رسالة إلى الإيزيدي الملعون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عزيزي....
لم أعد أذكر اسمكَ الآن و لا أظن أني سألتُ عنه في المقام الأول، فأنتَ كنتَ بالنسبة لي الولد "اليزيدي" الذي يجلس في المقعد الأخير و لا يغادره أبداً حتى في الفرصة. ذلك الولد الذي يتعرض يومياً للمضايقة من بعض الأشقياء في الصف و يتجنبه الآخرون. كنتُ أتحاشاك خوفاً من أن أصير في مرمى عداوتهم، كأن بك عدوى قد تصيبني لو دافعتُ عنك. كنا أنا و أنت في مدرسة واحدة، في صفٍ واحد، لسنة واحدة في بغداد، و لم أركَ بعدها. لعلكَ الآن، مثلي، في مستهل الثلاثينات من عمرك. لكني فيما عدا هذا لا أشبهك، فأنا علمتُ بما جرى من نشرات الأخبار، أنتَ في الغالب كنتَ هناك في سنجار حين جاء الوحوش.
أعرفُ أن المرارة و الغضب في صدرك الآن أكبر من الجبل الذي لجأتم إليه فما حَنَّ عليكم، لا هو و لا نحنُ، و أعذرك لو لم تشأ الاستماع إلي. خذلناكم ألف مرة قبل هذه المرة، ذُبحتُم و هُجِّرتم و سُبِيَت نساؤكم فما أسعفناكم. قد تَرى أننا جميعاً قاتلوكم، و لن تكون مخطئاً عندئذٍ. لكننا لسنا سواء. مِنّا مَنْ إذا فتحتَ قلبه لأفزعكَ السوادُ الذي فيه، شامتٌ يرى أنكم كفرة، تعبدون الشيطان و تستحقون العذاب. و مِنّا مَنْ يحزن لمصائبكم و لا يقبلُ بها، لكنه يصمتُ عن بلواكم كما يصمت عن بلواه.
ثم فينا قلة رفعت صوتها في العلن دفاعاً و لو بكلمة. و حتى هؤلاء ليسوا سواسية، منهم من &-و إن كان حسن النية- إنما يوطدُ أكثرْ أركانَ الجحيم الذي يحيط بكم، بدفاعٍ تعلوه غشاوة فهولا يبصر. إذ يدافع عنكم من باب أنكم لستُم كفاراً و لا تعبدون الشيطان. و هو بهذا لا يختلف كثيراً عن المتطرف الذي يذبحكم و يسبيكم. لأنه يعترف ضمنياً بأن للكفر و الإيمان علاقة بأن يُقتل الإنسان أو لا يُقتل، و هذا عين ما يقوله المجرمون، فيصبح الخلاف إذاً هل أنتَ كافرٌ أم لا، عوضاً عن رفض الجريمة جملةً و تفصيلاً.
أقول، لسنا سواء، فقلة القلة &- و أحسبُ أني من هؤلاء- ترى بأن دم الإنسان حرام حتى إذا عبد الحجر أو الشجر أو لم يعبد شيئاً أبداً. القتلُ جريمة على كل حال مهما كان دين الإنسان، و لذا فإن الدفاع عن الإيزيديين و عن غيرهم ينبغي أن يستند إلى حقوق البشر المتساوية في الحياة و كفى، لا أن يمر من بوابة الدين و المذهب. و إلا فإن الدفاع عن أصحاب أي معتقد من خلال نفي الكفر عنهم لو كان مجدياً لأفادَ في كف الطوائف الإسلامية نفسها عن مقاتلة بعضها. زمن التكفير و نفي التكفير و الفتاوى و الفتاوى المضادة مضى. و لكن عليَّ أن أعترف، هم أكثر منا عدداً و الناسُ أَسْمَعُ لهم.
&
هل تَرى؟ ها أنا أدافعُ عنا لا عنكم.
ما من كلمات تواسيكم، و لا أعذار تكفي لتبرئة أحدٍ منا، فنحن جميعاً مسؤولون، قوينا و ضعيفنا. و هذي وصمةٌ أخرى على الجبين. و يبقى السؤال الذي فشلنا جميعاً في التصدي له معلقاً فوق رؤوسنا حتى نجيب عنه بصراحةٍ و شجاعةٍ و صدقٍ مع أنفسنا و مع الآخرين. ما
المهم و ما الأهم، الإنسان أم الدين؟ و لا مجال لأجوبة مراوغة، لا بد من الاختيار. الشعوب التي تجاوزتْ زمنَ تصنيفِ ناسِها بحسب الدين و الطائفة قالت كلمتها، الإنسان هو الأهم و لا علاقة لاعتقاده بحقه في حياة كريمة. أما نحن فلم نطرح السؤال بعد كما يجب، فضلاً عن الإجابة عنه.
لماذا أكتبُ لك هذه الرسالة، و الأحرى أن أتوجه بها إلى الذين ظلموك؟ و لستُ أُبْرِئُ نفسي. أفعلُ هذا لأن وجهَكَ من بين الوجوه التي أذكرُها، هو الوحيد الذي يبقى هكذا وحيداً بلا اسم. يؤرقني أنك لا زلتَ في عيني ذلك الفتى اليزيدي، و في أعين الكثيرين ذلك اليزيدي الملعون.
مع كل هذا، لا أجدُ أن في وسعنا أن نصمت، بل لا بد أن نرفع أصواتنا. فهل يُعقَلُ أن يكون قلبُ الداعشي المسخ أقوى من قلوبنا جميعاً؟ و هل يجرؤ الذين عميت قلوبهم فشايعوه أن يعلنوا عن جريمتهم و لا نجرؤ نحن على الدفاع عن أنفسنا؟ لا بد أن ننهض لنرد. هذه المعركة معركة ضمائر و عقول و أفئدة قبل أن تكون معركة سلاح. تخاذَلْنا عن معالجة أمراضنا الاجتماعية و العقائدية و الطائفية حتى أفلتت الأمور و انفجرت، فخرج علينا هؤلاء الوحوش، و هم واحسرتاه من صنع أيدينا، أو على الأقل نتاج إهمالنا و جبننا. في الماضي كنا نخاف لنعيش، أما اليوم إذا خفنا فسنموت. لهذا فإن النصر الحقيقي و الجذري على الإرهاب لن يأتي إلا بتجفيف منابع التطرف في البيت و المدرسة و الشارع و الجامع، حتى لا نضطر لأن نتوجه إلى ميدان المعركة.
أنا واثقٌ بأنك لا زلتَ حياً في مكانٍ ما، و سنحيا لحقنا و لحق أخواتنا الإيزيديات المختطفات، و لحقوق الأخريات و الآخرين. و عندها فقط ربما تشرقُ شمسٌ جديدة على وجهينا، أنت و أنا، معاً.
&
* كاتب و شاعر عراقي Azado196@gmail.com
التعليقات
مقالة إنسانية
خوليو -إنسان يخاطب إنسان مفعم بحس إنساني، رسالة لايفهمها الدواعش ومؤيديهم لأن لا عقل مفكر لهم على الإطلاق ، يرون الإنسان المخالف لهم في العقيدة أنّ قتله هو الوسيلة لإدخالهم جنة الوهم الناتجة عن هلوسات مرضية نفسية يطبقونها على الأرض، والضحية هو الذي ليس مثلهم، وإن فكروا قليلاً لا يأخذهم تفكيرهم إن لم يقتلوا ، سوى لتدفيع الجزية أو السبي الإهانة ، مجرم كل من يرى هذا التطبيق العملي من قتل وصلب وقطع رؤوس وتدفيع جزية ولا يقول ولو كلمة ضد هذه الأعمال ، هؤلاء على مايبدوا لاينفع معهم أي تأهيل ولا حل آخر سوى زجهم في السجون حتى يسلم الناس من شرورهم المرضية ، هؤلاء حصاد تربية دينية طويلة حتى ظنوا أنه لايوجد شيئ آخر على الكرة الأرضية .
العين الواحدة
شمس الشموسه -من هذه الإشكالية الايزيدية التي تحولت إلى أيقونة حالمة يتسابق الكل في خطب ودها تأكد لي أن الإعلام وحش كاسر .. الأزمة السورية بضحاياها ال 250 ألف كأكبر مأساة في التاريخ بعد مآسي الغزوات الصليبية يمر عليها هذا الكاسر مرور الكرام.
مقالة على الجُرح وفيه
عراقي متبرم بالعنصريين -بل هي قصيدة شعر (نحن جميعاً مسؤولون... وهذه وصمةٌ أخرى على الجبين) و(أعرف المرارة والغضب في صدرك أكبر من الجبل الذي لجأتم إليه فما حنّ إليكم هو ولا نحن)هنا بيت القصيد؛ الجبل (الأكراد) الذين كانوا دائماً يزعمون ويتغنّون بأن اليزيديين منهم وقد قاموا بحملات كبيرة لتكريدهم وقبل (الغزوة الداعشية) لسنجار خرج (حامي حمى الأكراد) ببدلته الخاكية ولفافته الحمراء يدق على صدره معلناً أنهم في حمايته وأنه (الجبل الأشم) و(المقتدر الأكبر) لدحر هؤلاء الأوباش الذين فشل الجيش العراقي في صدّهم عن الموصل لكن لم يكن ارتجازه واستعراضه إلا هواء في شبك كشف فيه عن عورة بيشمرقته المنهزمة وعن عجزه في أن يحمي قصره وقلعته في أربيل فكيف بسنجار وكوباني والحبل على الجرار!!
حقوق الانسان تحرم القتل
طارق حسين -(أقول، لسنا سواء، فقلة القلة – و أحسبُ أني من هؤلاء- ترى بأن دم الإنسان حرام حتى إذا عبد الحجر أو الشجر أو لم يعبد شيئاً أبداً)..... كلام رائع، لكن الشرع لا يقبله، باعتبار الشرع كلام الله وعلينا الدفاع عن الله بتطبيق شرع الله... اي بمعنى كل من اتصوره كافر بالامكان تحليل قتله من خلال البحث المعمق في هذا الشرع لأضافة شرعية القتل... البحث في ادق واصغر التفاصيل لوضعها تحت المجر وتضخيمها، ليتسنى تنفيذ الذبح والقتل.ان دم الانسان يضحى محلل دائما عندما يفكر الانسان بالشرع وعدم لجوءه الى قوانين حقوق الانسان..
’’’’’’’’’’’’’’’
Rizgar -فالعرب وما يتبعها من الشعوب الاسلامية تعاني من مرض الشيزوفرينيا والعنصرية ، والنوعان من المرض يؤديان الى الانفصام عن العصر، وغير قابلان للشفاء بالاسبرين .فالثقافة العربية بدون عنصرية واحتقار الا خرين مثل ايطاليا بدون فاشن , اي العنصرية ركن من اركان حضارتهم وقيمهم وتقاليدهم.وهل تعرف كيف كانوا يعاملون الكورد في معسكرات الرمادي ؟ وتوبزاوة ؟ وقوش ته بة ؟ وحرير ؟
الواقع الديني
Rizgar -الواقع الديني خاصة بعد الا نفال العربي ، و أنتعاش الارهاب في العراق ، حيث أن القوى الاسلامية العربية تهددهم بشكل مباشر، وتهدفجاهدة من تحويل الايزيديين الى الاسلام. أي انهم أمام أمرين : أولهماتغيير قوميتهم من الكوردية الى قومية أخرى، و الامر الثاني ، هو تغييرالدين الى الاسلام. و السياسة الممارسة لتنفيذ هذة الخطة هي التهديد والترغيب ...والعشائر العربية السنية تمارس ا لا غتصاب كا داة فعالة لاجبار اليزيدين ترك قو ميتهم ودينهم .
شكرآ
بير خدر الجيلكي -جزيل الشكر لك ولصراحتك يا الأخ ( آزاد ) في الأنسانية والوطنية و لكل أنسان صادق وصريح ومؤمن بحق أخيه الأنسان في الحياة ومهما كانت وستكون لونه ولغته ونوع عبادته ........لكن كونوا على الف ثقة وثقة أيها القراء الكرام فقد تم أتهامنا باطلآ ومحاولة أبادتنا عن بكرة أبينا ومنذ عام 644 للهجرة ولأكثر من ( 72 ) مرة وتحت مسمى الأنفال العربية والفرمان التركية اللغة لكوننا نؤمن برب العلا ( خوه دا ) خالق نفسه وأزداه أي الذي خلقني وأنوارهم الأزلية وخاصة نور الشمس مصدر الحياة لكل شئ حي وليست تعبد وتدين البشر وفقط..المانيا في 13.11.2014
من كتاب يوم قبل وفاة محمد
فول على طول -الاسلام دين الخوف ودين الخائفين ..المسلم يخاف أن يقول الحق ويخاف أن يسأل عن أشياء تبدو تسوء ..ويخاف الخروج من الاسلام .ويخاف عذاب القبر ويخاف من جهنم ..ويعتقد أن العالم كلة يتامر علية وهذا هو قمة الخوف والوسواس القهرى نتيجة الخوف أيضا . ..بالعقل لا يمكن أن اللة يحرض أحدا على قتل أحد ولكن المسلم يخاف من هذا التفكير ويركن الى أن هذة هى أوامر اللة ..ولو أعلن ذلك لاتهموة بالردة وما أدراكم ما الردة وحدودها ..لذلك تجد المسلم يرى الظلم ويخاف أن يسأل .. ويخاف المسلم من أن يكون مقصرا مع اللة ولا يفعل الجهاد ..هذا الخوف يجعل المسلم فى حالة عدم اتزان وتنقلب موازينة ..يرى الظلم عدل ومن قوانين اللة والعدل والمساواة ظلم لأنة كيف يستوى الكافر مع المؤمن ..هذة مجرد مقتطفات من كتاب " يوم قبل وفاة محمد " للكاتب محمد حسان المنير . ..فلا تستغرب عزيزى الكاتب ظلم الأيزيدين أو غيرهم على أيدى الذين امنوا .
رسالة الي إنسان
Sam -الاخ الكريم جيد ان تكون بهذا الشعور الطيب نحو الآخرين وخاصة نحو أبناء بلدك وزملائك السابقين في الدراسة حتي لو مر عليها السنين لان تاريخ الإنسان جزء من شخصيته كما ان تاريخ الشعوب جزء من كينونتهم. جيد ان يراجع الإنسان نفسه فيما يصنعهمع الآخرين ليصحح مسارته وطرق تفكيره ليتلافيأخطاءه في المستقبل فلا يعيش في مستنقع لوم النفس ولوم الآخرين بل ان يتعداها الي صفاء النفس ومصالحه الشخص مع نفسه ومع الآخرين. عزيزي أزاد قد يتصور احد أني أتوجه إليك شخصيا كمرتكب لذنب حاشا بل انا مجرد إنسان يشعر ويفكر محاولاً وضع الأشياء في نصابها الصحيح لنصل جميعاً معاً الي حياة افضل لمجتمعاتنا التي عانت كثيراً من الظلم والتخلف والتناحر الغير مبرر في زمن تسعي الشعوب للتحضر والرقي باستخدام كل الطرق المتاحة وانفتاح العالم الي بعضه البعض فلا مفر من ان تكون جزء من هذا العالم المتطور او ان تظل منغلقاً علي أفكار وسلوكيات يظنها البعض أنها وصايا إلهية بينما هي أفكار شيطانية تملكتعلي مجموعة من الناس كانت تعيش الفقر في مجتمع يقتتل من اجل "النعل" في صحراء جدباءلا خضرة فيها ولا ماء روءوا قوافل تحمل الخيرات من والي جيرانهم فسال لعابهم علي ما تحمله هذهالقوافل فنهبوها وسلبوها ولكن لم يتوقف جشعهم علي هذا الحد بل حلموا بدولة وصنعوا ديناً وحملواسيفاً ليجبروا الآخرين علي اتباعهم بداوا بذويهموأقرب عشائرهم ولكن جشعهم لم يتوقف قتلوا نهبواسلبوا أموال سبوا نساء ونسبوا أفعالهم الي أوامر إلهية. لم يكتفوا بما نالوه او يتوقفوا عند حدود بل غزوا بلاد أمنه وادعوا أنهم يدافعون عن انفسهم. فرضوا جزية استعبدوا شعوب باسم الدين نشرواالتخلف والجهل وادخلوا تلك الشعوب في نفق ضيقوأغلقوا احد طرفيه بسيف الدولة وأغلقوا الطرف الاخر بسيف الدين. فلا تلوم يأخي العزيز هؤلاء الدواعش بل ان ما يجب ان ندينه هو نصوص وشرائع يظن البعض أنها من عند الله وهي دوافع إنسانية نفسية أرضية شيطانية .
ملعون ... غيره
خالد علوكة -رغم تحفظي على العنوان باعتبار اللعن مقزز وليس للانسان لانه من صورة الخالق .. لكن حقيقة تشكر على روحك الانسانية الكبرى وعظمة اخلاقك في الدفاع عن ألحق ، الفرد الايزيدي مسالم ولايريد مكاشفة احوال دينه لانه غير مجبر بكون دينه غير تبشيري .. لكن رايات دين ألاخرين تفلح في كل حين وللاسف تضر الدين كثيرا ، أي كما قال د الشريعي ( اسغلال الدين ضد الدين ) .. سبي وقتل الاقليات وخاصة الايزيدية وصمة عار بوجه الانسانية والساكت عن الحق شيطان اخرس . ومن شارك بهذا مشرك وكافر واحمق . ويقول الرومي : لاتظن الضعفاء بغير نصير تخشاه .. وأقرأ في القران { اذا جاء نصر الله .أما عن الشيطان فانهم ديانه صوفية تقر بخير وشر من الله ومنه قول النفري : (إن لم ترني في الضدين رؤية واحدة لم تعرفني )وشكرا لدماثة اخلاقكم .
إلى الكاتب مع المودة
ن ف -شكراً لك على هذه المقالة المفعمة بالإنسانية.
شكرا
السنجاري -مقال يريد به الكاتب الاشارة في أن الانسانية عظم شأنا من كل الأشياء ولا يمكن لأي دين أن يتباهى بنفسه دون انسانية .تحيات لك و لروحك الانسانية مع الشكر