جنيف2 و"الوسيط الثالث"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كان اليوم الأول من مؤتمر جنيف2 الخاص بالأزمة السورية مجرّد افتتاحية لتبادل الاتهامات...
العمل الحقيقي سيبدأ في الفترة المقبلة...
أمام الكرد المُمثلين في وفد "الإتلاف" وخاصة الأستاذ حميد درويش، كشخصية توافقية، الفرصة الكاملة للعب دورهم بشكل كامل. السيد أحمد الجربا ومن خلفه قسم من بعض الأطراف السنيّة العربية يشعرون كأنهم في "غزوة من الغزوات في بادية الشام" وسيبقى هدفهم استلام السلطة والقضاء على "الكفرة النصيريين" وطرد "الاحتلال الإيراني المجوسي".
أما الكرد فلهم هدف آخر وهو بناء سوريا جديدة متعددة قومياً ودينياً وثقافياً، خاليةً من الظلم والاضطهاد... لذا يجب التركيز على ما يمكن تحقيقه في المرحلة القادمة وأهم هذه الأهداف هو وقف مسلسل العنف والقتل والتشريد الذي يسببه النظام بالدرجة الأولى والمعارضة الإسلامية المسلحة أيضاً التي تزداد همجيةً.
أمام الكرد الفرصة الوافية للدفاع عن سوريا جديدة وعن حقوق شعبهم وعدم تأجيل البحث فيها، فقد أجٌلت بما فيه الكفاية... كل أطياف المجتمع الكردي والسوري الراغبة في السلم والحرية ستدعم وتقف مع الكرد بما فيها الأطراف "الغائبة الحاضرة"... هنا يجب الاتصال بالأطراف الكردية الأخرى، وأقصد ممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي (ب. ي. د.) وممثلي المعارضة الديمقراطية العلمانية مثل "هيئة التنسيق" وغيرهم ومع ممثلي السريان الآشوريين والدروز والأرمن والإسماعيليين... وتوسيع الوفد المفاوض و دعمه "بدم فتي". وهنا يجب الإبقاء على التواصل والتنسيق مع رئاسة إقليم كردستان العراق... فلكردستان العراق دور محوري في كل ما يجري...
على الكرد من الأطراف غير الممثلة في جنيف2 مواصلة عملهم على الأرض ودعم المفاوض الكردي في آنٍ واحدٍ وبشكلٍ علني... الوقائع التي يخلقها (ب. ي. د) والأطراف الأخرى على الأرض هي نقطة قوة وليست نقطة ضعف.
كما نوّهتُ آنفاً فلا علاقة للكرد "بغزوات السنّة والشيعة الأبدية" ولذا على المفاوض الكردي اتباع سياسة واقعية وعدم الخوف من التواصل المباشر مع ممثلي النظام. فالنظام هو المشكلة ويجب أن يصبح جزا من الحل. كل ذلك في إطار العملية التفاوضية، التي ستكون طويلةً جداً. وبهذا يستطيع الكرد لعب دور الممثل لا بل الوسيط القوي بين كل الأطراف... حتى الطرف الأمريكي وخاصة الروسي سيدعم الكرد في هذا الاتجاه. لأنهم يعلمون بمدى ضعف وهزال "الإتلاف"... وقبل كل شيء عدم واقعيته...
يجب التركيز على الأهداف الواقعية والعملية للمرحلة المقبلة:
- رفع الحصار عن كل المناطق المحاصرة وضمان إيصال الغذاء والدواء... - يجب طرح المعاناة الإنسانية في عفرين وكوباني ومخيم اليرموك ونبل والزهراء والمناطق الأخرى فوراً والإلحاح على إنهاء هذه المعاناة. يجب وضع النقاط على الحروف وتوجيه أنظار الراعي الروسيوخاصة الأمريكي على أن المناطق تتعرض لهجوهم ظالم من المجاميع المسلحة للمعارضة... - يجب الإفراج عن كل المعتقلين في سجون النظام والمختطفين من قبل المعارضة... - يجب الإصرار على حق الكرد في إدارة أنفسهم في إطار سوريا جديدة، متنوعة قومياً ودينياً... للكردي الحق في التعلم بلغته على نفقة الدولة أينما كان داخل سوريا... - يجب الدفاع عن حقوق جيران الكرد من السريان الآشوريين في اللغة والإدارة والثقافة وحرية المعتقد... - يجب الدفاع عن حقوق مكونات الشعب الكردي من علوية وإيزيدية... - يجب الدفاع عن حقوق المرأة السورية والكردية خاصةً...
إذا حصل التزام دولي بتحقيق هذه الأهداف فلن يبقى للنظام الديكتاتوري الدموي في دمشق أي وجود يذكر ولن يكون هناك خوف من القوى الهمجية المدعومة سعودياً و تركياً...
هذه هي فرصة "الوفد الكردي" في جنيف2... حزبياً وكردياً وسورياً وقبل كل شيء إنسانياً.