أصداء

النظام و الائتلاف مدرسة فكرية واحدة والضحية سورية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ما يقارب الثلاث سنوات و سورية جغرافياً و بشرياً تتعرض إلى أقصى حدود الدمار و القتل المتعمد و خارطة الخوف لا بل الرعب و الهلع تحاصر الجميع السوري بصرف النظر عن انتماءاته السياسية و الاجتماعية و بات من الواضح تماماً أن ما يجري في سورية و بقراءة سياسية و أخلاقية و اجتماعية و سياسية لطرفي النزاع السوري من النظام البعثي المعروف بتركيبته الاستبدادية و القمعية و المعارضة المسلحة التي تقودها الاتتلاف الوطني و المجلس الوطني السوري التي لا تختلف كثيراً عن تركيبة النظام هم السبب فيما آلت إليه سورية الاجتماعية و الجغرافية من الدمار و القتل و الاجرام .


منذ بداية الانشقاقات التي بدأتها معارضة اليوم أي الموجودة في جنيف2 عن النظام البعثي لم يذكر أياً منها سواء على الصعيد الانشقاق الفردي أو الجماعي أنها انشقت عن البعث العربي الاشتراكي ذات التركيبة القمعية و الاقصائية و التي لا تؤمن بالتعددية و الديمقراطية و التي تؤمن بالنقاء القومي العنصري الشمولي , بل كان الانشقاق عن بشار الاسد كشخص طائفي علوي فقط و ليس لانه يمثل نظاماً قمعياً ديكتاتورياً مارس سياسة القبضة الحديدية كما والده حافظ الاسد تجاه شعبه و زج به في السجون و قتل و دمر البنية الاخلاقية للمجتمع السوري مؤمن بأنه الوحيد الذي يملك الحقيقة و أنه مستعد ليقتل الشعب كله لبقائه في السلطة و بالقوة , و لعل القارىء للممارسات العارضة السورية و أخص هنا " الائتلاف الوطني السوري و المجلس الوطني و من يسبح في فلكهم " و ممارساتهم و أفكاره و فلسفاتهم يكتشف دون عناء أنها بالفعل لم تنشق عن النظام كنظام سياسي الذي لا يؤمن سوى بالعروبة الصافية و مكوناته الامنية و العسكرية الموصوفة بالقمعية و فكره الشمولي و يتجلى ذلك واضحاً في ممارسات المعارضة و عقليتها المغلقة و ممارساتها الارهاب السياسي و الفكري و حتى الامني على بقية المعارضة التي لم تنضم إلى أجنداتها و لم تتبعها عبر تخوينها لا بل و مهاجمتها عسكرياً من خلال التنسيق مع بعض الكتائب الارهابية و السلفية و القومجية البعثية .
الكل يدرك أن السبب الرئيسي فيما آلت إليه الاوضاع في سورية هو النظام بالدرجة الاولى و لأن و كما قلنا في البداية أن المعارضة لا تختلف كثيراً عن النظام فهي من ساعدته على ارتكاب المجازر و تدمير الوطن عبر امتلاكها نفس العقلية في التعامل مع الحدث و خاصة عندما قفزت على أسباب الثورة و قيمها و مفاهيمها في الحرية و الديمقراطية و حصر النظام في رأس بشار الاسد مقابل حصر الثورة و قيمها في قتل رأس النظام و الجلوس مكانه ليرسموا مع النظام خارطة الدمار و القتل غير آبهين بالأخلاقيات التي يتمتع بها الثوري و الديمقراكي الحر .
إن اعتماد المعارضة على الفكر الغيبي أو الديني و عدم قراءتها للنظام قراءة منهجية علمية كانت السبب الاول لهذا الكم الهائل من الدمار فكان من الممكن على الاقل أن تضع الوسائل و الآليات المناسبة لمواجهة هذا النظام لو تعرف عليه بشكل أكثر و عرف مكوناته و تفكيره و سياسته و أنه غير القيم الاخلاقية للمجتمع السوري , فغرور المعارضة و خداعها للواقع و العلم و الحقيقة كلفت الملايين من البشر , حيث لم يرى التاريخ ثورة قامت ضد أنطمة القمع و الاستبداد و المطالبة بالحرية و الديمقراطية و حقوق الانسان و انتصرت باعتمادها على الكتب المقدسة و قراءتها الايات الكريمة و الشعارات الطائفية و خاصة في التاريخ الحديث حتى في مصر و تونس و ليبيا .


و الانكى من كل ذلك هي أنها أي المعارضة لم تمنح فرصة لإعادة الثقة التي أفقدها النظام بين مكونات السورية الاجتماعية و الدينية و السياسية نتيجة عدم تحريرها من عناصر الفكر البعثي العروبي و المبني اساساً على الغاء الآخر المختلف الذي لا يؤمن سوى بنظريته و اعتبار الآخرين خونة لما يؤمن هو به لا بل و اقصائه بالاساليب العسكرية و الامنية و تحريض من يتفق معه عليه بحجج و مبررات غير علمية و تتجلى هذه التركيبة اليوم في الائتلاف الوطني السوري الذي الغي في مؤتمر جنيف2 جميع المعارضات السورية لا بل و حاربها و أعطي الحق لنفسه بتمثيل الشعب السوري دون أن يكون له فعلاً ما يمثله على أرض الواقع , و كان من الطبيعي أن ينحو الائتلاف هذا المنحى أولاً لانها بالفعل هي بعثية تشبه غريمها بشار الاسد كشخص و تسعى فقط لقطع رأسه عن جسده و لم تفكر و لو للحظة قطع الفكر الاستبدادي و الالغائي و القمعي الشمولي الذي يتمتع به بشار الاسد و نظامه السياسي البعثي و ثانياً لأن من يدعم هذه المعارضة الثورية ...!!!!!! لا يختلف في تركيبته السياسية و الاخلاقية كثيراً عن النظام السوري بديكتاتوريته و فكره الالغائي و قمعه للحريات و مذهبيته حيث لم تعترف تركيا حتى الآن باكرادها و لا بمسيحيها و لا بعلوييها , و السعودية التي لم تمنح المرأة حق قيادة السيارو و لا تسمح ببناء كنائس و و تمنع الديمقراطية و الحرية عن شعبها , و قطر هذا الكانتون العشائري القابع في التاريخ .
إذا ويل للشعب السوري من نظام فقد كل المعايير الاخلاقية التي تميز الانسان عن عن بقايا الكائنات المفترسة و من معارضة فاقدة لعقلها و لا تملك أدنى قيم التغيير الفكري و الوطني و كل معطياتها تشير أنها على استعداد لتنتهج ممارسات النظام التي الذي لم ينشق عنه سوى لاسباب شخصية و مذهبية .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف