سقاعة الإدارة الأمريكية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
والسقاعة مفردة جاءت من السقيع وتلفظ هكذا، رغم أنها مأخوذة من الصقيع أي شديد البرودة، وتستخدم في الدارجة العراقية لتصف الإنسان البارد الممل القريب من البلاهة وربما الغباء أحيانا رغم ثرثرته أو ادعائه العلم بالشيء، وقد استخدمت هذه المفردة لتصف أولئك الناس كثيري الثرثرة الذين يأخذون الأمور بسطحيتها دون معرفة الحقائق.
وأكثر الناس عدم دراية ومعرفة بتاريخ الشعوب هم الإدارة الأمريكية التي دفعت بسبب أخطائها وعدم إدراكها لحقائق الأمور، خسائر كثيرة في علاقاتها مع شعوب العالم وخاصة بعد إجرائها التداخل الجراحي الكبير في كل من أفغانستان والعراق، حيث أرسلت أسوء إدارييها لوراثة أنظمة الحكم الدكتاتورية فيها، ويتذكر العراقيون بأسى شديد وعار كبير للولايات المتحدة إدارة السيد برايمر للعراق في الفترة الانتقالية التي أنتج فيها أسوء ما يتم تعريفه في علوم السياسة والإدارة والاقتصاد، حينما خلط النابل وبالحابل وصاغ ما يسمى بالفوضى الخلاقة التي أنتجت كل تداعيات الفوضى العراقية منذ انهيار نظام البعث وحتى يومنا هذا؟
ولعل ما ورد مؤخرا في وسائل الإعلام الأمريكية من اتهام للحزبين الكبيرين في كوردستان، الديمقراطي والاتحاد، كونهما منظمتان إرهابيتان يأتي في سياق ( السقاعة ) الأمريكية التي تتناول من خلال سطحيتها وعدم إدراكها لحقائق الأمور وتاريخ الشعوب أكثر الأمور أهمية، لكي تعرف نضال الأمم والشعوب بأنهما إرهاب، علما بان تاريخ ونضال الحزبين المذكورين أكثر عراقة وأصالة من حزبيها الديمقراطي والجمهوري من خلال تضحياتهما وقوافل شهدائهما وعموم الحركة الوطنية الكوردستانية التي قادها الديمقراطي الكوردستاني منذ بداية النصف الثاني للقرن المنصرم وحتى يومنا هذا، وهو الذي حقق مع حليفه الاتحاد وبقية الفعاليات الكوردستانية ما تنبهر به كل الإدارات الأمريكية وغيرها في منطقة الشرق الأوسط، حيث حولت كوردستان إلى واحة أو جزيرة للسلام والأمان والمدنية والازدهار في عجاج بحر متلاطم من الإرهاب والدمار والتقهقر.
ومن المضحك حقا أن يطلع المرء على تقييمات بعض مفاصل الإدارة الأمريكية بكل أشكالها خاصة حينما يقرأ هذا النص الذي يمثل فعلا، فعل ورد فعل سقاعة الإدارة الأمريكية حول المسألة التي أثيرت مؤخرا حيث يقول التقرير:
عقب اعتذار الرئيس مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان عن زيارة الولايات المتحدة الأمريكية بناء على دعوة رسمية من إدارتها، وبعد استيضاح رأي ممثلية حكومة إقليم كوردستان في الولايات المتحدة بهذا الشأن، كما أوردته وكالة بيامنير للأنباء، فقد تداول الكونكرس والخارجية الأمريكية هذه المسألة، وأعلن المسؤولون هناك بكل صراحة إن أسم (الكورد) قد أُدرج ضمن القائمة السوداء الأمريكية عن طريق الخطأ، فهم أي الكورد ضد الإرهاب ويساندون السلام والاستقرار، وقد صرح أيد رويس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونگرس قائلا:
" إن إدراج اسمي الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني ضمن القائمة السوداء قد ورد سهواً وعن طريق الخطأ لأنهما كانا على مدى عشرات السنين السبب في استقرار المنطقة وأمنها والسلام فيها، بينما انتشرت منظمة إرهابية مثل القاعدة والمنظمات التابعة لها في عموم الشرق الأوسط، وتطورات الأمر هكذا فأن علينا أن نراجع موقفنا وقرارنا غير المناسب إزاء أصدقائنا في تلك المنطقة، لآن هذه المسألة ستتسبب في تدهور علاقاتنا معهم وأصبحت أتساءل : ترى هل أن الإدارة تساند قراراً قانونياً يتم بموجبه رفع أسم الكورد من القائمة السوداء".
فيما أعلن نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون العراق وايران بريت ماك كيورك:
" الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني هما أقرب أصدقائنا في الإقليم منذ عشرات السنين وبرأينا أنه يتوجب رفع اسميهما من القائمة السوداء في أسرع وقت وتدركون أن هذا الموضوع يتطلب مشروعاً قانونياً وسنساند حل هذه المسألة حتماً ونتطلع مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية ولجان الكونكرس لإيجاد حل مناسب لذلك".
حقا شر البلية ما يضحك!