أصداء

جرائم الائتلاف السوري ضد الكرد والأقليات!

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يستمر (الائتلاف الوطني السوري) المقيم في مدينة اسطنبول التركية، في التغطية السياسية على تنظيمات "القاعدة" في حربها ضد الشعب الكردي والمسيحيين في مناطق "الجزيرة" و"عفرين" و"كوباني". ففي آخر بيان له، وسم "الائتلاف" العملية العسكرية التي تقوم بها وحدات حماية الشعب (Yekicirc;neyecirc;n Parastina Gel/ YPG) ضد المجموعات الإرهابية في بلدة "تل حميس" بريف القامشلي، بأنها "ضد الثورة" واصفا الإرهابيين الأجانب ب"الثوار"، رغم أن هؤلاء ارتبكوا جرائم كبيرة بحق العشائر العربية في تلك البلدة، وشردوا أهل قرى المنطقة وقتلوا واعتقلوا العشرات منهم، وكل تلك الجرائم حدثت تحت راية العلم الأسود: علم تنظيم "القاعدة"!.

كان الظن بأن الحرب التي أعلنتها "الدولة الإسلامية في العراق والشام/ داعش" و"النصرة"، وبقية تنظيمات "القاعدة" ضد فلول "الجيش الحر" بهدف السيطرة على المعابر والنقاط الجمركية، سوف يدفع "الائتلاف" الطائفي العنصري لتغيير مواقفه من هذه المجموعات ووضع حد لعدائه السافر للشعب الكردي، ولكن يبدو بأن درجة الحقد والولاء التام للاستخبارات التركية، كانت أكثر مما تصورناه. منذ اليوم الأول لتشكيل هذا الفصيل المعارض في اسطنبول تحت إشراف الاستخبارات التركية واستخبارات دول الخليح، وهو يشن حربا شعواء لا هوادة فيها ضد الكرد في داخل وخارج سوريا. يصف حراكهم الثوري في كل المنطقة ب"الإرهاب"، لكي يثب ولائه وعمالته لتركيا. لقد غطى هذا التنظيم الطائفي العنصري على كل جرائم "داعش" و"النصرة" ضد الشعب الكردي في "سري كانيه/رأس العين"، و"تل أبيض" و"تل عران" و"تل حاصل" وشرعّن عمليات اختطاف المدنيين وفرض حصار كبير على منطقتي "عفرين" و"كوباني"، وهما تضمان الآن أكثر من مليوني شخص، بينهم عشرات الآلاف من أبناء الداخل السوري، ممن هربوا من آلة حرب النظام وإرهاب المجموعات الإرهابية المرتزقة.

وكان أول تصريح صدر عن "الائتلاف" بيان ندد فيه بعملية عسكرية قام بها حزب العمال الكردستاني ضد موقع عسكري تركي، ومن ثم جاء كلام برهان غليون ( أستاذ جامعة السوربون، والأمي في السياسة!) والذي "تفضّل" على الشعب الكردي في سوريا، واعتبره "مهاجرا مثل المهاجرين المغاربة في فرنسا"!، وتوالت التصريحات العنصرية العدائية المرسلة من مطبخ الاستخبارات التركية لدوائر معارضة اسطنبول العميلة، إلى أن وصلت حالة العداء إلى درجة التغطية السياسية المباشرة على جرائم "داعش" و"النصرة" ضد الشعب الكردي والمسيحيين، حيث تحول "الائتلاف" إلى جناح سياسي للإرهاب الموجه ضد الكرد والأقليات في عموم مساحة سوريا.

لقد زادت جرائم "الائتلاف" ضد الكرد والعلويين والإسماعيليين والدروز والمسيحيين والسنّة المعتدلين (وخصوصا من أهل الرقة، التي أعلنتها "داعش" ولاية طالبانية!)، وذلك بتغطيته السياسية لكل حملات "داعش" و"النصرة" ضد مناطق الأقليات واعتبارها "عمليات تحرير تقوم بها مجموعات الجيش الحر"!، وسكوته على فرض شريعة دولة طالبان الظلامية على أهل السنّة في حلب والرقة ودير الزور وادلب. وكانت معظم البيانات الصادرة عن هذه المعارضة المرتزقة تصب في خانة تأييد جرائم القتل الجماعي التي ارتكبتها العصابات الإرهابية ضد أبناء الأقليات والسنّة المعتدلين. والواضح من هذه السياسة بأن "الائتلاف" ينفذ أجندة إقليمية خطيرة تهدف لأفراغ سوريا من الأقليات وفرض لون طائفي وقومي واحد على هذا البلد المعروف بتنوعه.

وكانت حملة "الائتلاف" أشد على الكرد الذين نأوا بأنفسهم عن الحرب بالوكالة التي يخوضها ضد بعضهما البعض كل من النظام في دمشق والمعارضة الطائفية العنصرية المرتشية، والتي أسفرت عن سفك دماء حوالي 200 ألف إنسان، وشكلوا جيشا قوامه عشرات الآلاف من المقاتلات والمقاتلين، هو وحدات حماية الشعب(YPG)، حمى المناطق الكردية وقرى العرب وكنائس المسيحيين من هجمات "داعش" و"النصرة" وبقية مجموعات "الجيش الحر" المندثر. وزاد من حقد "الائتلاف" الطائفي العنصري إعلان الكرد عن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية على مساحة جغرافية كبيرة، في الحين الذي ما يزال فيه هذا "الائتلاف" عاجزا عن إيجاد قرية "محررة" يقيم عليه "حكومته" الدمية!.

هناك منجزات كبيرة تحققت في الأشهر الأخيرة في المناطق الكردية، هي التي تقف وراء هذا العداء السافر الذي يظهره "الائتلاف" ضد الكرد( إلى جانب عمالته لتركيا ودول الخليج والوهابية العالمية طبعا) وهي:

1ـ الاتفاق بين كل من (مجلس غرب كردستان) و(المجلس الوطني الكردي) في اجتماع أربيل الأخير، والذهاب بورقة كردية موحدة إلى مؤتمر جنيف 2، وافتتاح معبر سيملكا الحدودي، وتطبيع الأوضاع من جديد.

2ـ الإعلان عن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في مناطق "الجزيرة" و"عفرين" و"كوباني" وتقبل المكونات الكردية (مسلمين وإيزيديين) والعربية والسريانية/ الآشورية والأرمنية له.

3ـ انضمام المئات من الشابات والشبان العرب والسريان/الآشوريين والأرمن إلى صفوف وحدات حماية الشعب(YPG) للدفاع عن قراهم وأحيائهم، وتشكيل كتائب عربية خالصة في مدن "سري كانيه/رأس العين" و"تل تمر" و"تل حميس" ودخولها في المواجهات ضد المجموعات الإرهابية الدخيلة.

4ـ ظهور بوادر تحالف كبير بين العشائر العربية في "الجزيرة" والقوى الكردية على أساس الشراكة في إدارة "كانتون الجزيرة" ذو الحكم الذاتي، والدعم الواضح من اللوبيات السريانية/الآشورية والأرمنية في الخارج لوحدات حماية الشعب(YPG).

5ـ افتتاح معبر (تل كوجر/اليعربية) الحدودي، واستثمار الثروات النفطية لصالح مكونات المنطقة، ولاعمار هذه المنطقة وتعويض أهلها عن سنوات الحرمان والإهمال.

6ـ الرفض الشعبي الطاغي من قبل أهل "الجزيرة" لوصاية "الائتلاف" وعدم الاعتراف به والسماح له بتمثيل أهل المحافظة، رغم وجود شخصيات عشائرية( لا تملك أي ماضي نضالي)، تم تعيينها وفق نصائح من الاستخبارات التركية، في "قيادة" "الائتلاف"!.

لكل هذه الأسباب تتوسع الحملة الموتورة التي يشنها "الائتلاف" ضد الشعب الكردي وقواه الحيّة المدافعة عنه، وضد مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، وتزداد التغطية السياسية لهذا "الائتلاف" على جرائم "داعش" والنصرة" ضد الكرد و عموم أبناء المناطق الكردية. ف"الائتلاف" العميل يريد السيطرة على النفط وثروات "الجزيرة" الزراعية وموارد المعابر وحرمان أهل هذه المحافظة منها، أي تكرار سياسة النظام "البعثي" في إهمال أهل "الجزيرة" ونهب ثرواتهم وإبقاء المحافظة مهملة لا مشاريع ولا بنى تحتية فيها. هذا الزمن انتهى. أهل "الجزيرة" لن يقبلوا وصاية عملاء الاستخبارات الخارجية وأزلام "داعش" و"النصرة" من المفسدين في الأرض، عليهم أبدا.

من المهم إعلان مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، وخصوصا كانتون "الجزيرة" ذو الحكم الذاتي الموسع في أقرب وقت وقبل مؤتمر جنيف 2 وذلك لإظهار ضعف وعجز "الائتلاف" وتبيّان حقيقة انه لا يمثل الثورة السورية ولا يمثل أهل هذه المحافظة المعطاءة. يجب فضح هذا "الائتلاف" العميل في المحافل الدولية وشرح علاقاته مع "داعش" و"النصرة" ومشاركته في جرائمهم ضد الأقليات والقوى الديمقراطية والعلمانية. يجب أن يفهم العالم بأن هذا التنظيم هو واجهة سياسية للإرهاب وخطر داهم على سوريا وعلى عموم المنطقة.

هزيمة "الائتلاف" الطائفي العنصري، الشريك في الإرهاب وفي سياسة تقتيل وتهجير أبناء الأقليات في سوريا، هو انتصار لكل الشعب السوري. انتصار لثورة الحرية والكرامة. انتصار لدماء حمزة الخطيب وغياث مطر، تلك الثورة الحقيقية الناصعة البياض، التي سرقها المرتزقة وباعوها للاستخبارات الدولية وسفاكي الدماء من شذاذي الآفاق....

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف