كتَّاب إيلاف

سكّان العراق ؛ نزاعات عِرقية وطائفية لاتنتهي

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


سعير الكراهية بدأ يتصاعد في العراق بين ابناء الوطن الذي كنا نظنّ انه واحد ، وقد يصل ذلك السعير الى ذروته ان لم نطفئ هذا الحريق بمساعٍ حثيثة عاجلا ، ومما يزيد الامر سوءاً ان هناك وسائل اعلام توقد هذا الاوار ، فقبل بضعة ايام اشتعل الشارع العراقي لهبا حارقا تبودلت فيه الاتهامات العرقية والطائفية بين المكوّنين الاسلاميين ( ومعذرة من ذكر المسميات التي لااستسيغ نطقها ) حتى وصل الامر حدا لايحتمل
فما الداعي ان تقوم قناة تلفزيونية باستضافة نائبين معروفين بنزعتهما الطائفية يمقت احدهما الاخر مقتا شديدا لتوسيع رقعة التناحر وإيصالها الى هذا الشعب المسكين المبتلي بهموم لاحصر لها ، فقبل بضعة ايام اشتعل الشارع العراقي بشكل مرعب& والعجيب ان تلك الاعمال المشينة تصدر من الاعلام العراقي الموبوء بهذا الشحن الطائفي ويبدو ان هناك من يريد نقل كل هذا التنابز العرقي والطائفي الممجوج الى اوسع القواعد الشعبية وإشراكها في المخاصمات& لحاجة في نفس هؤلاء الذين يعتاشون على دماء الناس من النوّاب ضيّقي الافق لكن بمصالح مريبة واسعة ذات اهداف شيطانية لاتخفى على حاذقي السياسة وأمراء الحروب&
&امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بما يقزّز النفس من طروحات عصابية مفعمة بالكراهية والعدائية ، تماما كما يريدها سياسيو الازمات حينما وصف احد الديكة المحاور شريحة كبيرة من عشائر الجنوب العراقي بانهم من اصل هندي وقد نزحوا الى العراق ضمن الهجرات التي بدأت اوائل القرن العشرين مع المحتل البريطاني الغازي واعتبرهم من الدخلاء الطارئين وانهم ليسوا من منبت العراق ومحتده الاصيل& وقد فسّر البعض تلك الاتهامات بانها دعوة من النائب نفسه ومن يمثلهم الى تهجير هذه الشريحة الواسعة وإبادتها ماداموا غير عراقيين على حدّ زعمهِ
بالمقابل كشّر البعض عن انيابه واصفا اتباع هذا النائب بانهم هم من نزحوا الى بادية الانبار قبل بضع مئات من السنين بعد ان كان موطنهم الحجاز ونجد وان الكثير من اهالي سامراء هم من اصول تركية استوطنت إبان الاحتلال العثماني للعراق ولم يفلت اهل تكريت من تهم كونهم من اصول يهودية وانهم من بقايا يهود " الدولمة " والتي فرضت الدولة العثمانية عليهم الاسلام عنوة وقسرا
اما ردود الفعل فقد استعرت هي الاخرى حيث طالب محافظ ميسان المتّهم سكّانها بالاعراق الهندية بإدانة تلك الاتهامات وأصرّ على اقامة دعوى قضائية ضد التقوّلات التي لامبرر لها سوى اشعال الحطب الطائفي وما ذلك الحطب سوى اجساد الناس الذين صاروا وقودا لمثل هذه الترهات الفارغة
ومن جانبها صرّحت قبيلة الشخصية المستضافة بانها بريئة مما قال ابنها من إدّعاءات لااساس لها ويتضح ان هذا النائب ادرك بان فعلته لم تلقَ أذانا صاغية فسارع الى تقديم اعتذار عما بدر منه مبررا ان ماقاله تم تفسيره عن طريق الخطأ بسبب غضبه من محاورته النائبة التي اشعلت هي الاخرى وقود الكراهية وصبّت الزيت على النار مثلما فعل محاورها المقابل
كل هذا يجري وحمّى القتل تتصاعد على اشدها والمجازر البشرية تنتشر بشكل مخيف في نفس التوقيت ، اذ& قامت داعش بسلسلة حوادث قتلٍ يندى لها جبين البشرية وعملت بأفعالها الشنيعة من قتل شباب قبائل سنية في محافظة الانبار رفض اهلها التعاون مع دواعش الرذيلة حتى وصلت اعداد القتلى الى المئات مما يعيدنا الى نفس مشاهد القتل وسفك دماء في سبايكر صلاح الدين وفي الموصل عند احتلالها من قبل داعش
بالمقابل نرى القوى الليبرالية ودعاة التنوير والشريحة المثقفة الواعية المتوزعة بين تلك الطوائف صمّاء بكماء لاصوت لها وقد اغلقت مسامعها عما يقال من زعيق طائفي ارعن وسلوك غير قويم وكأنّ كل تلك المحارق والمسالخ التي تعتري اهلنا لاتعنيهم بشيء مع اننا كنّا نأمل من تلك النخبة الواعية الواسعة الافق ان تستغل الفرص المناسبة لتعرية وكشف الاغراض الخبيثة التي يتم تأجيجها وتوسيع مساحتها لتكون اكثر دمارا
هل غدونا مسخرة وأراجوز حتى ألبسونا لبوس الهنود ووضعوا العمامة العثمانية على رؤوسنا ونسينا اننا عراقيون وسبق ان احتمينا بعباءة العربيّ الآتي من الوسط والجنوب مثلما تعلّقنا بالشروال الكردي ونحن فتية صغار وأعجبنا بقلنسوة الراهب الموصليّ

jawadghalom@yahoo.com
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فلنترك الوهم !
طارق حسين -

ان عدم انتهاء نزاعات العراقيين، هو بسبب ايمانهم بوهم يتصرفون على اساسه... انه وهم الدين اولا ومن ثم الاوهام التي تملأ هذا الدين...ان لم تكن هنالك خطة لتغيير ثقافة الجهل بين المسلمين العراقيين فان الحال سيظل هكذا ابد الدهر... مضى اكثر من 1400 عام على غزو الاسلام لبلاد الرافدين، ومنذ ذلك الحين وثقافة العراقيين مقسومة ما بين شيعي وسني، كلٌّ مدافع عن وهمه، وكلٌّ يدعي المسار الصحيح والاثنين يمشيان في مسارات وهمية وحتى خرافية... بالملخص : ان لم نترك ثقافة الوهم النابع من الدين سنظل نحن العراقيون مجرد بيادق بيد اللي يسوا واللي ميسواش !!

فلنترك الوهم !
طارق حسين -

ان عدم انتهاء نزاعات العراقيين، هو بسبب ايمانهم بوهم يتصرفون على اساسه... انه وهم الدين اولا ومن ثم الاوهام التي تملأ هذا الدين...ان لم تكن هنالك خطة لتغيير ثقافة الجهل بين المسلمين العراقيين فان الحال سيظل هكذا ابد الدهر... مضى اكثر من 1400 عام على غزو الاسلام لبلاد الرافدين، ومنذ ذلك الحين وثقافة العراقيين مقسومة ما بين شيعي وسني، كلٌّ مدافع عن وهمه، وكلٌّ يدعي المسار الصحيح والاثنين يمشيان في مسارات وهمية وحتى خرافية... بالملخص : ان لم نترك ثقافة الوهم النابع من الدين سنظل نحن العراقيون مجرد بيادق بيد اللي يسوا واللي ميسواش !!

المجتمع العراقي
عراقي لايَعرِف أصله -

الكاتب الموقر غلوم قد أتى على لب القضية وجوهر الموضوع وسبب الصراع الأزلي بين العراقيين. كنا نقرأ عندما كنا في الإبتدائية أن العراق مهبط الأقوام ومجمع الحضارات لذا فأنت تقابل فيه مختلف السحنات والألوان والأديان والمذاهب والأعراق مادفع الكثيرين أن يطلقوا عليه بالمجتمع الفسيفسائي تطالعك شمالا الدبكات الكردية وجنوباً الرقصات الخليجية وفي الوسط تمتزج أصوات ابتهالات أبناء الشيخين أبي حنيفة الكيلاني بأصوات نشيج الشعائر الحسينية أما اليزيديون والمسيحيون والسريان فلهم في قلب كل عراقي الأثر الكبير أقول ماذا دهانا؟ لماذا لا يمكننا التعايش معاً على أساس المواطنة كما يفعل الكثير من دول العالم اليوم التي هي عبارة عن أخلاط متباينة كأمريكا وأستراليا والهند؟!!

المجتمع العراقي
عراقي لايَعرِف أصله -

الكاتب الموقر غلوم قد أتى على لب القضية وجوهر الموضوع وسبب الصراع الأزلي بين العراقيين. كنا نقرأ عندما كنا في الإبتدائية أن العراق مهبط الأقوام ومجمع الحضارات لذا فأنت تقابل فيه مختلف السحنات والألوان والأديان والمذاهب والأعراق مادفع الكثيرين أن يطلقوا عليه بالمجتمع الفسيفسائي تطالعك شمالا الدبكات الكردية وجنوباً الرقصات الخليجية وفي الوسط تمتزج أصوات ابتهالات أبناء الشيخين أبي حنيفة الكيلاني بأصوات نشيج الشعائر الحسينية أما اليزيديون والمسيحيون والسريان فلهم في قلب كل عراقي الأثر الكبير أقول ماذا دهانا؟ لماذا لا يمكننا التعايش معاً على أساس المواطنة كما يفعل الكثير من دول العالم اليوم التي هي عبارة عن أخلاط متباينة كأمريكا وأستراليا والهند؟!!

وجهة نظر
كامل -

في العصر الحديث قامت هذه الحركة الشعوبية الكارهة للعرب المؤلفة من العلويين ومجوس ايران !!! باستغلال شعبية الفكر المقاوم !!! ودمجه بالتيار الشعوبي الحاقد !!!حتى تجد التبرير الكافي للهجوم على أمة العرب والإسلام !!! لذلك نجد في تصريحات قادتهم مثل المالكي بوجوب هدم الكعبة العميلة لأمريكا وقتل أخر شخص يلجأ اليه ليتم التوجه الى ""قم "" وفي تصرفات الحوثيين في اليمن بعد ان يقتلوا شباب القرية وأهلها !!يتبادلون التهنئة بتحريرها من الأمريكان واليهود !!! وفي العقلية النصيرية التي استعانت بالفرس للتغلب على مطالب السوريين !!وتوصيف الثورة السورية بالثورة الأمريكية الإسرائيلية العميلة

وجهة نظر
كامل -

في العصر الحديث قامت هذه الحركة الشعوبية الكارهة للعرب المؤلفة من العلويين ومجوس ايران !!! باستغلال شعبية الفكر المقاوم !!! ودمجه بالتيار الشعوبي الحاقد !!!حتى تجد التبرير الكافي للهجوم على أمة العرب والإسلام !!! لذلك نجد في تصريحات قادتهم مثل المالكي بوجوب هدم الكعبة العميلة لأمريكا وقتل أخر شخص يلجأ اليه ليتم التوجه الى ""قم "" وفي تصرفات الحوثيين في اليمن بعد ان يقتلوا شباب القرية وأهلها !!يتبادلون التهنئة بتحريرها من الأمريكان واليهود !!! وفي العقلية النصيرية التي استعانت بالفرس للتغلب على مطالب السوريين !!وتوصيف الثورة السورية بالثورة الأمريكية الإسرائيلية العميلة

ابناء الوطن الذي كنا نظنّ
Rizgar -

ابناء الوطن الذي كنا نظنّ انه واحد !!! العراق الواحد، كذبة عربية كجميع الاكاذيب العربية . اسست الدويلة العراقية من قبل النازية الربية وبمساعدة الانكليز، والهدف هي تحقيق الرغبات العنصرية العربية في التعريب والا نفال وابادة الكورد واغتصاب البنات. اغتصاب الجيش العراقي في كوردستان ارقام فلكية مقارنة باغتصاب الدواعش، اصلا الدو اعش ملائكة. لحل الامثل انشاء ثلاثة دول او اربعة وتقسيم عاصمة الا نفال وانشاء جدار عازل.

يقول رئيس الوزراء العراق
Rizgar -

يقول رئيس الوزراء العراقى آنذاك، عبد المحسن السعدون فى مذكرته المؤرخة فى 12 حزيران 1926 الموجهة الى رئيس مجلس النواب العراقي، "ان موافقة تركيا على ضم ولاية الموصل الى العراق تم على اساس اعطاء تركيا عشرة فى المائة من حصة الحكومة من شركة النفط لمدة 25 سنة والتنازل لها عن بعض الأراضى المتاخمة لتركيا، وأعتبر السعدون هذه المعاهدة صفقة رابحة وأبرامها فى مصلحة البلاد ومنفعتها ، لأن العراق حصل فيها على فوائد جزيلة، منها أعتراف تركيا بالعراق كدولة مستقلة وتأمين أستقرار الأحوال فى المنطقة الشمالية.." على حد تعبيره. ونصت المادة الرابعة من الأتفاقية على "ضمان حق الخيار لسكان الأراضى المتروكة للعراق فى الأحتفظ بالجنسية التركية أو اكتساب الجنسية العراقية وذلك خلال مدة 12 شهرا من تأريخ سريان مفعول المعاهدة”.

اولى الخطوات نحو التقسيم
عصام حداد -

تهدف هذه التصريحات الى قبول حالة التقسيم والشرذمة لدى الفرد العراقي الذي ملً من منظر الدماء والفتل على الهوية،،ان ساسة العراق الذين هم في سدة الحكم اليوم هم من يفتعلوا الازمات ليرسخوا فكرة النزعة الانفصالية وعدم التعايش مع الآخر التي هي اساسا مغروسة في اذهاننا ،، فحالة التعالي وافضلية عرق على الآخر ومذهب على باقي المذاهب ثم ان هناك شعور لكل فرد عراقي بأن قبيلته( آ ) افضل من القبيلة (ب ) اللتان هما من نفس العرق والمذهب،ثم الاتعس والأمر ان الفخذ (البو طكعه) افضل من الفخذ (البو دفره)اللذان ينتميان لنفس القبيلة ، ذلك مرده الى ثقافة البداوة المتأصلة في جذور وجداننا ،ورحم الله علي الوردي الذي شخص ذلك المرض من زمن بعيد

تعليق ١
حنان الفتلاوي -

إذا كان الكاتب عراقياً فإنه دون شك سيعرف سايكوبوجية الفرد العراقي أكثر من غيره، أما إذا كان ينحدر من مدن الملح فذلك شأنٌ آخر! في مقال سابق، ألقى الكاتب اللائمة (لائمة تخلفنا وتشتتنا وشرذمتنا وخلافاتنا مع بعضنا) على الأمريكان، واليوم نراه يُقلي اللائمة على وسائل الإعلام! وسائل الإعلام هي التي توقد أوار ما حدث وما يحدث في بلاد ما بين النهرين! مممممم!

تعليق ٢
حنان الفتلاوي -

إذن مَن خلق المشكلة هو ((النائب)) الذي انتخبه الشّعب. شعبنا ينتخب نواب طائفيين، يتحاربون في السّر والعلن.. وأفهم من ذلك أنّ أيضاً أنّ مَن قُمنا بانتخابهم، جاؤوا لإثارة الفتنة بين فئات المجتمع الواحد بدلاً من تحقيق الوعود الانتخابية. وفوق كل هذا وذاك هم يتمتعون بحصانة. من إيده الله يزيده!

ليبرالية.. تنويرية؟!
حنان الفتلاوي -

لقد قرأت في مكان ما في المقالة أعلاه، أو ربما هكذا يُخيّل لي أنّ الكاتب ذكر أنّ القوى الليبرالية ودعاة التنوير والشريحة المثقفة الواعية (في العراق العظيم جداً) صمّاء بكماء.. هكذا! وهنا أتساءل: هل في العراق قوى ليبرالية؟ وإذا سلّمنا بوجود مثل هذه القوى فهل بإمكان الكاتب أنّ يتكرّم علينا ويذكر لنا اسم ليبرالي تنويري واحد. اكرّر اسم واحد فقط. وسأكون له من الشاكرين. ألمْ يدرك الكاتب بَعْدُ أنّ العراق تدعشن؟! إذن يا ليبرالية ويا بطيخ يا عيني وماي عيني يا جواد يا يابا.

مجتمع قبلي
حنان الفتلاوي -

عزيزي الكاتب الشاعر جواد غلوم المحترم، لقد آنّ الأوان أن تعرف أنّ العراق مجتمع قبلي ذكوري.. وعليه فإنّ إنتماء الفرد العراقي هو للقبيلة، وإنْ لم تكن لديه قبيلة فإنتماءه للدين أو الطائفة، أما إذا كان إيمانه متزعزع فتجده منتمٍ لـ آيديولوجيا. وبما أننا أمام مجتمع كهذا فمن البديهي أنْ يتقاذف هذا مع ذاك (بأبشع النعوت والصفات) في المقهى، في الشارع أو حتى في قناة تلفزيزنية على مرأى ومسمع الجميع.

العراق وغيره
خوليو -

مشكلة العراق مثل مشاكل جميع دول المنطقة التي تعتمد الشرع الديني كمصدر بنود للدستور ، فلو أنهم يتركون الدين مسألة إيمانية شخصية مع حرية المعتقد ويكتبون دستوراً مدنياً يسد حاجات الجميع من الناحية الاجتماعية والسياسية والعرقية لكان الكثير من المشاكل قد حُلت ، إلا أنهم يريدون تطبيق شرع فقد صلاحيته كحكم سياسي ولايؤمن الحقوق الاجتماعية والسياسية للجميع ولا يؤمن المساواة حتى بين الرجال والنساء من نفس الطائفة والمذهب ، هذه هي المشكلة، ولابد أن تلد هذه المرحلة شباباً وصبايا يشخصون مشاكلهم ويكتبون دستوراً يؤمن مطاليبهم لينطلقوا نحو بناء وطن يعتمد على المواطن الذي يحب وطنه ويُعّمر من أجل أولاده وأحفاده بدون أوهام وخرافات هي مصدر بؤس هذا الشعب .