قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تكلمت في مقالة الأسبوع الماضي عن الفجوة التي تزداد بين الدول المتقدمة والدول الأقل تقدما والتي تصل الآن 1:47 حيث إنّ متوسط دخل الفرد في إحدى الدول المتقدمة يزيد حاليا 47 مرة عن متوسط دخل الفرد في الدول الأقل تقدما، ويكمن السّرّ في العلم والابتكار اللذيْن رفعا من مستوى المجتمعات على الصعيد العالمي. وهو الذي أشرت إليه في المقال السابق (فجوة 1:47). اليوم سأحاول تسليط الضوء على الخلطة السحرية في نجاح الدول وتقدمها وصعودها من أسفل القائمة إلى أعلاها في مجال التعليم، فأصبحت اليوم من الدول الرائدة، ومثال ذلك شنغهاي الصينيه والتي سجلت المركز الأول في التقييم الأخير لمنظمة التعاون والتنمية ((نادي الدول الغنية)) الذي يقوم بتتبع التحصيل الأكاديمي في سن 15 سنة في 34 دولة عضو في المنظمة و 31 دولة شريكة ( شملت من الدول العربية دولة الإمارات العربية المتحدة، تونس، الأردن، وقطر،ويجرى الاختبار كل 3 سنوات lsquo; حيث جرى الاختبار الاول في العام 2000 والأخير عام 2012 هذا وقد حققت دولة الإمارات أفضل النتائج بين هذه الدول العربية تلتها تونس فالأردن ثم قطر، ولكن في المحصلة النهائية:لم تحقق أي من هذه الدول العربية نتيجة تجعلها تكون من مصاف النصف الأول من الدول ذات النتائج العالية.ومما هو جدير ذكره بأن هذا التقييم الأكاديمي شمل الرياضيات والقراءة والعلوم فقط. وقد أظهر التقييم تفوق دول من آسيا كشنغهاي الصينية التي أتت في المركز الأول وكوريا الجنوبية ودول من المنظومة الشيوعية السابقة مثل: بولندا والتي تفوقت على بريطانيا والسويد. من وجهة نظري الخاصة بان هذا التقييم أهمل نقطة أساسية هي الإبداع والتحليل والتفكير النقدي لدى الطلبة، وهو الذي جعل من الولايات المتحدة وغيرها من دول أوروبا الغربية أهم الدول في المجال الاقتصادي، وحتى هذه اللحظة تأتي نصف الاختراعات في العالم من الولايات المتحدة الأمريكية، وفي هذا التقييم الأكاديمي لم تأت الولايات المتحده الامريكية من أفضل عشر دول ولكن في الوقت ذاته فإن هذا التقييم يعطي نتائج تساعد الدول في إيجاد أفضل الممارسات لإيجاد مخرجات تعليم تنهض بإفراد المجتمع فما هي الخلطة السحرية للحصول على تعليم أساسي ممتاز؟؟طبعا لا يوجد قالب واحد للحصول على النجاح، لكن هناك أربعة أشياء أساسية ساعدت الدول التي نجحت للحصول على النجاح، وهي: أولا: تسليم السلطة للمدارس، وإنهاء مركزية القرارفتجربة مقاطة أونتاريو في كندا كانت ناجحة في هذا المضمار، حيث ركزت الحكومة المحلية على إصلاح نظام التعليم بجعله اللا مركزي حيث شجعت المدارس لتحديد أهدافها الخاصة بها وإرسال فرق من ذوي الخبره لمساعدتهم على الوصول لتحقيق هذه الأهداف، ومما هو جدير بالذكر أن اونتاريو لديها أكبر عدد من المهاجرين حيث إنّ لغتهم الأولى ليست اللغة الانجليزيه، وكانت هذه أكبر عقبه تواجهها، لذلك قررت اعتماد اللامركزيه بإعطاء المدارس التي لديها عدد كبير من الأطفال المهاجرين التقدم بطلب الحصول على مساعدة خاصة بأن تختار المدرسة تمديد اليوم الدراسي للقيام بذلك أو العمل لمدة أطول مع التلاميذ الأبطأ في التعلم ثانيا التركيز على الطلبة الاقل قدرة على الانجازاستراليا لديها تجربة رائعة في هذا المجال، فقد كانت تقدم المساعدة الخاصة للمدارس الموجودة في المناطق الأقل دخلا، حيث إن مستوى الطلبة القادمين من أسر من ذوي دخل أقل من المتوسط يكون تحصيلهم الدراسي اقل بكثير من أقرانهم القادمين من أسر ذوي دخل فوق المتوسط.وقد قامت الحكومة الاستراليه بالتركيز على هذه المدارس بتقديم دعم لها أكبر فأوجدت في الأخير مدارس في مناطق أقل من المتوسط تحقق نتائج تفوق أحيانا أقرانها من المدارس ذات المناطق فوق المتوسط ثالثا رفع مستوى الاساتذة ففي كوريا الجنوبيه واليابان وفيلندا يتم اختيار النخبة من خريجي الماجستير للقيام بمهمة التدريس في المدارس وإعطائهم رواتب عالية، فالمعلم في هذه الدول يعتبر من أكثر الوظائف دخلا واحتراما في المجتمع، وهذا أدى بشكل مباشر إلى رفع مستوى الطلبة ونظرة المجتمع للمعلمين رابعا وجود عدة انواع من المدارس لا يجب ايجاد فقط مدارس حكومية أو مدارس خاصة ذات توجه واحد، فالدول التي حققت أفضل المراتب في التقييم الاكاديمي لديها مدارس مستقلة، فهناك السويد التي تمول جميع المدارس ذات التوجه المستقل عن الحكومة من غير أي استثناء،، حتى في أمريكا يرتقع عدد المدارس المستقلة وتوجد هناك المدارس ذات التوجه الديني، مثل: مدارس يهودية او مسيحية او حتى إسلامية مع رقابة حكومية حول مستوى التعليم المقدم، وهناك المدارس التي تقدم جميع فصولها عن طريق الانترنت في الأخير قد يختلف معي الكثيرين في إيجاد الخلطة السحرية للنجاح في مجال التعليم الأساسي لكن من وجهة نظري رفع مستوى المعلم لن يختلف حوله اثنين، كما أسلفت ففي كوريا وفيلندا لا يتم توظيف إلا النخبة ممن هم حاصلون على الماجستير وهذا أدى لاحترام وظيفة المعلم وحصوله على منزلة عالية في المجتمع، بينما نجد في معظم دول العالم الثالث وبما فيها معظم الدول العربية بأن وظيفة التدريس تأتي في المراتب الدنيا، ففي دولة كبيرة مثل مصر، المعلم يحصل بين 100 الى 300 دولار كراتب شهري، مما أدى إلى أن تصبح مصر من أقل دول العالم في التعليم، ودولة مثل كوريا من أوائل دول العالم وخاصة بان مصر وكوريا في خمسينات القرن الماضي يتساوون في معدلات الفقر والاقتصاد ماجستير ادارة اعمال - جامعة نيوبرونزيوك الكنديةmbamatraf@gmail.comدبي