قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سوف أطرح هذه القضية المهمة الشاغلة للرأي العام العربي والعالمي دون أن أبدي رأيي حولها، وأترك الباب مفتوحا للقراء والمهتمين بهذه القضية لإبداء آرائهم كي نتعرف على اتجاهات وتطلعات القراء المختلفة، من منطلق أنّ لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة وكل شخص من حقه أن يبدي رأيه في أية قضية خاصة ذات الطابع الاجتماعي والسياسي. القضية التي أعنيها ذات محورين:
الأول:ماذا فعل وحش سوريا بالشعب السوري طوال ما يزيد على عامين؟ منذ انطلاق الثورة السورية في مارس 2011 ضد النظام الاستبدادي لعائلة الوحش القابض على أرواح السوريين منذ حكم الوحش الأب عام 1970 ثم توريث نجله عام 2000 عبر مسرحية هزلية تمّ من أجلها تغيير الدستور السوري على مقاس عمر الوحش الإبن، أي حكم عائلة مستبدة يستمر حتى اليوم 43 سنة، وهذا النظام يستمر في قتله وقصفه وجرائمه التي أدت بالإضافة إلى التخريب والتدمير إلى قتل ما لا يقل عن مائة وخمسين ألفا من السوريين حسب كل الإحصائيات والتقديرات المحايدة، وتهجير ما لا يقل عن مليوني لاجىء سوري خاصة في الأردن وتركيا ولبنان والعراق، وقد وصل عشرات الألاف منهم إلى الجزائر و مصر، وفعلا ومن خلال مشاهداتي الميدانية إن مدنا أردنية وأحياءا مصرية عندما تتجول فيها تتخيل كأنّك في حارة دمشقية أو سورية من حجم اللاجئين السوريين. وكان آخر جرائمه استعماله السلاح الكيماوي في ريف دمشق يوم الحادي والعشرين من أغسطس/ آب الماضي، حيث أكّدت غالبية وكالات البحث والاستخبارات العالمية أنّ النظام هو من استعمل هذه الأسلحة التي أدت إلى مقتل 1429 شخصا من بينهم 426 طفلا، ويوجد 3600 شخص أصيبوا من جراء هذا الهجوم الإجرامي بحالات اختناق حالات بعضهم خطرة. هذا وفي نفس الوقت كما تؤكد التقارير الموثقة أن عائلة الوحش في دمشق تعيش حياتها المرفهة بشكل يخلو من أي ضمير أو إحساس بهذه الجرائم التي يرتكبونها بحق الشعب السورين خاصة الوحش الإبن وزوجته أسماء الأخرس، حيث تقيم حفلات أعياد الميلاد لأطفالها الثلاثة، وتتسوق عبر الانترنت بمئات ألاف الدولارات لأنّها هي حريصة على جمالها وملابسها وأناقتها على حساب دماء الشعب السوري، وهي واثقة أنّ ابنها "حافظ" سوف يرث أبيه بشارفي حكم سوريا، كما كشف تقرير الزميل "سالم شرقي" في إيلاف يوم الأحد الأول من سبتمبر الحالي الذي كان بعنوان ( حياة أسماء لم تتغير وتثق أنّ "حافظ" سيرث العرش السوري). ومنذ أكثر من عامين وجرائم هذا النظام مستمرة بدون توقف، والجيش السوري الحر وكافة فصائل الثورة والمعارضة السورية عاجزة عن الإطاحة بهذا النظام المتوحش حقيقة.
الثاني: احتمالات التدخل العسكري الخارجي خاصة الأمريكي توحي وقائع ومؤشرات عديدة على أنّ التدخل العسكري الأمريكي ضد هذا النظام الوحشي أصبح واردا ومحتملا بنسبة كبيرة خاصة بعد التأكد القاطع من استعماله السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري. وأيا كان نوع وحجم هذا التدخل سواء مجرد القصف الجوي من البحر أو القصف بالطيران لمواقع النظام العسكرية مما سيؤدي لإضعافه وسقوطه، أو تمكين قوى الثورة المسلحة من التقدم لإسقاطه. هذا التدخل العسكري الأمريكي المحتمل وبدون تفويض من مجلس الأمن كما حدث في قصف الناتو لجمهورية يوغوسلافيا السابقة في حرب كوسوفو من مارس حتى يونيو 1999 مما أدّى لإنقاذ مسلمي كوسوفو وإلا لقتل نظام صربيا منهم أضعاف عشرات الألاف الذين قتلهم في مذابح إبادة جماعية.
والسؤال المهم في سياق هاتين الحالتين هو، لماذا قتل نظام وحش سوريا لمئات ألاف السوريين وتهجير ملايين منهم مقبول ومسكوت عليه؟ وتدخل دولي لإسقاط هذا النظام المجرم مرفوض من البعض ويعتبرونه تدخلا عسكريا؟. هل كان يمكن انقاذ مسلمي كوسوفو من جرائم النظام الصربي بدون تدخل الناتو؟. وهل كان يمكن اسقاط نظام صدام حسين عام 2003 بدون التدخل العسكري الخارجي، وهو النظام الذي ارتكب مجازر جماعية في قصفه مدينة حلبجة الكردية بالأسلحة الكيماوية وقتله على الأقل ثلاثة ألاف مواطن كردي في المدينة؟ علما أنّ جرائمه لم تستثن العرب سنّة وشيعة، ويكفي التذكير بقتله لكبار الإئمة مثل السيد محمد باقر الصدر عام 1999، ووزير الدفاع عدنان خير الله طلفاح في مايو 1989 رغم أنّه ابن خاله وشقيق زوجته"ساجدة خير الله طلفاح"، و قتله حسين كامل المجيد زوج ابنته رغد في فبراير 1996 ، و كذلك التذكير بأنّه بدأ استيلائه على السلطة من الرئيس أحمد حسن البكر عام 1979 باغتيال حوالي 17 من أعضاء القيادتين القطرية والقومية لحزبه البعث وبتهمة ماذا؟ التخابر لحساب البعث السوري!!!. وهل كان يمكن انقاذ الشعب الليبي من حكم عميد الطغاة العرب القذافي بدون التدخل الأجنبي؟ وهكذا فالسؤال يا سادة هو: لماذا قتل هؤلاء الطغاة لمئات ألاف من شعوبنا حلال ومسكوت عليه وبعضنا يصفق لهم؟ بينما تدخل قوى عسكرية أجنبية لتخليصنا منهم حرام ومرفوض من بعضنا، أيا كانت مصلحة هذه القوى الخارجية من هذا التدخل؟. فما رأيكم في هذا السؤال وتفاصيله؟.www.drabumatar.com