قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تشير بعض التقارير والتوقعات، والتي أرجحها بطبيعة الحال، إلى أن الأميركيين سوف يبدؤون الهجوم على سوريا يوم الاربعاء 11 سبتمبر الجاري، في نفس اليوم سيء الذكر، عندما حدثت انفجارات برجي التجارة العالميين، وتعرضت حينها الولايات المتحدة الأمريكية للهجوم في 2011. فقتل عدد كبير جدا من المواطنين الأميركيين.الحرب ضد النظام السوري قد تكون أمراً لا مناص منه ولا مفر، من وجهة نظر العالم الغربي وبعض أنصار المعارضة في سوريا والخارج. بعد قيام النظام السوري باستعمال الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية بريف دمشق، فالعالم المتحضر لم يعد قادرا على الصمت بعد اليوم على الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية والبشرية، واستخدام الأسلحة الكيميائية المحظورة دوليا هو يتجاوز كل الخطوط الحمراء التي وضعتها المواثيق والهيئات الدولية والأممية أمام أي نظام سياسي او عسكري في العالم، وليس من وضع الولايات المتحدة فحسب، هذا يعني أيضا أن الأمن القومي للدول المتحضرة والديمقراطية في العالم هو الآن في خطر داهم أيضاً.لقد أصاب الرئيس الأميركي باراك أوباما بانتظار موافقة الكونغرس لتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، المعارضة السورية بخيبة أمل. إلا أنّها تعتقد أن الكونغرس سيوافق بعد الاطلاع على الادلة حول مسؤولية النظام في ارتكاب الهجوم الكيميائي. ويريد أوباما ان يعوض عن عدم موافقة مجلس العموم البريطاني على تدخل حكومته عسكريا في سوريا ما افقد أوباما حليفا قويا. ويريد ان يحصل على تغطية سياسية لقراره العسكري.الضربة العسكرية التي يجري الإعداد لها من قبل الولايات المتحدة وربما فرنسا ستضمن استخدام أسلحة طويلة المدى مثل إطلاق صواريخ كروز من سفن حربية أو غواصات بغية الهجوم على أهداف أرضية. ومن المحتمل أن تستخدم أيضا أنواع من الطائرات الموجهة " ذات الأجنحة الثابتة" وهو ما يستدعي نشر أسلحة طويلة المدى يمكن إطلاقها من خارج المجال الجوي السوري، وهو يصعب من مهمة الأنظمة الدفاعية للقوات السورية للتصدي لمثل تلك الهجمات.تركيا بدورها، وهي الجار القريب واللدود للنظام السوري، عززت إجراءاتها الأمنية على الحدود الجنوبية الشرقية مع سوريا، ونشرت المزيد من القوات والدبابات وحاملات الجند المدرعة، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية. وشوهد جنود أتراك يقومون بدوريات على الحدود الجنوبية الغربية مع سوريا، دون أن تتضح طبيعة الإجراءات المتخذة في المنطقة. فيما وصلت قوافل عسكرية كبيرة إلى منطقة يايلاداجي بإقليم هاتاي يوم الخميس الماضي، وشوهدت وهي تحمل معدات مختلفة، في حين قالت وسائل إعلام تركية إنه تم نشر الجنود والدبابات وناقلات الجند المدرعة على الحدود مع سوريا. وكان ممكنا مشاهدة بطاريات صواريخ مضادة للطائرات على أهبة الاستعداد في مدينتي ريجانلي وكركهان. وتحدثت وكالة الأناضول عن انتشار عسكري مماثل، إلى جانب انتشار الدبابات إلى الشرق من إقليم هاتاي (انطاكيا) على الحدود في إقليمي كيليس وغازي عنتاب.قائد حرس الحدود الأردنية العميد حسين الزيود أكد من جهته، أن محاولات التسلل من سوريا إلى المملكة وبالعكس زادت خلال العام الحالي مقارنة بالعام الذي سبقه 200%. وأشار إلى أن معظم المتسللين هم من الجنسية السورية، موضحا أن عمليات التهريب من سوريا إلى الأراضي الأردنية زادت خلال الفترة نفسها بنسبة تزيد عن 250%. إذ يوجد على طول الحدود الأردنية السورية (370 كيلو متراً) حوالي 40 منفذاً غير شرعي.الوضع في سوريا معقد جدا ويتطلب التدخل الحاسم لوضع حد لمأساة الشعب السوري الذي مل الوعود والتسويات والحديث عن مفاوضات وممثلين جدد وغيرها من الاقتراحات التي تؤت اكلها حتى الآن. ويبدو الرئيس باراك أوباما عاقد العزم على تحقيق وعوده بخصوص النظام في سوريا بعد عبوره الخطوط الحمراء التي رسمها له، وبالتالي يعتقد العديد من السوريين أن الضربة العسكرية الأميركية ، وربما الغربية أمر لا مفر منه.النظام السوري بدأ يستعد للضربة الأمريكية الغربية من خلال إخلاء المواقع العسكرية ونقل الترسانة العسكرية لأماكن أخرى، وحشد المعتقلين في مقار الأجهزة الأمنية، كما قام بتوزيع الأقنعة الواقية من الغازات والأسلحة على المجموعات المسلحة الموالية له.قد يكون استهداف الإدارة الأمريكية للنظام السوري في التاريخ الذي تمت به عنونة المقال لغاية ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد وهو ما يبرر من وجهة نظرنا اختيار تاريخ الحادي عشر من سبتمبر لبدء الضربة المحتملة:1 - شن هجوم على سوريا ومحاولة القضاء على النظام السوري الذي يترؤسه الرئيس بشار الأسد في نفس اليوم الذي ولد به ويحتفل به كعيد ميلاد له (11 سبتمبر 1965)، واللافت في الأمر أن الولايات المتحدة فعلت الشي نفسه مع الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين إبان غزوها للعراق عام 2003!!!2 - جعل هذا اليوم التاريخي الأسود في ذاكرة الشعب الأمريكي بما يحمله من ذكريات أليمة ورهيبة ليس خاصاً فقط بالنسبة للأميركيين، ولكن أيضا للسوريين والعالم العربي والإسلامي عامة.فعلى مدى السنوات العشر الماضية، يقف الأمريكيون معزين أنفسهم وحدهم في هذا اليوم، بالمقابل، وفي كل عام يحتفل المواطن العربي والمسلم "خفية" وفي قرارة نفسه بأول هجوم مؤلم للولايات المتحدة نال من هيبتها وكرامتها أمام العالم، بصرف النظر عن الضحايا الذين سقطوا، وهو ما قد يغري الأمريكان بضم السوريين حال فرحهم أو حزنهم بحسب موقفهم السياسي من الضربة، إليهم في ساحة الذكرى والتندر بتاريخ قد يشكل علامة في فارقة في تاريخ البشرية خاصة إذا ما تكرر وشهد حرباً عالمية جديدة إذا ما اختار النظام السوري الرد على الولايات المتحدة وعدم السكوت.فإن تحقق الهدف الأمريكي من الضربة وسقط النظام، عاد إلى الأمريكيين هيبتهم المسفوحة في ذات اليوم، وانضم إليهم كثير من السوريين الذي عانوا الأمرين خلال الفترة الماضية، وبالنسبة لمعارضي الضربة من القوميين وأنصار النظام السوري في العالم العربي، سيكون يوماً أسود يذكرهم بواقعة الحادي عشر من سبتمبر وان الولايات المتحدة انتظرت اثني عشر عاماً حتى تثأر من العالم العربي والإسلامي مما ألم بها، كما يرى أنصار النظام السوري تالياً.ولكن السؤال الأهم يبقى: هل سوف تجلب الضربة الأمريكية الغربية السلام إلى سوريا والسوريين، كما يرغبون بذلك؟! هذا ما أشك فيه بصرف النظر عن النتائج المتوقعة للضربة.
... كاتب وباحث