فضاء الرأي

أربيل والرهاب الأعمى

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أربيل عاصمة اقليم كوردستان العراق مدينة السلام والصداقة وملجأ آلاف العراقيين الذين وجدوا في رحابها الامن والطمأنينة و فرص العمل والحياة تعرضت صباح الاربعاء الى هجمة ارهابية قذرة بتفجير سيارة يقودها انتحاري امام مركز المحافظة مخلفة عدد من القتلى والجرحى الابرياء وأضرار مادية محدودة.

العملية الانتحارية الغبية هذه لابد وان تكون نتيجة تخطيط وعمل اجرامي طويل الامد اذ من الصعوبة بمكان اختراق الاجراءات والاحتياطات الامنية التي تتخذها قوى الامن الداخلي لمنع وقوع مثل هكذا اعتداءات اجرامية و الانفجار الذي حدث امام مبنى المحافظة ليس اكثر من اختراق محدود للغاية فالإقليم يتمتع بالكثير من الامن والاستقرار مقارنة بباقي مناطق العراق.

ما تريده العصابات الارهابية بهذه العملية الاجرامية و في هذا الوقت بالذات ليس اكثر من محاولة اعلامية و دعائية فاشلة للتغطية على الخسائر الفادحة التي مني بها التنظيم الارهابي لما يسمى بالدولة الاسلامية وعلى كافة الجبهات تقريبا ابتداء من ربيعة و زمار وسد الموصل وانتهاء بجرف النصر وتحرير مدينة بيجي ومصفاتها.

لقد تغير مسار الحرب ضد هذه العصابات الاجرامية كليا بعد مرحلة صد العدوان وتطويقه الى مرحلة الامساك بزمام المبادرة والهجوم المضاد والدلائل على الارض تشير بوضوح الى انها بداية النهاية لما يسمى بالدولة الاسلامية المزعومة والعملية الانتحارية في العاصمة اربيل ليست اكثر من محاولة عبثية فاشلة لتحويل الانظار عما يجري في ساحة المواجهة الحقيقية والهزائم التي تعيشها والفشل الذريع الذي يشهده التنظيم الاجرامي في تحقيق اي من اهدافه التعسة وهو يخسر باستمرار مواقعه التي سبق وان سيطر عليها في غفلة من الزمن وبسبب الظروف التي مر بها العراق عامة.

ان محاولة زعزعة الامن والاستقرار في اقليم كوردستان والعاصمة اربيل يصطدم حقا بالكثير من الوقائع التي تحكم مسبقا بفشلها مما يؤكد عمى الارهاب وغبائه فالأحزاب الكوردية العلمانية في الغالب ومعها الاحزاب الموصوفة بالدينية رغم ما بينها من اختلافات وحتى خلافات إلا انها موحدة في موضوع مواجهة الارهاب ومكافحته بكل السبل الممكنة اضافة الى موقف الحكومة بكل مكوناتها الحاسم والصارم ضد الارهاب و المجتمع الكوردي برمته يرفض العنف والجريمة المنظمة ولا يشكل بأي حال من الاحوال بيئة حاضنة لمثل هذه الافكار المنحرفة والممارسات الاجرامية مما يعني ان مثل هكذا جرائم لن تنتج إلا المزيد من الوحدة والاتحاد ضدها والمزيد من التعاون مع الاجهزة الامنية المختصة للتصدي لهذه العصابات.

الامر الاخر هو ان هذه العصابات الاجرامية التي اعمى الله بصرها و بصيرتها ولأكثر من عقد من الزمن تمارس مثل هذه الجرائم في انحاء العراق خاصة العاصمة بغداد التي تشهد باستمرار انفجار السيارات المفخخة و العبوات الناسفة دون ان يؤثر ذلك لا على صمود وتحدي المواطنين ولا على مسار الحياة اليومية ولا على المواقف السياسية وكل ما تستطيع عصابات الجريمة المنظمة من تحقيقه هو قتل الابرياء من نساء وشيوخ وأطفال ومواطنين اعتياديين مما يزيد من نقمة الشعب العراقي وغضبه ضد هذه العصابات الجبانة والمنفلتة ويبشر مع الوقت وإعادة ترتيب اوضاع البيت العراقي وقواته المسلحة بقرب التخلص النهائي من الارهاب والإرهابيين القتلة.

النتيجة التي لا يستطيع الارهابيون استيعابها ان الاختراق الامني المحدود في اربيل عاصمة اقليم كوردستان العراق لا تستطيع ان تغطي على الخسائر الفادحة التي تلحقها قوات البيشمه ركه بهذه المجاميع من القتلة والمجرمين وان مثل هذه الاحداث تزيد من وحدة صفوف الشعب وتلاحمها مع قواتها الامنية في وجه الارهاب الذي يلفظ انفاسه الاخيرة تحت وطأة الضربات الموجعة والخسائر الفادحة في الارواح والمعدات.

اربيل لن تتأثر بعمل اجرامي جبان ومدان ومرفوض من قبل كل مواطني العراق و كوردستان وستبقى بالتأكيد عاصمة للسلام والمحبة والتآخي والتعاون المثمر من اجل غد افضل لكل العراقيين.

&

*sbamarni@hotmail.com

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عدو السنة الشيعة وعدو السنة الشيعة
Rizgar -

عدو السنة الشيعة وعدو الشيعة السنة ولكن عدو الكورد - السنة والشيعة والحوثيين والديمقراطيين والليبرياليين والعنصريين والدينيين والاتراك والفرس والاسلاميين والملحدين ...... والغير .....والغير .....الخ

على القيادات الكوردية
Rizgar -

على القيادات الكوردية منع -هؤلاء - من الدخول الى كوردستان وبصورة نهائية والى الابد , ماذا جنينا منهم ؟ الا نفال , التعريب , الاغتصاب , القتل , الذبح ,الحرق , لمجازر ,السبايا ؟

الحذر من النازحين
عبدالعزيز الاتروشي -

مقال جيد جدا ان سبب الخرق هذا جاء كما وصفها (اشايش) الاقليم التساهل مع النازحين من جميع انحاء العراق حسب ما ارى انه كان المفروض عدم دخول النازحين الى المدن بل في المخيمات، ووضع قوانين على خروجهم من المخيم ودخول المدن لساعات محدودة والرجوع الى المخيم وكذلك عدم السماخ لهم باستعمال سياراتهم وان استعملوا سياراتهم بشروط اضافة الى ذلك كان من المفروض تسجيل كافة سياراتهم واسماء اصحابها في سجلات خاصة وعدم السماح لهم ببيعها ولكن هذا لم يتم. اقول هذا وانا على ثقة بان لهؤلاء الارهابيين عناصر بين النازحين من يساعدهم ونقل الاخبار وحتى ارسال صور اماكن حساسة في الاقليم ان دخوا النازحين الى المدن سببت مشاكل كبيرة للمواطنين منها ترتفاع اجور الدور السكنية ارتفاع اسعار السوق المحلية وكذلك سبب الازدحام من الناس والسيارات في المدن وقلة مادة البنزين اضافة الى كل ذلك هم عبء ثقيل على حكومة الاقليم من الناحية المادية رغم قطع الميزانية ورواتب الموظفين من قبل حكومة المركز منذ 1-1- 2014 الاقليم في ازمة مالية وحسب ما اظن وهذا رأي المتواضع هذا كان مخطط له من قبل المالكي حيث قطع الميزانية ولم يؤثر ذلك على ابناء الشعب الكردي مثلما اراد هو قبيل الانتخابات لذا لجأ الى تسليم الموصل الى داعش لكي يتوجه ابناء الموصل الى الاقليم ويشكل عبء اخر على الاقليم وفي نفس الوقت تقوم داعش بمهاجمة الاقليم وبمساعدة من نزح من اتباعه ومؤيديه الى الاقليم ويدخلوا الى المدن وهذا ايضا لم ولن يحصل بفضل سياسة الاقليم وبقوة سواعد البيشمركة وابناء الشعب الكردي البطل.

الاتروشي ورزكار
عراقي متبرم بالعنصريين -

هذا المعلقان وجهان لعملة واحدة : أحد وجهيها (لااله الا العنصرية)والثاني (الموت لغير الكرد) هذان الكرديان أعماهما الحقد لدرجة لم يلحظوا معها التفاهمات الجديدة التي حصلت بين الإقليم وبغداد التي تعتبر بأنها بداية مرحلة جديدة لطوي صفحات التأزمات الماضية. ليتهما تمعّنا في مقالة الأستاذ بامرني وخاصة قوله عن (إن تفجيرات الإرهاب اليومية في بغداد لم تؤثر سلباً إلا على مرتكبيها وأنها لا تعيق مسار حياة المواطنين اليومية بل تزيد من تحديهم وصمودهم) لم يشر الكاتب المتعقل في مقالته بأصبع الاتهام للعراقيين العرب بتفجير أربيل لعلمه بأن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة هوية الانتحاري إذ ربما يكون كردياً أليس ربع داعش هم من الأكراد؟؟ !!!

مَن مُنفِّذ تفجير أربيل؟
عراقي متبرم بالعنصريين -

تقول فقرة من خبر التفجير الأخير في أربيل أن الانتحاري فجّر نفسه بعد مشادة كلامية حصلت بينه وبين حراس المبنى الذي أراد الدخول إليه ..العاقل يفهم أن الانتحاري لابد أنه كان يتحدث الكردية بطلاقة لأن حراس المبنى من الأكراد والمنطقة كلها أكراد فهل يعقل أن يرسل تنظيم داعش لهذه المهمة عربياً لايحسن التحدث باللغة الكردية؟ هل داعش غبي إلى هذا الحد؟ وهل يخلو التنظيم من دواعش أكراد ليرسل عربياً في وقت كلنا يعرف يعرف أن قائد غزوة داعش على كوباني كردي اسمه أبو خطاب الكردي ؟؟ !!!!

استقلال كوردستان
برجس شويشذ -

كوردستان بعد الاستقلال النسبي اثبت للقاصي والداني بانه يتطور ويقفز قفزات كبيرة في بناء ذاته مقارنة بالعراق الذي لا يزال يعصف به الارهاب والصراع الطائفي الدموي وهذا اللهيب المشتعل في العراق منذ تحريره من النظام البائد يصل الى كوردستان ,فاذا نسلك سلوكا واقعيا سنجد ان كوردستان بدون العراق سيكون اكثر امانا واستقرارا و اكثر تطورا وتقدما في بناء مجتمع متحانس لا يوجد فيه الا قلة قليلة جدا من المتطرفين . فهي علاقة جدلية استمرار كوردستان ضمن العراق الذي فيه عشرات الالوف بل مئات االالوف من المتطرفين والرافضين للحكمة والعقلانية فان كوردستان سيبقى عرضة للارهاب .