ايران وامريكا والحب الابدي!
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
احدى لوثات التحليل السياسي لدى كثير من المحللين السياسيين العرب العجلة في الاستنتاج، ومقارنة بسيطة بين محلل سياسي عربي وآخر غربي تكشف بوضوح كيف أن الاول مغرم بالمطلقات والتوكيدات فيما الثاني متقيد بالحذر والاحتمالات، بل ذلك ما نراه حتى مع الحكام وصناع القرار السياسي، ففيما يحذر سياسي امريكي من خطر تصاعد موجة الارهاب في العراق بعد انعقاد مؤتمر القمة العربي في بغداد، كان نائب رئيس الجمهورية العراقية ومعيد صياغة العقل العراقي الدكتور خضير الخزاعي يبشِّر العراقيين بسلم مطلق على صفحات جريدة الصباح العراقية شبه الرسمية، التفجيرات هزت بغداد بعيد انعقاد مؤتمر القمة، ومن المؤكد ان الدكتور الخزاعي كان يملك معلومات دقيقة اقام عليها بشراه للعراق المنكود الحظ والنصيب.
اسوق هذه المقدمة والمعلومة التي ليست مجهولة لأعلق سريعا على الضجة الاعلامية التي تجتاح العالم اليوم والتي مؤداها ان امريكا وايران على وشك التصالح المطلق، وان كل ما بين العدوين اللدودين قد انتهى وولى الى غير رجعة، ومن حق شعوب الشرق الاوسط ان تقيم الاحتفالات ويتبادل ابناؤها انخاب السلام، ومن حق السعودية والكويت وقطر ومصر وتركيا واليمن والاردن والبحرين بل وحتى اسرائيل ان تنصب سرادق العزاء، فما الذي يبقى لهذه الانظمة واوباما وروحاني تبادلا حديثا وديا سريعا عبر الهاتف، وان الامريكيين قدموا هدية للوفد الايراني عبارة عن نسر ايراني مسروق، خاصة وان النسر علامة امريكا حاضرا ورمز ايراني من عهد الاكاسرة!لا استبعد ان مثل هذا الاستنتاج السريع من صناعة مخابرات هنا وهناك، تسربه دول واحزاب وطوائف، ولكل طرف في ذلك هدف خفي، ولكن ما الذي يمكن ان تقوله قواعد التحليل السياسي أو بالاحرى مقتربات التحليل السياسي في مثل هذا الاستنتاج فيما كان صادرا من محللين محايديين مثلا؟هل فكر اصحاب هذا التحليل ان الخلاف الايراني الامريكي ليس منحصرا في النووي؟ وان ما يطرح على طاولة الحوار بين الطرفين فيما لو دخل مرحلة ال جدية اكثر من قضية وقضية، منها التدخل الايراني في العراق والبحرين كما يرى الامريكيون، ومنها مسالة حزب الله وتحالفه الاستراتيجي مع طهران والقائمة تطول، وهل فكر هؤلاء بان ذلك مرهون باخلاء سوريا من السلاح الكيمياوي وهذا يتطلب من الوقت ما يقارب العام، فضلا عن احتمال تأثره بمستجدات ليست على البال ولا الخاطر؟ وهل فكر هؤلاء ان اسرائيل داخلة في صلب العملية بشكل خفي، بل هي الرقم الصعب في كل العملية كما يعرف الجميع؟ وهل يعلم هؤلاء ان المسار كله لا ينفصل عن موقف الانظمة المتحالفة مع واشنطن، وهي انظمة نفطية بالدرجة الاولى ولها استثمارات ضخمة في الغرب، ومورد شهي لاستيراد السلاح والكثير من التقنيات من الغرب؟ وما هي علاقة ذلك بالصراع داخل لبنان؟ وهل ستتخلى ايران عن قضية القدس التي تعتبر احدى المتبنيات المصيرية في السياسة الخارجية الايرانية؟ وما هو رد فعل شيعة العالم حيث كما يرى كثير من المحللين ان ايران تستخدمهم اجندة مطواعة خاصة بعد ان صرح اكثر من مرة مسؤول ايراني بان ايران لها اجندة في العراق وسوريا وايران وان هذه الاجندة مهمة وتشغل مفاصل الدول؟!كثيرا ما اشارك في جلسات سياسية عابرة واحيانا مقصودة للحديث عن اوضاع الشرق الاوسط، حيث يتملكني العجب عندما يشطب الكثيرون على الكثير من المراحل ليصل الى مرحلة نهائية بشكل قاطع، لقد تم استيعاب الخلاف الايراني الامريكي، وعادة العلاقات باحلى ما يكون، ولم تعد هناك مشكلة، والدليل هو انتخاب روحاني، وزيارته للامم المتحدة، وتبادل حديث ودي مع اوباما، وكان الله في عون المخلصين!اعترف اني عانيت كثيرا مع بعض الاصدقاء من المحللين السياسيين من هذه العجلة، وفيما كنت اتمهل واتانى في التحليل، واكرر بان القضية تحتاج الى صبر ومعلومات كي نخرج بنتائج اكثر معقولية، كانت النتائج كثيرا ما تكون مخيبة للامال من جانب الاخرين!ان المُشكل الايراني الامريكي اعمق بكثير من هذا التصور، وفيما كانت هناك نوايا مخلصة في الحل فليس بالضرورة تجد الامنيات ارضيتها الواقعية الصلبة، وربما الامنيات تكون بداية متاعب جديدة تعقد الامر اكثر وأكثر.اكتب هذا المقال مقدمة لسلسلة مقالات في ايلاف بعد ان تحوز على موافقتها لمتابعة هذه القضية لانها القضية الاولى التي تهم العالم العربي، وخاصة العراق، العراق الجريح بكل معنى الكلمة.التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف