تأييد لوحش سوريا عبر المتاجرة باسم جمال عبد الناصر

حقيقة محظوظ وحش سوريا بكمية وعدد مؤيديه والمصفقين له خاصة من اليساريين والقوميين دعاة الحرية والكرامة والأمة العربية غير الواحدة ذات رسالة القتل الدائمة والخالدة. هولاء القوميون واليساريون تحديدا ملأوا سماءنا ضجيجا بشعارات فارغة طوال ما يزيد على ثمانين عاما مدّعين أنّهم غيورون على مستقبل هذه الأمة، وعندما تحين ساعة الصفر للمطالبة بحرية وكرامة مفقودة طوال العقود الماضية، نجدهم يركضون جريا لدعم الطغاة والديكتاتوريين من صدام حسين إلى مخربّ ليبيا القذافي وآخرهم وحش سوريا الذي حظي بدعم وتصفيق وتسحيج غير معهود، لأنّه المقاوم الممانع الذي ينتظر هو ووالده مؤسس التوحش في سوريا أربعة وأربعين عاما ل "تحديد الزمان والمكان المناسبين للردّ على اختراقات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي داخل سوريا".

وآخرهم "عبد الحكيم جمال عبد الناصر"
و "عبد الحكيم" هو النجل الثاني للرئيس جمال عبد الناصر، بعد نجله الأكبر"خالد" الذي توفي في الخامس عشر من سبتمبر 2011 عن عمر 62 عاما. ويعمل عبد الحكيم مهندسا ولم يسبق أن عرف عنه تدخلا في السياسة المصرية أو العربية، ونادرا ما تتوفر معلومات أو ظهور له بعكس شقيقه الأكبر المرحوم خالد. فاجأ النجل عبد الحكيم متابعي الفيس بوك يوم السابع والعشرين من يناير 2014 أن وجّه رسالة دعم ومؤازرة وتضامن ومناصرة مع الرئيس بشار الأسد، رغم كل الجرائم الفردية والجماعية التي ارتكبها وما زال يرتكبها بحق الشعب السوري منذ الخامس عشر من مارس 2011 . وقد شكّلت كلمات رسالة عبد الحكيك عبد الناصر صدمة عند غالبية القراء والمتابعين المصريين والعرب إذ جاء فيها:

( إلى أخى الرئيس بشار الأسد لا يرهبك هؤلاء الخونة وهم مستقوون بالشيطان الأمريكى الأكبر، أنت الآن تمثل سوريا الوطن وجيش الجمهورية العربية السورية الذى هو جيش الجمهورية العربية المتحدة الأول، رافعا علم الجمهورية العربية المتحدة الذى رفعه جمال عبد الناصر منذ ٥٥ عاما على مصر وعلى قلب العروبة النابض دمشق. تسلح بصلابة عبد الناصر فى ٥٦ عندما واجه بريطانيا وفرنسا وحتى رغم هزيمة ٦٧ تسلح بإيمانه بشعبه العربى وعدالة القضية العربية ضد الصهيونية فى حرب الاستنزاف حتى موافقته على مبادرة روجرز لاستكمال حائط الصواريخ الذى كان مفتاح نصر أكتوبر العظيم، تحية لسوريا قلب العروبة النابض ولشعبها العروبى الوفى والخزى والعار لخدام النيتو تجار الدين الخونة ).

لا تحتاج هذه الرسالة المخزية لتعليق شخصي منّي، فهي عار مشين أن تلصق بإسم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للمتاجرة بدعم أكبر وأوحش كائن عرفته سوريا، حيث ما يزيد على مائتي ألف قتيل ومفقود وسجين ، وقرابة خمسة ملايين لاجىء سوري من بينهم ألاف في في عدة مدن مصرية ربما لم يسمع عن معاناتهم وأسباب لجوئهم عبد الحكيم عبد الناصر. والسؤال الموجه للمتاجر باسم والده (الرئيس جمال عبد الناصر) هو: لو كان الرئيس جمال عبد الناصر حيّ، هل كان سيسكت على هذا الجرائم الوحشية المرتكبة بحق الشعب السوري الذي حاول عام 1958 توحيده مع الشعب المصري؟. وهل سمع عبد الحكيم بقرار الجامعة العربية تجميد عضوية نظام بشار الوحش؟ وهل سمع بقرار الرئيس المصري المعزول الدكتور محمد مرسي سحب الشرعية من نظام الوحش وأنّه ما عاد يمثل الشعب السوري؟. وهل يعرف أنّ هذا الوضع ما زال ساريا حتى بعد عزل الرئيس مرسي؟.

وتكفي للرد على عبد الحكيم تعليقات بعض القراء المصريين،
فقد نشر موقع "اليوم السابع" المصري رسالة عبد الحكيم هذه لوحش سوريا، وهذه بعض تعليقات القراء المصريين كما هي منشورة في الموقع المذكور:

جلبت العار لاسم الزعيم الراحل الله يخزيك
بواسطة محمود، 25 يناير
ربنا ينتقم منك إنت وبشار فعلا المجرمين على أشكالها تقع. كيف تجرؤ على هذا ألم يؤلمك آهات الأطفال واغتصاب السيدات و...و...خذلتنا فعلا.

بواسطة: نحن لا نزرع الشوك - خليك فى النور

بتاريخ: السبت، 25 يناير
من مواطن مصري لـ"عبد الحكيم " اتلهي . وأقعد فيسا يا ليمبي فى جنب.
) انت كل مؤهلاتك أسم ابيك . فقط ولا تملك شيء اخر .. لا سياسيا و لا شعبيا ولا فكريا )

تحيه لروح الزعيم عبد الناصر
بواسطة: دكتور مهندس احمد العزازى

بتاريخ: السبت، 25 يناير 2014
ولكن عندى عتاب شديد على المهندس عبد الحكيم عبد الناصر
وهو أن برغم ان سوريا تواجه جماعات ارهابيه مسلحه مدعومه من امريكا ومن بعض جهات فى الخليج ولكن بشار الاسد عمل مدابح بشعه مروعه قتل فيها اطفال ابرياء ونساء ومواطنين سورين ابرياء عزل فبصراحه انا اعتب على المهندس عبد الحكيم بشده بشده وادعوه لمراجعه نفسه ورايه لان بشار سفاح ومجرم بكل المقايس وعنصرى ونظامه الحاكم عنصرى اجرامى وجيشه عنصرى اجرامى ومدعوم من ايران التى هى عدوه لمصر.

ومفاجأة مذهلة من حسن صبرا رئيس تحرير "الشراع" اللبنانية
فقد نشر الأستاذ حسن صبرا مقالة في جريدة "الشرق الأوسط"اللندنية يوم الخامس عشر من يوينو 2013 بعنوان (أولاد عبد الناصر..حول بشار الأسد )، كشف فيها أنّ عبد الحكيم عبد الناصر نفسه كان قد أرسل رسائل تهنئة إلى عدد من أصدقائه بمناسبة احتلال عصابات بشار الأسد وحزب الله مدينة القصير السورية وسبي نسائها وقتل رجالها، وارتكاب مجازر بشعة بحق الآلاف من أطفالها و شيوخها. وقد كرّر عبد الحكيم في رسالة تهنئته هذه بعض كلمات رسالته الجديدة للوحش بشار إذ قال في تلك التهنئة: "إنّ الجيش العربي السوري الذي انتصر على العصابات الإرهابية هو الجيش العربي الأول، جيش الجمهورية العربية المتحدة" متناسيا أنّ الجيش السوري هو الذي أطاح بالجمهورية العربية المتحدة معلنا انفصال سوريا عام 1961 . وقمة المفاجأة أنّ حسن صبرا كما ذكر في مقالته، أذهلته برقية التهنئة تلك فبادر للاتصال بشقيقة عبد الحكيم الدكتورة هدى جمال عبد الناصر، ليخبرها بما فعل أخوها، فصرخت الدكتورة هدى قائلة: يا خبر أبيض..ده مش معقول ثم لخصت تفسير الموقف كالتالي: ( إنّ جمال عبد الناصر ليس مسؤولا عن سلوكيات أولاده....إنّ عبد الحكيم ليس سوى مهندس لا علاقة له بالسياسة...إنّ عبد الحكيم واقع تحت تأثير حمدين صباحي وإنّ حمدين لا يهمه سوى زعامته وترتيب أوضاعه ).

وفي النهاية مهما طال الوقت بكل الديكتاتوريين والمستبدين فلا بدّ أن يلاقوا عقابهم الذي يستحقون، فهل يتذكر القراء طاغية أو ديكتاتورا نجا من العقاب الذي تستحقه جرائمه..هذه هي سنّة الحياة والتاريخ مهما كثر عدد المصفقين والسحيجة حتى لو استعملوا أسماء قادة رحلوا عنّا، فهولاء الراحلون فعلا غير مسؤولين عن تصرفات ومواقف أولادهم.
www.drabumatar.com