أصداء

داعش في مربع تحرير الأرض المقدسة

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أعادَ أمراء داعش ( الجناح العسكري السري المسلح للبعث العشائري القديم )،عقيدة القتال ضد أبناء جلدتهم في سوريا والعراق وأعادوا في بياناتهم التي تتناقلها الأخبار، أنهم الأقدر والأصلح لتحرير الأرض العربية المقدسة، لكونهم الخليط الجهادي الذي يضم الجهاز المدني للبعث وتنظيم القاعدة ومجموعات سنية عشائرية للقتال ضد الأنظمة الشيعية " حسب مسمياتهم الجديدة. "

تخطيط حزب البعث للرجوع الى السلطة بوسيلة تجنيد أهل السنة ليس بجديد، ويقوم على مبدأ خبيث بدأ يتبلور منذ سنتين بأنشقاقات حزبية وسياسية ومذهبية عن حزب الدولة الحاكم في سوريا والعراق،وبطرق الأعلام السياسي والشعار الجديد بعزل المذهب الشيعي عن السلطة وتصفية أعضائه بين صفوفهم والعمل، قدر المستطاع، لأنشقاق الضباط والجنود السنة عن جسم الدولة، والأعتماد على مجموعات جهادية ممولة من أقطار عربية وأسلامية.

وبعد أفتضاح أجرامهم ضد الشعب السوري والتخريب الهائل الذي ألحقه مجاهديهم بالممتلكات العامة وقيام المعارضة بنفض يدها عنهم وطردهم، بدأت الحملة الدعائية السخيفة الخبيثة الغرض بأرتباط داعش بأيران.

وفي عصر الأنترنت، بأستطاعة محلل أسرائيلي واحد يعمل للموساد أفتعال و تسريب خبر أرتباط داعش بالنظام الايراني لينتشر في اليوم الثاني على طول العالم العربي وتوثقه بعض الفضائيات والصحف العربية.

"الكثير من نواب العراق داخل حلقة شبهة الأرهاب وأرتباطهم بالبعث العشائري ويملأ أتباعهم شوارع المدن السورية في الرقة وحلب وريف دمشق وأدلب، والمدن العراقية في محافظة بغداد وصلاح الدين وكركوك والأنبار ويتنقلون بسيارات غير مرقمة، وأسلحة غير مرخصة يتم تسليمها لبعث داعش لتفخيخها وتفجيرها في الأماكن المقررة. هذه هي القصة المؤلمة للمهزلة المستمرة التي تبنتها القوى الحزبية المدنية في تجنيد الجهلة من بعث داعش في القطرين الشقيقين.

في العراق، يطالب نواب متحدون والعراقية،" قواتنا المُسلحة بالمهنية وعدم التعرض للأهالي والتمييز بين العناصر الأرهابية والمسلحين المدنيين من أبناء العشائر". وهذه هي المهزلة المستمرة "، حسب ماكشفه ضابط عراقي يشغل منصباً رفيعاً في وزارة الدفاع، ولكني أود أن أفترض مايلي :

لنفترض أولاً عدم قبول الأحزاب الشيعية والسنية والكردية المشاركة في السلطة بعمليات الأرهاب والتفجير والتفخيخ وعدم تمويلها وتشجيعها بعد أن طالت المساجد والاسواق والمحلات التجارية والأحياء الشعبية الشيعية والسنية وأوصلت أهله وقادته الى تبادل الأتهامات الجرمية وألقاء التهم ( لا على أنفسهم) بل على الدول المحيطة بالعراق.

ثم لنفترض جدلاً أن داعش هي الصورة الأفضل لشكل العراق وسوريا وأن مهمة داعش "الدولة الأسلامية لدولة العراق والشام " ذات هدف نبيل وبرنامج تحصد منه أمة العرب والأسلام تحرير فلسطين والقدس وكل الأراضي المقدسة من الأغتصاب الصهيوني، بعد أنتصارها الجهادي المذهبي المفترض في أسقاط أنظمة دكتاتورية فارسية وأقامة الدولة الأسلامية والتي ( ولسوء الحظ باركتها ثم سحبت مباركتها ) الأدارة الأمريكية من هيليري كلنتن وجون مكين وجون كيري في زيارتهم وأجتماعاتهم مع قوم الدولة الطموحة على الحدود التركية السورية. ولنزيد الأفتراض بالقول أن مجاهدي داعش سيبدأون بتحرير القنيطرة "الجولان السورية المحتلة" والضفة العربية والقدس وغزة، بعد تنظيف أرض سوريا والعراق من الشيعة والروافض بما يملكوه من معتقد أسلامي وقدرة عسكرية وقادة عسكريين ترى صورهم اللامعة وتصريحاتهم في الأعلام السياسي العربي.

لنفترض جدلاً أن داعش تستلم المال والسلاح والعتاد من دول " لاأله أِلا الله محمد رسول الله" وتؤمن بشريعة الله وتتصرف على ضوئه بحسن النوايا لنشر رسالة الأسلام وتحرير القدس ودمشق وبغداد والنجف من أيدي الطغاة والمستعمرين. ولنقل أيضاً أن قادتها سيقنعون بمحاولات جديدة كتائب المعارضة السورية وشيوخ بادية الشام والعراق والسلفية والأخوان المسلمين في سوريا و مصر بأسلامهم السياسي للأنضمام أليهم والدخول معهم لأزالة الوجود المخابراتي الأسرائيلي في دول عربية وغلق سفاراتها ومخابراتها.

هذه الأفتراضات هي الحالة الشنيعة الأجرامية المؤسفة الممثلة في الكذب الأعلامي اليومي الذي ساد الأوساط السياسية النيابية العراقية منذ مذكرة أعتقال طارق الهاشمي وضلوعه بالأرهاب وهروبه الى تركيا وعدول السلطة القضائية عن ملاحقته لأسباب يعرفها رفاق العملية السياسية.

فهل هذه الصورة السياسية جميلة و قابلة للتحقيق في العراق وسوريا؟

أما جمال هذه الصورة السياسية فأنقلها نصاً من قول المستشار السابق في وزارة الخارجية الاميركية ديفد آرون ميلر عن الشرق الأوسط، ومايراه كصورة واضحة لمعظم المحللين الأميركيين في قراءتهم لأوضاع سوريا والعراق في ظلّ تزايد دور القاعدة ومجموعات جهادية جديدة " نحن عالقون في منطقة لا يمكننا إصلاحها ولا نستطيع تركها". ومن الصور اللامعة لأنجازات داعش البعث، صورة نشرتها أيلاف من بين مئات الصور الي تُنشر يومياًً عن مأسي العوائل العراقية والسورية وأضطرارهم الى ترك بيوتهم وممتلكاتهم وتهجيرهم خارج بلدانهم كما فعل دكتاتور البعث العشائري صدام.

مايقلقني وملايين الناس من شعبنا،الوجود الفعلي لداعش وممثليها الهاربين منهم والمعروفين حالياً داخل مجلس النواب العراقي ومجالس حدودية سورية ولهم مسميات حزبية ملونة غرضها الألتفاف على المشروع الوطني لبناء دولة ديمقراطية تتعايش بسلام وأنسانية وأحترام مع الشعوب الأخرى.

ولو كانت النية مخلصة لخدمة شعب العراق لأشار أحد أعضاء القائمة العراقية الى أرتباط بعض النواب بداعش البعث وشخصوا أشخاصه أحتراماً لعقولنا وكرامةً لأهل الأنبار، كما أشار القضاء العراقي الى الهاشمي والعيساوي وسليط اللسان العلواني وبنفس الطريقة الملتزمة التي أشار أليها بعضنا الى أرتباط مقتدى الصدر وعصائب الحق والمطاط بمليشيات الأرهاب والقتلة وماحققته الحكومة صواباً بوأد زمرهم في صولة الفرسان ومداهمة مقراتهم.

وجود مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة فرع العراق وأشتباكاتهم مع أبناء العشائر وقوات الشرطة العراقية في مدينتي الرمادي والفلوجة (60 كلم غرب بغداد) هو قبول نواب العراق بهمجية ألأسلام السياسي بدلاً من أسلام الأيمان، وخضوع بائس الى عصابات حرق مراكز للشرطة ونقاط التفتيش ومهاجمة القطعات العسكرية وقتل ضباطها وجنودها. أنه القبول بالأرهاب وأشكاله المقنعة وأستمراره بعلم جميع اطراف الشراكة المخادعة منذ سنة 2006،07 و08 و09 و10 و11 و12 و13 وأزدياد مربع الأرهاب المذهبي بالنحو الذي ظهر عليه مع بداية السنة الجديدة 2014. ولعل أعلان بعض الجهلة "الفلوجة ولاية اسلامية " يزيح الستار الذهني ويعطي الفكرة لبعض نواب مجلس لايريد أن يسمع بهذا الوجود.

بعض النواب السنة يلجأون الى الهروب من عهدة مسؤوليتهم الوطنية بوحدة العراق وتشخيص الأرهاب منذ يوم عدم أختيار علاوي لرئاسة السلطة التنفيذية ورفضه لأختيار المالكي،وتعمد عدد من رفاقه عدم فهمهم بان استهداف داعش يعني أستهداف الأرهاب ولايعني استهداف المكون السني في الأنبار.

السياسة سجل مُوثق لأنجازوليس مجموعة تصريحات أعلامية لنية أنجاز. وهذا ماهو مفتقد من ميزانية بحدود 120 بليون دولار دون أنجاز يمكن الأفتخار به. المؤتمرات الصحفية للأعلام السياسي التي يعقدها قادة العراقية وتتناول فيها مأساة الأنبار يرافقها تقييد القوات الأمنية وسحبها وتهديد واجبها ومنعها من ملاحقة قوى الأرهاب والتغطية على تخريبها بالخديعة والمراوغة.

وبعد وصول داعش البعث الى ساحات الأعتصام تغيّرت سلمية التظاهرات بتحريض من المعروفين بسجلاتهم في مجلس النواب العراقي، ومبادرة علاوي وقائمته في وضع اللوم على الشيطان الخيالي للأرهاب بخبث تقليدي بعثي لامثيل له، وبطلبه الى الجيش أن يمّيز بين أهل العشائر وقوى الأرهاب و توجيه البنادق نحو الإرهابيين فقط....أجد نفسي مع ملايين العراقيين في مصاف الأغبياء في فهم "التمييز" علاوي بأكتشاف الحل بعد كل هذه السنوات لأيقاف الارهاب بهذا الذكاء الخارق.

مبادرة علاوي وحديثه عن المعقول دون تشخيص الأرهاب يدخله في حقل التمويه وعدم المسؤولية بنص قوله (هذا الجيش لكل العراقيين، وغير تابع لأية جهة حزبية أو طائفية، وأن يكون مهنيًا، لكي يحقق الاستقرار والأمن للعراقيين، و يجب توجيه البنادق نحو الإرهابيين فقط، داعيًا وزراء الحكومة من غير ائتلاف دولة القانون الانسحاب من حكومة، لكونها لا تستطيع تحقيق الأمن والاستقرار للعراقيين ) قد يُمرّر من جديد على عقول البسطاء.

وتصريحات مريحة مشابهة لنواب يتقاضون رواتب خيالية،لا تُشفي شعبنا في محافظة الانبار التي تمر ( بأيام سوداء نتيجة عبث العابثين والمتصيدين بالماء العكر والتي سببت نزوحاً لعوائل كثيرة بسبب نقص الطعام والمواد الاساسية الطبية وبسبب اعمال التخريب المتعمدة والتي شملت المنشات الاهلية والحكومية) كما ورد في تصريح أحدهم دون تشخيص وتعريف للعابثين والملثمين والقتلة من حملة السلاح و قطاع الطرق، ولايعزو هؤلاء النواب سبب الأيام السوداء على أنفسهم ورفاقهم وتسببهم، بنزوح 13 ألف من أهالي الفلوجة وحدها، حيث تقوم الصليب الأحمر بتعداد النازحين في المحافظة المسيطر عليها من مجموعات البعث العشائري المسلح التي تنتشر تنظيماته التخريبية من الفلوجة في العراق الى شمال حلب في سوريا وتسببت الى الآن بنزوح 2 مليون سوري من هذه العوائل عن مساكنها، أضافةً الى 4.25 مليون بلا ملجأ داخل سوريا نفسها.

أصحاب التصريحات الحزبية في المنطقة الخضراء يلجأون الى التشويش وعدم التشخيص الى من يقوم بأعمال التخريب المتعمدة وتدمير البنية التحتية، كتدمير جسر القاسم في مدينة الرمادي ومهاجمة مراكز الشرطة وقوافل الجيش العراقي في الأنبار وديالى وصلاح الدين ومركز العمليات الأمنية في بغداد كالانتحاري الذي فجر نفسه في مركز المتقدمين للتطوع في الخدمة العسكرية في مطار المثنى وتسبب في مقتل 23 متطوعاً وجرح عددا أخر. وعندما لايشير نواب العراقية الى " العابثين بالأمن والمتصيدين " فانهم لايريدون رؤية حملة سلاح التخريب ممن تلطخت أيديهم بدماء العراقيين من أمراء داعش وتحديهم اليومي لأمن العراق.

كاتب وباحث سياسي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف