كتَّاب إيلاف

هل تتاجر قيادات البيشمركة مع داعش؟

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في وقت يسطر فيه مقاتلو كردستان سوريا أروع ملاحم البطولة والفداء بمدينة كوباني ضد أشرس تنظيم إرهابي على وجه الأرض وهو تنظيم داعش المجرم الذي أصدر فتوى شرعية بتكفير الكرد وجواز سبي نسائهم وتدمير مدنهم وقراهم.

وفي وقت مازال البيشمركة البسطاء مرابطون بخطوط القتال بجبهات تمتد الى أكثر من ألف كيلومتر داخل كردستان العراق محرومين من الماء والغذاء مسترخصين دمائهم للذود عن حياض الوطن، تناقلت وسائل الإعلام الكردية المحلية تقارير تفيد بقيام عدد من التجار العراقيين (عرب وأكراد وتركمان) بالمتاجرة بالنفط مع تنظيم داعش الذي يسيطر على حقول نفطية وغازية، مشيرة الى ضلوع بعض قيادات البيشمركة بتلك المتاجرات.

وأثار النائب الكردي علي حمة صالح عن كتلة التغيير الكردية ببرلمان كردستان في مقال كتبه مؤخرا هذا الموضوع مناشدا رئيس الإقليم مسعود بارزاني بإجراء تحقيق فوري حول تلك التقارير وإحالة قيادات البيشمركة المتورطة بتلك العمليات الى المحاكم وإنزال أشد العقوبات بحقهم لأن هذه العملية تعتبر خيانة وطنية وقومية.

ومن جانب آخر كشفت الصحف المحلية يوم أمس الأول عن قيام بعض التجار الكرد بتجهيز تنظيم داعش بأكثر من 2000 سيارة حمل ( البيك آب ) حديثة الموديل مقابل الحصول على النفط الخام من قبل داعش وتسويقه عبر الشاحنات الى كل من تركيا وإيران عن طريق التهريب وبسعر يتراوح بين 8-15 دولار للبرميل الواحد في حيبن أن سعر البرميل بالأسواق العالمية يصل الى أكثر من مائة دولار.

هذه الإتهامات لم تأت من فراغ، ففي تصريح نشره القيادي نادر عبدالله من اللواء الثاني مشاة بقيادة قوات البيشمركة على صفحته الشخصية بالفيسبوك أشار الى" أن اللواء الثاني الذي يقوده إستطاع أن يصادر عدة شاحنات محملة بالنفط بحدود قرية المرعي بقضاء دبس التابع لكركوك، وأنجزت العملية بتورط عدد من المسؤولين الكرد مع مسؤولي داعش، وسلموا تلك الشاحنات بحمولاتها الى قيادة محور الدبس بالمحافظة".

بالإضافة الى ذلك يثار الحديث أيضا عن قيام بعض تجار الوقود بتجهيز قوات داعش بمادة البنزين مقابل أسعار غالية وهي مادة يفترض توزيعها على المواطنين بالداخل في ظل وجود أزمة وقود خانقة تواجه إقليم كردستان.

هذه المعلومات إن صحت فإنها تعتبر كارثة وطنية وخيانة قومية عظمى، لأن أي ليتر بنزين يسلم الى داعش يعبأ بتلك السيارات والمدرعات التي تهجم على مناطق كردستان وتروع أهلها. وأن كل دولار يدخل الى جيوب مسلحي داعش من تجارة النفط إنما تستخدم فيما بعد لشراء القنابل والرصاص التي توجه الى صدور أبناء الكرد في مختلف جبهات القتال.

لقد سكت الشعب الكردي وطوال 23 سنة من تحرره من قبضة صدام الدكتاتورية عن حالات الفساد المستشري بالإقليم، وكيف أن حزبي السلطة إستأثرا بكل خيرات كردستان ووزعوها على اعوانهم وإستخدمها البعض لشراء الضمائر وولاء العشائر الكردية، وكم من الملايين من الدولارات صرفوها على موائد القمار وعلى طاولة الملاهي ونثروها على رؤوس الراقصات بأوكرانيا وجورجيا ولبنان، وكم من المليارات من الدولارات كدسوها ببنوك تركية وأوروبية لحساباتهم الشخصية، أما أن يحدث ما حدث فإن الشعب يجب أن يقول كلمته اليوم قبل الغد، لأن هناك قيادات لاتتوانى عن بيع أرض كردستان مقابل ترضية قوى إقليمية مثل تركيا من أجل السماح لها بتهريب النفط وسرقة مقدرات الشعب الكردي وتحويلها الى حسابات خاصة بالخارج.

وكما يقول المثل"لكل شئٍ آفةُ من جنسه حتى الحديدُ سطا عليه المبرَدُ" فإن الكرد بتجارتهم مع داعش إنما يفتحون على أنفسهم أبواب جهنم وبئس المصير، فهذا التنظيم الإرهابي الذي لم يتوان للحظة عن تدمير مراقد الأنبياء وهدم الدور على رؤوس ساكنيها الأكراد في سنجار وجلولاء وكوباني سوف لن يتردد للحظة عن سبي نسائنا وهتك أعراضهن عندها لاينفع الندم، كما لم ينفع بالتخلي عن سنجار وعن الطائفة الإيزيدية.

المطلوب من الرئيس الصامت للإقليم حشد القوى السياسية لمواجهة خطر داعش وأن يتدخل بشكل حازم بهذا الموضوع وأن لايؤخره كما فعل بالنسبة لسنجار التي تخلى عنها قادة بيشمركته وسلموها هدية لداعش دون أية مقاومة، وأصبح تحريرها اليوم شبه مستحيل على الرغم من تواجد مسعود بارزاني حاليا بمدينة دهوك في مسعى لإستعادة هذه المدينة، وعليه كرئيس للإقليم أن يتخذ أشد الإجراءات القانونية ويعلق هؤلاء التجارالمتاجرين بكرامة وشرف الكرد على اعواد المشانق بساحات كردستان لا أن يتستر عليهم كما فعل مع بعض قيادت البعث السابقين ورؤوساء العشائر السنية الذين وفر لهم المأوى بمنتجع صلاح الدين وهاهم اليوم يصطفون الى جانب داعش لإحتلال كردستان وهتك أعراض النساء الكرد.

لقد آن الأوان أن يراجع رئيس الاقليم حساباته الخاطئة التي أودت بكردستان وحولتها الى جبهة مشتعلة مع أشرس تنظيم إرهابي دون أن يكون له في هذه الحرب ناقة ولاجمل اللهم إلا الثأر والإنتقام من نوري المالكي، وهاهو المالكي قد ذهب وبقي التهديد الإرهابي سيفا مسلطا على رؤوس الشعب الكردي بسبب توريط بارزاني هذا الشعب بتلك الحرب اللعينة.

على رئيس الإقليم أن يتدارك الوضع الحالي لقيادات البيشمركة المتاجرين بشرف الشعب وأن يتخذ الإجراءات الصارمة ضد كل من تسول له نفسه أن يتاجر مع الأدنياء من تنظيم داعش فكما قال الحكيم" إذا جاريت فى خلقِ دنيئٍ فأنت ومن تجاريه سواء".

&

sherzadshekhani@gmail.com

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
chefara
germany -

نحن نحتاج ألأن إلى قيادي ثوري لا الى قيادي عشائري.يترك الجيش السابق ويغض النظر عن اخطأء ابناء العشائر لأخطائهم.لأن ابناء لايستطيعون فعل هكذا أفعال.جيفارا يقول لا وقت للخيانة اثنأء المعركة.

chefara
germany -

نحن نحتاج ألأن إلى قيادي ثوري لا الى قيادي عشائري.يترك الجيش السابق ويغض النظر عن اخطأء ابناء العشائر لأخطائهم.لأن ابناء لايستطيعون فعل هكذا أفعال.جيفارا يقول لا وقت للخيانة اثنأء المعركة.

شكرا
sama -

شكرا لصاحب المقال شيخاني.. ماساة ان يخون الاكراد شعبهم و دولتهم ماتزال لم تر النور.

شكرا
sama -

شكرا لصاحب المقال شيخاني.. ماساة ان يخون الاكراد شعبهم و دولتهم ماتزال لم تر النور.

خلافاً لدبابير رزكار
عراقي متبرم بالعنصريين -

أقول: أحسنت فتجّار الحروب هؤلاء لاهمّ لديهم إلا ماذكرتً فهم في ساحات اكنتاز الأموال ونهب ثروات العراق في غاية الخبرة والبراعة لكنهم في ساحات الوغى كالغزلان في الهزيمة اللهم إلا في شحذ النعرات العنصرية والطائفية بين العراقيين.. عائلة مسعود تستلم ١٧ بالمئة من ميزانية الدولة العراقية بالإضافة إلى سرقة النفط وبيعه في السوق العالمية السوداء بمساعدة تركيا وإسرائيل هذا غير رواتب الآلاف من موظفي الإقليم والبيشمرقة التي تصرفها حكومة المركز لهم لكن أبواق هذه العائلة المالكة قامت ولم تقعد لأن المالكي أوقفها لفترة حين اكتشف بأن هناك آلافاً من أسماء وهمية لموظفين وأفراد بيشمرقة داخل وخارج البلد بدرجات وظيفية عالية يتقاضون رواتب خيالية تثقل كاهل الدولة !!

خلافاً لدبابير رزكار
عراقي متبرم بالعنصريين -

أقول: أحسنت فتجّار الحروب هؤلاء لاهمّ لديهم إلا ماذكرتً فهم في ساحات اكنتاز الأموال ونهب ثروات العراق في غاية الخبرة والبراعة لكنهم في ساحات الوغى كالغزلان في الهزيمة اللهم إلا في شحذ النعرات العنصرية والطائفية بين العراقيين.. عائلة مسعود تستلم ١٧ بالمئة من ميزانية الدولة العراقية بالإضافة إلى سرقة النفط وبيعه في السوق العالمية السوداء بمساعدة تركيا وإسرائيل هذا غير رواتب الآلاف من موظفي الإقليم والبيشمرقة التي تصرفها حكومة المركز لهم لكن أبواق هذه العائلة المالكة قامت ولم تقعد لأن المالكي أوقفها لفترة حين اكتشف بأن هناك آلافاً من أسماء وهمية لموظفين وأفراد بيشمرقة داخل وخارج البلد بدرجات وظيفية عالية يتقاضون رواتب خيالية تثقل كاهل الدولة !!

السكوت علامة اللارضى
برجس شويش -

في كثير من الحالات لا اود ان ارد على كل ما يكتب ربما بسب اهمية الموضوع من عدمه او لان كاتب ما يريد ردود افعال اكثر من اهمية الموضوع الذي يطرحه, حق يريد به باطل , لاحظوا معي جيدا بان السيد الكاتب يعطي اهمية قصوى على حالات فردية او ظاهرة سلبية طفيفة بغية تعميمها وسحب الانظار عن مما هو اهم واكبر بكثير , فهو يركز على حالة فردية ربما تكون اشاعات وهو لا يملك الادلة التي تثبت تورط هذا البشمركة او ذاك في تجارة ما مع داعش, ولكن هو بقصد يريد الاساءة الى البشمركة , والكاتب لا يعطي اي اهمية للبشمركة الابطال اذين حرروا سد الموصل ومخمور والربيعة ومناطق اخرى من ارض كوردستان ولكن يريد يسرق انتباه القارئ الى رجل ما ربما ليس هو من البشمركة قد اشترى برميلا

السكوت علامة اللارضى
برجس شويش -

في كثير من الحالات لا اود ان ارد على كل ما يكتب ربما بسب اهمية الموضوع من عدمه او لان كاتب ما يريد ردود افعال اكثر من اهمية الموضوع الذي يطرحه, حق يريد به باطل , لاحظوا معي جيدا بان السيد الكاتب يعطي اهمية قصوى على حالات فردية او ظاهرة سلبية طفيفة بغية تعميمها وسحب الانظار عن مما هو اهم واكبر بكثير , فهو يركز على حالة فردية ربما تكون اشاعات وهو لا يملك الادلة التي تثبت تورط هذا البشمركة او ذاك في تجارة ما مع داعش, ولكن هو بقصد يريد الاساءة الى البشمركة , والكاتب لا يعطي اي اهمية للبشمركة الابطال اذين حرروا سد الموصل ومخمور والربيعة ومناطق اخرى من ارض كوردستان ولكن يريد يسرق انتباه القارئ الى رجل ما ربما ليس هو من البشمركة قد اشترى برميلا

تحدي
بدر -

الكاتب مثل الكثير من اعداء الدولة الاسلامية ممن لا يملكون حتى شرف الخصومة وديدنهم المنهجية في الكذب والترويج الى الاكاذيب والقفز على الحقائق وذلك ان دل انما يدل على ضعف حجتهم وعدم قدرتهم على اقامة الحجة على الخصم .نحن امة دليل وعلى كل من يدعي ان يثبت كما اشار الكاتب في مقدمة المقال الى ان الدولة اصدرت فتوى شرعية بتكفير الاكراد وسبي نسائهم وتدمير مدنهم . واني اطالب هذا الكاتب وامثالة ان ياتوا بدليل واحد يثبت ذلك وخلاف ذلك ستحشرون مع مسيلمة الكذاب وتكتبون عند الله كذابا ضال مظل والله المستعان

تحدي
بدر -

الكاتب مثل الكثير من اعداء الدولة الاسلامية ممن لا يملكون حتى شرف الخصومة وديدنهم المنهجية في الكذب والترويج الى الاكاذيب والقفز على الحقائق وذلك ان دل انما يدل على ضعف حجتهم وعدم قدرتهم على اقامة الحجة على الخصم .نحن امة دليل وعلى كل من يدعي ان يثبت كما اشار الكاتب في مقدمة المقال الى ان الدولة اصدرت فتوى شرعية بتكفير الاكراد وسبي نسائهم وتدمير مدنهم . واني اطالب هذا الكاتب وامثالة ان ياتوا بدليل واحد يثبت ذلك وخلاف ذلك ستحشرون مع مسيلمة الكذاب وتكتبون عند الله كذابا ضال مظل والله المستعان

احسنت رقم 4
زارا -

شكرا رقم 4, نعم حالات فردية ويجب التكلم عنها وإظهار الخونة, ولكن الأعمال بالنيات, ومن غير الممكن ان الكاتب هنا نيته سليمة, ما يعني ان يكتب مقالا بهذه الطريقة وبهذا العنوان . البيشمركة يجودون بحياتهم ايها ال"الكاتب" لكي تعيش انت وامثالك بكرامة, البيشمركة يدافعون عن ارضك مع ان رواتبهم لا تدفع من قبل حكومة العراق السخيفة وتتأخر من وزارة البيشمركة.الكتابة مسؤولية ايها "الكاتب" يجب فيها التوازن بين إظهار الحقائق كلها والإنتباه على عدم المبالغة.