فضاء الرأي

دعم الحكومة العراقية مسؤولية الجميع

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد تخلي رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عن استحقاقه الانتخابي، لم يعد لأولئك الذين علقوا دعمهم للعراق والحكومة العراقية على رحيله أي عذر في التلكؤ والاستمرار في خصومة الحكومة العراقية.
&لا يختلف اثنان على وجود مسؤولين عراقيين منغمسين من أعلى رؤوسهم الى أخمص أقدامهم بالفساد، ولا يختلف اثنان على ان هناك مسؤولون غير كفوئين وليس لهم أي مؤهل في ادارة البلاد والعامل الوحيد الذي أوصلهم الى مناصبهم التي فيها هي المحاصصة السيئة الصيت، ولو أردنا عد ثغرات الحكومة لطال بنا المقام، ولكن هل من العدل أن نمسك في الوقت الراهن بايدينا معولا ونبدأ بهدم الحكومة التي اكتمل بناؤها بشق الأنفس؟&
&الظرف الذي يمر به العراق ليس سهلا وبسيطا، فكل المؤشرات تبرهن على أن "داعش" ستتمدد الى سائر المدن والمحافظات العراقية مجرد أن تتاح لها الفرصة، ولسنا بصدد بل لا ينبغي لنا بحث أسباب احتلال "داعش" للموصل، لأن ذلك سيدخلنا في دوامة إلقاء اللوم على الآخرين والدفاع عن النفس وبالتالي يشغلنا عن قضيتنا الجوهرية وهي التصدي للخطر الذي يجثم على صدورنا.&
&أغلب الدول التي علقت دعمها للعراق على رحيل المالكي وتشكيل الحكومة الجديدة أوفت بوعدها وها هي اليوم تشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في الحرب على "داعش" بمعنى آخر أنها تقف الى جانب الحكومة العراقية في الوقت الراهن.
&أليس من المعيب أن ينتفض العالم برمته ليقدم الدعم سواء المباشر أو غير المباشر للعراق بينما بعض العراقيين لا يهمهم ما يجري على وطنهم، ولا شيء يشغلهم سوى التذمر وتوجيه الانتقادات، وتسقيط هذا الفريق أو ذلك ليرفع من شأن فريقه.
&استغربت جدا عندما تعالت بعض الأصوات التي طالبت باسقاط العبادي بينما لم يكد الرجل يستلم مقاليد السلطة، لا شك ان الآلام كثيرة ولا يندمل جرح الا وينفتح آخر، وكم من وعكة تحولت الى مرض مزمن ولكثرة الامراض ما عاد الجسد العراقي يتألم من الوعكات، ولكن هل الوقت مناسب لتوجيه خناجرنا الى بعضنا بينما عدونا قطع جزءا من جسدنا.
&لا أدعو الى لجم الأفواه أو بسل العيون أو صم الآذان، ولست من أولئك الذين يطالبون بوقف اطلاق النار على الحكومة وايقاف حرب تقييمها وتقويمها وانتقاد اخطائها واعلان السلام الدائم معها، وانما ادعو الى هدنة مؤقتة وتحشيد كل الطاقات لمواجهة "داعش"، أدعو الى تأجيل المعركة معها حتى يستطيع العراقيون القضاء على الجراثيم التي تغزوهم وشلت أحد أعضائهم.
&ادعو الى فتح نيران النقد البناء بضراوة على الحكومة العراقية وكل مسؤول عراقي بما فيهم أعضاء البرلمان، اذ لا يمكن للعراق أن يزدهر ويتقدم ويتطور من دون وجود معارضة سواء فردية أو جماعية تتبلور على شكل أحزاب وتنظيمات، ولكن ليس في الوقت الراهن وانما عندما يقضي العراق على جميع الارهابيين.
&ليس العراق وانما كل البلدان بحاجة الى وجود أحزاب معارضة تراقب أداء الحكومة وتنتقد أخطائها وتقوم بسد ثغراتها، بل مهمة الأحزاب المعارضة اظهار أخطاء الحكومة وتوجيه الانتقادات لها أمام الرأي العام ليتخذ موقفه منها، للأسف الشديد تستخدم بعض الأحزاب وسيلة الاعتراض وتوجيه الانتقادات والتهديد باخراج الناس الى الشوارع من أجل ابتزاز السلطة وارغامها على تقديم المكاسب والامتيازات، ولذلك نرى ظاهرة تحول المعارضين الى موالين للحكومة طالما تتكررت في عالمنا الثالث بما في ذلك العراق، هذا دليل واضح على أن هذا المعارض لا يهمه الشعب وانما مصالحه الخاصة ومجرد أن تحققت توقف عن الاعتراض.
&ليس عيبا أن يبذل المعارض كل ما في وسعه بما في ذلك الهجوم على الحكومة وتعريتها ونشر اخطائها من أجل الوصول الى السلطة، ولكن من العيب أن يمارس ذات الاخطاء التي تمارسها الحكومة، وتذوب كل الخلقيات التي دعا اليها مجرد دخوله للسلطة واستلامه لمنصب ما، لذلك فان من أبرز المشاكل التي تعاني منها العملية السياسية في العراق هي أسلوب الترضيات التي تمارسها الحكومة تجاه هذا أو ذاك.
&سيبقى العراق يعاني من الآلام والمشاكل ولن تقوم له قائمة ما دام يفتقد الى معارضة حقيقية ووطنية، فعلى المعارضة ان تبقى معارضة حتى يوم الانتخابات، لا أن تتخلى عن اعتراضها وتصبح موالية في منتصف الطريق وتنضم الى الحكومة، بعض المعارضين العراقيين عندما ينضم الى الحكومة، يبرر ذوبانه في الحكومة وعدم تصحيح اخطائها بأنه لا يمتلك أية صلاحيات، فيا ترى مالذي يبقيه في حكومة لا تمنحه أية صلاحيات وتقيد تحركه ولا تسمح له بخدمة الشعب وحل مشاكله، أليس لأنه كان يعترض على الحكومة من أجل تحقيق بعض المكاسب من بينها الانتماء لها وعندما حققها ما عاد يهمه شيئا؟
&وبكلمة، فان وجود شخصيات وأحزاب معارضة سلمية في العراق ظاهرة حضارية وعلى كل عراقي مخلص ان يرحب بها، ولكن عليها في الوقت الراهن أن تعلن هدنة مؤقتة مع الحكومة ثم تستأنف معارضتها عندما يقضي العراق على الارهابيين.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الدعم الخبيث
د. بسام الياسري -

ألاخ الكاتب لماذا لاتشير الىى المليشيات المسلحة المتعددة التي زرعتها ايران كسرطانات في العراق وهي بالتأكيد تجعل استقرار العراق مسئلة مستحيلة وهذه المليشيات تدفع ابناء الطائفة الاخرى للانظمام للارهاب البعثي وحتى لو فرضنا ان الارهاب اندحر في العراق بشكل كامل فبالتاكيد سوف تحارب هذه المليشيات الجيش او تتحارب مع بعضها من اجل النفوذ كما حصلت المذابح بين حزب الله ومنظمة امل الشيعية في لبنان سنة 1982 .و الذي يريد ان يدعم الحكومة العراقية فعليه ان يدعم جيشها وقواتها الامنية لكي تصبح قوية وتستطيع ان تحمي عن جميع العراقيين كما تفعل امريكا نصرها الله وكما تفعل كل الدول الخيرة اما حكومة ايران فتصرفت بكل خبث وحقارة مع العراق بعد سنة 2003 .

الدعم الخبيث
د. بسام الياسري -

ألاخ الكاتب لماذا لاتشير الىى المليشيات المسلحة المتعددة التي زرعتها ايران كسرطانات في العراق وهي بالتأكيد تجعل استقرار العراق مسئلة مستحيلة وهذه المليشيات تدفع ابناء الطائفة الاخرى للانظمام للارهاب البعثي وحتى لو فرضنا ان الارهاب اندحر في العراق بشكل كامل فبالتاكيد سوف تحارب هذه المليشيات الجيش او تتحارب مع بعضها من اجل النفوذ كما حصلت المذابح بين حزب الله ومنظمة امل الشيعية في لبنان سنة 1982 .و الذي يريد ان يدعم الحكومة العراقية فعليه ان يدعم جيشها وقواتها الامنية لكي تصبح قوية وتستطيع ان تحمي عن جميع العراقيين كما تفعل امريكا نصرها الله وكما تفعل كل الدول الخيرة اما حكومة ايران فتصرفت بكل خبث وحقارة مع العراق بعد سنة 2003 .

عراق دولة فاشلة
برجس شويش -

القوى الشيعية التي تمثل اكثرية الشعب العراقي فشلت وتفشل في قيادة العراق كما فشل البعث في قيادته , ثقافة العراق تجعل العراق ان يكون دولة فاشلة بغض النظر من يحكمها , المالكي في اخر ايامه اهدى داعش الىى كوردستان والعراق بتخطيط ايراني وسوري بغية شن حرب على الشعب الكوردستاني بدون ان يعرفوا بان داعش ستخرح عن سيطرتهم وتتمرد عليهم وتهدد كيانهم, داعش لم يحارب النظام السوري وهو ذهب الى سوريا لمحاربة النظام السوري ولكن الاحداث والوقائع يدل بان داعش لم يحارب النظام وانما حارب المعارضة وداعش الان فقط تحارب الشعب الكوردستاني في قسميه الغربي والجنوبي وهذا دليل على ان المؤامرة هي على شعب كوردستان من قبل حكومات وانظمة عنصرية عراقية وايرانية وتركية وسورية

اية حكومة يا عم؟
حسين الورد -

سؤال ساذج وبسيط سيدي الكاتب، ماذا تغيرت في الحكومة الجديدة؟ العبادي كان من المخططين لقطع الرواتب عن كوردستان، العبادي كان من اقرب الشخصيات للعبادي. وكان شاهدا على كل صفقات الفساد التي (بلعت مئات المليارات). المالكي راح نائبا لرئيس الجمهورية ولا زال يوزع نصائحه الخائبة على العراقيين، لا زال الفطحل ، امينا لبغداد، التي سوف تغرق مع اول مطرة. سيطرات بغداد لازالت مصرة على اهانة المواطن بمناسبة وبدون مناسبة. الداخلية لا زالت تستخدم كاشفات كرات الغولف حتى بعد ان تبرأت بريطانيا منها. نفس الوجوه التعيسة في الدوائر والوزارات ونفس الحرامية لا زالوا يتحكمون بالرقاب وقوت الشعب. الميليشيات لا زالت تبسط قوانينها

اية حكومة يا عم؟2
حسين الورد -

الميليشيات لا زالت تبسط قوانينها القرقوشية على العباد في المدن العراقية. وزير الداخلية ماجستير علوم اسلامية!!!! لا ادري كيف راح ترهم؟ الحكومة المركزية لا زالت تصر على معاقبة محافظات الاقليم عن طريق قطع الرواتب ومدها بالملايين من النازحين بعد ان سلمت حكومة المالكي المحافظات المحيطة بها الى الدواعش في مسرحية هزيلة. لا زالت القوات العسكرية تسطر الانتصارات وتنسحب تكتيكيا من المزيد من المناطق رغم صرف مئات المليارات على (الحشد) التعبان. رئيس الحكومة لا يزال يأتمر بامر الولي الفقيه ويمنع محاربة داعش من قبل الدول الصديقة. وقد اعلنا الرجل ان محاربة داعش ليس صحيحا!! قل لنا يا سيادة الكاتب ما المهم في حكومة العبادي؟؟

شنو هلدعاية الرخيصة
عراقي -

يا سيد صالح تطلب من الناس دعم الحكومة الم يكن من الاحسن دعوة الحكومة الى استئصال الفساد والمفسدين، واجراء الاصلاحات، ولكن من اين ستاتي الاصلاحات، اذا كانت الحكومة تعبانة، هم نفس الوجوه ، ونفس الشلة التعبانة العديمة الذمة والضمير، اللاغفين والبلاعين لثروات العراق، الاغبياء سياسيا واداريا، .