العراق ... بين أمَلٍ شارد ويأْسٍ سائد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يكاد اليأس يكتسح كل مابقي لدينا من ضآلة تفاؤل وغدَا أملُنا ضائعا مثل أعمى لايستطيع الخروج من المآزق الجمة والمتاهات المتشابكة التي تنغّص حياتنا والأكدار التي تثقل صدورنا ، حتى عيوننا اغمضت أجفانها ولم تعد تتطلع الى افق مشرق قد يأتي يوما ما ، أو بصيص ضوء يخترق القتامة والظلام الدامس الذي يغمرنا
ماكلّ هذه المرارات التي نذوقها وهذه الرياح الغبراء التي تعصف بنا ؟!
ايّ وطن هذا الذي طمس اية بارقة امل فلا يعرف يوما للمرح او فسحة ولو صغيرة من الهناء والسعادة حتى صارت أعياده مزارات للقبور ومناسباتها الدينية والدنيوية مناحات للطمِ الخدود وتمزيق الصدور بكاءً ونحيبا لاينقطع !
بالامس فجعنا بمجازر جماعية طالت فتيانا وطلبة متدربين في معسكر " سبايكر " يعدّون بالآلاف قُتلوا كلهم بدم بارد ولم ينجُ منهم سوى بضعة أنفار لايتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة ، قتلوهم وأغرقوا جثثهم في النهر وتركوا البقية الباقية موتى في العراء دون دفن والى الان مازالت عوائلهم تستصرخ المنطقة الصامتة المسماة بالمنطقة الخرساء لمعرفة اسباب قتلهم بهذه البشاعة ومطالبتهم بتفسير لما حدث ومعرفة الجناة والقتلة ومن يسّر لهم تنفيذ هذه الإبادة ولم يصغِ اليهم احد حتى بالمطالبة بتسليم جثثهم ليتم دفنها لكي تهدأ قلوبهم ولو قليلا
وقبل هذا الحادث الجلل اكتسحت برابرة داعش وابتلعت الموصل ثاني أكبر محافظات العراق كلها بيوم واحد دون قتال في عملية مدبّرة غازية لانعرف الى الان سرّ هذه الغزوة والأصابع الخفية التي اشارت الى مكامن الضعف والهزال والخيانة وهربت الرؤوس الحاكمة زرافاتٍ ووحدانا لتحتمي في كردستان وتركت رعيتها خانعة مستسلمة والسعيد السعيد من اهل المدينة من فرّ بجلده وآوته مخيمات النزوح ، اما القادة العسكريون الكبار حماة الحمى وماسكو اعلام الميمنة والميسرة والذين كانوا يستعرضون عضلاتهم امام الملأ تفاخرا ، فقد ألبسوهم الدشاديش ونزعوا عنهم شرفهم وملابس الكاكي في استسلام تنكّري غريب الاطوار لم نشهد قبله مثيلا لا في تاريخ المعارك قبلا ولا في العصرالحديث وربما لم نشهد مثل هذا الخنوع مستقبلا اذا أطال الله في عمرنا وعمر احفادنا
يحدثنا اصدقاؤنا الموصليون عبر الهاتف بين فترة واخرى عن اسواق تدار كل حين تمتهن بيع السبايا من إناثنا& اتباع يسوع المسيح والنسوة الايزيديات في عروض اوكازيون بخسة لاتتعدى اسعار النسوة عن 400 دولار اميركي للحم انثوي حلال يعرض على الملأ الجائع للجنس لتكون تلك النسوة مما ملكت ايمانهم وجواريهم وحالما يشبعون من السرير ؛ يأتي دور الانتقام ؛ فيجرّ الناس الشرفاء من بيوتهم وأماكن اختبائهم ليعدموهم رميا بالرصاص بذريعة انهم كانوا منتسبين الى القوات المسلحة وكانوا يتعاونون مع السلطة
وامام كل هذه الكوارث التي لاتحتمل يبلغ الصلف والوقاحة بساستنا الى افراغ البلاد مما بقي لديه من مال فاستحوذوا على ميزانية البلاد& لهذه السنة / 2014 وأفرغت الخزانة التي تجاوزت المئة مليار دولار دون ان نرى اثرا معماريا أو صرحا بارزا او مساعي اقتصادية لتنمية الصناعة او الزراعة وجلّها مصروفات توزعت بين هبات ورواتب خرافية لرجال السلطات الثلاث والجيش العرمرم الهزيل الواهن والشرطة والأجهزة الامنية التي لم تستطع طوال السنوات الماضية ان توطدّ ولو جزءا يسيرا من الامن والأمان لإراحة بال المواطن لكنها بارعة في غلق الطرقات وتضييق الخناق على أحياء المدن ونصب نقاط التفتيش الكثيفة على المواطن البسيط وحجز الشوارع وتضييقها وغلقها بالجدران الكونكريتية ، ولااعتقد اننا سنقرّ ميزانية السنة المقبلة على الاقل في القريب العاجل فمازالت الجيوب الكبيرة لم تملأ بعد وتحتاج الى المزيد لتعبئة جوفها خاصة وان هاجس انخفاض اسعار النفط بدأت تقضّ مضاجع المسؤولين السرّاق والناهبين واحتمال ان لاينالوا حصة الاسد كما تعوّدوا في السنوات السابقة فابتكروا خدعة الفضائيين السيئة الصيت للسطو على ماتبقّى من اموال في قوائم حسابات لجنود وهميين
ماذا ننتظر بعد ، وهل خيبةٌ أكثر ايلاما من هذا الذي يحصل ، هل قلوبنا اضحت صخورا حتى تنهال كل هذه الفؤوس والمعاول الهائلة القوة عليها ، فمهما كتبنا وعرضنا وكشفنا التفاهات والخزعبلات التي تعمّ البلاد ونفايات العقول البذيئة والشخوص غير الحكيمة التي بيدها الحلّ والعقد لانصل الى عشر معشار الويلات والانحطاطات والإسقاطات التي تركبنا نحن ذوو الظهور الحانية ، مفخخات وتفجيرات دائمة لاتنقطع ولاتهدأ على طول الخط وفي كل الاوقات بحيث تجاوزت 67 الف تفجير طوال السنوات التي تلت الاحتلال وليتبصّر القارئ الحصيف بهذا الرقم المهول منذ الغزو الاميركي حتى نهاية سبتمبر من هذا العام ومازالت الحسّابة تحسب ، وعمليات تهجير لمدنٍ بكاملها وأحياء بكثافة بشرية ترغم على ترك مناطقها وبيوتها بقوة السلاح والرسائل المرعبة والتبشير بالموت المحقق ان لم تترك مسكنك خلال امد قصير لايزيد عن ساعات هذا عدا النزوح الجماعي واللجوء الى المخيمات هربا من برابرة القتل وأمراء الحروب وقادة المليشيات وصغار القتلة المأجورين بثمن رخيص جراء كل عملية قتل ، هذا ماعدا الافواج الهائلة ممن نزحوا من المناطق التي تسيطر عليها داعش والذين يقارب اعدادهم عن المليونين وربع نازح يعيشون الان بين مطارق الإذلال والإعانات الشحيحة وسندان الجنرال شتاء ببرده القارص في خيام لاتحمي من مطر وارض أوحلتْ وكل هذا القهر والمرار ولجنة تقديم المساعدات لهؤلاء النازحين تحوم حولها شبهات فساد حيث تردنا الاخبار المفجعة عن موت اطفال في زمهرير الشتاء بسبب النقص الحاد في الادوية والأغطية وابسط مستلزمات الحماية من البرد وعدم وجود ملاذات حصينة لحمايتهم من غضب الطبيعة وفقدان المأوى الذي يؤمن لهم حياة مطمئنة في حدها الادنى على الاقل حتى قيل ان البعض من هؤلاء النازحين ينامون في العراء وعلى الارض المبللة بمياه الامطار ويلتصق بالسبخ والأطيان
ايّ وطن هذا بكنوزه الوفيرة على الارض وأكثر من ستة ملايين عراقي تحت خط الفقر ومايقارب الثلاثة مليون عراقي مشتت في المنافي البعيدة والقريبة ومن بقي فيه يرتجف خوفا وهلعا حينما يخرج لقضاء مصالحه ولايدري متى يطاله الانفجار ويمزقه ويحيلهُ اشلاء متناثرة وقد تترصده عصابات الخطف ليحشر في حقيبة السيارة دهسا وركلاً بالأرجل ويبقى رهنا ووديعة بين المجرمين ريثما ينالوا فديتهم ويكون سعيد الحظ لو ناله نصيب وفير من العذاب والألم والجوع بدلا من قتله ورميه قريبا من حاويات النفايات بعد ان ينالوا حظوتهم من الفدية
ايّ وطن هذا وشعبه في طوفان هائل من الجهل والأمية قاربت انسان ماقبل التاريخ وفي عصر الكهوف يتلاعب بعقولهم رجال دين ينبشون في ماضٍ سحيق ويحيون العظام الرميم ويتخذونها مزارات وأضرحة وزوايا للبكاء والدعاء والتقديس لشيء مضى وانقضى ليتخاصم عليها هذا الطرف او ذاك اذ حوّل سياسيو الغفلة الدينَ الى لافتة وموكب عزاء وحسينيات تتنابز بالالقاب مع مساجد تشتم وخطباء جوامع موتورين ومنصّات احتجاج يتبادلون الاتهامات مع بعضهم البعض والناس يصغون الى حنق الكلام المليء كراهة وحقدا وضغينة لتعبئتهم وشدّ أزرهم وشحنهم لمعارك طائفية مقبلة
رجال دين انغمسوا في السياسة وركبوا الموجة ولملموا المنتفعين والطامعين من سياسيي الظروف الاستثنائية مما نسميهم سياسيي الغفلة فمارسوا المناكفات وامتهنوا اختلاق النزاعات وتصنيع الفتن وتأجيجها وصبّ الزيت على النار ليتلذذوا بالدماء وينفثوا حقدهم على الاخرين المخالفين ويُلهون هذه العقول العمياء ليتسنى لهم السرقة بهدوء وأناة طالما ان اتباعهم منشغلون بالصراعات التي لايريدونها ان تنتهي كي لايسأل الشعب عن ثرواته اين مآلها وكيف نهبت ومن سرقها وأمراء حرب يتحكمون في كل مفاصل الحياة ومنهم نفذ وأحكم قبضته على السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ووزارات بيد هذا وذاك تم تقسيمها وفق محاصصات دون اي اعتبار للشخوص القائدة ومدى خبراتهم وقدراتهم التكنوقراطية ورقيّهم العلمي سوى ارضاء الاطراف وإسكاتهم خوفا من ان تعلن ميليشياتهم الحرب عليهم وتؤجج اتباعهم
وبين هذا الوضع وذاك الحال يقف المواطن في الملعب ليراقب الكرة& يتقاذفها اللاعبون الماهرون بضربة جزاء شيعية& وضربة زاوية سنيّة ورمية تماس كردية وكأننا في ساحات رفع الاعلام الطائفية والعرقية نهلّل لهذا ونصفق لذاك& وكلٌ يتحيّز ويميل طربا وإعجابا واصطفافا لم نر اكثر بذاءة لاستغباء الناس وقيادهم بهذه الالاعيب الدينية والمذهبية لخلق حالات من الكراهية بين ابناء الوطن الواحد وقدسيات مزيّفة لمكوّنات مجزأة بحيث يجعلون الملأ لايطيق احدهما الآخر كونه مختلفا عقائديا وإثنيا وعرقياً عن المكوّن الاخر
لست ممن يصيبه اليأس على حين غرّة واحاول وسط كل هذا الظلام الدامس ان ابحث عن بصيص ولو كان خافتا او خيط ابيض اتلمسه في خضم هذا السواد المتشابك وغالبا مااغالط نفسي وأكابر أملا في بحبوحة هناء مهما كانت ضئيلة او هدأة اعصاب مع كل هذه الجلجلة المرعبة والهدير المخيف ، لكني لم افلح فقد طمى الركبُ حتى غاصت الركَبُ
ماذا تسمّي دولة بلا مؤسسات ترتكز عليها ، تفتقد السيادة وثرواتها بيد البلى نهبُ مفككة الحدود ومشرعة الابواب للغزاة والعابثين بلا حراسة ولا عيون تترصّد ولا رباطة جأش ، مطارات لهبوط الطائرات المجهولة المصدر والمحملة بالسلاح لبرابرة داعش وحدود بلا خفراء ، وشاحنات آتية من وراء الحدود ومن الاصقاع البعيدة والقريبة محملة بالقذائف والصواريخ والمال توزع علانية للمسلحين وأرض ينخرها سياسيوها ويفككها شعبها ويريد تجزئتها وتتوسل الجوار وغير الجوار لنصرتها ولا من ناصر
هذه البلاد اصبحت بلا حَمِيٍّ ، بلا نوحٍ يعصمنا من طوفانٍ آتٍ لامحالةَ طالما أوكل أمر العراق للصوص وباعثي الكراهية ومشيعي الموت ومروّجي العداوات والبغضاء وأسلموا عقول الناس للجهّال وحاملي معاول الهدم
ولااخفي ان الامل والتطلع الى مقبل ناصع قد انتكس في رؤوسنا وبدأ اليأس يدبّ في اوصالنا وكم علينا ان نترقب تنبؤ ماقال المعرّي منذ قرون مضت :
الارض للطوفان توّاقةٌ _______ كأنها من دَرَنٍ تُغسَلُ
وحده الطوفان المنقذ المعجِز المخلِّص الناجي وهو المعجزة التي تنتشلنا في زمننا هذا الذي انعدمت فيه المعجزات وغادرتْنا الى غير رجعة
التعليقات
قد اسمعت لو
ارام ميخائيل -رباه , اية مقالة مزلزلة قد كتبت ايها الرجل , قد ادمعت عيوني وانا اتخيل وطني البعيد تمزقه انياب الذئاب القذرة , اكاد ارى الاطفال يصرخون بنا كفى موتا وبؤسا , دعونا نعيش احلامنا ونقاء طفولتنا . في منافينا حيث نعيش اجسادا بارواح بارده , عيوننا على العراق على البصرة مدينتي الوديعة قبل ان يجتاحها القتلة وتغرق في خرافات العقائد البائسة وكرنفالات العزاء الابدية. ما مر عام والعراق ليس فيه قتل , عذرا منك يا سيابنا , الا تنهض لترثي بويبا وقد جففه رعاع السياسة والدين
IRAQ
BAGDAY HAMID -مثير للسخرية أن يبحث مسؤولو أحزابنا الدينية عن عراق يعيش أبناؤه متجهمي الوجوه، نادبين حظهم، يهربون من ملاذات الدنيا طلبًا لنعيم الآخرة، فيما يتنعم السادة " المتدينون " وأقاربهم والمقربون منهم والمتزلفون لهم بكل نعم الحياة، حتمًا سنصرخ جميعًا وبصوت واحد لنقول لهم إن مثل تلك البلاد لم تعد تعيش في ضمائر العراقيين. !!
جنرالات المعركة المقبلة
عراقي يكره المغول -أستاذي الكاتب والأديب المبدع تمنيت لو أنني أستطيع ان أرقى إلى مستوى إبداعك الأدبي لأشاطرك الأحزان؛ أحزان وطننا الجريح وشعبنا المنكوب المبتلى. بنشيجٍ مُنهِض للعزائم لا بنواح المُعوِلين الذي يقتل الأمل ويجعلنا نجترّ لطم الصدور والرؤوس.أقول حاشا أن يدبّ اليأس إلى قلب غيور مثلك رغم أنّ الخَطب كبير وقد طغى حتى غاصت ـ كما تفضّلتَ ـ كلُّ رُكَبِنا فيه. لكن ولأنه مازال بين ظهرانينا نخبة واعية خيّرة تنبّهنا بطريقة أو بأخرى لما يُحاك لنا فهنالك مَخرَج من أزمتنا التي طالت وثقلت. ولا شك أنك أحد أقطاب هذه النخبة فمن خلال حديثك الشجيّ الذي عَِدَدتَ فيه أدواءَنا قد وضعت إصبعك على الدواء الناجع وهكذا ترفّعتَ عن اليأس والقنوط بحديث ذكّرني بآيات الرحمن التي تُرهِب وتُرغِّب وتُنذِر وتُبَشِّر ولنتملَى في زفراتك قليلاً :(أعيادنا زيارات القبور بما ارتكبه رجال دين يكرّسون الطائفية ليستأثروا بالسلطة .. مقتل آلاف الطلبة في سبايكر وابتلاع البرابرة للموصل وبيع إناثنا فلذات أكبادنا أمام أعيننا في سوق النخاسة .. ملايين النازحين نهب الجوع والرياح العاتية والبرد القارص .. ذبح شرفائنا..إفراغ ميزانيتنا في جيوب ساستنا لا لخدمة البلد ولم ينتهِ الشهر الأول من العام الحالي!!) وأحلى وصف لحال البلد قولُك في ديباجتك الشجيّة بل بيتُ قصيدِك (يتقاذف العراق لاعبون بضربة جزاء شيعية وضربة زاوية سنّيّة ورمية تماس كردية) لله درّك من حَكَمٍ عَدل لم تجد نجاسات المذهبية والعرقيّة طريقاً إلى قلبك ولم تُدنِّس عقلَك الرّصين أباطيلُ الخادعين ... لأنّك ... لأنّك بلا أدنى مبالغة؛ أحد الجنرالات التي عناهم السيد عمرو موسى بقوله (( المثقفون اليوم هم جنرالات المعركة المقبلة وقادتها ومحددوا نتائجها)) وهل يعني (الطوفان)العلاج الذي عرضتَه ياسيدي الطبيب إلا تلك المعركة الفاصلة ؟ بل وهل كتاباتك الُملهِبة ياسيدي الجنرال إلا وقود تلك المعركة ؟؟
المالكي
عراقي -بكل بساطة وضع المالكي الشخص غير المناسب في المكان المهم فحصل التفليش بصورة تلقائية ترى هل نراه يوما قريبا معلقا بجريمة الخيانة العظمى بعد أن ثبتت جرائمه في إختلاس المال العام على الاقل وما خفي أعظم.
إلى الكاتب مع المودة
حنان الفتلاوي -هذه ليست مقالة بل مسرحية تراجيدية تُلخِّص بؤسنا. مَن قرأ للكاتب مِن قبل لا يظنُّهُ هو نفسُهُ الذي كتبَ هذه المقالة. هذه أول مرّة يرى فيها الكاتب الواقع (وقعنا المُزري) بعين ثاقبة فاحصة. هذه المقالة تستحق أنْ تُلصَق على أبواب المساجد وتُقرأ من على المنابر يوم الجُمَع. يبدو أنّ حياتنا، إلى حد الآن، تألّفت من مشهدٍ واحدٍ من مسرحية طويلة إمتدّت منذ الإنقلاب القاسمي الدموي وحتى هذه اللحظة البائسة من تاريخنا المأساوي، ولكن لا بُدّ من المشهد الثاني لأن القصة لم تكتمل بعد.. أنا، شخصياً، بانتظار الطوفان الذي يتوق إليه العراق اليوم إذ لا شيء غيره يُزيل الدّرن فهل سيأتي هذا الطوفان مثلما حصل في مِصر الحبيبة؟ أشكُّ في ذلك! أُسجلُ إعجابي هذه المرّة وأرفع قبعتي للكاتب احتراماً له وأتمنى على الله أن ينحو مثل هذا النحو في الكِاتبة مُستقبلاً لأنّ العِلّة تكمن فينا وليس في غيرنا.. فحكوماتنا هي الإمبرايالية وهي نفسُها التي تضطهدنا وتسرق خيراتنا وهي أيضاً مَنْ وضعتنا في الدرك الأسفل.
تعليق
سهام الاطرقجي -في خبر ظهر في إيلاف قبل يومين يقول أنّ الحكومة الجديدة في ولاية بطيخ تقوم بتقليص المناصب العُليا.. وفي متن الخبر قرأت معلومة تقول بوجود ٧١٦ وكيل وزارة! أظنّ هذا الخبر هو ما يستحق أن نلطم على رؤوسنا بسببه بدلاً من اللطم على صدورنا لـ ٧١٦ يوماً. الشيء المتعارف عليه هو أنّ لكل وزير وكيل وزارة يحلّ محلّه إن مات أو غاب عن مكتبه لسبب ما أو ليساعده ويتابع شؤون الوزارة. والسؤآل هو: هل لدينا ٧١٦ وزارة لكي يكون لدينا ٧١٦ وكيل وزارة؟ لله في خلقه شؤون وشجون!
بين الأمل واليأس
ج. بلومنغديل -يبدو أن المياه بين القارئة فتلاوي والكاتب عادت إلى مجاريها. ويبدو لي أيضاً أن متلقية مثل الاستاذة حنان فتلاوي لا يروق لها مَن يحاول أن يُزيّف وعيها. فقد هاجمت المعلّقة الكاتب بعنف حين حاول جاهداً، في مقالات سابقة، أن يُلقي بلائمة أخطاء الحكومة العراقية على الآخرين ويحملهم وزر جنونها وفسادها وتخبطها وجهلها في السياسة. وها هي تُثني عليه حين كتب المقالة الرائعة أعلاه. ج. بلومنغديل، استاذة متخصّصة في اللسانيات / أمريكا.
اعطيكم الحل المؤثر
خليجي-ملحد -نعم ان يوقف المشعوذين والدجالين من الاحزاب الدينية ومحاربة الدواعش سكان القبور عند حدهم وردعهم—–او او اوان يقوم انقلاب عسكري عن طريق قادة مناضلون يؤمنون بالوطنية والدولة المدنية والعلمانيةلان بهذا ينهض العراق ويكون مستقبله ممتاز—كونه من الدول الغنيةبالثروات المتعلمة والمبدعة و الطبيعية والزراعية