فضاء الرأي

فشل تراجيدي يعكس أزمة هوية

المرأة لا تنتخب المرأة!

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لماذا لا تنتخب المرأة السيدات المرشحات بالبرلمان؟ في ظل وجود حقيقة أن نصف الناخبين اناثا لا يقمن بانتخاب من يمثلهن، ومن مسؤول عن هذا الفشل التراجيدي؟

فالمرأة "نظريا" على الاقل مسؤولة عن خسارتها في الانتخابات، فلو انتصرت لنفسها وقامت باختيار السيدات، لشهدنا فوزا كاسحا للعنصر النسائي، ولتغيرت التركيبة المعتادة للمجالس النيابية، ولبتنا نشهد أداء مختلفا.&وعلى الرغم من ان بعض الدول تعتمد على التعينات حينا وحينا اخرى على نظام الحصة او "الكوتا"، فهناك 97 دولة في العالم تأخذ بذلك من خلال الدستور وتستخدم مبدأ التمييز الإيجابي للمرأةquality + 1 من خلال بدائل ثلاثة: "الكوتا الدستورية، والكوتا القانونية، والكوتا الحزبية" من قبل الأحزاب السياسية، غير ان كل تلك الاجراءات تبقى شكلية وديكورا ديموقراطيا لا يلغي حقيقة سيطرة الرجال على الحقل العام.&ولا يمكن التحدّث عن المرأة ككائن بمعزل عن المحيط العام بها، ففهم ظاهرة عدم انتخاب المرأة للمرأة قد يعكس بشكل مبدئي عدم الثقة لجهة كونها صانعة قرار، فبنية النظام الاجتماعي والسياسي والأخلاقي والقيمي والثقافي والوضع الاقتصادي والمستوى المعيشي، كلها عوامل تفسر هذه الظاهرة، غير أنّه من الملاحظ هو أن&معظم هذه الدراسات والأبحاث لم تضع موضع السؤال علاقة "ظاهرة ثقة المرأة بقيادة المرأة " بتشكيل الهوية عند الكائن الإنساني.&والسؤال الجوهري يكمن في " كيف تنظر المرأة الى هويتها؟ " فالمرأة لا زالت تنظر الى نفسها دوما على انها ينبغي ان تكون في الصفوف الخلفية ؛ فكيف لنا ان نطلب منها ان تنتخب امرأة اخرى لموقع قيادي بارز وهي تعامل نفسها على انها أدنى من الرجل وتربي ابناءها على ذلك؟&ولهذا الوضع "الدوني " اسباب كثيرة وعميقة نذكر منها على عجالة:&مفهوم الهوية وكيفية تشكّله عند المرأة كون العلاقة وثيقة بين القيادة وصنع القرار وتشكّل الهوية عند الانسان، وفي معظم المجتمعات الشرقي منها والغربي مع تفاوت النسبة والظروف تكرس السلطة الذكورية، اما مجتمعاتنا فتقوم على "فكرة القوامة للرجل " وسيطرته على من يُصنَّف أنه أضعف من فئات المجتمع الأخرى، فالرجال هم من يتحكمون في وسائل الإنتاج المادي والمعنوي، و هم من يحتكرعادة وسائل القيادة الرمزية والمعنوية.&من الناحية فكرية وثقافية عبر عصور متعاقبة طويلة تم تكريس مبدأ الفصل في الفكر انعكس على مستوى الممارسات ايضا، فكثيرا ما تطرح مواضيع انسانية عامة على انها اختصاص "نسائيا " بحتا او العكس. فمبدأ الفصل بين البشر، يؤدي الى انشطار وانفصام الكائن المسمى انسانًا،مع تكريس الثقافة القائمة على الاستهلاك والتبعية في مجتمع ذكوري، وتصويرالسيدات في وسائل الاعلام على انها كائن لتحقيق المتعة فقط.&الأنماط التربوية المُتَّبعة تُكرِّس فوقية الرجل، وتعمل على إنتاج شروط انتاج مجتمعات ذكورية من جديد وهو ما يتحكَّم في اللاشعور الجمعي للمجتمعات البشرية ويُحرِّك دواليب الفعل السياسي والاجتماعي والاقتصادي.... على حدٍّ سواء، إنه جزء لا يتجزأ من المخزون الثقافي والإيديولوجي وعصارة إرث تاريخي ضخم حافل بشتى أنواع الاضطهاد.&إذن فالبنى المنتجة " لعدم الثقة بجدارة المرأة " متجذرّة في الأسس البنيوية للأيديولوجيّات المتداولة في عالمنا بما فيها الأديان، ومتأصلّة في البنيات الذهنيّة، والخلفيّات الفكريَّة للأفراد، وتُعدّ المركَّب الأساس في بنية المؤسسات الاجتماعية بما فيها الأسرة، التي ترعاه وتحتضنه.&غير أنَّ كلّ ذلك لا يعني بحال من الأحوال، أنه حالة ثابتة وظاهرة مطلقة وقدرٌ مبرم، غير خاضع لتغيّر الظروف التاريخية والاجتماعية التي تشهدها المجتمعات البشرية، وإنما المؤكد هو أن حدَّته تتفاوت حسب المرحلة التي قطعها كل مجتمع بشري في طريقه نحو إحداث القطيعة مع الممارسات "الفوقية"،وان اردنا ان نغير ذلك لا بد وان نبدأ بالتغيير في الشروط المنتجة للمشكلة بدءا من المناهج التربوية مرورا بمراجعة قراءاتنا الحضارية لكافة الاشكال الثقافية والاعلامية التي تكرس دونية المرأة لتحقيق التقدم والمساواة والرفاهية لكل نساء المجتمع ورجاله وأطفاله، وكذا لكل فئاته العمرية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الثقافة الاسلامية
فول على طول -

أعتقد أن الثقافة الاسلامية التى تزرع فى النفوس منذ 14 قرنا هى السبب فى دونية المرأة ..المرأة امرت أن تقبع فى البيت بحجة التكريم وتلعهنا الملائكة لعدم طاعة الزوج وهى مثل الكلب والحمار تفسد الوضوء وهى ضلع اعوج وهى ناقصة عقل ودين ومعظم أهل النار من النساء ... والرجال قوامون على النساء ..وهى سلعة تباع وتشترى ويمكن امتلاكها وتطليقها فى أى وقت وارجاعها ...الى اخر هذة الخزعبلات ..اذن ماذا تنتظرين يا سيدتى بعد كل هذا الغث من التعاليم ؟ حتى الان غير مسموح لها بقيادة سيارتها أو خروجها بدون محرم ..قبل الاسلام كانت المرأة ملكة - ملكة سبأ وكليوباترا وحتشبسوت الخ الخ - وفى الغرب هى رئيسة ووزيرة دفاع وداخلية وخارجية وسفيرة ...أعتقد أمامنا شوط طويل جدا لازالة هذة التعاليم وكما استمرت 14 قرنا ربما تأخذ قرونا أخرى واللة أعلم .

الثقافة الاسلامية
فول على طول -

أعتقد أن الثقافة الاسلامية التى تزرع فى النفوس منذ 14 قرنا هى السبب فى دونية المرأة ..المرأة امرت أن تقبع فى البيت بحجة التكريم وتلعهنا الملائكة لعدم طاعة الزوج وهى مثل الكلب والحمار تفسد الوضوء وهى ضلع اعوج وهى ناقصة عقل ودين ومعظم أهل النار من النساء ... والرجال قوامون على النساء ..وهى سلعة تباع وتشترى ويمكن امتلاكها وتطليقها فى أى وقت وارجاعها ...الى اخر هذة الخزعبلات ..اذن ماذا تنتظرين يا سيدتى بعد كل هذا الغث من التعاليم ؟ حتى الان غير مسموح لها بقيادة سيارتها أو خروجها بدون محرم ..قبل الاسلام كانت المرأة ملكة - ملكة سبأ وكليوباترا وحتشبسوت الخ الخ - وفى الغرب هى رئيسة ووزيرة دفاع وداخلية وخارجية وسفيرة ...أعتقد أمامنا شوط طويل جدا لازالة هذة التعاليم وكما استمرت 14 قرنا ربما تأخذ قرونا أخرى واللة أعلم .

ليس قرارها
خوليو -

ياسيدتي :،حضرتك تلبسين الحجاب ، فهل قرار لبس الحجاب صدر من المرأة أم من الرجل ؟ هذا قياس لتقيسي عليه في الأمور الأخرى، أي أن القرار ليس بيدها وقد انتزعه الذكر الإله وفرضه فرضاً ، الشعوب الأخرى تمردت ونهضت فيها النساء يطالبن يحقوقهن في المساواة الكاملة مع الرجل ، بينما شعوبنا المسكينة ترجم الأم ابنتها وتقف المرأة مع الرجل في قمع بنات جنسها ، كم من إمرأة رُجمت ولانشاهد مظاهرة واحدة سلميةنسائية تدين هذا الفعل الهمجي ،؟ يلزمنا أجيال من التوعية لإقناع المرأة بأسباب بؤسها واضطهادها .

ليس قرارها
خوليو -

ياسيدتي :،حضرتك تلبسين الحجاب ، فهل قرار لبس الحجاب صدر من المرأة أم من الرجل ؟ هذا قياس لتقيسي عليه في الأمور الأخرى، أي أن القرار ليس بيدها وقد انتزعه الذكر الإله وفرضه فرضاً ، الشعوب الأخرى تمردت ونهضت فيها النساء يطالبن يحقوقهن في المساواة الكاملة مع الرجل ، بينما شعوبنا المسكينة ترجم الأم ابنتها وتقف المرأة مع الرجل في قمع بنات جنسها ، كم من إمرأة رُجمت ولانشاهد مظاهرة واحدة سلميةنسائية تدين هذا الفعل الهمجي ،؟ يلزمنا أجيال من التوعية لإقناع المرأة بأسباب بؤسها واضطهادها .

لأنها تفكر كالرجل
زارا -

السبب هو ان النساء اللواتي دخلن مجال السياسة في الشرق وربما حتى في الغرب يفكرن في السياسة وكل شيء بطريقة الرجل, فلماذا انتخابهن؟! انهم يتكلمن بضع تعابير يحفظونها عن مساواة المرأة بالرجل وعدد مقاعد البرلمان. ما اهمية دخول المرأة إلى السياسة إذا كانت تفكر وتقرر بنفس الطريقة الإندفاعية القاسية المجردة من المشاعر التي يفعلها الرجل وتؤدي إلى حروب وكراهيات كان من الممكن تفادي الكثير منها بين شعوب العالم؟! النساء "القياديات" في كل مكان الآن يفكرن (كما الرجل) ان الرقة والرحمة وعدم التسرع في اعلان الحروب والقسوة في قمع المظاهرات, هذه كلها تعتبرها مظاهر ضعف, وان القوة تكمن في الحدة والقسوة واستخدام الخداع السياسي بدل السماع الحقيقي لوجهات النظر كلها.

لأنها تفكر كالرجل
زارا -

السبب هو ان النساء اللواتي دخلن مجال السياسة في الشرق وربما حتى في الغرب يفكرن في السياسة وكل شيء بطريقة الرجل, فلماذا انتخابهن؟! انهم يتكلمن بضع تعابير يحفظونها عن مساواة المرأة بالرجل وعدد مقاعد البرلمان. ما اهمية دخول المرأة إلى السياسة إذا كانت تفكر وتقرر بنفس الطريقة الإندفاعية القاسية المجردة من المشاعر التي يفعلها الرجل وتؤدي إلى حروب وكراهيات كان من الممكن تفادي الكثير منها بين شعوب العالم؟! النساء "القياديات" في كل مكان الآن يفكرن (كما الرجل) ان الرقة والرحمة وعدم التسرع في اعلان الحروب والقسوة في قمع المظاهرات, هذه كلها تعتبرها مظاهر ضعف, وان القوة تكمن في الحدة والقسوة واستخدام الخداع السياسي بدل السماع الحقيقي لوجهات النظر كلها.