فضاء الرأي

إيران .. الرابح الأكبر!

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هل فقدت أمريكا نفوذها في منطقة الشرق الأوسط؟ .. أم أنها تمر بحالة من "عدم التوازن" في سياستها الخارجية؟ .. هل أربك المصريون في 30 يونيو (26 يوليو) 2013 الأداء السياسي الأمريكي للمرة الأولي في القرن الحادي والعشرين، مثلما أربكت أزمة الصواريخ الكورية والثورة الإسلامية في إيران عام 1979 القرار الأمريكي في القرن العشرين؟ أم أن صعود روسيا والصين كسر استراتيجية الأمن القومي التي صاغتها أمريكا طوال الفترة السابقة؟مفتاح الإجابة علي هذه التساؤلات وغيرها هو موقف اللاعبين الرئيسيين المعارض لسياسات أمريكا الخارجية في المنطقة .. فقد قوضت مساعدات دول الخليج العربي (الضغوط الغربية) علي القرار المصري بالفعل وأجهزت علي أطماع الإخوان المسلمين وتنظيمهم الدولي، ولكن هذه المجابهة (غير المتوقعة) من حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، هي عرض لمرض أصاب العلاقات (الاستراتيجية) بين دول الخليج (بإستثناء دويلة قطر) والولايات المتحدة، فقد نفد صبر قادتها من تعليق معظم الملفات الساخنة في المنطقة وليس فقط النووي الإيراني أو الأزمة السورية .. وكأن المجتمع الدولي يتلاعب بأقدار المنطقة وشعوبها!هذا التلاعب طال "إسرائيل" أيضا - وربما بدرجة أقل - التي أبدت مخاوفها الحقيقية من سياسات أمريكا في الشرق الأوسط، وأعلن (رون بن يشاي) محلل الشئون العسكرية في صحيفة "يدعوت أحرنوت": أن الإدارة الأمريكية بقيادة أوباما: أصبحت حليفا غير موثوق فيه لعدة أسباب، أبرزها أن واشنطن فقدت ثقتها في نفسها كقوة فاعلة عقب عدة هزائم لحقت بها في العراق وأفغانستان، فضلا عن الأزمة الاقتصادية التي عصفت بها عام 2008.الفوضي غير الخلاقة في منطقة الشرق الأوسط الآن التي نشرتها أمريكا في الشرق الأوسط، لا تهيئ الظروف المناسبة لاحلال السلام مع الفلسطينيين، ولكنها قد تمد أمد " الهدنة الاستراتيجية " مع اسرائيل لأطول وقت ممكن، وحسب "دومينيك مويسي" في مقاله المهم (الربيع العربي والرابح غير المنتظر) فإنه من المستحيل أن يخوض العرب حربا فيما بينهم ومع إسرائيل في نفس الوقت! ..المفارقة هنا هي (العكس تماما).. فقد ساهمت هذه الفوضي في دمج إسرائيل في المنطقة كشريك استراتيجي لبعض البلدان العربية. لكن يبدو أن "نزيف" إضعاف الأنظمة السنية الحليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط لم يتوقف (بعد)، ومثلما كانت "إيران" هي الرابح الوحيد من حرب العراق عام 2003 فإن هذه الفوضي قد عززت وبنفس القدر (قوة) العدو الرئيسي (المعلن) لأمريكا وإسرائيل، وهو : الجمهورية الإسلامية في إيران!هذا هو الجزء المعروف من الحكاية وليست القصة كلها، لأن الخطر الذي تشكله إيران على منطقة الشرق الأوسط بامتلاكها السلاح النووي، وهو قائم وحقيقي، قد لا يكون باستخدامها ذلك السلاح ضد إسرائيل، ‬وإنما هو في توظيفها امتلاك هذا السلاح لغرض الهيمنة الإقليمية أو - علي الأقل - التنافس الإقليمي في اطار المشروع الأمريكي الجديد!‬‬وهناك من يدافع وبقوة داخل الإدارة الأمريكية (الآن): أن الصراع (القادم) في الشرق الأوسط، بين إيران وإسرائيل (تحديدا) ليس "عقائديا" أو إيديولوجيا... علي العكس تماما من الصراع مع العالم العربي (السني) الذي تجاوز الستين عاما.. وإنما هو (نزاع إستراتيجي) قابل للحل والتفاوض لأن (القوي النووية) في عالم اليوم لا تتصارع وإنما تتفاوض وتبرم الاتفاقيات إذا لزم الأمر، خاصة إذا كانت تمتلك أوراقاً ‬قوية للعب والضغط ومجالاً إستراتيجيا قابلا للتمدد والمساومة والأخذ والرد (ولو علي حساب العرب)!أن الوضع الجيو سياسي الذي تعيشه كل من إيران وإسرائيل ضمن المحيط العربي والإقليمي يجعلهما يلتقيان حول نظرية: "‬اللا حرب - ‬اللا سلام" ‬وهو المطلوب تثبيته والمحافظة عليه في التقسيم الجديد للمنطقة، ناهيك عن أن تداعيات ما يعرف بالربيع العربي علي مدي أكثر من عامين ونصف العام، أثبتت أن نظرة الغرب المثالية لسيادة منظومة ديموقراطية في المنطقة كانت خاطئة، إذ لا تتوفر أي من العناصر الضرورية لقيامها، مما يفرض خيار التطور السياسي كأسلوب أوحد لبسط الاستقرار، بالتزامن مع تجاهل سياسات القمع (القادمة) لأنطمة المنطقة مع شعوبها مقابل تحقيق هذا الاستقرار!‬‬‬dressamabdalla@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف