فضاء الرأي

اسلام سياسي وآخر غير سياسي - 3

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أجبت في الحلقة الأولى من المقال على السؤال هل لدينا اسلامين أحدهما سياسي وآخر غير سياسي، وفي الحلقة الثانية أجبت على السؤال من الذين يثيرون هذه المغالطة والكذبة الكبيرة وما هي دوافعهم الى ذلك، في هذه الحلقة أحاول الاجابة على سؤال ما هي صفات ومؤهلات الحاكم الاسلامي لكي يستحق ان نطلق على حكمه حكما اسلاميا.
الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الناس انهم يعتقدون ان كل من يدعي أنه يحكم باسم الاسلام أو يطبق حكما من أحكامه كارغام غير المسلمين على دفع الجزية فانه يستحق ان نطلق عليه الحاكم الاسلامي وحكومته حكومة اسلامية، بينما يجب أن يتمتع قائد المسلمين بميزات وخصائص تؤهله لقيادتهم والا فسيكون وبالا عليهم وعلى البلاد.


القائد أو الزعيم أو الرئيس أو سمّه ما شئت يلعب دورا خطيرا في مسيرة بلاده نحو التقدم والازدهار أو نحو الانحطاط والهاوية، وهناك ميزتان أساسيتان يجب ان يتمتع بهما الحاكم ليستطيع ان ينقل مجتمعه الى بر الأمان شرط أن يستجيب المجتمع لكل ما يقرره لا أن يتمرد على قراراته، الميزتان هما العلم والعصمة والتي تعني الامتناع عن ارتكاب كل الأخطاء.
هاتان الميزتان متلازمتان، فلا يكفي أن يكون القائد أعلم الناس ولكنه غير معصوم عن ارتكاب الخطأ فمن المؤكد ان مصالحه وأهواءه ستتعارض يوما ما مع علمه مما يضطره الى تقديم مصالحه على علمه، وفي نفس الوقت لا يمكن أن يكون القائد معصوما وليس لديه علما لأن الجهل سيقوده بالتأكيد الى ارتكاب الخطأ.
وعلى الرغم من وجود نظريات متعددة للحكم ورغم التقدم العلمي الهائل ايضا إلا انه حتى اليوم لم يتم اكتشاف اداة أو جهاز أو طريقة لمعرفة ان هذا الانسان المرشح للرئاسة يخلو من الأخطاء وانه اعلم الناس وحتى لو تم التأكد من أنه يخلو من الأخطاء ولكن لا توجد أية ضمانات بأن يبقى كذلك، وفي نفس الوقت فاذا كان العلم بحد ذاته غير كامل فكيف يمكن أن يكون هذا الانسان أعلم الناس؟
ولكن ربنا عزوجل يعلم بكل ما يعلنه البشر وما يخفيه وبكل مكنوناته ويعلم بدرجات علمهم ومدى ارتكابهم للاخطاء من هنا ليس هناك سبيل لاختيار أفضل البشر لقيادة الأمة الا رب العالمين وهذا ما فعله ربنا عزوجل، من هنا فان المسلمين جميعا يعتقدون ان النبوة منصب تكويني وليس تشريعي، اي أن الله عزوجل هو الذي يحدد ويختار ويصطفي من البشر من يكون نبيا ولا يمكن للبشر أن يرشحوا وينتخبوا نبيهم بل انهم عاجزون عن الاختيار، كما لا يختلف المسلمون على أن دور النبي لا يقتصر على تبليغ الرسالة وانما قيادة الأمة بل لا يمكن تبليغ الرسالة ولا تتكامل من دون قيادة الأمة.


اختلف المسلمون على قيادة الأمة من بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونعتقد نحن الشيعة الامامية ان ربنا عزوجل لا يترك هذه الأمة من دون قيادة بعد رسول الله لذلك نؤمن ان أئمة أهل البيت خلفوا رسول الله في قيادة الأمة، والجدير بالذكر أن المسلمين جميعا وليس الشيعة وحدهم يقرون بنزاهة وعلم ائمة أهل البيت عليهم السلام وهما الصفتان الرئيسيتان لقيادة الأمة بل ان المسلمين السنة يعلنون حبهم وتعظيمهم لأهل البيت غير ان الفارق الوحيد هو انهم لا يعتقدون ان امامتهم وخلافتهم تكوينية وواجبة بل أن الخلافة من بعد الرسول شورى بين الأمة.


أما في الزمن الحالي فنعتقد نحن الشيعة الامامية ان امامنا غائب ويتعين علينا العودة الى مراجع الدين ليحددوا لنا مسؤوليتنا الشرعية تجاه القضايا التي تواجهنا، وتجدر الاشارة الى أن العودة الى مراجع الدين واجبة على الذين لا يتفرغون لدراسة العلوم الدينية، أما الذين يتفرغون لها ويصلون الى مرحلة نسميها الاجتهاد فهؤلاء بامكانهم ان يستنبطوا الحكم الشرعي بانفسهم ويطبقوه وليسوا بحاجة الى اتباع أحد مراجع الدين.
وهناك خلاف بين الشيعة حول صلاحيات المرجع الديني وان كان لديه كل صلاحيات أئمة أهل البيت ومن بينها قيادة الأمة أم بعضها، فهناك من يقول انه لديه كل الصلاحيات ويجب على الأمة اتباعه والامتثال لقراراته، وهناك من لا يدعو الى ذلك.
السؤال المطروح اذا كان الله قد اصطفى من البشرية احدهم ليكون رسوله وقائدا لهم فلماذا لم نشهد تطورا ملحوظا في الأمة خلال تلك الفترة التي قادها النبي؟ أولا، حصل تطور كبير خاصة على الصعيد الأخلاقي والانساني خلال فترة بعثة الرسل بل ان الله لا يبعث الانبياء غالبا الا لينقذ المجتمع والبشرية التي بلغت غاية الانحطاط والتفسخ، ثانيا، لا يكفي أن يكون القائد معصوما عن ارتكاب الأخطاء وأعلم الناس لينقذ مجتمعه بل على المجتمع أن يطيع الرسول ليتحقق التطور والرقي، يذكر لنا التاريخ ان المسلمين هزموا في معركة أحد عندما غادر المقاتلون الذين أمرهم الرسول بالتموضع في الجبل مواقعهم.


&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاسلام و اقحامه في كل شئ
هل من مفر للتخلص منه -

والله خبصتونا بالاسلام و العالم انقسم بين مسلم و غير مسلم و أقحم الاسلام في كل شيء ولا احد يتحدث عن الاديان الاخرى لا نسمع جدال عن المسيحية في اوروبا و لا عن الهندوسية في الهند و لا عن البوذية في تايلاند و بورما و الصين و غيرها من الدول ما عدا في الدول الاسلامية الدين الاسلامي هو محور كل شيء و يدخل في كل صغيرة و كبيرة من القتل بدم بارد و جريمة سبايكر و قطع رؤوس الأسرى و المذبحة الباكستانية الى النقاش حول الأكل و الشرب و دخول الحمام و الزواج و الإرث و طريقة اللبس ، ما هذا، هل يريد المسلمون ان يبقى الناس كلهم مقيدين بقوانين اكل الدهر عليها و شرب وضعت لتتحكم في مجتمع في الصحراء قبل ١٤٠٠ سنة لم يكن فيها الناس يقرؤون و يكتبون و لا كان هناك تلفزيون و لا أمم متحدة و لا حقوق للمرأة و لا هناك انتخابات و لا و لا ، لم يكن هناك مشكلة لو كان المسلمون معزولين عن العالم و يعيشون لوحدهم و لتركهم العالم يطبقون و يعيشون بالطريقة التي تحلو لهم و لكن المشكلة ان هناك مجتمعات تتعدد فيها الديانات مسلمون و غير مسلمون و ان المسلمون يريدون فرض قيمهم على العالم و انهم الأعلون كيف يستقيم الامر ، لماذا لا يتم تقسيم العالم الى عالمين عالم يعيش فيه المسلمون ( دار الاسلام ) و دار الكفار و يخيرون الناس الذين يريدون بإلبقاء في دولة الاسلام باعتناق الاسلام و الناس الذين يريدون البقاء ان يتركوا الاسلام و يعتنقوا اي دين اخر المهم ان لا يكون مسلم لان الاسلام دين يعادي كل الاديان الاخرى و لا بنفع ان تتجنبه لانه ملزم بالتعدي عليك و أما تغيير قناعتك و دينك او ان تدفع لهم الجزية او يقطعون رقبتك ، شلون ورطة هذه ، و فوقاتها يقولون لك ان دينهم يصلح لكل زمان و مكان ؟؟

أية خلافة؟
قامشلاوي -

هل تريد سيادتك أن تكون الخلافة الإسلامية بلون ونكهة شيعية قميّة خمينية؟ هذا يعنى أن خلافة الدواعش باطلة، أليس كذلك؟ما الفرق هنا بينك وبين أبو بكر البغدادي؟ برأيي أنتما سواسية، فكلاكما تدعوان إلى دولة دينية بدائية همجية تعود إلى قرون غابرة. التعليق رقم ١ شرحت/شرح وأفاضت/ أفاض كما أردت تماماً (شكراً للتفكير المتنور). أريحونا من بدائيتكم ودعونا «نحاول» بناء مجتمع يرتكز إلى العدل والمساواة والتحرر. الجنة التي تصدعون بها رؤوس البسطاء هي الحياة القصيرة التي نعيشها على هذه الأرض، فدعونا نتمتع بها ولا تحوّلوها إلى جهنمكم، رجاءً.

تنقيح القرآن
2242 -

يجب تنقيح القرآن. لأنه سبب كل المشاكل

يا سيدي؟
حسين الورد -

هل سمعت سيدي الكاتب بشيء اسمه علم الادارة؟ هل سمعت بشيء اسمه الدستور؟ هل سمعت سيدي الكاتب باختراع اسمه القانون المدني؟ هل سمعت باختراع اخر اسمه صندوق الانتخابات؟ الظاهر سيدي الكاتب انك لا زلت تعيش في زمن سحيق بالقدم. كلامك كان ممكن ان يكون مفيدا او محلا للنقاش زمن ابن خلدون والجاحظ، ولكن في زمن العولة يا اخي ما تقوله انتهى عهده، نحن في زمن الانترنيت والطيران ، نحن نعيش زمن الجامعات ومراكز الابحاث، نحن نعيش زمن الادارة المتطورة وانت تناقش صفات الرئيس وتصنيفات الشيعة الاثني عشرية والسبعية والباطنية والنزارية يا اخي حول القناة التلفزيونية لتسمع اخر الاخبار او ابحث في محرك البحث عن مواصفات كالاكسي اس ٤ واخر تقنيات التلفزيون المجسم.

أي إسلام سنحكم به؟
جزائرية مرتدة -

الكاتب لم يفصح لنا عن مظاهر الدولة الإسلامية التي يبتغيها!! فأكيد أن غلق الحانات ومتاجر الخمور وقمع المرأة وفرض الجزية وقطع الأيدي والرمي بالحجر والضرب بالسياط .... سيكون البداية، لكن ماذا بعد؟ فالإجراء التفعيلي لهذه المرجعية أدى الى كوارث انسانية وأظهرت بدائية ووحشية وعداء فعلي لجميع الحريات المتفق عليها كونيا وتجاوز صارم لكرامة الإنسان دون تقديم أي مكتسب سوى الخراب والفتنة، ألم تتعلموا من تجارب الغير؟ كل الأمراء والملوك والسلاطين الذين تعاقبوا على الحكم في البلاد الإسلامية وصلوا الى السلطة عن طريق الدين، إما بيعة أو تمردا، الدين كان هو العملة الزائفة التي يوظفها المشعوذون لخداع العقول البليدة، عندما تجمع كل التيارات والجماعات والأحزاب الإسلامية على تحديد مواصفات الدين الصحيح والعقيدة الأصلية سيبدأ الحوار، أما والحال كما هو عليه الآن فلا يحق لأحد أن يدعي أنه على النهج الصحيح للدين، سلام على من نهجه واضح وضوح الشمس

المدينة الفاضلة
فول على طول -

يقول السيد كاتب المقال : وهناك ميزتان أساسيتان يجب ان يتمتع بهما الحاكم ليستطيع ان ينقل مجتمعه الى بر الأمان شرط أن يستجيب المجتمع لكل ما يقرره لا أن يتمرد على قراراته، الميزتان هما العلم والعصمة والتي تعني الامتناع عن ارتكاب كل الأخطاء. هاتان الميزتان متلازمتان، فلا يكفي أن يكون القائد أعلم الناس ولكنه غير معصوم عن ارتكاب الخطأ ..انتهى الاقتباس . الحقيقة لا أعرف ان كان الكاتب مقتنع بهذا الكلام أم لا ؟ عموما فى جميع الحالات فان ما يقولة مصيبة وبالطبع فان المصيبة أعظم لو كان كقتنعا بهذا الكلام ..ونحن نسأل الكاتب من هو المعصوم يا سيدنا الكاتب ؟؟ وأين نجدة ؟ ومتى وجد ؟ وأين الشعب المعصوم أيضا الذى يسير حسب ما يقولة الحاكم المعصوم ؟ ربما نجد ذلك فى مجتمع الملائكة ..ربما ..وتكملةللأسئلة لماذا الاسلام والمسلمون يلجأون الى الخيال والمستحيل دائما ؟ ولماذا هم مختلفون عن البشر ؟ هل أنتم بشر غير البشر مثلا ؟ أين الحاكم المعصوم يا سيد ؟ ولماذا الحكام الكفار الغير مؤمنين وبالطبع غير معصومين - ولا يجرؤ أحد منهم أن يقول ذلك - ناجحون وتقدموا ببلادهم ؟ ولماذا بلاد الكفر تحتل المرتبة الأولى وبلاد المؤمنين فى الذيل ؟ أليس الخلل فى التفكير الاسلامى ؟ بالطبع كل مؤمن يقول أن سبب تخلف الأمة الاسلامية هو عدم اتباع شرع اللة ونحن نسألهم لماذا الكفار من اليابان فى المقدمة ؟ .

دق المي
bellaev -

بتظلها مي وبصراحة العالم العربي غايب عن الساحة العالمية في جميع النواحي وبالتالي مريحين العالم من اي تحدي او مواجهة يعني جماعة مستهلكين واسواق ليس اكثر والعالم بصراحة زهق منا ومن اخبارنا انا اتطلع الى البرازيل وشرق اسيا وونجدهم يتقدمون ليش احنا بس اللي ما بنتقدم وياريت على حالنا بل نحن بنرجع لورا وما في بالافق اي امل وبعدين معنا