قبل!! التعليق الاول أنه لايزال هناك من هو مقتنع ان جنيف2 هو خطوة للحل، ولحقن الدم السوري، بينما هو ليس سوى تفصيل من تفاصيل السياسة الامريكية، ولمزيد من اغراق المعارضة بها وتزمين الوضع. التعليق الثاني ما تخفيه هذه السطور، لو كان جنيف2 لحقن الدماء فعلا لما وافقت روسيا عليه ولا إيران، لهذا يعود بنا الدكتور منذر إلى أن جنيف2 هو لاستمرار الطغمة الحاكمة في حكم البلاد.. بدون لف ودوران في التحليل والاستنتاج. ما يهم هيئة التنسيق هو بقاء أجهزة القوة والعنف في يد آل الاسد، وما تبقى حول جنيف2 كله تفاصيل لاقيمة لها، لابنظرهم ولا بنظر روسيا ولا بنظر إيران ولا بنظر آل الاسد. عندما يقول مندوب فرنسا الدائم في مجلس الأمن، لوفد الائتلاف أمس: رسالة مجلس الأمن بسيطة "لا يوجد حل عسكري"! هذه نغمة بدأت بالظهور منذ ان تحقق اول نصر للجيش الحر في نهاية عام 2011 في بعض المناطق، لأنهم جميعا، كانوا يعتقدون أن نظام الاسد قادر على قمع الثورة "بشوية" مجازر وهذا لم يحدث، بمجرد الحديث عن حل سياسي هو تأكيد أن ما تحقق على الارض هو نصر بشكل أو بآخر للجيش الحر.. لأنهم بالتأكيد ليسوا حريصين على الثورة والشعب السوري، فلا إيران ولا أمريكا ولا روسيا ولا فرنسا حريصة على الشعب السوري، عندما تقول أنه لايوجد إمكانية إلا بحل سياسي، ليخرج الجميع من هذه الكذبة لأن الحل غير موجود أصلا... إن دخول التشكيلات المتطرفة جهاديا، وتدخل حزب الله، وتحريك بعض اجنحة البي كي كي العسكرية إيرانيا، هو لاغراق الثورة بمزيد من الاشكاليات. والآن تدمرت البلد، وبات فيها إشكاليات أضافية عميقة، فما هو هذا الحل السياسي السحري؟

على قيادة الائتلاف الجديدة ألا تتسرع وتمضي مع أمريكا وحلها السياسي..وتتوجه للداخل، لأن الامريكان بعدما فشل الاسد بقمع الثورة، ارادوا أن يجعلوا من سورية بؤرة جهادية مفتوحة!! فأي حل سياسي هذا؟

تريدون حلا سياسيا حسنا تعالوا وافرضوه بالقوة أنتم. هذا ردا على المختصر الفرنسي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف