أصداء

أحلم بوطن!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أحلم بوطن لا أستيقظ كل يوم فيه على وقع خطاب صارخ من هنا أو هناك، وفتنة من هنا أو هناك. أحلم بوطن أشعر فيه أن الساسة يعملون ولو لمرة لمصلحته وليس لمصالحهم الشخصية. أحلم بوطن عندما يدّل أحد المسؤلين فيه على فساد ما أن يكون ذلك من أجل الاصلاح وليس فقط من باب النكايات السياسية وتجييش العواطف وتحريك الغرائر، وطن يرى فيه المنظرون الخشبة في عيونهم قبل أن يسلطوا ألسنتهم على قشة في عين اخوتهم في الوطن. أحلم بوطن يقسم أبناؤه يمين الولاء له وله فقط وليس لزعماء الطوائف. أحلم بوطن يكون فيه المسؤولين مسؤولين وقدوة في المثل العليا والمصداقية وليس رجال آليين في أيد خارجية. أحلم بوطن يحاسب على الكفاءة والمهنية وليس على من واسطته أقوى. أحلم بوطن تحصل فيه الانتخابات والتعينات وفقاً للجدارة وليس أن تبقى فيه وظائف حساسة شاغرة لشهور وسنوات لأن من يفترض بهم أن يكونوا قيمين عليه قوامون فقط على مصالحهم الشخصية.

أحلم بوطن يكون فيه الدين علاقة بين الانسان وربه فقط وليس وسيلة لتقسيم الجبنة السياسية من جهة ولتكفير الآخرين واهدار دمهم من جهة أخرى. أحلم بوطن يشعرني من ولوا أنفسهم علينا أننا أولويتهم وأن يسألوا عن حاجاتنا قبل أن يتبجحوا بتقديم المساعدات الخارجية. أحلم بوطن تفرض فيه الدولة هيبتها وليس أن تكون نائمة على صخب عربدات الفاسدين. أحلم بوطن أشعر فيه بالامان اذا لجأت الى رجل أمن وأن أكون على يقين أنه سيحّصل حقي وليس أن يقف مع من يدفع أكثر أو واسطته أقوى. أحلم بوطن أشعر فيه أن صوتي مسموعاً وفاعلاً ولا أن يحكم عليّ أن أكون في هذا القطيع أو ذاك والا يحكم عليّ بالابعاد. أحلم بوطن يتحدث شبابه عن انجازاتهم وليس عن عدد السفارات التي قدموا طلبات الهجرة اليه ورُفضوا. أحلم بوطن يفكر شبابه بأي جمعية تطوعية سيلتحقون وليس أي سياسي سيلحقون ليؤمنوا ما عجز وطنهم عن تأمينه، العمل. أحلم بوطن يفكر شبابه على اي آلة موسيقية سيتدربون أو أي موهبة سينّمون وليس على أي آلة حربية سيتدربون. أحلم بوطن لا أخاف فيه من التقدم في العمر أو المرض أو عيش ما تعيشه صباح أو علياء نمري وغيرهم من الذين صفقت لهم المسارح والجماهير في صباهم وقتلهم الاهمال في نهاياتهم. أحلم بوطن لا تكون أبسط حقوقي فيه كمواطنة أحلام. أحلم بوطن لا أشعر فيه بالغربة بل أشعر فيه بحضن الوطن!..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف