أصداء

إيران: تجرع "كأس السم النووي" أو الحصول على القنبلة؟!

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


باقتراب موعد زيارة حسن روحاني رئيس النظام الإيراني إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك يقترب في نفس الوقت موعد "رقص الاعتدال" من قبل "الحجي روحاني" أمام القوى العظمى.
روحاني يقوم الان بتمرين على هذا النوع من الرقص امام أبيه الروحي "هاشمي رفسنجاني"، وهذا الاخير يحترف هذا النوع من الرقص والمغازلة مع الغرب.

يتحدث روحاني في حواره مع قناة إن بي سي الأمريكية وفي مقال له في موقع واشنطن بوست يوم السبت 21 سبتمبر، عن نتيجة لعبة وتحد يسميها "فوز، فوز" أي بمعنى أن تنتهي اللعبة بفوز الطرفين. ويكتب روحاني قائلا: "لقد تغير العالم.. عصر الثأر قد ولى وحان موعد بناء العلاقات على أساس المساواة والاحترام المتبادل.. إن السياسة الدولية ليست لعبة محصلتها صفر.."!!.

ولكن النظام الإيراني يعلم علم اليقين ويعرف خير المعرفة ان هذه المغازلات وبشكل خاص من جانب زمرة لديها تاريخ محصلته 35 عاما من الجريمة والارهاب بشكل متواصل ومستمر في إيران وانحاء العالم عبر سجلها الاسود في مجال انتهاك حقوق الانسان والكذب والخداع على المجتمع الدولي، لم تعد تستطيع اليوم ان تخدع أحدا.. وعليه فان هذا النظام يرى نفسه مضطرا الى مد يد الاستجداء قائلا "أنه قد ذهب عصر الثأر" وأنه حان الآن موعد "المساواة والاحترام المتبادل" وأن "لعبة السياسة الدولية ليس محصلتها صفرا". ولكن بالتزامن مع سياسة الاستجداء هذه فان النظام يقوم في نفس الوقت باستعراض عضلاته، الامر الذي يعني انه في مثل الحالة المزدوجة انه لن يتمكن من انشاء التوازن المطلوب، الامر الذي دعاه الى ان يتطرق إلى التهديدات الارهابية بلهجته الخاصة ويقول من ضمن ما يقول ان "اي تحقيق للأمن على حسابنا لصالح الاخرين فانه سيكون مصحوبا بعواقب كارثية.. وهذا ما نشاهده جليا حيث اصبحت سوريا مسرحا لاعمال العنف كان من بينها الهجمات باسلحة كيماوية، وفي العراق لا يزال العشرات يلقون حتفهم بعد عشر سنوات من الغزو والذي قادته الولايات المتحدة الاميركية بسبب العنف اليومي، اضافة الى ما يجري في افغانستان من سفك دائم ومتواصل للدماء..".

ان مغزى ما جاء في مقال روحاني هو أن "الجمهورية الاسلامية" تحقق أمنها على حساب انعدام أمن الآخرين.. وعاقبة ذلك كان "مفجعا وكارثيا". ولم يعد يخفى هذا الامر على احد في سوريا وفي العراق وفي أفغانستان، وان النظام الإيراني هو من يقوم بتصدير الإرهاب ويقوده. اما الديكتاتورية الإرهابية الحاكمة في إيران فانها تعيش في ظل ضغوط شديدة وتمر بمرحلة السقوط وعليها أن تعطي الضوء الأخضر لـ"التعامل" مع الغرب. وايران تطرح هذا بلغة أخرى قائلة "إن النهج الأحادي الذي يمجد القوة الغاشمة ويغذي العنف غير قادر،على نحو بيِّن،على حل القضايا التي نواجهها، مثل الارهاب والتطرف.. لأنه لا أحد في مأمن من العنف الذي يغذيه التطرف".

والآن علينا أن نرى هل يتمكن روحاني وابأه الروحي رفسنجاني أن يخدعا العالم بما يسمى بـ"الاعتدال"؟. لقد عقب المتحدث باسم البيت الابيض الاميركي بتصريح حول ما قاله رئيس جمهورية الملالي من "أن الافعال أهم من الأقوال، وأحد الاسباب التي ادت إلى أن نشاهد هذا التغيير في اللهجة كان الاجماع الدولي حول وجوب تخلص النظام الإيراني من السلاح النووي.. وإن هذا الاجماع مدعوم بحالات المقاطعة (الاقتصادية) ضد النظام الإيراني".

وعندما نعود إلى داخل النظام الإيراني فان الوضع هناك اكثر كارثية. فخامنئي الولي الفقيه للنظام يتحدث عن "مرونة بطولية".. فهل يتمكن الملا روحاني أن يدخل هذه "المرونة" قيد التنفيذ وأن يجرع جرعة واحدة فقط من كأس سم التراجع بشأن المشروع النووي لـ"حضرة الولاية الفقيه المعظمة"؟ ونعرف أنه وفي هذه الحالة لا يختلف تجرع كأس أو ألف كأس وتأثير السم معروف لدى الجميع.

إن النظام الحاكم في إيران سواء من خلال شنه الهجوم الاخير على مخيم أشرف والذي ادى لمقتل 52 من اعضاء مجاهدي خلق من السكان العزل المقيمين فيه عن طريق عملائه في الحكومة العراقية أو مشاركته في مجزرة الشعب السوري وبلغة الرصاص والصاروخ، يعترف أنه كلما يشتد الصراع بين اجنحته الداخلية في حكومته، وكلما تتفاقم أزماته السياسية والاقتصادية والدولية، وكلما التهب المناخ الاحتجاجي في المجتمع الإيراني، كلما تفاقمت هذه الأزمات فان هذا النظام سرعان ما يخاف اكثر واكثر من المقاومة الإيرانية وعمودها الفقري المتمثل في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وهو التحدي الرئيس الذي أوصل النظام الإيراني إلى هذه النقطة، وهي في ان يختار تجرع كأس السم والتراجع عن المشروع النووي أو الاصرار على هذا المشروع والحصول على القنبلة النوية مع قبول التداعيات الخطيرة لهذه الخطوة.

* خبير ستراتيجي إيراني
mohammadegbal@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف